أيها البشر أحذروا من الأجناس

بعض السكينة.. "

استندت بجذعي بخمول على الكرسي أحدق بانزعاج بالذي يقف أمامي.. كيف يجرؤ على إحضار ملف آخر لفوق تلك الملفات المكدسه.. رفعت حاجباً له..

قهقه بخفه لينبس بصوته الغليط : لا تحدق بي هكذا أعمالك المتأخرة هيا بسببك.. "

وضع الملف فوق طاولة مكتبي بعد أن فتحه ليديره نحوي..

ليقول بهدؤء : راجع.. هذا اولاً.. إنها تكاليف أعادت إعمار قصر جولدن..هذه هي المبالغ التقديريه للاضرار التي تكبدنها.. انظر فيها وسأل ان كان هناك مايزعجك.."

حدقت بالملف قليلاً وأنا لازلت على وضعي.. وضعت ساق على الاخرئ قبل أن انبس له بهدوء
: هل يمكنك الإهتمام بذلك لأجلي.. أنا أعُاني هنا.."

ماكدت أنهي جملتي له حتى عدت لالتقاط الملف الذي رميته قبل وصوله..
وضعت مرفقي على الطاوله لاشبكهما معاً أحدق بمنتصف العشريني أمامي.. كان يحك رأسه وهو يحدق بالملف بتركيز كبير لانبس له..
: كيف.. هو حالك.."

توقف عن التركيز بالملف ليجلس على الكرسي المرافق للمكتب..
وضع الملف أمامه على الطاولة..
: لا أزال حياً..."

قال كلماته بهدوء عكس العاصفه التي أراها بعينه الزرقاء الامعه..
حدق بي بعد شروده الطويل بالملف أمامه.. ليقول
: وأنت.. "

تسمرت عيناي بثبات عليه أحدق بروحه خلف عيناه العاصفه اراقبه ببرود.. ارتفعت زاوية فمي بعبث..
كان يحدق بي بدوره يراقب تفاصيلي أيضاً كما لو أنه يبحث عن إجابه في.. لاقول ببرود.. ينافس البرد..

: لقد.. وجدتها.."

برقة عيناه الامعه بشدة.. وتبددت الغيوم العاصفه خلف عيناه.... أشرق وجهه....

كنت اراقب تعابيره بعنايه اقيسها بالملي.. الأمل..
كان مكتوب بكل زاوية في وجهه.. عدت للخلف لاتكتف بيداي أمامه لانبس بحزم كبير له امنعه من الفكرة التي أستطيع قرائتها فوق رأسه بوضوح النهار

: لكن..عليك الإنتظار.. "

لانت تعابير وجهه وضهرت لمحة حزن في عيناه كسرت اشراقته السابقه أدار رأسه نحو لوحة معلقة في منتصف الجدار الذي يقابل مكتبي مباشرة..
كانت لوحة..
.. لمكان بديع الجمال بازهار واشجار ملونه وبحيرة..

: لابأس... لقد انتظرت طويلاً جداً... ساقبل بالانتظار قليلاً بعد... "
سمعت كلماته الهادئه.. عاد لهدوئه المعتاد هذا المنيع الذي أمامي لا يكسر إلا لسبب.. هي.. فقط..

أعاد انظاره لي ليقف ليقول بهدؤء : حسناً.. ساتولئ أمر إعادة الإشراف على الأعمار.. ساتاكد أن يعود قصر جولدن ساحراً كما كان.."

: أشكر لك عملك.. فينير.. "

استدار مغادراً ليلوح لي من الخلف لاسمعه يتمتم بصوت مسموع قاصد..
: حصولي.. على إجازه سيكون.. شكراً أفضل من كلمة شكراً.. "