بِجسدً منهك كَظلاٍ باهتاً لا يشبهُ ذاتهُ، شفاهٌ جافه وعيونً غائمة أعتادت النظر إلى الأفق بِتعبً..
تفصحُ عن مَا لا يمكنُ الإفصاح عنه إلا أن لا أحد يفهم أو يفقه لذا أعتاد الخيبة..
مد يده المرتعشة نحو الرمح المهيب حتى لمست
الحجر البارد..
..~●●~..
نهض بصعوبة بينما الخدر يتلاشى ببطء من أطرافه الباردة وحبات العرق تقطر بغزارة..
أنظاره الصارخه مثبته على الأرضية.. تنظر حيثُ تضرب قطرات العرق البارد، لا يَشعر بالأنتعاش فقط ثقلٌ رطبٌ يلتصق بجلده..
محبط..
حزين..
تائه..
لا.. بل..
فارغٌ من الأحاسيس..
وخاوٍ من الداخل..
بالكاد لمس المغسلة وأرتكز بذراعه عليها كي لا يسقط، مد ذراعهُ إلى الصنبور بينما شعور الغثيان يضربه بقوة من الداخل..
رؤيةُ أصبحت ضبابية لؤهله..
توقف متسمراً ببقعته، يحاول إِدراك نفسه، لكن أنحدر جسده وسقط إلى الحضيض..
أناملهُ أستماتت للوصولِ إلى الصنبور..
كان يضحي بما بقي لديه من قوة للبقاء واقفاً عندما عادت الرَجِفة لخبطهِ بقوةً.. أغمض عِيناه..
بدء وأقفاً وشارداً أمام مرآة المغسلة، بينما لا أحد يدرك الكم الرهيب من المعاناة التي يُعانيها..
كانت المغسلة باردة تحت راحتيه المرتعشة، وأنفاسة تتصاعد في الهواء البارد للحمام، كضباب صغير يتلاشى ببطء..
مرت ثوانٍ طوال..
مريرة..
صعبة..
ومحطمة..
بشكلاً مدمر..
كل ما حوله صامتٌ إلا رأسه يَعجُ بالهمساتِ الخانقة
حتى برز صوت تدفق الماء بين مئات الهمسات ليطغى..
مع ذلك بقي مُغمض العينين، لم يكن بحاجةً لفتحِ عينيه ليعرف؛ فقد شعر بحضوره كدفءٍ مفاجئ في برودة الحمام..
كان حضوراً مألوفاً يُخاطب الذاكرة ويلامسها من بعيد..
: أنت تقتل نفسك!.. "
بهدوءً انتزع القادم أمتداد يده عن الصنبور بعد أن فتحهه لم تكن الحركة متعجلة أو مفاجئة..
بل أداره كما تدار الأمور الهامة.. أنساب تدفق مائي
هادئ ومستقر على وتيره منضبطة..
أمتلأت أُذنيهِ بصوت التدفق الغزير والحيوي للماء
الذي بدء كهمسةً مطمئنة..
فتح عِينيه أخيراً ورفع رأسه إلى الصوت المألوف..
ألتقت أعينهما، آمال آيثن برأسه بِأرهاق إلى الجانب ولم يقطع التواصل البصري بينهما..
لم يقل الغريب كلمة واحدة، كان يقف هناك بجانبهِ وصوت صنبور الماء الذي فتحه يصدح..
أبتسم آيثن بتكلف كبير؛ بل وإضاف مُمازحاً..
أنت تقرأ
أيها البشر أحذروا من الأجناس
خيال (فانتازيا): ولأني في حدادً.. سأجعلُ العالمَ في حدادً معي.. " رواية جمعت في طياتها كل العوالم ، جمعت الأصناف أجمع بين صفحاتها.. خُط عن عصراً نقشه رجلاٌ بدمائه مع فرسانه العشرة ، رجلاٌ فصل النزاع الأزلي بينهم بقوته الجبارة رفع رأية المظلوم وأنكس رأس الظالم بعصر...
