< ..غابة الوهّم و السّراب (8) >.. أُغنِية منسيه.. "

103 19 13
                                        

..~●●~..

أغمض آيثن عينيه و قد بدء الأضطراب حولهما في تلك اللحظة بدأت الدمية بمحاولة فتح فمها القشي كانت الخيوط تتقطع بينما يتسرب دخانٌ أسود كثيف من فمها بالإضافة إلى تدفق جرعة جيدة من الدماء الداكنه القريبة من السواد..

أنتشرت رائحة صدى الحديد في الهواء..

أصبح الوضع الحالي لا يطاق أنكمش الهواء حتى تبدد من الجو فلم يعد هناك سوى طبقة كثيفة من الدخان الأسود كان بأمكانه معرفة الضغط الهائل المطبق على رئتيه كان يحاول عدم أستنشاق ذلك الدخان..

لقد بدء الأمر الذي كان واضحاً أنها كانت لعبة.. لعبة
ضغطاً عليه لا أكثر أما أن يبيع جسده أو يفنى أو حتى يتجمد..

الصقيع يقضم أطرافه.. البروده وصلت حتى قلبه
و رئتيه أصبحتا كالبالون تكادان تنفجران بأي ثانية
و الأسوء من ذلك تلك الدمية اللعينه التي تنتظر منه الفناء حتى تأكله من الداخل و تستولي على جسده..

الثواني التي مرت كانت بطيئة و عصيبه عليه جداً
و على المتابعين.. تخدرت أطرافه و بهتت عيناه حتى ضاع بؤبؤهما إلا أنه كان رافضاً للخنوع لها إلى أن توقف جسده و سكنت خفقات قلبه و كان وعيه يودع أخر خيوط النور التي يتمسك بها بشدة
حتى أختفت و غلف داخل ظلاماً سرمدياً فظيع..

هو..
و الهدوء..
فقط كإنيساً له..

بقي في عمق الجحيم الأسود يغرق ببطء لا يسمع شيئاً.. ولا يدري عن الواقع كذلك.. وعن تلك الدمية
التي كانت تتسلق جسده المتجمد نحو رأسه بفرحه خبيثه قد كانت تنتظر تلك اللحظة بفارغ الصبر تشاهده من بعيد يحاول التحرر إلا أن محاولاته تأبى النجاح الضرر النفسي كان يسعدها أكثر من الضرر الجسدي..

الأن هيّ جائعة ستأكل أعضاءه من الداخل و ستبقي على الغلاف الخارجي للجسد.. الهيئه فقط..

وصلت إلى شفتيه المتجمدة.. أبتسامتها المشوهه كانت فظيعه عندما وضعت كلتا ذراعيها القشيتان حول شفتيه..

لم تكن تنوي خيراً.. الفكرة الرهيبه التالية كانت كسرهما مثل الزجاج.. بنشوة غامرة ضغطت عليهما بقوة وعن آيثن الغافل كادت تكسرهما..

.. حاولي فقط ..

أرتعدت أوصالها و أهتزت بعنف متسمرةً في مكانها تخشى الحراك حتى ثويناتً مرت فظنت أنها لربما تحلم إلا أن صدى ذلك الهمس الخافت البارد الأقرب إلى فحيح الأفعى.. لا يزال يتردد في خلايا عقلها
نفضت ذلك الهمس بعيداً عل ذلك كان مجرد هاجساً مضى..

لكن مع ذلك أحتزمت أمرها و أرادت التأكد فقط
فرفعت رأسها ببطء إلى من تشك أنه صاحب الهمس.. عندئذاً توسعت الخيوط التي تشد منطقة العينان الفارغة حتى كادت تتقطع..

في وجه تلك النظرة الباردة في عينيه التي كانت تحدق بها بصمت.. تحدق بصمتاً مطبق إلى ذلك الوهج فيهما.. وقد كان أشدُ رعباً من الهاله الساحقة التي كانت تتسرب منه.. مسببتاً ضغطاً شديداً..

أيها البشر أحذروا من الأجناس حيث تعيش القصص. اكتشف الآن