كان يَشّتم أَكَادِميَةُ آيزِيلِيُوس بكل الشّتائم التي يَعرفُها..
في ذلك الوقت شعر بوخزاً مؤلم في عُنقه لمس منطقة الألم بِأهمالاً وأستمرَ بالتقدمِ خلف البقية مُتجاهِلاً الوخز..
فيّ تلكَ اللحظة تَّوقف جسدهُ عن الحّراكِ فجأءة
حاول التحرُك لكن كما لو أن جسده نضمَ عِصياناً ضدهُ..
تدحرجت عِيناه في محجرهما وأهتز بؤبؤيه بِذُعر
رفعَ وجهه لكنهُ مثل الأبكم لم يستطع النُطقَ بأي حرفاً..
في ذلكَ الوقت بدأت سَاقاه ترتعشان مثل شجيرة ضعيفة في مهبِ رياحاً عاتيه، تلاحقت أنفاسُه كما لو كان يركُض، أصبحَ يلهثُ فجأةً بحثاً يائساً عن الهَّواء الذي صُودر قسراً عن رئتيهِ..
عِيناهُ اليائسة حدقت بِظهورِهم بصمتاً تركَ طعماً مُراً على لسانهِ..
عندما شَعرَ بالهلاكِ قادماً، عِيناهُ أِتسعتا للحظاتً كان يُحدق بهِ بِرجاءً، كان وَخزُ الألم لا يُطاق..
لقد كان أولَّ من ألتفتَ إليّهِ وأولَّ من سارعَ بالخُطَى إليّهِ..
ثم بدأت رُؤيةُ بالتقلصِ ببطء، كأن جفنيهِ يُسحبان
إلى الأسفل، أصابعهُ قدمية التي كانت تتشبثُ كالملاقط بالأرض كأخر أملاً له للبقاءِ وأقفاً أرتخت فجأةً، قبل أن يَسقُط تمايل جسدهُ إلى الخلف كما لو كان يَسبحُ في الهواء، أنهار مثل بيتاً من الورق..
أرتطم رأسهُ على حافةِ الدَرج بصفعةٍ مكتومة، تناثرت خَصلاتُ شَعره الكثيف حول وجههِ الشاحب وتدفقت حول جسده، ذلكَ الشعر الرماديُ الفضيّ..
تلطخَ بلونٍ قرمزيً بشعً..
أصَابَ الذهُول الحاضرين، فتجمدوا لثانيةِ طويلة
قبلَ أن يهرعوا إليّه، صوت آيزاك المذعور الذي أخترقَ مَسامِعهُم بينما يهتفُ بأسمه..
: بيرسيوس!!!.. "
لم يستجب بيرسيوس للنداءِ القلق، ظلت عِيناهُ مغلقتين بهدوءٍ مخيف، كأنها غرقت في نومٍ لا قاعَ
لهُ..
..~●●~..
بعد أن أفاقَ من غفوته، كانت رُؤيتهُ لا تزال ضبابيةً أِستغرقهُ الأمر بِضعَ ثوانٍ لتتوضح أخيراً، أوَّلُ شيئاً
وقع بَصره عليه كانَ السقف الأبيض العّاليَ..
حدقَ لثانيةً طويلةً قبل أن يُدير رأسّه، تجعد جبينهُ بعدَ أن شَعر بالتصلب الفظيع في رقبتهِ التي كادت أن تصدرَ صريراً مثل دميةً مكسورةِ الرقبة..
وقعَ نظرهُ على شعراً أشقر كثيف يُشاركهُ السّرير أبتسم بخفوتً، مَشهدٌ كهذا كان دائماً ما يتكرر منذ أن كان طفلاً صغير..
في ذلكَ الوقت شعر بوخزٍ غريب يتسللُ تحت جلد عنقهِ، كماَ لو أنه جيشٌ من النمل يسير عليّه..
أنت تقرأ
أيها البشر أحذروا من الأجناس
Fantasy: ولأني في حدادً.. سأجعلُ العالمَ في حدادً معي.. " رواية جمعت في طياتها كل العوالم ، جمعت الأصناف أجمع بين صفحاتها.. خُط عن عصراً نقشه رجلاٌ بدمائه مع فرسانه العشرة ، رجلاٌ فصل النزاع الأزلي بينهم بقوته الجبارة رفع رأية المظلوم وأنكس رأس الظالم بعصر...
