كان يتحدث على الهاتف ولم يشعر بها وهي تدلف إلى
الداخل وارتجف قلبها من هول ماسمعت..
ظلّت تنظر له بذهول حتى أفاقت على صوته يرعد بتهديد لو
فكرت فقط في الإفصاح لأي شخص عمّا سمعته منذ قليل
وأتبع تهديده بالصفعات عندما حاولت الاعتراض على
مايقوله..
حسنا هي لم تكن محاولة كاملة بل فقط فتحت شفتيها
لتتحدث وتحاول أن تفهم منه عمّا سمعته ولكنه لم يمهلها
الفرصة..
وكانت المرة الأولى التي تُضرَب بها ولكنها لم تكن
الأخيرة!
توالت الإهانات والضرب والحبس وكل مرة ينكسر شيء
بداخلها حتى أصبحت حطام امرأة..
ابتعدت عن أفراد عائلتها حتى لا ينالهم الأذى بسببها,
فالشيطان قد أصدر أمره ووجب عليها التنفيذ!
ولم تعرف العذر الذي قاده إليهم لأجل ابتعادها عنهم
ولكنها لم تهتم ..
إذا لم يهتموا بها فلماذا تهتم هي بهم؟!
وهل ظلّ هناك ما تهتم هي به؟!
فهي بعد اكتشافها الذي روّعها لم تعد تهتم بأي شيء سوى
الابتعاد عن زوجها والانزواء بغرفتها حتى لا يجد فرصة
لضربها وإهانتها مرة أخرى..
ازداد ألمها بعدم اهتمامهم بها, مهما حاولت أن تتحاشى
التفكير بهم إلا أن الألم الذي ينهش داخلها جعلها تتساءل..
هل حقا لا يهتمون بها حتى يتواصلوا معها ويكتفوا بأعذاره
هو؟ أم أن الشيطان نجح في خداعهم جميعا كما خدع خالها
من قبل وجعله يصدّق أنه الشاب المكافح الذي يشق طريقه
بطريقة نظيفة؟؟
لتكتشف هي أنه كاذب ومخادع, يعاقر الخمر ويصاحب
النساء.. وكيف لا وهو القوّاد لهن!
زوجها المكافح, المثابر يتاجر بأعراض النساء والشركة
التي يعمل بها ما هي إلا غطاءا لأعماله المشينة!
لم تستطع تصديق أن هناك هذا النوع من البشر حقا,
أن هناك هذا النوع من الشر حولها وهي لم تكن تدري
بوجوده ..
كانت تتخيل أن كل هذا فقط بالأفلام والروايات لتكتشف
أنه بالعالم الحقيقي أيضا بل وأقرب إليها مما تخيلت يوما!
وانصاعت بخنوع كما تعودت مع الجميع طوال حياتها..
حسنا هي لم تكن كذلك طوال حياتها فقط بعد وفاة
والديها وانتقالها للعيش مع خالها وزوجته فقد كانت تخشى
أن يتركوها كما تركها والديها من قبل فأصبحت لا
تعترض, لا تجادل, فقط تنفّذ ما يأمرها به حتى لا ينالها
الأذى أو يفكر يوما بضمها لعاهراته ..
فكرت بالانفصال عنه مرارا ولكنها لم تستطع المطالبة به
أبدا..
هي جبانة وتعترف..
تخشاه وتخشى بطشه والذي رأت منه مثالا صغيرا بضربها
وإهانتها والباقي كان تسمعه أوامر في الهاتف ..
فبعد أن انكشف ستره أمامها ورأى ضعفها فتجبّر أكثر
وأكثر ولم يعد يبالي بها فكانت تنفيسا لغضبه عندما
يعترض طريقه شيئا..
وكيف لا وهي لا أهل لها!
ومن اعتبرتهم أهلها يوما لم تجد منهم الاهتمام المفترض ..
![](https://img.wattpad.com/cover/194119855-288-k792966.jpg)
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...