23

2K 73 0
                                    

ظلّ يفكر بها وبما أخبره به خالها.. ستعمل مع ذلك المدعو
حسام والذي لا يشعر بالراحة أبدا لوجوده حولها..
ولكن ما الذي بيده أن يفعله؟!
فحسام ابن خالها أما هو فلا صلة تجمع بينهما حتى الآن
وكما يبدو لن يكون حتى تستعيد ولو جزءا من ثقتها
بنفسها كما أخبرته تلك المرة..
زفر بحنق ليقاطعه صوت الهاتف فرفعه بملل ليجده صديقه
الحميم معتز ففتح الخط قائلا:"مرحبا معتز"
وصله صوت صديقه المرح:"مرحبا شريف بك, يبدو أنك
نسيتني كعادتك مؤخرا"
عقد حاجبيه وهو يهتف:"نسيت ماذا..."
خبط جبهته وهو يعتذر:"أعتذر حقا معتز لقد انشغلت بالعمل
كثيرا و..."
قاطعه صوت معتز الضاحك وهو يقول:العمل شريف! وأنا
الذي تخيّلت أن عقدتك على وشك الحل وستتزوج ونتخلّص
منك أخيرا!"
ابتسم قائلا:"يبدو أن أمي قد وشت بي كعادتها"
قهقه ضاحكا وهو يخبره:"لقد بدأت بإعداد قائمة
المدعوين من الآن شريف بك وربما وجدت شقيقك يدق
الباب بأي لحظة"
شاركه الضحك وهو يقول:"ولكن ألا تنتظروا حتى توافق
العروس؟!"
"ماذا؟! ألم توافق عليك؟!"
قالها معتز بصدمة مضحكة ليجيبه شريف:"لا ليس بعد, وها
أنا بانتظار قرارها"
تنهّد معتز بشكل درامي قائلا:"وسيكون أفضل انتظار لشيء 
على الإطلاق يا صديقي"
شاكسه شريف:"امم هل أفهم أنك تتحدث عن تجربة؟!"
ثم تهدّج صوته وهو يقول:"على استعداد أن أنتظر إلى آخر
العمر فقط لتوافق على الزواج بي"
قابله الصمت المطبق من الهاتف فنظر إليه ليجد الخط مازال
مفتوحا إذا أين ذهب هذا الأحمق؟!
"معتز! أين ذهبت يا رجل؟!"
هتف بها شريف بنزق ليصله صوت رفيقه المغيظ:
"أترك لك المجال لتعبر عن مشاعرك يا رجل, إذا ألن
تخبرني من هي التي سلبت لبّك هكذا؟!"
"يا لسماجتك معتز! اذهب معتز لزوجتك وطفلك هيّا ولا
دخل لك بحبيبتي"
صاح معتز بقوة وهو يقول:"يا إلهي.. وأخيرا وقع ال شريف
بالحب ومن الواضح أن الحاجة لم تسمِّ عليك يا رفيقي"
"اغرب عن وجهي"
قالها بغضب مصطنع وهو يشعر بقليل من الحرج ليضحك 
الآخر بقوة قبل أن يقول:"لقد جعلتني أنسى لِمَ أردت 
مقابلتك بين غرامك الجديد هذا, مساعدتي على وشك
ترك العمل بعد شهرين تقريبا وسأعلن عن وظيفة شاغرة
و..."
قاطعه حانقا:" وما دخلي أنا بكل هذا يا رجل؟!"
"أنت شريكي شريف شئت أم أبيت, ولابد أن أخبرك بما
يحدث"
زفر شريف بحنق وهو يقول:"يا إلهي معتز ألن تنسى أبدا؟!"
قال بجدية تنافى مع مرحه الدائم:"لا شريف لن أنسى, 
وكيف أنسى من أنقذ شركة والدي من الإفلاس بعدما
تخلّى عني أقرب الناس؟! لذا تقبّل شراكتي دون أي
اعتراض يا صديقي"
ابتسم شريف بحنان قائلا:"حسنا معتز و..."
صمت للحظات قبل أن يقول وقد ومضت فكرة برأسه:
"معتز فلتسديني خدمة ولا تعلن عن وظيفة شاغرة
فلدي الشخص المناسب لها" .

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن