بعد مغادرة الجميع بارك لها وجدي وسمية مرة أخرى
وتركاها مع عبير وكريم الذي حمل ابنته وأخبر عبير أنه
سيسبقها لشقتهما..
التفتت عبير إلى حنين وهي تنظر لها نظرة غريبة فبادلتها
حنين النظرات ثم انفجرتا بالضحك معا بقوة لفترة قبل أن
تتمالك عبير نفسها وتهتف:"لم تدققي النظر حنين! أنتِ لم
تنظرِي للرجل إطلاقا!"
ضحكت حنين وهي تهتف:"يكفي عبير منذ رأيته اليوم وأنا
أنتظر تعليقك هذا.. فهي المرة الأولى التي أنظر له مباشرة
فأنا أخجل كثيرا للنظر له.. ثم أنني أخبرتك أنني لم أنظر
إليه بشكل جيد تلك المرة ما أدراني أن عيونه بلون السماء
الصافية.. وبشرته بيضاء جذابة وشعره الحالك السواد
بنعومة الحرير و......"
قاطعتها عبير بخبث:"حسنا لقد صدقتك.. هذه المرة أنتِ
حتما دققتِ النظر جيدا.. أخبريني حنين ماذا فعلتِ للرجل ما
إن انفرد بكِ حتى يعود ويطالب بزفاف الأسبوع المقبل بعد
أن اتفق مع والدي أن الزفاف بعد شهرين؟!"
تذكرت حنين عناقه فخفق قلبها بقوة واشتعلت وجنتيها ولم
تحتاج عبير أكثر من ذلك حتى تلكزها مازحة:"يبدو أنه
من فعل عزيزتي"
ثم تابعت بصوت رقيق حالم أضافت:"عمتِ مساءاً حنّة"
قالت حنين بخجل:"يكفي عبير ألا تخجلين؟!"
كانت على وشك الرد عندما قاطعها رنين الهاتف لتجده
كريم يستنجد بها فحنين قد استيقظت ولا يستطيع
التصرف معها بمفرده ..
زفرت عبير بحنق:"الرجال!!"
وغمزتها متابعة:"حسنا سنكمل حديثنا يوما آخر
حنين.. عيونه داكنة وأسمر. .يا إلهي بدأت أشك بقوة
نظرك"
صعدت لزوجها لتجد الطفلة نائمة فنظرت له بدهشة وقبل
أن تدرك ما يحدث حتى شعرت بيديه تفك حجابها وتمتد
إلى الفستان لتهتف به:"كريم..ماذا تفعل؟ هل تعمدت
الكذب عليّ؟"
قال كريم متذمرا:"ماذا أفعل؟! لقد استبد بي الشوق وأنتِ
بالأسفل تثرثرين مع حنين ولو تركتك لما رأيتك الليلة..
وأنا مشتاق عبير"
قالت بخجل:"كفى كريم.. ألا تخجل؟!"
ضمها كريم إليه وهو يهمس لها:"كفى دلالا حبيبتي.. لا
أستطيع الصبر أكثر من ذلك وها هي حنين قد نامت وكأنها
تشعر بوالدها"
أجابته بدلال:"أنا أريد النوم"
غمزها قائلا:"وأنا أيضا أريد النوم حبيبتي" .
***يتبع....
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...