أفاقت من أفكارها على صوت الهاتف والذي قلّما تسمع رنينه
منذ أبعدت نفسها عن عائلتها حماية لهم وجرحا منهم أيضا .
****
كيف استمّر معها سنتين كاملتين لا يعلم؟!
بل كيف تزوّجها من الأساس وهي بعيدة كل البعد عن
الصفات التي تمنّاها دائما بشريكة حياته؟!
"سمر"
الفتاة التي تزوجها وكان يتخيل وقتها أنه فاز بالجائزة
الكبرى, الفتاة التي أَسَرَته بجرأتها وتصميمها على الفوز به
ولفتت نظره بجمالها وأنوثتها حتى وقع بالفخ!
وأطبق الفخ عليه بإحكام جعله يختنق..
لم يكد يمر شهران على زواجهما إلا واكتشف أي نوع من
النساء تكون!!
أنانية, نرجسية, لا ترى أبعد من الزينة والملابس والتي تقوم
بشرائها بوفرة جعلته يشعر بالاختناق من تصنّعها والذي رآه
فاتنا ذات يوم ..
هل كان بتلك السطحية كما صارحه كريم بالفعل؟!
عندما يفكر بحياته يكتشف كم كانت مليئة بالحب
والحيوية قبل أن يقابل الفراغ بزواجه من سمر..
لم يرَ فيها أبعد من جمالها وفتنتها والتي استغلتها جيدا حتى
قابلتهما أول مشكلة وهما بعد في الخطبة والتي لم تطل
أكثر من أربعة أشهر كان مغيبا خلالها بسحرها..
عندما رفضت أن تسكن مع والديه في الفيلا وفضّلت أن
تسكن بشقة بعيدا عنهما ووافقها هو اتقاءا للمشاكل فهي
لم تتوافق ووالدته قط..
مما جعله يركن إلى السكن في شقة قريبة نسبيا من الفيلا
التي يقطن بها والديه والتي تقطن بها عبير شقيقته مع زوجها
كريم في الطابق الذي يعلو والديه..
وتسبب في حزن والدته ولكن لم يكن بيده شيء فآثر
الصمت حتى تمر المشكلة بسلام.
وتوالت المشاكل وتوالت تنازلاته حتى أنه ابتعد عن حنين
من أجلها..
ظهرت ابتسامة على شفتيه عندما مرّت بخاطره,
حنين الرقيقة ابنة عمته والتي كانت تتبعه كظلّه
بصغرها, طالما كانت لها مكانة خاصة لديه حتى أن سمر
كانت تغار منها بشدة رغم تأكيده لها مرارا أنها كعبير
تماما..
ولكنها لم تستسلم حتى ابتعد عنها نهائيا وزاد البعاد بعدما
تزوجت بذلك الشخص الكريه عماد والذي لم يستسغه
أبدا..
لا يعلم لماذا وافقت عليه من الأساس؟!
لقد ألقى باللوم على والده بزواجها السريع بشخص لم
يعرفونه من قبل بل واتهمه يومها أنه أراد التخلص منها وافتعل
مشكلة معه حتى أن سمر اتهمته يومها أنه يحبها ونفى ما
قالته بإصرار جعله يشك بالأسباب التي جعلتها تذكر
ذلك.. حتى أنه أخبرها يومها بأنه رفض الزواج منها عندما
عرضت والدته الأمر عليه فهو لم ينظر لحنين يوما سوى أنها
أخته الصغيرة مثل عبير وهي تصغره بعشر سنوات كاملة
فكيف يفكر بها بهذا الشكل؟!
هو لا ينكر أنه متعلق بحنين كثيرا, بل هي النسمة
الرقيقة التي رطبت حياته دوما.. حتى أنها أخبرته أن حنين
واقعة في حبه بكل غباء لذلك هي ترفض كل العرسان
الذين تقدموا لخطبتها وأخبرته أنه لو تدخل في زواجها هذه
المرة ستعتقد أنه يكن لها المشاعر بدوره.
وهذا ما جعله يصمت عندما أرادت رأيه عن المدعو عماد بل
وأخبرها ألا تتسرع في الرفض كما فعلت قبل ذلك..
وها هو يعاني من ويلات قراراته الخاطئة!
انبهر بسمر وجمالها ولم يلاحظ شخصيتها الأنانية تحت ذلك
الغطاء الأنثوي الزائف وطباعها الصعبة.
تساءل هل لو تزوج بحنين كان سيعيش سعيدا كما أخبرته
والدته من قبل؟
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...