62

1.8K 72 1
                                    

عادت إليها عبير لتجدها قد استغرقت في افكارها فلم تشعر 
بعودتها فمازحتها قائلة:"كلها لحظات ويأتي خالك 
ليسلّمك لعريسك حبيبتي لا تقلقي لن يتأخر أكثر"
ابتسمت لها بشحوب فلاحظت عبير التغيير الذي شابها..
فسألتها:"ماذا حدث معكِ حنين؟! لا..لا تقولي تلك الأفعى
سمر قد نفثت سمومها بكِ مرة أخرى أليس كذلك؟!"
قالت بحزن:"لديها الحق عبير.. فأنا أشعر أني لا أستحق 
شريف.. هو يستحق فتاة بريئة لم ترَ من الدنيا سوى جانبها 
الوردي وليس.. حطام امرأة مثلي"
هتفت عبير بصرامة:"إيّاكِ أن تنعتِ نفسك بتلك الصفة 
مرة أخرى حنين.. لا تستمعي لحديث تلك الأفعى هي تشعر
بالغيرة منكِ لأنكِ أفضل منها وستتزوجين برجل تحلم هي
بالنظر إليه فقط.. نعم هي زوجة أخي ولكني أعلم جيدا 
أنها لا تحبه.. هي فقط لم تنجح مع غيره.. هو سقط بحبالها
كالغرّ الساذج.. وربما كان ما يحدث له تكفيرا عن ذنوبه 
بحق الفتيات اللاتي جرحهن وكسر قلوبهن وضحك عليهن
بكلامه المعسول ووسامته التي جذبتهن إليه"
عاتبتها حنين برقة:"لا تظلمي حسام.. هو فقط ضعيف أمام
الجمال وهو منذ زواجه بسمر لم ينظر لامرأة أخرى سواها"
سخرت عبير منها:"حنين حبيبتي.. أنتِ طيبة وساذجة حقا..
إن حسام يعيش حياته كما قبل زواجه وأكثر عزيزتي.. 
وهذا ما يجعلها تنفث سمومها في الجميع بل والأدهى أنها قد
خانته هي أيضا"
شهقت حنين بقوة وهي تنظر إليها غير مصدقة ما تسمعه!
هل يوجد شيء كهذا؟!
تذكرت خيانات عماد المتعددة والتي لم تكن تؤلم سوى 
أنوثتها المجروحة فتساءلت إذا كانت سمر أحبت حسام حقا
لذلك هي تتألم وتريد الجميع أن يتألم مثلها!
أخرجها من أفكارها الباب الذي فُتِحَ ودلف منه وجدي
وسمية.. نظرا إليها بحب وحنان وباركا لها ثم أمسك وجدي
بيدها وخرج معها ليسلمها لشريف الذي يتحرق شوقا لها .
ساد الصمت للحظات فرفع بصره ليرى ملاكه مقبلا عليها مع 
وجدي.. شعر بقلبه يكاد يقفز محلقا من فرط السعادة التي
يشعر بها..
كان الفستان بحمالة واحدة يضيق عند الصدر وينسدل
بتنورة واسعة حتى يصل إلى كاحليها.. والجزء العاري مغطى
بقماش التُل السميك وحجاب أبيض جعلها كالملاك 
وطرحة طويلة تحملها لها عبير..
التقط يدها بين يديه وطبع عليها قبلة أتبعها بقبلة أخرى
على رأسها ثم قادها إلى المكان المخصص لجلوسهما وهو 
يغمز كريم ألا يطيل عليه ..
أثارت غمزة شريف الهمس والضحكات بين الحضور فنظرت له
حنين متسائلة ليجيبها ببراءة:"غمزت كريم حتى ينهي
العرس باكرا"
أشاحت بوجهها عنه بخجل فقهقه بمرح وهو يمسك يدها 
ويضعها على ساقه هامسا لها:"إذا اردتِ أن تثيري فضيحة 
حاولي أخذ يدكِ إليكِ"
ابتسمت مازحة:"لا عليك سأتركها لك"
هتف بأسف مصطنع:"ياللخسارة.. لقد أردت أن أريكِ مثالا 
للفضيحة التي أنتويتها"
وتابع المزاح معها غافلا عن العيون التي تنظر إليهما بحقد من 
بعيد .

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن