19

2.2K 95 0
                                    

بدأ حديثه:"مرحبا مدام حنين كيف حالك؟"
احمّر وجهها من كلمة مدام واحمّر أكثر وهو يسألها عن 
حالها وهو أعلم الناس به بعدما أنقذها ذلك اليوم ورآها 
بذلك الوضع المخزي .
عندما طال صمتها تنحنح ثم حاول مرة أخرى:
"هل تسمحين أن أخاطبك باسمك مجردا؟"
أومأت برأسها في صمت فتابع حديثه:
"هل تعلمين أني لم أسمع صوتك حتى الآن حنين؟!"
رفعت رأسها بدهشة تنظر إليه وهي تهتف:"حقا؟!"
ابتسم لها لتخجل من جديد لتزداد ابتسامته اتساعا وهو ينظر
إليها بحنان ويتابع:"أريد أن أتعرف عليكِ أكثر حنين فهل
تسمحين لي؟"
ارتسمت الحيرة على ملامحها ليوضّح:
"أنا شريف سيف الدين مقدّم بجهة أمنية, لدي شقيق
يكبرني ببضع سنوات وهو طبيب ومتزوج ولديه 
طفلين, أعيش مع والدتي حاليا بشقة مؤقتة حتى تنتهي
التعديلات التي أدخلتها في المنزل تحضيرا لزواجي, والدي 
قد توفي منذ ثلاثة سنوات وكان عميدا بالجيش وأعيش 
براتبي ولدي إرثي من والدي وإيجارا لبضع عقارات يقسّم بيني
وبين شقيقي.. وسأكون سعيدا للغاية إذا شرفتيني
بقبولك الزواج مني"
صدمها طلبه كثيرا ولم تستطع النطق للحظات ثم تمالكت 
نفسها وهي تخبره:"حسنا لقد أدهشني طلبك للزواج مني 
خاصة أن رجلا بمواصفاتك تتمناه أفضل النساء و..."
قاطعها بخفة وهو يهتف:"ليس هناك من هي أفضل منكِ
بنظري وأعتقد أن تلك المقدمة تسبق رفضك طلبي؟!"
ابتسمت بحزن وهي تقول:"لا أستطيع التفكير بالزواج مرة 
أخرى بعدما عانيت منه في زيجتي الأولى فأنا أريد إعادة بناء 
نفسي أولا قبل أن أفكر بالزواج مرة أخرى.. هذا لو فكرت 
بالزواج مرة أخرى من الأساس"
أومأ برأسه بتفهم وهو يقول:"أنا أتفهم تفكيرك ومشاعرك
كثيرا لذا لن أصر عليكِ بالوقت الحالي وسأصبر حتى 
تعيدين بناء نفسك وخذي الوقت الذي تحتاجين إليه 
وتأكدي أنني سأكون في الانتظار عندما تكونين مستعدة 
للزواج مرة أخرى"
همّت بالاعتراض فأشار إليها وهو يقول:
"ولكني سأقول لكِ شيئا.. أنتِ أقوى مما تتخيلين وأنا أكيد 
أنكِ ستتخطّي تلك المرحلة من حياتك.. ولن تدعي أي
شيء يقف أمام تحقيق ذاتك"
نظرت له بامتنان فابتسم متابعا:"سأتغاضى عن تلك النظرة 
حاليا ولكن مستقبلا لن أتقبل منكِ سوى نظرة أخرى"
وأتبع كلماته بغمزة من عينيه لتحمر خجلا وتنهض مرتبكة
فيبادرها قبل أن تهرب منه:"من الآن فصاعدا ستجديني
بطريقك فاستعدي حنّة"
هربت مسرعة إلى غرفتها تحت نظرات وجدي الغامضة 
ونظرات كريم المفكرة ونظرات حسام الحانقة..
وجدت عبير لازالت تنتظرها بغرفتها وبادرتها متسائلة عن 
هوية زائرها لتخبرها عنه ووجنتيها تشتعلان من الخجل 
ليقتحم حسام الغرفة للمرة الثانية وهو ثائرا يسألها عن
شريف:"هل ستتزوجينه حنين؟"
ارتبكت حنين أمام هجومه غير المبرر بالنسبة إليها 
وأمسكت بيد عبير تسألها المساندة ولم تتأخر عليها 
فواجهته عبير وهي تهتف:"وما دخلك أنت حسام؟ إنها حياتها
وهي المسئولة الأولى والأخيرة عنها"
هتف حسام بغضب أكبر:"حقا؟حياتها التي دمرتها من قبل
بزواجها بذلك النذل! لن أسمح لكِ بتحطيم حياتك مرة 
أخرى حنين.. هل تفهمين؟!"
ثم خرج مغلقا الباب خلفة بقوة حتى كاد يتحطم..

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن