بعد مغادرتها المشفى دلف وجدي إلى الغرفة ليجد الصمت
يخيم على الموجودين ويبدو على وجوههم الضيق فسألهم:
"ماذا حدث؟ ولماذا غادرت حنين ويبدو عليها الضيق؟"
أجابته زوجته:"لقد ضايقها كلام حسام وكريم فغضبت
منهما وغادرت, ولكن هل تركتها تغادر بمفردها وجدي؟"
نفى بهزّة من رأسه وهو يقول:"لا لقد كلّفت شريف بتوصيلها"
هتف حسام بحدة:"أريد معرفة من شريف هذا وبأي صفة
تكلّفه بإيصال حنين؟؟"
رمقه وجدي بنظرة صاعقة وهو يهتف:"وما دخلك أنت؟ وأين
زوجتك؟"
أجابه حسام بحنق:"زوجتي في زيارة لوالديها ولن تعود قبل
يومين, ثم كيف تقول ما دخلي أبي؟! أليست حنين ابنة
عمتي؟!"
هتف كريم محتدا:"حقا؟ ولماذا تتدخل الآن؟ لماذا لم
تمنعها من الزواج بذلك الوغد من قبل عندما جاءتك
تطلب المشورة؟"
نظر له وجدي بحدة وهو يهتف:"أهذا صحيح حسام؟! هل
جاءتك حنين طالبة مشورتك قبل زواجها من عماد؟؟"
تلعثم حسام في الحديث وهو يرى نظرات والديه تكاد
تفتك به ولم يستطع التحدث فأومأ برأسه بخزي ليكمل
كريم:"ألن تخبرنا بِمَ أخبرتها إياه وقتها حسام؟"
زاد تلعثمه وأكمل كريم تلك المرة أيضا:"أخبرها أنّ لا
دخل له بالأمر وأنها حياتها وهي من عليها أن تقرر"
فأشاح وجدي بنظره وهو يهتف به أن يذهب لمنزله فلا ضرورة
لتواجده حاليا.. فغادر تحيطه النظرات اللائمة من كل
جانب .
"هيا بنا نحن أيضا وجدي فكريم هو من سيبيت مع عبير
الليلة وغدا سيعودان إلى المنزل فلا ضرورة لوجودنا أيضا"
قالتها سمية بهدوء فأومأ برأسه وهو يخرج معها مغادرا.
التفتت عبير إلى كريم بحدة وهي تهتف:"لماذا فعلت ذلك
كريم؟؟"
"لن أجعله يدمّر حياتها مرة أخرى عبير"
قال بقوة لتجيبه:"ولكنه يحبها وقد أدرك مشاعره مؤخرا..
فلِمَ لا تعطيه فرصة أخرى حتى يفوز بمن أحبها وأنت تعلم
أنها تحبه أيضا"
ردّ بحدة:"كانت تحبه عبير وأشك بوجود ذلك الحب
الآن ثم أنكِ تنسين أو تتناسين شيئا مهما.. حسام رجل
متزوج ولن توافق حنين على أن تكون زوجة ثانية حتى ولو
كانت تعشق حسام.. وحتى لو حاول أن يقنعها سأقف له
بالمرصاد.. فحنين تستحق أكثر من نصف رجل"
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...