33

1.9K 70 0
                                    

سألته بفضول:"وهل حدث هذا؟!"
ضحك عاليا وهو يهتف:"بل حدث العكس تماما.. فقد كان 
مدلّها بحبها منذ اللحظة التي رآها بها.. كانت زميلته 
بالجامعة وللصدفة اكتشف أنها ابنة لصديق قديم لوالدي
فحاول إعادة أواصر الصداقة بين العائلتين بمساعدة أمي
بالطبع حتى أقنعها أخيرا بالزواج منه"
صوت ضحكته فعلت الأفاعيل بقلبها فهتفت في محاولة منها
بتخفيف تأثيره عليها:"وهل كانت تحبه هي؟ أقصد زوجة
أخيك"
"بالتأكيد, هو كان بحاجة لضربة لغروره وهي أعطتها له"
ابتسمت وهي تقول:"أحببت عائلتك كثيرا, يبدو الحب هو ما 
يربطها أكثر من الواجبات العائلية"
باغتها بسؤاله:"وعائلتك!"
تنهدت حنين ثم قالت:"والديّ كان زواجهما تقليديا
ولكنهما أحبا بعضهما كثيرا فيما بعد وقد تمنيت دائما
زواجا هادئا مثلهما.. أما خالي وزوجته فقد كان حبا عاصفا 
كما أخبرتني زوجة خالي ولازالا حتى الآن.. لا يستطيع أيّ 
منهما فراق الآخر ولو يوم واحد.. وكريم وعبير أيضا أحبا 
بعضهما منذ الصغر وتُوِّجَ حبهما بالزواج"
سألها شريف بغموض:"وحسام؟!!"
ارتبكت حنين قليلا مما أشعل النار بقلبه:"لا أعلم أعتقد 
أنهما يحبان بعضهما بطريقتهما الخاصة"
تساءل بخفة:"لا أفهم!"
قالت ضاحكة:"ولا أنا.. فقط لا أصدق أنهما يعرفان الحب
حقا فكل منهما يحمل قدرا كبيرا من الأنانية والحب ليس
به أنانية من وجهة نظري"
صوت ضحكتها جعل قلبه يخفق بعنف فقال وهو يغيّر وجهة
الحديث:"أعتذر حنين"
نظرت له بدهشة متسائلة ليتابع:"آسف على حديثي السخيف 
بالمشفى, صدقيني أنا لا أفكر بشيء سيء تجاهك أبدا
ولكني..... حسنا لا أستطيع أن أخبرك السبب حاليا حتى
لا أضغط عليكِ ولكن...."
قاطعته بخجل:"لم يحدث شيء, أنا من يجب عليه الاعتذار 
لك لحدتي معك سابقا"
ابتسم لها فهربت خفقة من قلبها لم تفسّر سببها لتسمعه
يقول:"هل ستسعدين حقا بالعمل مع ابن خالك بالشركة؟"
عضّت على شفتيها وهي تفكر وكأنه يشعر بي حقا..
"حسنا, بالواقع لا.. لن أشعر بالراحة فلم نعد أصدقاء منذ
زمن بعيد.. كما أن زوجته لا تحبني أبدا وأظن أنها من
الممكن أن تسبب له المشاكل لو عملت معه"
كادت تفلت منه ابتسامة سعادة ولكنه كبحها قائلا:
"إذا لدي العمل المناسب لكِ"
التفتت له بلهفة وهي تهتف:"حقا؟!"
ابتسم بحنو:"أجل, صديق لي يبحث عن مساعدة لأن مساعدته
ستتركه بعد حوالي شهرين من أجل الزواج أو ما شابه وحالما
أخبرني وجدتني أفكر بكِ ولا أعلم إذا كان سيناسبك
العمل أم لا.. فالشركة ليست بحجم شركتكم بالتأكيد
ولكن ..."
قاطعته بحسم:"حسنا"
التفت لها متسائلا بعدم فهم:"حسنا ماذا؟!"
ابتسمت بخجل:"حسنا موافقة, سأعمل مع صديقك لو كنت
تعرفه جيدا وتثق به, فأنا أثق بك كثيرا"
هل يجوز له تقبيلها الآن؟!!!
تساءل شريف وهو يكاد يقفز من البهجة التي غلّفت قلبه
ليقول لها بحب لم يعد يستطيع مداراته أكثر:
"وأنا أعدك أنكِ لن تندمي أبدا على ثقتك بي حبي...
يا حنّة"
تورد وجهها جعله يدرك أنها فهمت ما كان على وشك 
مناداتها به ولكنه لم يهتم, فحقا لم يعد يستطع أن يخفي
مشاعره أكثر من ذلك فيما شعرت هي بالخجل منه فترجلت
من السيارة شاكرة إياه بلطف ودلفت إلى المنزل وقلبها يخفق
بقوة والابتسامة على وجهها.
كان المنزل مظلما على غير العادة ففكرت أن اليوم عطلة
الخدم فتوجهت مباشرة إلى غرفتها من فرط إنهاكها لتفاجأ 
برنين جرس الباب!
وما كادت أن تخرج من غرفتها حتى فوجئت بمن يمسك بها 
ويكتم صرختها التى أوشكت على الخروج .

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن