16

2.4K 84 1
                                    

كانت تنظر لحبهما بسعادة وتدعو لهما بدوامه وتتمنى سرّا 
أن تحظى بمثل هذا الحب يوما.
وكلما تعمقت باستعادة حياتها كلما ألحّ عليها خاطر غريب
يخبرها أنها قد عرفت الحب بالفعل ومنذ فترة طويلة ولكنها 
سمر حين أخبرتها أنها تحب حسام ومنذ البداية 
تقريبا ولكنها لم تدرك ذلك بكل غباء فحتى عندما 
صارحتها سمر بذلك لم تبالِ بما قالته فكل تركيزها
كان على أن خالها وزوجته قد عرضاها على حسام وهو قد 
رفض!
وقتها شعرت بقلبها يتحطم وفكرت يومها أن ألمها هذا ما هو 
إلا ألم بكرامتها والتي لم يبالِ بها خالها وزوجته..
ولكنها الآن عندما أعادت التفكير بوضعها علمت أن ذلك
كان ألم قلبها, علمت أن سبب حزنها عندما علمت برغبة
حسام بخطبة سمر كان لأنها تحبه وقتها, علمت أن ألم 
رفضه لها لم يكن ألم كرامتها بل أن قلبها هو الذي تحطّم
تحت أقدام حبيبها والذي كان يشكو لخطيبته
أنها تطارده بمشاعرها!
كيف تطارده بشيء لم تدرك هي كنهه من الأساس؟!
بل كيف تطارده بشيء لم تعلم بوجوده قبل الآن؟!
وكيف لحسام أن يتحدث عنها بتلك الطريقة أمام
خطيبته؟!
ألم يهتم بها ولو على سبيل الأخوّة؟!
لماذا لم يحفظ لها كرامتها التي بعثرها خالها وزوجته عندما 
ألقيا بها عليه ليرفضها بل وتصبح عبئا على كاهله؟!
ربما كانت مشاعرها وقتها مشاعر مراهقة ولكنها تفكر
لو تزوجت من حسام ألم يكن حالها سيصبح أفضل مما هي
فيه الآن؟!
على الأقل كان سيصونها لأنها تقربه, على الأقل لم يكن
سيجرحها ويقلل منها ويهينها كما حدث مع عماد!
استغفرت الله وهي تغلق الباب الذي فتحه الشيطان ب(لو), 
وأغمضت عينيها وهي تشعر بالغصة تخنقها وهي تفكر
أنها عادت لتكون عبئا عليهم مرة أخرى..
وهذه المرة بلقب يدين من تحمله دون أي اعتبار لما لاقته
حتى تتحاشى ذلك اللقب: "مطلقة"
هي لم تستطع أن تغادر غرفتها رغم إلحاح الجميع عليها أن 
تخرج من تلك الشرنقة التي تحيط بها نفسها..
ألا يعلمون أن تلك الشرنقة التي يتشدقون بها هي من حمتها
طوال السنتين المنصرمتين؟!
ألا يعلمون كم عانت في حياتها مع ذلك الشيطان والذي لم
يكتفِ بأعراض النساء اللاتي يتاجر بها فكان عليه أن
يتجرأ على عرضها هي.. "حنين ابنة الحسب والنسب"
سليلة إحدى أكثر العائلات عراقة بالبلد يتجرأ زوجها 
- والذي ليس بزوجها- ليعرّضها لذلك الموقف المشين!
يتجرّأ ليحضر رجلا إلى شقتهما, رجل سبق أن رآها وأعجب بها
بل كان هو سبب زواجها الرئيسي وهي بسذاجتها كانت 
تتخيل أن عماد قد تزوّجها فقط من أجل اسم عائلتها
الذي سيفيده بأعماله لتصدم بزوجها يخبرها ألّا تثير
المشاكل وتفعل ما يطلبه منها!
محضرا لها الملابس, إذا تجرأنا وأطلقنا على تلك الأشياء 
ملابس ويخبرها أن تجهز نفسها للرجل المنتظر بالخارج!
وكانت تلك المرة الأولى والأخيرة بالطبع نظرا إلى ما آلت
إليه الأمور بعد ذلك.. التي ثارت بوجهه مخبره إيّاه أي نوع 
من الرجال هو!
هذا إذا اعتبرناه ينتمي إلى جنس الرجال من الأساس!
وانتهى الأمر بأن حطّم ذلك الرجل باب الشقة ليراها بوضع
لا تستطيع التفكير كيف وصلت إليه!
زوجها العزيز يضربها بل ويثبّتها ليغتصبها الرجل الذي حضر
معه وهو يخبره أنه لم يقربها كما اتفق معه وعلى أي حال
فهي ليست من نوعه المفضّل فهو يحبهن متفجرات الأنوثة
ولسن مثلها شِبه امرأة!
كلما تذكرت ذلك الوضع الذي أنقذها منه ذلك الرجل 
أصابها الغثيان ولم تستطع أن تقرب الطعام الذي تحضره إليها
سمية, كلما فكرّت بلمسات ذلك ال سمير على جسدها
تهرع إلى الحمام لتقف تحت الماء بكامل ملابسها وهي 
تحاول أن تزيل آثاره عنها ..
تتساءل ماذا كان ليحدث لو لم ينقذها ذلك الضابط؟!
لا تعلم ولا تريد حتى التفكير في مصيرها وقتها, يكفيها ما 
تلاقيه من عذاب يوميا بالكوابيس التي تنتابها..
تخشى أن يعرف أحد ما حدث معها حقا ووقتها لا تعلم كيف 
ستكون نظرتهم إليها!
****
منذ تلك الليلة التي أنقذها بها وهو بحالة جمود غريبة!
يتخيل لو تأخرّ قليلا أو لو لم يحطّم ذلك الباب وينجدها
ماذا كان ليحدث لها؟!
أي نوع من الرجال ذاك الرجل الذي يتاجر بعرض زوجته!
سخر متمتما:"هو ليس برجل من الأساس شريف ولا يمتلك
صفة واحدة من الرجولة!"
كم تاق ليحطّم وجهه القبيح ماحيا كل ملامحه ولكن 
اهتمامه آنذاك كان منصبا على تلك التي فقدت الوعي بين 
ذراعيه.. لقد انخلع قلبه عليها حينما رآها تدافع عن شرفها
بشراسة أمام ذاك شبيه الرجال!
كان يتمنى رؤيتها بأي وضع حتى لو كانت متزوجة ولكن
كما يقال دوما (احذر ما تتمناه!) فرؤية الفتاة التي خطفت 
قلبه بهذا الوضع جعله يريد إحراق ذاك ال عماد حيّا!
من كان يصدق أن تحدث تلك الصدف معه هو؟!
هو حتى لا يصدق أنه وجدها ولو كانت متزوجة! حسنا لقد
أصبحت حرة وهو سيظل بانتظار اللحظة المناسبة لتكون له
ولكن هذه المرة لن يبتعد عنها قيد أنملة بل سيلتصق بها
وبعائلتها كالغراء حتى تكون له .

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن