وقتها شعر بانتمائها إليه وكأنها قد خُلِقَت من أجله أو
كأنها قطعة من روحه!
لم يطق مفارقتها فصعد معها لسيارة الإسعاف وظلّ ممسكا
بيدها حتى فارقها في المشفى ليقوموا بمعالجة جروحها,
الجروح الجسدية تشفى مهما طال الزمن ولكن الجروح
النفسية شفائها أصعب وفى بعض الحالات لا تشفى على
الإطلاق!
وهو أعلم الناس بجروحها النفسية والتي تعرضت لها طوال
سنتين على يد ذلك الوغد والذي رغم طلاقها منه يتابعه
ولكنه يحتاج مساعدتها حتى يتخلّص منه تماما..
يعلم أنها تعرف الكثير عنه وربما كان هذا السبب الذي
جعل ذلك النذل يضربها بتلك القسوة التي تركت آثارها
على جسدها كما روحها .
وتساءل... هل كان يأتي بالرجال ليتمتعوا بجسد زوجته أمام
نظره طوال سنتين وهي تصرخ ولا تجد من يدافع عنها؟!
هذا الخاطر جعله ينتفض من مكانه مسرعا إلى المشفى
ليكون بجانبها كما طلب منه خالها ....
وكما يهتف به قلبه .
***
كان يقترب منها عندما سمع جملتها التي تقطر ألما هو وحده
يعرف سببه الحقيقي فاقترب منها قائلا:"الأبد بعيد جدا
حنين فلا تحكمي على حياتك بالتعاسة الأبدية قبل أن
تتابعيها مع شخص جيد يرجع لكِ ثقتك في العالم حولك
مرة أخرى"
ثم نظر إلى كريم الواقف بجانبها وهنأه بسلامة الطفلة
ووالدتها.. وتتابعت ردود الفعل حوله ما بين مرحب ومندهش
وغاضب! وقاطع كل ذلك خروج عبير من غرفة الولادة
واستقرارها بغرفة عادية بالمشفى .
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...