15

2.4K 81 1
                                    

يبتعد عنها وينفيها من حياته تماما, حتى أنه لم يبالِ بها
عندما سألته عن رأيه بزواجها من عماد ليخبرها أنه لا علاقة
له بالأمر وأنها هي صاحبة الرأي الأول والأخير وتأكدت
يومها أنها فقدت أمانها وحمايتها بفقدانها حسام.
شعرت وقتها بقلبها يتمزق من الألم وزادتها سمر عندما قالت
لها ذات يوم:
"إنني أشفق عليكِ حقا حنين"
ابتلعت غصتها وهي تسألها بهدوء:"ولِمَ أثير شفقتك سمر؟"
أجابتها سمر بحنان مصطنع:"لأنكِ تحبين رجلا لا ينظر 
إليكِ إلا كعبء أُلقِيَ على كاهله وها هو يتهرب منكِ 
كلما تواجد معكِ بنفس المكان"
"لا أفهم شيئا مما تقولين, من هو الذي أحبه أنا؟ أنا لا أحب 
أحدا ومن هذا الذي يتهرب مني كلما تواجد معي بمكان 
واحد؟"
قالتها حنين بعدم فهم لتجيبها سمر:
"أحقا لا تحبين أحدا؟ إذا ماذا تسمين التصاقك بحسام
خطيبي على الدوام؟ لقد جعلتيه بموقف حرج وأنتِ تظهرين
مشاعرك بتلك السذاجة لشخص قد سبق ورفضك كما
أنه خاطب"
شعرت بالصدمة تكتنفها وهي تهتف:"ماذا تقولين؟"
سألتها سمر بسخرية:"ألا تعلمين عزيزتي أن والديّ حسام قد 
عرضا عليه أن يتزوجك وهو قد رفض؟ ولديه كل الحق
برفضك فمن ذا الذي ينظر إلى جسدك الذي يشبه أجساد 
الصبية الصغار ووجهك بنظراته البريئة والتي تثير
السخرية على السذاجة التي تظهر عليه؟! فلا تهيني 
نفسك أكثر من ذلك عزيزتي واقبلي بذلك البائس
الذي تقدّم لكِ مؤخرا وكفِّي عن إحراج خطيبي بمشاعر 
المراهقة خاصتك واحمدي الله أن هناك من رَضِي بكِ 
واستغلّي الفرصة بالزواج منه قبل أن يفيق ويعرف أي كارثة
جلبها لنفسه"
وقد فعلت ما نصحتها به سمر بالفعل فوافقت على عماد بل 
ووافقت أيضا على أن يتم الزفاف سريعا وقبل زفاف حسام وسمر
وتعللت بسفر كريم وعبير حتى تبرر موافقتها السريعة على
كل ما طلبه عماد.
ابتسمت عندما تذكرت عبير وكريم..
عبير والتي تكبرها بعامين كانت مصدرا للبهجة في المنزل,
وهي التي سلبت لب كريم بعسل عينيها وبشرتها الفاتحة 
ولون البندق بشعرها الكثيف والذي جعلها كريم تخفيه
حتى عن عيونه عندما أتمت عامها الرابع عشر.
أحبت كريم منذ الصغر وتعلقت به بشدة حتى أنها كانت
تتشاجر مع كل فتاة تذكر اسمه فقط وما أكثر الفتيات 
اللاتي كن يذهبون لمصادقة حنين من أجل عيون
أخيها كريم.
فقد كان كريم بملامحه الوسيمة مصدرا جاذبا للفتيات
على الدوام بعيون بلون البحر في يوم عاصف وشعره البني 
الكثيف والناعم والذي تتخلّله خصلات ذهبية تزيد من 
وسامته وطوله الذي يفوق عبير كثيرا والذي كان مصدرا 
للمزاح بينهما ففارق الطول بين عبير وكريم كبير إلى حدٍ 
لافت للنظر.
نشأت بينهما قصة حب بريئة وعاشتها معهما حنين, فكل 
منهما كان يبوح لها بمشاعره تجاه الآخر فلم تجد بدا من 
إخبار خالها بالأمر بوضوح جعله يضحك عاليا وهو يخبرها 
أنها لا تعرف شيئا عن أساليب النساء الملتوية أبدا وأنه يريدها 
دائما واضحة وصريحة كما هي الآن.

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن