20

2.3K 86 0
                                    

غضبت حنين من حسام كثيرا فمن هو حتى يتحكم
بحياتها بل ويهددها أن تقبل برجل جيد مثل شريف وهو الذي
رفضها قبل ذلك بل وكانت عبئا عليه كما أخبرتها سمر
سابقا.
عبير وقد لاحظت تلون وجنتي حنين من الغضب فأرادت أن
تخرجها من غضبها فقالت:"كيف هو شريف هذا؟"
نظرت لها حنين بدهشة قائلة:"ماذا تقصدين؟"
"أقصد كيف هو مظهره؟ وسيم أم قبيح؟ طويل أم قصير؟
صفيه لي وأسرعي قبل أن يقتحم الغرفة كريم تلك المرة 
ليخبرني كيف هو حقا"
ولأول مرة تضحك حنين منذ فترة طويلة ثم أخبرتها:
"حسنا.. هو طويل أطول حتى من كريم وحسام وبشرته 
سمراء تقريبا وعيونه داكنة فأنا لم أستطع النظر إليه سوى
لحظات عندما كان يفاجئني بحديثه.. وأعتقد أن شعره
داكن أيضا أسود أو بني داكن لا أعلم تحديدا"
هتفت عبير مازحة:"كل ذلك رأيتيه بلحظات؟ إذا كيف 
ستصفينه لو دققتِ النظر به؟"
ضربتها حنين بخفة ووجها يتلون من الخجل وهي
تهتف:"وقحة".
****
اليوم كانت أول خطوة بطريق سعادته, كان يعلم أنها 
ستجيبه بذلك الرد ولكنه أيضا كما أخبرها لن يتركها
أبدا بل سيظل معها خطوة بخطوة حتى تطوي تلك الصفحة 
من حياتها إلى الأبد.
"لو كانت ستكون هذه حالتك بني فسأذهب إلى من ملكت
قلبك وأخبرها أن تتزوجك على الفور قبل أن تحرقنا 
أحياء"
قالتها والدته بمشاكسة وهي تغلق الغاز وتحمل الطعام شبه 
المحترق إلى المغسلة ليحك رأسه محرجا ليسمع ضحكة
أمه التي تقول:"أخبرني عنها"
توتر قليلا فبالرغم أنه يعلم تفطير والدته إلا أن جزءا منه
يخشى رد فعلها لو علمت بكنه حبيبته التي يبحث عنها
منذ ما يزيد عن العامين بل ربما كان يبحث عنها طوال
حياته دون أن يدري!
"حنين"
"تُدعَى حنين؟! إذا سنكون حنان وحنين وتكون أنت 
المدلل بيننا شريف"
قالتها والدته وهي تغمزه فضحك وهو يقاوم توتره ثم يقول:
"لو وافقت أمي, لو وافقت"
"وهل ستترك لها الفرصة للرفض بني؟!"
رمقها بغموض وهو يقول:"مستحيل"
ابتسمت ثم قالت بحب:"هذا هو ابن أبيه"
"هي مطلّقة أمي"
قالها سريعا وكأنه يحاول التخلّص من حِمل يُثقِل كاهله
لتعقد حاجبيها قائلة:"وهل هذه هي المشكلة؟"
ابتسم قائلا:"بالنسبة إليّ على الإطلاق, ولكن ب..."
قاطعته بحزم:"وما أهم من رأيك أنت؟! أم أنك ستخبرني 
أنك تهتم لآراء الناس العقيمة بالمطلقات؟!"
حرّك رأسه برفض قائلا:"كلا بالطبع أمي, أنا فقط خشيت
أن..."
قاطعته هذه المرة بغضب قائلة:"خشيت رأيي أنا شريف أليس
كذلك؟ وهل تراني بهذه السطحية و.."
قاطعها مقبّلا رأسها بحب:"حاشاكِ أمي, فقط كل أم تريد
لابنها الأفضل و.."
"ألا تراها أنت الأفضل؟"
سألته بغضب ليجيبها مسرعا:"بل لو بحثت عمري بأكمله لن
أجد مثلها أبدا"
ابتسمت بحب:"يبدو أن ابن أبيه واقعا بالغرام بقوة"
أشاح وجهه وهو يقاوم الإحراج لتضحك والدته بقوة وهي
تقول:"إذا متى سنذهب لخطبتها؟!"
زفرة حارة فلتت منه لتزداد ابتسامة والدته اتساعا ثم قال:
"عندما تستعيد ولو جزءا من ذاتها القديمة, عندما تكون 
على استعداد للخوض بالتجربة مرة أخرى.. وقتها لن أتركها
سوى وهي امرأتي وبداخل منزلي".

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن