جلست بغرفتها تفكر بحياتها وهل كان قرار العمل صحيحا
أم لا؟! خاصة أن العمل مع حسام..
من اكتشفت متأخرا أنها أحبته يوما ما ولسذاجتها لم تفهم
مشاعرها والتي كانت تبدو واضحة للجميع كما يبدو..
ولكنه الآن ملك امرأة أخرى, امرأة لا تستحقه ربما ولكنه
ملكها وبإرادته الحرة ..
لقد رفضها من أجل سمر والتي لم تتوانَ عن إخبارها عن
رفضه لها وشعوره أنها عبء عليه..
كلما تذكرت تلك الكلمات شعرت بقلبها يتحطم أكثر
مما تحطم عندما علمت بزواجه من أخرى خاصة لو كانت
تلك الأخرى سمر ..
ابتسمت بسخرية هل كان الألم سيقل لو كانت أخرى
غيرها؟! ربما لو كانت امرأة رقيقة وحنونة ويشعر بالراحة
معها لهان عليها الأمر.. ولكن حديث عبير إليها عن تصرفات
سمر وعدم شعور حسام بالارتياح معها والمشاكل التي يغرق
بها طوال فترة زواجه القصيرة جعلتها تشعر بالحزن من أجله..
فهو رغم كل شيء يستحق أفضل من ذلك..
عادت بتفكيرها بما ينتظرها بالعمل معه وهل ستستطيع
العمل معه وتمنع نفسها من التفكير بالماضي وبمشاعرها
التي اكتشفتها للتو؟!
لقد تحاشت لقاءه منذ علمت حقيقة مشاعرها حتى لو كانت
من الماضي ولكنها تشعر بالارتباك من مقابلته حقا,
ولكنها لن تستطيع الهرب من المواجهة أكثر .
لقد فكرت بالموافقة على الزواج من شريف فقط للهروب مما
تواجهه من رفض المجتمع لها والنظرة الدونية التي يرمقونها
بها ولكن بعدما أمعنت التفكير وجدت أنها هربت من قبل
وماذا كان مصيرها؟!
حسنا شريف ليس ذلك الوغد عماد ولكن.....
هي خائفة, أجل تعترف لنفسها بذلك أخيرا ..
هي خائفة من تكرار التجربة, خائفة من الهروب مرة أخرى
لتجد نفسها في موقف لا تُحسَد عليه ..
تعلم أن شريف مناسب لها من أكثر من ناحية ولم تكن
لتتمنى أفضل منه ولكنها لا تريد أن تظلمه وتوافق على
الارتباط به وهي لا تحمل له أي مشاعر سوى الإعجاب العادي
الذي قد تكنه لأي رجل مثله..
هو لا يستحق منها ذلك أبدا, هو يستحق فتاة تعشقه وتمنحه
قلبها بلا أي تردد فهل ستستطيع هي أن تفعل ذلك بعد
كل ما مرت به؟!
تذكرت كلماته عندما جاء لزيارتها منذ أيام قليلة..
وابتسمت مفكرة.. هل من الممكن أن تضحك لها الدنيا
أخيرا؟! بل السؤال هنا هل يمكنها أن تتخطى كل ما حدث
لها وتقع بحب شريف وتمنحه الحب الذي يستحقه؟!
تمنت أن يحدث ذلك بشدة, تمنت أن تقع فى حب شريف
لتتزوج منه وتعيش حياة هادئة سعيدة كما حلمت طوال
حياتها..
فهل ستتحقق أمنيتها أخيرا أم..........؟!
***
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...