منذ أن عادت من ذلك الحفل المشئوم وكل الإشارات التي
تصلها من ذلك المدعو زوجها لا تبعث بها الراحة أبدا..
حديثه عن (سمير بك) وإصراره على أن يذهبا إليه بمنزله
لحفل خاص ورفضها القاطع لذلك رغم ضربها كعادته
جعلها تتشبث بذلك الرفض بقوة وهي تشعر بشيء يثير
غثيانها بالأمر..
صُدِمَت عندما وجدته يعود اليوم باكرا من عمله المزعوم
ومعه رئيسه وصدمتها جعلتها لا تدرك أنها كانت دون
حجاب حتى وجدت ذلك ال سمير يلهث أمامها محاولا لمسها
فانتفضت صارخة وهي تهرع للغرفة وخلفها هرع كلاهما..
زوجها المبجّل الذي يتنافى مع صفة الرجولة المفترضة
يخبرها أنه تزوجها من أجل رئيسه فقط ولذا لم يلسمها أبدا
ولم ينظر لها على الإطلاق, فهو مجرد غطاء لرغبات رئيسه!
شعرت بالغثيان بقوة وهي تستمع لكلماته وتنتفض مبتعدة
عن محاولاته تكبيلها.. تريد الصراخ وصوتها لا يخرج من
الصدمة التي تتعرض لها!
أي نوع من الشياطين هو زوجها؟!
ألا يوجد لديه ما يُدعَى بالشرف؟! العِرض؟! الرجولة؟!
ظلّت تحاول أن تُخرج صرخاتها علّ أحدهم ينجدها هذه المرة
وهي تحاربهما بكل قوتها لتسمع الطرقات العالية ومحاولة
تحطيم باب الشقة لتزداد صرخاتها آملة أن ينجدها أحدهم
بعد أن مزّق الوغد ملابسها وهي تحاول التملّص منه والهروب
لتصدم بمن اقتحم الغرفة وانتزعها من بين يدي الحقير
وهنا شعرت بالإرهاق من عنف مقاومتها فارتخى جسدها
لتسقط فاقدة الوعي بين أحضان الغريب الذي اقتحم الشقة
لإنقاذها.
****
أفاقت بالمشفى لتجد عائلتها كلها حولها..
سمية زوجة خالها وعبير بجانبها تنهمر دموعهما عليها وهي
تخمّن أنّ مظهرها بالكدمات التي تنتشر بوجهها وجسدها هو
ما أثار بكاءهما وخالها الذي ما إن فتحت عينيها حتى سالت
دمعة غادرة على وجنته كان يقاومها منذ فترة فلم يملك
إلا أن يمسحها مسرعا إلى صغيرته وهو يشعر بالذنب لأنه
أهمل في الأمانة التي تركتها له أخته وابن عمه
الراحلين.
وكريم بوجهه المحتقن والذي خمّنت بسهولة سبب احتقانه
وهو يحاول التخفيف عن زوجته عبير والتي تنوء بحملها..
بالكاد نطقت بكلمة بخير ردا على سؤالهم المعتاد عن
حالها والذي يخبر عنه مظهرها جيدا بالجروح والكدمات
وكأن قاطرة دهستها..
أجل قاطرة بشرية تدعى عماد وسمير!
حتى فاجأها الإعصار الذي عصف بالحجرة حتى أنها مدّت
يدها سريعا لتتأكد من حجابها على رأسها فلم تجده ولم
يمنحها فرصة النطق وهو يرعد بما خافت منه منذ البداية
وكان سببا من الأسباب التي جعلتها تصمت ولا تشكو
لأحد..
"سأقتله!"
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...