18

2.2K 86 0
                                    

نزلت لتجد حنين كما هي العادة مؤخرا تجلس في غرفتها 
والطعام الذي أحضرته لها سمية لم يمس .
ألقت إليها بالتحية ثم جلست وهي تمازحها:
"حبيبتي حنين.. لماذا لم تأكلي قبل أن يأتي الدب والذي هو
أنا ليلتهم طعامك كاملا ولا يترك لكِ شيئا؟!"
نظرت لها حنين بحنان وهي تخبرها:"لا يغلو عليكِ شيء 
عبير"
ثم وضعت يدها على بطن عبير وهي تردف:"أشتاق بشدة 
لرؤية طفلك وكريم وأتساءل من سيشبه؟"
قالت بحنان:"أعلم حبيبتي مدى اشتياقك له وأنا أشتاق أيضا
لرؤيته"
ثم أردفت بمزاح:
"وسأستغلك كثيرا عندما يأتي فجهّزي نفسك من الآن فأنتِ
خالته وعمته فلا تحاولي التنصل من مسؤلياتك"
قاطعهما طرق على الباب ليدخل كريم ويخبرها أن هناك 
من يريد رؤيتها ويجلس خارجا مع وجدي وحسام..
نهضت وارتدت حجابها وخرجت مع كريم لترى من أتى
لرؤيتها لتتفاجأ بآخر شخص توقعت رؤيته مرة أخرى!
"شريف".. الرجل الذي أنقذها من مصير أسوأ من الموت!
احمّر وجهها بشدة خاصة تحت أنظار حسام المتفحصة 
وال.. غريبة!
جلست بجانب وجدي وهو يخبرها أن شريف قد جاء ليراها 
ويطمئن عليها وأنه كان يهاتفه مرارا ليطمئن عليها وقد
استأذنه حتى يراها ليتحدث معها وهو أَذِنَ له..
لم تستطع أن ترفع عينيها طوال فترة حديث خالها وهي تشعر 
بنظرات حسام الغريبة مسلطة عليها وكلمات شريف
المجاملة لخالها..
حتى وجدت وجدي يخبر حسام وكريم أنه يريدهما خارجا
ليتركها مع شريف بمفردهما لتزداد ضربات قلبها وهي
تحاول جاهدة التماسك حتى لا تركض خلفهم..
أما شريف فكان يحاول جاهدا أن يشيح بنظره عنها حتى لا 
يخجلها دون جدوى فتعلقت أنظاره بها منذ دخولها إلى الغرفة 
برفقة كريم رغم نظرات حسام والتي شعر أنها سترديه لو أن 
النظرات تقتل ولكنه لم يستطع أن يشيح بوجهه عن وجهها
المشتعل من الخجل.
لا يصدق أنها كانت زوجة لذلك النذل لسنتين تحمّلت بهما 
كل أنواع الإهانة والتي رأى قسما منها ذلك اليوم..
ومنذ ذلك اليوم وصورتها لا تبارح خياله بنظراتها 
المكسورة والتي رأت به طوق النجاة وهو يلتقطها قبل أن 
تسقط أرضا.

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن