11

2.9K 93 0
                                    

عذاب الضمير كان يؤرق آخر أيضا على إهماله وابتعاده عن 
أخته بالرضاعة والتي كانت السبب في اكتمال سعادته
بزواجه ممن اختارها قلبه.. عبير ابنة خاله وجدي
فحنين برقتها وشفافيتها اكتشفت حبه السرّي لعبير والذي 
لم يجرؤ على البوح به لأنهما يقطنان معا فى نفس المنزل ولا 
يصح أن يقطن معها تحت سقف واحد ويفكر بها بهذا 
الشكل..
فذهبت الصغيرة لتخبر وجدي أنه وعبير يحبان بعضهما
ويريدان الزواج ولم يصرّحا برغبتهما سوى لها فارتأت أن 
تخبره حتى يزوّجهما ..
يومها ضحك خاله عاليا وهو يخبره أن الصغيرة لا تعرف بأمور
الخداع حقا بل جاءت له مباشرة لتخبره بما يملأ قلب أطفاله
تجاه بعضهما وأن كلا منهما قد باح بحبه لها لذا فقد 
اختصرت الطريق وذهبت إليه مباشرة.
وكان أن عُقِد القران وأصبحت عبير له وأقيم الزفاف بعد 
تخرجه مباشرة من كلية الطب وقد أقام في الطابق الذي
يعلو خاله وزوجته..
لقد ظنّ لفترة من الزمن أن حسام يحب حنين وسيتزوجها ما إن 
تنضج قليلا ولكنه فاجأهم جميعا بخطبته لتلك ال..سمر
والتي لا يحبها على الاطلاق.. فهي فارغة العقل تماما لا تهتم
سوى بالزينة والنقود وقد اندهش كثيرا من أن حسام والذي
تتهافت عليه الفتيات والنساء بجميع الأعمار يقع بالنهاية
بفخ تلك ال سمر!
وكُسِرَ قلب حنين يومها رغم تأكده أنها لم تفهم السبب
بمشاعرها قط وربما حتى الآن لا تعرف أنها أحبّت حسام منذ
صغرها لينمو ذلك الحب بقلبها ليتحطم قلبها بخبر خطبته 
وزواجه من سمر..
فتوافق يومها على عماد هذا بل وتصر على إتمام الزفاف
بشهرين كما طلب عماد.
وقد سافر هو بعد زفافها مباشرة في منحة من الجامعة ومعه 
عبير ولم يعد سوى منذ بضعة أشهر ليفاجأ بانفصال حنين 
التام عن أسرتها.
*****
ظلّ حسام يلقي بكل ما تطاله يده حتى حطم الغرفة تماما..
لا يصدّق كيف خدعهم ذلك النذل عماد طوال سنتين؟!
سنتان يعذّب فيهما صغيرته حنين ولم يعرف أحد!
كيف تمكّن من فعل ذلك بها وهم على قيد الحياة؟!
كيف تركها له طوال تلك الفترة يعذّب فيها جسديا
ونفسيا ولم يحرّك ساكنا؟!
بل كيف سمح لنفسه بالابتعاد عنها من الأساس؟!
كيف سمح لسمر أن تبعده عن حنين خاصته؟!
نعم هي تخصه حتى ولو كانت زوجة لآخر, لقد وُلِدَت على 
يديه وهو من منحها اسمها "حنين"
تذكّر يوم وُلِدَت حنين كان هو في العاشرة من عمره.. حملها
بين يديه يومها ونظر لعمته قائلا:"ستكون عروسي عندما 
أكبر"
فضحكت وزوجها يومها يعده أن يزوّجها له عندما يكبران
بشرط أن يسميها فنظر لها يومها بحنان وهو يقول:
"لنسميها حنين"
وأكمل بداخله:"فكلما ابتعدت عنها شعرت بالحنين
يرجعني إليها سريعا"
أفاق من ذكرياته على دخول سمر العاصف وهي تنهال عليه
بالتوبيخ لتدميره تحفها التي عانت كثيرا حتى تجمعها..
نظرته إليها جعلتها تبتلع باقي عبارات التوبيخ وقد ارتعبت من
مظهره وحاولت تقمّص دور الزوجة الحنونة المهتمة لتجعله
يبوح بما يضايقه حتى تحاول مساعدته والتخفيف عنه
فيخبرها بطلاق حنين من زوجها مما جعلها تشتعل من الغيرة
مرة أخرى وتفكر أن تلك الفتاة قد عادت عثرة بطريقها مرة 
أخرى خاصة مع تباعد حسام عنها فى الآونة الأخيرة.
ولكنها لن تكون سمر إن تركت تلك الفتاة الساذجة
تنتصر عليها,
سترجعه إليها مرة أخرى ولو رغما عنه.

يتبع

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن