عاد إليها وعيها فحاولت فتح عينيها ببطء وهي تشعر بالصداع
يجتاحها.. نظرت حولها لتستوعب المكان الموجودة فيه..
ابتسمت بسخرية من غباء هذا الرجل فهو أحد المستودعات
التي كتبه لشريف عنها في رسالتها..
ثم اصطدم بصرها بسمر الكامنة بقربها وهي تنتحب
بخفوت..
سألتها بهدوء:"أنتِ من ساعدتيه سمر أليس كذلك؟!"
نظرت لها سمر وإحساس الذنب يتآكلها والخوف يطغو على
ملامحها.. فنفضت حنين رأسها وهو تهتف لها:"كيف طاوعك
قبلك على تسليمي له سمر بغض النظر عن كرهك
الشديد لي فأنا عِرض وشرف زوجك!"
"لقد خدعني.. لم أعرف أنه سيضرّك.. لقد ظننته يحبك
ومهووسا بك"
"حتت ولو كان صحيحا.. أنا الآن زوجة لرجل آخر كيف
تفعلين ذلك بي؟ بل كيف تفعلين ذلك بنفسك؟!
تحملين جنينا بداخلك لابد أن تنمّي روح المسئولية لديكِ
أكثر من ذلك"
هتفت بخوف:"ماذا سيحدث لنا؟ ماذا سيفعل بنا ذلك
الرجل؟"
أجابتها بهدوء غريب:"أنا أعرف مصيري وما يريده لكن
أنتِ! لا أعلم ما يريده منكِ"
قاطع حديثهما دخول عماد وذلك الرجل الكريه مرة أخرى
ورغما عنها شعرت برجفة اشمئزاز تسري بداخلها وتساءلت هل
تمّ تفتيشها وأخذ سلاحها السرّي منها؟!
تلمست ملابسها بهدوء حتى لا تثير ريبتهما فوجدت سلاحها
مكانه فاطمأنت قليلا أنها ستستطيع الدفاع عن نفسها قبل
وفاتها .
نظر إليها الرجل الكريه نظرة أثارت غثيانها فحوّلت نظرها
إلى سمر التي كادت تصاب بالهستيريا وهي تصرخ بهما أن
يرحموها من أجل جنينها..
كادت تضحك ساخرة بالرغم من مأساوية الموقف..
فكيف لقلوب من يتاجرون بالبشر والأعراض أن تعرف
الرحمة؟!
أرادت أن تهدئ من روعها فلن يفيدها ما تفعله ولكنها لم
تستطع النطق بكلمة.. فبالرغم من تظاهرها بالهدوء إلا أن
القلق والخوف كان يتآكلا دواخلها بقوة وينخران أعصابها
ومشاعرها .
سمعت الكريه يقول لعماد:"تستحق مكافأة تلك المرة
عماد.. فقد أحضرت لي فاتح شهية حتى أستطيع التهام تلك
الحلوة بلقمة واحدة"
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...