46

1.7K 69 0
                                    

دلف كريم إلى الغرفة ليجدها تحدث نفسها بتبرم فاقترب
منها ببطء ثم لفها بذراعيه وهو يهتف ضاحكا:
"هل تحدثين نفسك حبيبتي؟! هل أثارت حنين الصغيرة
جنونك لهذا الحد؟"
أجابته مبتسمة:"لا تظلم ابنتي كريم, فهي لا ترهق أحدا
مثل خالتها حنين"
قطب بحيرة قائلا:"إذا ما بكِ؟ ولِمَ تحدثين نفسك؟!"
أجابته بحنق:"تلك ال... سمر لم أرَ بوقاحتها قط "
هتف بجدية:"ماذا فعلت لك تلك المرأة؟! هل...."
قاطعته عبير وهي تضمه إليها:"لا تستطيع فعل شيء لي
حبيبي ولكنها تتحدث بوقاحة منقطعة النظير"
هتف بحيرة:"لا أفهم عبير! ثم أين رأيتيها من الأساس حتى
تثير حنقك هكذا؟! هل جاءت لتبارك لكِ؟!"
"لا ولأحمد الله على ذلك.. كنت أهاتف حسام فأجابت هي
على هاتفه لتخبرني أنه بالحمام وتضيف بوقاحة أنه لم
يستطع الصبر عندما رآها"
ضحك كريم عاليا وهو يضمها إليه ثم قال بخبث:"إذا أنتِ
غيورة فقط حبيبتي.. لا تحزني دعينا نترك حنين مع
جدتها الليلة ونحظى بليلة بمفردنا لتهاتفي سمر في اليوم
التالي وتثيري غيرتها أنتِ أيضا"
شهقت بخجل وهي تضربه على كتفه وتدفن رأسها في صدره
أكثر وهي تهتف:"وقح!"
قال بجدية:"حسنا.. لقد فكرت حقا أن نترك حنين
الصغيرة مع عمتها اليوم فأنا أشعر بالفرحة التي تغمرها وهي
معها"
"أولا هي خالتها وليست عمتها.. ثانيا أخشى أن ترهقها فهي
رغم هدوئها إلا أنها لا تنام إلا لقليل من الوقت.. ثم أني
سأخجل أن أترك ابنتي لأصعد معك بمفردنا أمام الجميع"
ضحك عاليا ثم شاكسها:"أولا حنين تكون خالتها وعمتها
بنفس الوقت.. وثانيا لن ترهقها فابنتك مثل عمتها هادئة
ولا تتعب أحدا معها.. أما عن الخجل فلا تقلقي..."
غمزها وهو يستطرد:"فالجميع يعلم معاناتي في الأيام
الماضية حتى أن والدتك أخبرتني أكثر من مرة أن أترك
حنين معها حتى نستريح قليلا من عنائها"
صمت قليلا ثم أضاف غامزا:"وقد راقني الاقتراح وأريد
تنفيذه الليلة, وسنغيظ سمر معا غدا"
اتسعت عيناها وضربته وهي تهتف:"أنت.. أنت.. ألا تخجل؟"
ضحك عاليا وهو يضمها هامسا:"لقد ولّى زمن الخجل
حبيبتي" .
****

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن