انتهى من عمله فذهب إلى شقته ليجد سمر قد عادت من زيارة
والديها.. لم ينتابه الفرح أو حتى الشوق إليها كما من
المفترض أن يشعر تجاه زوجته الغائبة لأسبوع .
رحبت به بحرارة غريبة عليها فاستجاب لها كعادته متناسيا
كل تعبه وإرهاقه من العمل..
متناسيا حتى مشاعره السلبية تجاهها.. لا يعلم ماذا يحدث له
عندما تتقرب منه بتلك الطريقة المغوية؟!
يتحول إلى طفل مدلل يطمح إلى ما تهديه إليه بشغف لا
يفهمه!
ابتسمت بداخلها فهي تعرف ضعفه أمامها وتحسن استغلاله
جيدا.. وكعادتها علمت منه كل شيء حدث بغيابها بداية
بولادة عبير وحتى انهيار حنين ومكوثها بالمشفى .
انتابتها الغيرة عندما علمت برغبة شريف بالزواج من حنين..
تساءلت لماذا يرغبها هؤلاء الرجال؟!
ما المميز بها حتى يطلبوها للزواج؟!
ولِمَ لم يطلبها أحد قبل أن توقع حسام بشباكها؟!
حنين تلك الساذجة التي لا تعرف كيف تجذب رجلا
يتهافت عليها أكثر الرجال وسامة وجاذبية !
بداية من حسام.. نعم فهي علمت بانجذاب حسام لقريبته
الصغيرة ولكنها استطاعت أن تجذبه إليها بحنكتها وضعفه
الذي تدركه جيدا.. مرورا بعماد والذي لم تفهم ما رآه بها
حتى يطلبها للزواج..
ثم شريف.. الرجل الذي خطف أنفاسها بوسامته وملامحه
الرجولية الجذابة ومركزه الكبير كما علمت فيما بعد
والذي لم ينظر إليها مرتين في المرة الوحيدة التي قابلته بها
وهي لم تعتد الإهمال من الرجال.. فقد حباها الله بجسد
يغوي قديسا! فكيف لذلك ال.. شريف ألّا يعجب بها هي
ليرغب في تلك الفتاة الصغيرة؟!
تلك الفتاة المملة التي أحاطها الكل برعاية لم تحظَ بها
هي أبدا..
أخرجها من أفكارها رنين هاتف حسام وكانت عبير ..
فأجابتها سمر بدلال:"حمدا لله على سلامتك عبير وعذرا
على التأخير فلم يخبرني حسام قبل الآن"
أجابتها عبير بملل:"شكرا لكِ سمر.. أين حسام؟"
ضحكت سمر بغنج قبل أن تقول بوقاحة:"حسام يغتسل,
أنتِ تعلمين بالتأكيد أنه كان مشتاقا لي كثيرا فلم
يستطع أن....."
قاطعتها عبير بفظاظة:"اعفيني من التفاصيل من فضلك
سمر.. وأخبريه أن يهاتفني عندما ينهي حمامه"
ثم أغلقت الهاتف دون أن تنتظر ردا منها..
نظرت سمر للهاتف بغيظ وهي تهتف:"غليظة!"
ثم ألقته جانبا وهي تبتسم بخبث .
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...