10

3K 96 0
                                    

وقتها نسيت كل ما يتعلق بالحجاب وشعرها المكشوف وهي 
تنتفض صارخة به ألا يتدخل بهذا الأمر..
لينظر إليها بصدمة جعلتها ودّت لو ابتلعت لسانها قبل أن
تنطق بكلمة واحدة, نظرة اخترقت قلبها بالحزن المليئة به
ولكن رغما عنها فهي تخشى عليه من الشيطان وهي 
أكثرهم علما لأي نوع من الشياطين ينتمي زوجها العزيز.. ثم 
أنها لا تريد سوى الطلاق منه فقط ولا تريد لأي شيء أن يمنع
ذلك حتى ولو كان لأجلها.
فتوجهت بالكلام لخالها وجدي وأخبرته أنها لا تريد سوى 
الطلاق منه وألا تسمع اسمه مرة أخرى.
وقد كان ..
لم تعرف ماذا حدث ولم تهتم حتى بأن تعرف, كل ما أهمها
يومها أنها قد حصلت على حريتها من الشيطان بأعجوبة
جعلتها تتنفس الصعداء للمرة الثانية أنها استطاعت التخلص 
منه بأقل قدر من الخسائر إذا اعتبرنا أن الكسور والكدمات 
والآلام النفسية أقل خسائر,
ولكنها لم تعرف بعد بما يخبئه لها القدر.
****
كيف استطاع ذلك الرجل خداعهم كلهم بهذا الشكل بل
ونجح في إبعادهم عن صغيرتهم حنين؟!
كيف سمح له أن يبعده عن ابنته الصغيرة والتي كادت أن
تلقى حتفها بين يديه هذه المرة؟!
وقد علم من الجيران أنه يحبسها ويقوم بضربها منذ فترة
طويلة ولكن لم يتجرأ أحدا منهم على التدخل من قبل..
حتى سكن المدعو شريف ذاك بالطابق الأعلى وسمع
صراخها المرتاع قبل يومين تدخّل وساعده الجيران الذين
تحرروا من خوفهم عندما رأوا مظهر ابنته المغطاة بالجروح
والكدمات وما هو أسوأ!
قام شريف بنقلها إلى المشفى والاتصال برقم وجدي المسجّل
باسم (خالي)..
شعر بقلبه يؤلمه بشدة وتساءل هل اتهام حسام له قبل سنتين
كان صحيحا؟!
هو لم يفرّط بها إلا من أجل مصلحتها وقد كان أحب على
قلبه أن يتزوجها حسام حتى يرتاح قلبه من ناحيتها ولكن
الأحمق رفض بل رفض مجرد التفكير فيها كامرأة وليست
كأخت صغيرة له.
وتأكّد خطأه للمرة الثانية عندما تسرّع وقام بتزويجها من 
ذلك ال... عماد
لقد عرف النذل كيف يخدعه حقا ويوهمه أنها من ترفض 
التواصل معهم وعلم الآن لِمَ كانت ترفض صغيرته التواصل
معهم!
لا يستطيع أن ينظر لعينيها بعدما خذلها وتركها لذلك 
النذل يذيقها من صنوف العذاب طوال السنتين الماضيتين دون
أن يعلم عنها شيئا بل صدّق كلام النذل بكل بساطة
ليفجع بمظهرها في المشفى والذي كاد يوقف قلبه 
الضعيف..
عذاب الضمير يكاد لا يجعله ينام وهو يدعو الله أن يغفر له
بما اقترفه من إهمال بالأمانة الملقاة على عاتقه. 
*****

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن