61

1.7K 74 0
                                    

وعند حنين كانت الاستعدادت قائمة فقد حضرت المزيّنة 
بالمنزل لتقوم بتزيين حنين وعبير وسمر بالطبع..
وحاولت عبير ألا تترك سمر مع حنين بمفردهما حتى لا
تتحفها بكلامها الرائع والذي تتعمد قوله لتنغّص عليها 
فرحتها.. ولكنها لم تستطع فسرعان ما علا بكاء الطفلة
فذهبت مسرعة وهي تخبر حنين أنها لن تتأخر.
واستغلت سمر الفرصة كعادتها لتلقي بسمومها بأذنيّ حنين..
"ما بكِ حنين؟! لماذا أنتِ متوترة إلى تلك الدرجة؟!
من يراكِ يظن أنه أول زواج لكِ"
أجابتها من بين أسنانها:"لست متوترة سمر" 
تابعت سمر بخبث وكأنها لم تسمعها:"أم أنكِ علمتِ السبب 
الحقيقي خلف تلك السرعة التي يتم بها الزفاف؟!"
لم تجيبها حنين فأردفت سمر وهي تتصنّع الحزن:"السبب هو
حمايتك من طليقك المهووس عماد فقد علموا أنه يريد 
الوصول إليكِ والانتقام منكِ لتركه بتلك الطريقة"
تصلب جسدها عندما ذُكِرَ اسمه وتراءت لها صورا من الماضي
القريب كانت قد تناسته في غمرة فرحها بالزواج من شريف 
وانشغالها في الاستعداد للزفاف..
لاحظت سمر رد فعلها فتابعت وقد وجدت المدخل لتنغّص
عليها فرحتها:"لقد سمعت حسام يذكر أن رجال الأمن الذين 
يحيطون بالمكان قد أحضرهم خطيبك.. أقصد زوجك 
الجديد فهو يخشى أن يفعل عماد شيئا ليفسد الفرح..
مسكين شريف.. لِمَ لم يُرِح نفسه ويتزوج بامرأة ليس لها
ماضٍ مخيف مثلك؟! أتمنى فقط ألا يسأم منكِ ومن 
مشاكلك شريعا وتعودين إلينا مطلقة للمرة الثانية"
وكانت سموم سمر قد أتت بثمارها وسمعت صدى لأفكار 
حنين.. فها هي تلاحظ ما لم تلاحظه من قبل.. رجال الأمن
الذين يحيطون بالفيلا من بعد مهاجمة عماد السابقة لها,
الإسراع بالزواج والذي كان من المفترض أن يتم بعد شهرين,
ملازمة كريم لها وعبير بكل مكان تذهبان إليه بحجج
واهية, حتى الارتياح الذي ارتسم على وجوه الجميع عندما 
أخبرتهم أنها لا تريد عرسا ضخما بل شيئا بسيطا بحديقة
الفيلا..
كل ذلك لم تلاحظه في غمرة انشغالها في التحضيرات 
وانشغالها بمشاعرها الوليدة على يديّ شريف..
تنهّدت وهي تتساءل.. هل هي بالنسبة إليه قضية يعمل عليها 
فقط؟! أم أن الحب الذي تنطق به خلجاته حقيقيا؟!
هل سيندم على الزواج منها بسبب ماضيها المشين كما 
ذكرت تلك الأفعى؟!
هي لم تعد تستطيع العيش بدونه.. لقد ذاب قلبها عشقا له 
ولم تعد تطيق صبرا على الابتعاد عنه..
تريد أن تعيش الحب الذي اشتعل بقلبها معه..
فهل سيكون القدر رحيما بها ويعطيها فرصة للسعادة؟!
أم أنه سيسلبها إياها كعادته؟!
***

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن