60

1.7K 69 1
                                    

عندما يضيء شعاع النور بوسط الظلام الحالك..
عندما ينبت الأمل من أعماق اليأس..
عندما يستحيل الصعب هيّن..
عندما يتحول المستحيل ل.. ربما
عندما ينبع الأمان من أعماق الخوف..
حينها فقط نعرف أنه العشق قد دقّ باب القلب..
بل اقتحمه اقتحاما .

مر الأسبوع سريعا في التحضيرات للزفاف والذي طلبت حنين 
أن يكون بحديقة الفيلا ولا يكون فيه سوى الأقارب وهو لم
يضغط عليها وتفهّم ما تعاني منه من نظرة المجتمع العقيمة 
لها..
هو حقا لم يهتم بمكان إقامة العرس.. كل ما كان يهتم له
هو أنها ستكون له أخيرا وبعد سنوات من الدعاء الذي لم 
يكف قلبه عن ترديده قبل لسانه..
وبعث لها بفستان الزفاف الذي احتفظ به من سفره الأخير..
وقتها لم يتمالك نفسه عندما رآه وقام بشرائه على الفور 
حتى وهو يعلم أنها ملك لآخر.. ولكنه لم يستطع إلا أن 
يتخيلها به وأخيرا ستتحقق أمنيته ويراها بالفستان ويكاد 
يتوقف قلبه من فرط السعادة التي يشعر بها..
حتى مازحه شقيقه والذي حضر لحضور الزفاف مع زوجته 
وأطفاله:"لا أصدق أن المقدم شريف سيف الدين بكل 
صرامته وجديته يرتجف من الترقب أمامي وهو ينتظر زوجته"
ضحك شريف قائلا:"حسنا حسنا.. من يتحدث؟! ألست أنت من
أثرت جنوننا جميعا يوم زفافك؟! فلا تبدأ حتى لا أبدأ أنا
أيضا"
تعالت ضحكات شقيقه مع ضحكات صديقه معتز وهو يقول:
"مبارك عليك حبيبتك شريف, أتمنى من الله أن تنالا
كل السعادة التي تستحقانها"
ثم أتبع بمشاكسة:"ولكن لن أمنحها إجازة من العمل إلا 
أسبوع واحد فقط فأنا لا أحب المحسوبية و.."
قاطعه شريف بسخرية:"ومن أخبرك أنني سأجعلها تعمل
معك أيها السمج! حنّة ستكون لي وفقط"
"بدأنا الدكتاتورية.. سأخبرها حتى تذبح لك القطة
من الليلة الأولى"
قالها معتز بمشاكسة فضحك الشقيقان قبل أن يقاطعهم
دخول حنان.. وقفت أمام شريف تنظر له بحب وتعدّل من
ربطة عنقه والدمع يتسابق ليتساقط من عينيها وهي تحاول 
كبحه بلا جدوى..
أمسك شريف بيدها وطبع عليها قبلة وهو يهتف:"ماذا بكِ 
حبيبتي؟! أليس هذا اليوم الذي تمنيتِ حدوثه منذ فترة 
طويلة؟! فلِمَ الدموع الآن؟!"
ابتسمت بحنو قائلة:"بالتأكيد إنه أسعد يوم بحياتي.. هذه
دموع الفرح بنيّ"
احتضنهما الابن الأكبر معا وهو يهتف:"أدام الله علينا الفرح 
والسعادة"
فضمهم معتز وهو يقول مشاكسا:"أحبوني معكم" .
***
يتبع

بين مخالب الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن