بعدما أبدلت ملابسها استلقت على الفراش وهي تفكر
بزوجها.. لأول مرة تشعر بجمال تلك الكلمة.. لقد استطاع
شريف بلحظات قليلة أن يشعرها بالأمان والاهتمام الذي لم
تشعر به طوال سنوات ..
ابتسمت وهي تتذكر صوته الرخيم وهو يصف رؤيته لها
ومشاعره تجاهها وهي تشعر أنها تحلم بالتأكيد.. فلم تعتد
على كل تلك السعادة.
لم تفهم كيف ومتى أحبته؟!
شعرت كأنها كانت تحبه طوال حياتها.. وكأن حبه وُلِدَ
بداخلها مع ولادتها!
نعم هي تشعر أنها وُلِدَت من جديد بدخول شريف حياتها..
فكما أن الولادة تستلزم آلام المخاض لتبدأ حياة جديدة
فولادتها أيضا استلزمت الكثير من الآلام النفسية والجسدية
حتى قابلت شريف فوُلِدَت من جديد.
كلما تذكرت كلماته وهمسه حتى لمسته تجد الابتسامة
ترتسم على شفتيها تلقائيا واندهشت كثيرا من حالها!
فكيف لم تشعر بالخوف من اقترابه منها بذلك الشكل؟!
توقعت أن تشعر بالخوف أو الاشمئزاز من اقترابه ولمساته
ولكنها لم تشعر بذلك بل شعرت بال..... شوق!
نعم.. كأنها كانت تنتظره طوال حياتها لتشعر معه بتلك
المشاعر التي أذابتها بين ذراعيه..
بل هي تمنت أن تظل بين ذراعيه طوال حياتها..
فوقتها لم تشعر سوى بالأمان والحب والحنان المتدفق منه
إليها..
كل تلك الاحاسيس جعلتها تشعر مكانها الطبيعي والتي
خلقت لأجله هو بين ذراعي شريف .
****
ولم يكن حاله أفضل من حالها..
فقد كان شريف يعيش حالة من العشق كلما تذكر وجهها
المشتعل من الخجل وهو يقترب منها أو طعم شفتيها على
شفتيه أو ملمس جسدها الملاصق لجسده كلما زاد شوقه
إليها ودعا الله أن يقرّب الأيام ويمر ذلك الأسبوع سريعا حتى
تكون بمنزله..
كان قد ذكّر نفسه بألا يتسرع وأن يتعامل معها برفق ولكن
وجودها بين ذراعيه بذلك التناغم الذي شعره معها قضى
على كل تعقل به.. لم يستطع إلا أن يتذوق رحيقها
ويستنشق عبيرها وليته ما فعل..
فقد ازداد شوقه اإيها أضعافا ولا يعرف كيف سيصبر أسبوعا
كاملا!
تناول هاتفه بلهفة ليهاتفها علّ سماع صوتها يخفف قليلا من
شوقه إليها.. لم تكد تفتح الخط حتى بادرها:
"أفتقدك بجنون حنّة"
نبض قلبها بقوة وهي تتلعثم بالحديث ولا تعرف كيف تجيبه
فصمتت بالنهاية ليسمع صوت انفاسها فأغمض عينيه يتخيل
تلك الأنفاس تلفح وجهه فأردف:"أحبك حنّة.. أحبك
بجنون"
عضت على شفتها بقوة وهي تحاول منع تلك الكلمة التي
أرادت أن تقولها له من أعماق قلبها ولم تلبث أن خرجت من
فمها لتزيد جنونه:"أنا أيضا أحبك شريف.. ولم أعرف ماهية
الحب قبلك"
ازدادت سرعة تنفسه وهو يهتف بها:"ماذا أفعل بكِ؟! هل
أحضر إليكِ الآن وأثير فضيحة فيطردني خالك!"
ضحكت بنعومة ليزداد همسه جنونا وهو يقول:
"حسنا حنّة.. اضحكي بقدر ما تشائين, فلن تستطيعِ الإفلات
مني بعد ستة أيام"
شهقت بنعومة وهي تهتف:"تصبح على خير زوجي العزيز
![](https://img.wattpad.com/cover/194119855-288-k792966.jpg)
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...