سقط قلبها بين قدميها وهي تتعرف على صوت مهاجمها!
لا...لا هذا كابوس وهي ستصحو منه قريبا ..
أخذت تحدّث نفسها وهي تواسيها أن كل ذلك كابوس بشع
من كوابيسها التي لم تفارقها بعد ولكن صوت جرس الباب
والطرقات التي تعالت معه على باب الفيلا جعلها تدرك أن
كل ما يحدث هو واقع وليس كابوس كما كانت تمنّي
نفسها ..
هتف بجانب أذنها بأنفاسه الكريهة:"ها أنا قد وصلت إليكِ
في عقر دارك حنين.. حتى تدركِين جيدا أنني أستطيع
الوصول إليكِ بأي مكان وفعل ما أريده بكِ.. ولكن لحسن
حظك لا تثيريني من تلك الناحية.. فجسدك كجسد
غلام مراهق ولكن رئيسي هو من لا تفارقين مخيلته يريدك
بأي ثمن"
ازدادت الطرقات على الباب فيبدو أن من بالباب يريد تحطيمه
ثم سمعا صوت تحطم زجاج إحدى النوافذ فازداد توتر عماد
وهتف بها وهو يغادر من شرفة حجرتها:"انتظريني حنين
سأعود إليكِ, لن تتخلصي مني بتلك السهولة..
فأنتِ ملك الشيطان لا تنسي ذلك أبدا"
بعدما تركها تهاوت على الأرض غير شاعرة بما حولها ووصل
إليها شريف وهي على ذلك الوضع .
ملقاة على الأرض شاخصة ببصرها وجسدها ينتفض بشدة
جعلته يحيطها بذراعيه وهو يجلس بجانبها ويردد اسمها
بخوف.. لم تشعر به, لم تشعر بشيء على الإطلاق ظلّت
تنتفض للحظات ثم حلّ الظلام فرحّبت به بسرور علّه
يخلّصها من عذابها الذي لا ينتهي .
وصل وجدي وسمية إلى الفيلا ليجدا شريف يحمل حنين
ويتجه إلى باب الفيلا الذي دلفا منه منذ لحظات فأسرع
وجدي بفتح السيارة له ليضعها ويصعد بجانبها محيطا إياها
بذراعيه ووجدي ينطلق بالسيارة وبجانبه سمية محطما
قوانين السرعة ..
دلف إلى المشفى يصرخ بهم وهو يحملها بين ذراعيه ووجدي
وسمية يلحقان به.. لم ينطق أيّ منهما بكلمة من الصدمة
فهما لم يشاهدا حالتها في المرة السابقة فقد وصلا بعدما
عالج الأطباء جروحها وهي لم تتحدث قط عمّا مرّ بها مع
ذلك الوغد..
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...