أخرجها من شرودها صوت هاتفها الذي طنّ بمكالمة من
جلّادها فأجابته على الفور حتى لا يجد حجّة أخرى ليصب
جام غضبه عليها.. فتحت الخط ليصلها صوته الغليظ:
"جهّزي حالك سنذهب الليلة لحفل مهم, أريدك أن تكوني
نجمة الحفل.. وتلك العلامات التي يمتلئ بها جسدك
اخفيها بأدوات الزينة.. هل تسمعيني حنين؟!"
همست:"أجل"
أغلق الخط بوجهها دون وداع.. ابتسمت ساخرة من تفكيرها
أي وداع حنين؟! هل تتخيلين نفسك زوجة حقيقة!
أنتِ فقط محض آداة بيد زوجك حتى يصل لمآربه باسم
عائلتك.. هذه هي وظيفتك بحياته فارضي بها كما
رضيتِ طويلا بكل شيء دون أدنى اعتراض.
****
استعدّت كما أمرها ليصلها السائق بالموعد المحدد مصطحبا
إياها للحفل.. وما إن وصلت للحفل حتى انقبض قلبها وأرادت
التراجع لتجده يخرج لملاقاتها فاستسلمت لقدرها ودلفت معه.
عرّفها عماد برجل ما قائلا:
"هذا سمير بك, صاحب العمل حنين..
هذه حنين زوجتي يا بك"
لمعة عينيه وهو ينظر لها كفريسة سينقض عليها بعد
لحظات جعلت قلبها يهوي بعنف ليقترب منها المدعو سمير
بك قائلا:"وهل يَخفَى القمر عماد؟! لقد أنارت الحفل
ما إن خطّت قدميها بداخله"
شعور غريب اكتنفها حاولت أن تكذّبه ليميل عليها عماد
مؤكدا شعورها وهو يهمس:"ما بكِ حنين؟! تفاعلي مع
الرجل, ابتسمي له, تحدّثي معه, افعلي أي شيء لتسلّيه.. إنه
سبب زواجنا من الأساس"
كادت تغص بالمشروب الذي منحه لها أحد السقاة عندما
شعرت بنبرة زوجها التي أثارت اشمئزازها ليكتمل المشهد
عندما شعرت بذراع سمير بك تحيط بكتفيها لتنتفض
مبتعدة ليسقط الكأس من يدها محطّما على الأرض..
شحب وجهها وهي تنظر لعماد الذي زمجر بشراسة ليوقفه
رئيسه هامسا له ببضع كلمات ليومئ بخضوع قبل أن يرافقها
للسيارة آمرا السائق أن يعيدها للمنزل.
****
بعد يومينأيقظته والدته من نومه قائلة بفزع:"شريف استيقظ سريعا,
انجد تلك المرأة يا بني.. صرخاتها ليست طبيعية على
الإطلاق, ربما يحاول قتلها هذه المرة"
انتفض بعنف وصوت صراختها الذي اقتحم أحلامه منذ
قليل يتحوّل لواقع وهو ينظر لوالدته بعدم استيعاب للحظات
قبل أن ينهض ملتقطا قميصه الذي خلعه قبل النوم وارتداه
مسرعا قبل أن يذهب للطابق السفلي ليجد الجيران كما تعوّد
منهم واقفون يستمعون للصرخات دون أدنى تدخل منهم..
حرّك رأسه آسفا على الشهامة والنخوة ليطرق الباب بعنف ولا
يصله رد ليحاول اقتحام الباب بقوة وأخيرا تحرّك بعض
الشباب من الجيران ليساعدوه حتى استطاعوا تحطيم باب
الشقة ليجد ذلك الوغد أمامه يصرخ متوعدا إياهم ليمسك
به الشباب مشيرين إليه أن يدلف للمرأة ويرى لِمَ تستمر
صرخاتها حتى اللحظة وزوجها بين أيديهم!
دلف للداخل ليصدم بالمشهد أمامه ويتجمد للحظات قبل
أن يتحرّك لنجدتها.
****

أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Детектив / Триллерالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...