لا تعرف لِمَ شعرت بالحنان يغمرها عندما التقت عيناهما؟!
رأت فيها نظرات والدتها رحمها الله عندما كانت تشعر بالحزن
فتراضيها, رأت بها ذاك الحنان الذي افتقدته منذ سنوات ولم
تجده قط !
أما حنان فقد رأت فيها الابنة التي تمنتها طوال حياتها ولم
ترزق بها ..
ابتسمت لها والدته بحنان وهي تفتح لها ذراعيها ودون أدنى
تردد ألقت بنفسها بين ذراعيها ليغمرها حنانا افتقدته منذ
فترة طويلة.. ضمتها حنان (والدته) إليها بحب وهي تربت على
رأسها بحنو تهمس بأذنها أنها معها ولن تتركها أبدا .
وقف شريف مذهولا مما يحدث أمامه!
كيف لوالدته والتي تقابلها للمرة الأولى أن تنجح فيما فشلوا
به جميعا؟!
أما حنان وحنين فلم يشعرا بشيء سوا بعضهما.. وكأن الاثنين
كانا ينتظران تلك المقابلة منذ فترة بعيدة,
وكأنهما انتظرا الارتواء الذي لم يكتمل إلا بتلاقيهما,
وكأن الزمن توقف لديهما عند هذا اللقاء فلم يعد يهم ما
حدث قبله ولن يهم ما سيأتي بعده .
كانت حنين هي من قطع الصمت وهي تنشج ببكاء حار
وتتكلم للمرة الأولى منذ أن فقدت النطق !
تحدثت عن كل ما آلمها بحياتها..
تحدثت عن اليتم الذي فقدت معه كل حق بالحب والأمان
وكأن أمانها قد دُفِنَ مع من دُفِنوا, وكأنها أصبحت مجرد عبء
يثقل كاهلهم فأرادوا التخلص منها بأسرع وقت.. إنهم حتى لم
يتحرّوا عن عماد وعن عائلته واكتفوا بالمعلومات
التي قدمها لهم.
تحدثت عن وقوعها في قبضة الشيطان الذي حوّل حياتها إلى
جحيم, الشيطان الذي تحوّل من اللامبالاة إلى الوحشية
عندما عرفت ما يهدد أمنه وسلامه .
تحدثت عن عرضها على حسام كأي بضاعة تالفة يريدون
التخلص منها ورفضه لتلك البضاعة فهي كما أخبرتها سمر
وكما أخبرها زوجها العزيز ليس بها شيء يجذب الرجال.
أنت تقرأ
بين مخالب الشيطان
Mystery / Thrillerالكاتبه .. حنين احمد قلب فطرته الهموم والأوجاع..كُسِرَ على يد الزمان.. تهشّم على باب حجرة الذكريات.. فتدنس على يد الزمان..قلب كان الأمان..أصبح الأمان له طي النسيان.. قلب طفل غدا وحشا..قلب مات من الآلام.. قلب رأى نورا فظلام أضحى على أمل..أمل لقلب غرق...