- تعرفي إني مبحبش أقرأ!
- أعرف.
- طب تعرفي إني بقرألك إنتِ!
- أعرف.
- طب تعرفي إني بستمتع وأنا بقرأ ليكِ
- أعر... ليه
حرك الساعة ال لابسها في إيده الشمال وهو باصصلها - مش عارف، يمكن عشان بحسه ليا مثلا.
فتحت عيني بفزع وضربات قلبي بتتسابق، دمعة نزلت من عيني الشمال، ممسحتهاش.. سبتها توصل للمخدة وتحضنها، جفني كان تقيل وكإن حاجة فوقه وبتضغط عليه، بحب الإحساس دا أوي
مش لأي سبب سوى إني عشان بشوفه...
- هو احنا مش صحاب!
- لا طبعا صحاب
- بس انت صاحب مش جدع علفكرا
- ليه بس؟!
- عشان انت بتسيبني كتير لوحدي
- إمتى دا؟
- متعملش عبيط، أول ما بفتح عيني بتختفي، كلهم فاكرني مجنونة عشان بكلمك، دي حتى مي.
- طب هو مين ال بيجيبك هنا؟!
بصيت في الأرض - إنت
رفع راسي بإيده وبص لعيني - لا، قلبك
بصتله فكمل - وأنا جوا قلبك، انتِ كل ما بتحسي إنك محتجالي، عينك بتتقل وبتغمضي وتنامي فتجيلي.
- طب إنت ليه في قلبي بس؟! ليه ما تطلعش برا وأشوفك وأكلمك وأحبك بردو
- عشان أنا لو طلعت برا حدود الأوضة دي هتبخر، مش هكون موجود ومش هتشوفيني ولا تلحقي تحبيني
- ليه؟!
- لا هو تعبان يا مي، تعبان وأنا متأكدة، قلبي عمره ما حس بحاجة خاصة بيه وطلع بيخدعني، إلا هو...
- طب وبعدين يا عشق، هتفضلي حابسة نفسك كده كتير؟
- أنا مش حابسة نفسي، قلبي ال حابسني جواه.. معاه، معاه يا مي.
- يا حبيبتي أصحابك ال انت بتحبيهم كلهم قلقانين عليكِ، بقالك إسبوعين مشوفتيش النور
- اسكتي! أنا مش بحب حد! مش بحب حد يا مي غيره.
انتِ بتبصيلي كده ليه؟ إوعي تعمل زيهم وتصدقي إني مجنونة، لا يا مي، أنا متبقاليش غيرك!
مجنونة! أنا.. أنا مش مجنونة خالص، هما ال عايزين يجننوني عشان مقدرش أخرج من هنا وأدور عليه، لكن أنا هخرج.. أيوه، أيوه لازم أخرج وألاقيه
- عشق إنتِ صاحية
- لأ
- طب ممكن نتكلم شوية؟!
- أنا نايمة ومش بعرف أتكلم وأنا نايمة.
- طب مي هنا وعايزة تشوفك، أدخلها؟!
نزلت الغطا من على وشي وبلهفة فَضَلِت ثواني واختفت، رجعت كشرت تاني وحطيت الغطا على وشي بعصبية مرة تانية - لا مش ممكن، قولها إني مخصماها.
- طب خلاص مضايقيش نفسك، هقولها كده.
خرج لوقت قصير ورجع مبتسم
- خلاص قولتلها
قومت اتعدلت في مكاني - وهي صدقت! يعني مشيت!
- وانتِ مكنتيش عايزاها تمشي؟
عنيا دمعت ونفسي صعبت عليا - لأ، مكنتش عايزاها تمشي، أنا كنت بقولها كده عشان هي متسمعش كلامي وتدخل بالعافية، كنت بقولها كده عشان أحس باهتمامها وتمسّكها بيا، كنت بقولها كده عشان تعصيني، مهو مش كل الأوامر ال لسانا بيصدرها، قلبنا بيبقى عايزها، أوقات بيبقى عايز عكسها.
مكنش ينفع إنها تسمع كلامي وتمشي، مكنش ينفع والله!
- طب براحة، هروح اندهالك متبكيش خلاص
- لا لا، متقولهاش خليكي، كان لازم من نفسها تفضل، كان لازم تفضل وهي فاهمة إني مش عايزاها، لكن لما تيجي دلوقتي، هتبقى موجودة عشان أنا ال عايزاها، هتبقى شفقة وأنا مبحبش الشفقة.
أنا مش مريضة!
- أنا عارف ومصدقك.
- بجد!
- بجد.
- إنت طيب أوي
- إنتِ كده صدقتيني؟!
- أيوه.
- هو إنتِ أي حد بيقولك حاجة كده بتصدقيه
- لا، مش أي حد.
لكن ال بيكذب بيكون ليه مصلحة في الكذب دا، هو دايما يقولي كده.
- مش دايما.. فيه ناس بتكذب كمرض.
- إزاي؟
- لا دا موضوع يطول شرحه
- احكيهولي
- أما تقوليلي الأول...
إسمه إيه؟!
سرحت بخيالي كإني بشوف صورته وابتسمت - أحمد.
- احكيلي عنه
- إزاي؟
- قوليلي أي حاجة عنه، بيحب اي، بيكره اي، مواقف بينكم، كده يعني
- معرفش!
معرفش أي حاجة عنه غير إن عيونه شبه لون القهوة، ولمسة ايده شايلة في حضنها حنان الدنيا كلها، وحضنه زي نسمات الهوا البارد في عز الحر.. معرفش عنه غير إنه موجود، أو يعني لازم يكون موجود، عشان.. عشان أنا بنيت حياتي على كده خلاص.
فضلنا ساكتين، كان مستني أكمل بس أنا مكنتش لاقية كلام، هو فيه إحساس، لكن الكلام اتبخر
- على إيه؟!
- على حبه.
أيام بتشيل في قلبي وأسابيع بترزع فيه وأنا زي ما أنا، رافضة أشوف الشمس، أكيد هتكون شمتانة فيا، هي كتير قالتلي مش هيدوملك وأنا مصدقتهاش، كتير قالتلي هيتبخر زي المية وأنا بردو مصدقتهاش، قالتلي.. قالتلي هتفتحي عينك هتلاقي نفسك في حلم جميل، الشجر بيرقصلك والهوا بيحضنك وهتلاقيني بضحكلك.
بس أنا مش عايزة غير ضحكته هو، مش عايزة غير حضنه هو، مش عايزة غيره هو، صدقوني لو أنا مريضة فهو علاجي، ولو أنا سليمة فهو أماني، ولو أنا يتيمة فهو كل دُنيتي.
- سمعت إنك بتحبي تكتبي
-..
- طب أنا بحب أقرأ، وحابب أقرأ حاجة ليكِ
-..
- إنتِ مش حابة وجودي طيب؟!
سيبت القلم من إيدي ومسكت الورقة بين إيديا الاتنين وقرأت "لست معتادًا على أن يفهمني أحد، لست معتادًا على هذا لدرجة أنني اعتقدتُ في الدقائق الأولى من لقائنا أن الأمر أشبه بمزحه ". نابوكوف
- بس هي ممكن متكونش مزحة ويكون فيه حد فاهمك بجد، أو بيحاول يفهمك على الأقل
- "تتشكل الحياة من جديد وكأن أمس وقع لأنك لم تكن به، وكأن اليوم مْجدٌ لأنك خُلقت فيه
ثم تنمو داخلي كعمر، كتقويم جديد، كساعة لا تتوقف عقاربها عن مداعبة قلبي.
خُلقت كأنت لا تشبه شيء، فجئتَ أعجوبة! " حنان سعيد.
-...
- "وأني أحبك بقدر ما يجعلني أقف على شفا حفرة وأجعلك تُمسك حبل نجاتي، بقدر ما يجعلني أتكور بحجم قلبك تماما، فأختبئ فيك عن أعين العالم بأسره، أن أضع رأسي على روحك وأغفو، ولا بأس إن مت بعدها ". ياسمين رزق
- عشق عدى تلت شهور وأنا بدور على كل الأماكن ال قولتي عليها، مفيش أصلا الأسامي دي في القاهرة كلها
- هيجي وأنا واثقة، هو عايزني أنا أدور عليه
قمت وقفت وقربت منه وهو فضل يرجع لورا
- طب اي ال مانعه؟!
- حاسة إنه مسجون، متكتف، ودا ال مانعه يوصلي، أنا واثقة من ال بقوله ليك، انت مش قولتلي إني مش مجنونة وانك مصدقني! سيبني أخرج وأدور عليه
أنا.. أنا عارفة هلاقيه فين.
وصل للباب وفضل واقف وماسكه بإيد والإيد التانية سادد بيها المسافة ال بين جسمه وبين الجدار
- طب بص، هقولك على حاجة أحسن، أنا أقولك على مكان واثقة انه فيه، وإنت روح له وقوله يجي ليا، هو أكيد بيدور عليا زي ما بدور عليه
-...
- هو إنت مش بتسمع ولا ايه، بقولك عديني عايزة أخرج.
قربت منه وشوفت لمعة دموع في عنيه، معرفش ليه قلبي اتهز وحسيت إنه صادق، هو دايما كان بيقولي إن ال بيكذب بيكون ليه مصلحة لكن إي مصلحة الدكتور إنه يكذب عليا!
معقولة!
مفيش أحمد! مفيش حب! مفيش بيت صغير بيجمعنا!
- لا.. لأ إنت بتكذب، كلكم بتكذبوا، كلكم بتكذبوااا.
أغمى عليا ودخلت في غيبوبة لمدة محدش قالي مدتها، بس لما فوقت كنت فرحانة، أصلي شوفته، شوفته وهو مبتسم وبيشاور لي من بعيد.
اتأكدت وقتها إن فيه أحمد، وفيه عشق، وفيه حب القمر ما زال حاضنه ورافض إن الشمس تلمحه.
- إي دا إنت مين
كان مبتسم وشكله حلو أوي، عيونه كانت شبه القهوة، ولحيته مهندمة وقصيرة كده، تخطف القلب، وكان فيه شعر نازل على جبينه، وقُرب عنيه، كان مبتسم إبتسامة هادية وعنيه مقفولة شوية
- حمد لله على سلامتك، أنا الدكتور بتاعك
بصيت حواليا وأنا حاسة إني بردانة - لأ مش إنت، كان واحد تاني.
- أيوه، دكتور أيمن استقال من ساعة ما دخلتي الغيبوبة وسافر
-...
قرب أكتر من السرير وقعد على جنب منه - طب إحنا ممكن نبقى صحاب!
بصيت لعيونه وتلقائي لقيت نفسي ببتسم
- هو إنت اسمك إيه
- أحمد.
بسمتي زادت وقلبي دق بسرعة أكبر كإني كنت بجري، طلعت مذكرتي ولقيت نفسي بكتب
"مسجون أنت في سجن الحياة وأنا في سجن هواك مقيدة "
#ياسمين_رزق
#عشق
- عاالم مختلف )" 💛✨
