-أنا مستاهلش الحب، بس أنتِ تستاهلي..
_كلامك ده بيدينك أنت َ مش أنا ورغم ده بتشيلني أنا الذنب !
-صدقيني لو فضلت أكتر،أنتِ هتكرهيني.. أني أبعد دلوقتي وتتعبي شوية أحسن ما تتعبي فكل لحظة أنتِ فيها معايا.
_مستغربة أوي! ده مكانش كلامك من أربع شهور، أيه اللي أتغير دلوقتي؟
-أنا اتغيرت للآسف وبقيت أسوء من الأول، بقيت أسوء من أنك تصلحيني بوجودك فلازم أنسحب قبل ما ألوثك بوجودي..بصيت فالأرض ومردتش عليه، مرفعتش راسي إلا وأنا براقبه وهو بيبعد بالتدريج لحد ما اختفى من قدامي..
أنك تقرب لحد وتفرشله دنيتك تحت رجليه وتمدله روحك يتلحف بيها ورغم أنك عارف كُل مساوءه وعيوبه اللي واضحة زي الشمس بتحط عقلك وتفكيرك على جنب مع المرايات اللي بتكشف بشاعة قلبه وتقرب منه علشان يشوف نفسه في عنيك اللي مستحيل تطلعه وحش أبدًا وفالآخر كأنك كُنت سطر في مسرحية بتتقال من شخصية فرعية فوقت غير وقتك ومحدش بيحس بيك لا بتزود ولا بتنقص النص!
-عارفه أنه مدمن ورافض يتعالج وعارفه أنه بيحب الحياة الوحشة اللي هو عايشها بس مش سهل أني بشخصيتي اللي ألف حد،يتمناها تتساب من حد كله عيوب ورضيت بيها؟ أنتِ مستوعبة احساسي أو أنا شايفه نفسي ازاي دلوقتي؟
_شايفه نفسك وحشة ومتستاهليش تتحبي ،حتى أكتر شخص مليان عيوب مرضيش بيكِ صح ؟
بصيتلها ومتكلمتش فكمِلت
_بس أنتِ مش كده وأنتِ عارفه ده كويس ،كل الحكاية أنك أخترتي غلط مش أكتر..أخترتي حد هو أساسًا رافض يعيش ..بيجري في طريق الموت أكتر من الخطوات اللي مشيها ناحيتك ،لسه مستوعبتيش ده؟
-استوعبت، بس يمكن متأخر شوية..
_لا مفيش حاجه متأخرة، ده الوقت المناسب لأنك تعرفي ده ، دلوقتي أرمي رداء الحزن والكسرة واسمحي للفراشه اللي جواكِ تطلع للنور وتشوف الشمس بقى.أسبوع..
أسبوعين..
شهر..
شهر..
سبع شهور-محمود مات ي ندى.. انتحر .
مبقيتش عارفه أنا حاسه بأيه، حزينة على موته بطريقة بشعة كده ولا أنه مبقاش موجود في الحياة خلاص، أو مضايقه لأني مساعدتهوش؟ بس أنا ماليش ذنب .. أنا كل مرة كنت أمدله أيدي فيها علشان اساعده كان بيزوق ايدي وبيبعدني عنه
ذنبه مش في رقبتي هو اللي رفض مساعدتي ورفض وجودي في حياته .المفروض أني ارمي كل حاجه ورا ضهري واتحرك لقدام لكن مش ده اللي حصل ،اكتئبت وتعبت وبدأت ابعد عن ربنا بطريقة وحشة ..
بقيت لما ابص في المراية مبشوفش نفسي لكن بشوف محمود تاني .
الحاجه اللي كنت مستحيل أعملها فحياتي بقيت بروح ناحيتها وانا مغمضة عيني
وقفت قدام نفسي ببص لشكلي اللي اتغير لشكل تاني غريب عليا
انا ازاي بقيت كده وازاي وصلت للمرحلة دي
الحالة اللي كنت بحاول اخرج محمود منها دلوقتي بقيت فيها!بصيت حواليا كانت الاوضه منظمة كالعادة ولونها ابيض وشكلها باهت انا تقريبًا حفظت كل ركن فيها، مبعملش حاجه هنا من ساعة ما جيت إلا أني أقلب نظري فيها كلها ،المكان هنا سخيف تحسه بيبص بسخرية كده وبيبتسم ابتسامة صفرة مليانة شماته، شمتان فيك مرة لأنك فشلت في أنك تعيش الحياة اللي بره بشكل صحيح ومرة لأنك فشلت فأنك تنتحر، حتى الموت رافضك!
ضحكت بسخرية وأنا بسترجع أخر لحظة والشعور اللي حسيته قبل ما اقطع شرايين ايدي ،كانت الشفرة بترجف فايدي من الخوف وجسمي كله كان بيرجف لمست المكان اللي فيه الشريان بصوابعي حسيته خايف، كأنه كان عارف اللي أنا ناوية أعمله ، أول ما حطيت الشفرة عليه حسيت بألم خفيف ولما شوفت الدم محستش بأي حاجه فالدنيا وشوفت كل حاجه لونها أسود قدامي.