" إيه قد جعلها ربي حقا دي، ده أنا لسه متعرفة عليك من أسبوع يابني، هو حافظ مش فاهم ولا إيه، لأ لو مش فاهم نفهمه، لكن مش ناقصة حد يفهمنا غلط هى".
فجأة هاتفها يرن...
- السلام عليكم.
= وعليكم السلام.
- إزيك يا دعاء.
= الحمدلله بخير، وإنت؟!
في فرحة جلية في صوته - أنا حاليا مش مصدق إننا اتخطبنا وفاضل على الحلو تكة.
ابتسمت..
- ومش مصدق بردو إني بكلمك دلوقتي، انت ساكتة ليه؟!
= أقول إيه؟!
- أى حاجة.
= هى إيه قد جعلها ربي حقا الي عاملها كابشن دي؟!
- مالها؟!
= هفهمك، دي المفروض بيكتبوها لما يكونوا اتنين بيحبوا بعض وواجهوا صعوبات وقصص من نوعية ولأن الحلال أجمل سننتظر، أو كان نفسهم ربنا يجمعهم سوا وربنا جمعهم فعلا.
- ما أنا عارف.
= نعم!! بس احنا لسه متعرفين على بعض من أسبوع.
- مين قالك؟!
= أنا بقولك، أنت هتشككني في نفسي ليه!!
- طب يا ستي هحكيلك حدوتة صغننة كده، بس يا رب متناميش مني.
= سامعاك.
- من تلات سنين كنتي رايحة جامعتك ولحظي الحلو الي مش عارف هفضل أشكر ربنا عليه لامتى ركبتي جنبي، كنتي متعصبة أوي عشان صاحبتك سابتك ومشيت لما اتأخرتي وهتضطري تروحي كليتك والي هى أول مرة تروحيها لوحدك، طبعا أنا الرجولة أخدتني أوي وقلت مش هنزل غير رجلي على رجلك لما أوصلك.
= بس أنا محدش وصلني للكلية وقتها أنا فاكرة.
- شكلك نسيتي الشاب الي مرمطي بكرامته الأرض لما قالك أنا عارف كليتك فين وهاجي معاكي أوصلك.
= مش فاكرة حاجة زى كده.
- ما انتو كده يا بنات اليومين دول تهزأوا الشاب مننا وتكسروا قلبه وبعدين تكملوا حياتكم عادي ولا كأن حاجة حصلت.
ضحكت = بنات اليومين دول إيه بس، انت ليه بتتكلم وكأنك من الألفية الأولى، ده هو بينا سبع سنين مش حاجة يعني.
- لحقتي تحسبيهم!
في حرج = يعني مش....
- هششش خلاص حبك بان.
أغلقت الهاتف بسرعة في حرج من هول الموقف، وأخذت أنفاسها في التتابع والابتسامة التي على ثغرها تكبر وتتسع.
" مش هنكر إنه لفت نظري أول ما شفته وطريقة تفكيره وكلامه عجبوني، حسيته ناضج كده ومتحمل المسئولية، مش زى الي اتقدمولي قبله، كانوا كلهم من سني تقريبا والتفاهة والاستهبال بتشع من وشوشهم، فاكرين الجواز لعبة وحابين يجربوها، ميعرفوش إن الجواز مره أكتر من حلوه، يعني حضرتك واحد نايم بعد الفجر بعد ما خلصت لعبك ونتك وتفاهتك بتصحى العصر مثلا، كده الضهر فاتك لو مامتك غلطت وطلبت منك تقوم تشتري طلب ولا تشيل حاجة ولا أى حاجة هى مش هتقدر عليها، تقعد تزعق وتشخط وتنطر وفي الآخر لو عملتها تعملها غلط، ده في حالة إنك عملتها، فيه شباب مش بيتكسفوا يقولوا لوالدتهم اعملي انتي، طب انت تتخير إيه عن البهايم معلش، عايش في البيت تتعلف وتتسمن وخلاص ولا ايه، الموضوع ده طول عمره حساس بالنسبالي عشان كده كنت دايما بستهيف أى حد من جيلي عشان كلهم ماشيين على نفس الرتم إلا بعض الصالحين يعني والي للأسف مش كتير، نسيت أعرفكم بنفسي، دعاء سلامة 21 سنة في كلية آداب قسم علم نفس، دخلت القسم ده من حبي فيه مش مجموع، أنا مجموعي كان يدخلني الأحسن منه، بس يمكن عشان دخلت حاجة بحبها أبدعت فيها ودي آخر سنة ليا والحمدلله كل سنيني الي فاتت امتياز، عقبال السنادي، يمكن دراستي في الكلية هى الي مساعداني في حياتي إني أحكم على شخصيات الناس، ويمكن عشان كده كنت برفض عرسان بالهبل، عشان كل نظرة وحركة كنت بترجمها وأحللها فميعجبنيش فأرفضه، وده كان مزعل أهلي، طبعا زمانكم بتقولوا إن سني لسه صغير وأهلي يزعلوا ليه وكده، أختي الصغيرة 18 سنة ومتجوزة ومعاها آدم كمان، بالظبط! أرياف والبنت أول ما تخلص الدبلوم تتجوز، تقريبا أنا وبنتين كمان من بلدنا كلها الي دخلوا الجامعة، ورغم إني فخر أهلي ودايما يفتخروا بيا وبنتنا الدكتورة وكده، ما تستغربوش ما أى حد عندنا بيدخل جامعة بيبقى دكتور، بس طبعا البنت مالهاش الا بيتها وجوزها، عايزة تكملي تعليمك وماله، بس في بيت جوزك ولما يسمحلك بكده، غير كده يبقى التعليم مالهوش لازمة ونقمة لصاحبه، سيف الحمدلله متعلم وبيشتغل ومتحمل مسئولية نفسه ووالدته ودول أساس الصفات الي كنت محتاجاها في زوجي، التعليم وتحمل المسئولية، الصفات التانية لو مش كاملة عنده فاحنا مفيش حد فينا كامل".
- مبروك يا دود، ربنا يتمملك على خير يا رب.
= الله يبارك فيكي يا قلبي، كنت هزعل أوي لو مجيتيش النهاردة.
- وأنا ينفع أعدي يوم زى ده من غير ما أبقى جنبك، صورتكم كذا صورة قمر، بس فيه صورة حلوة أوي.
= ابعتيهالي.
- هبعتهالك بس بشرط، إنك تبعتيها لسيف.
= ربنا يستر بس موافقة.
- لا متقلقيش دي صورة حلوة أوي، وسيف كان بيبصلك فيها بطريقة أخدت قلبي والله.
احمرت وجنتاها بمجرد قراءة الرسالة ثم بأصابع مرتعشة.
= طب ابعتي وهبعتهاله والله لو عجبتني.
وصلتها الصورة فكانت لها واقفة مع إحدى صديقاتها، وهو واقف على بعد خطوتين منها مع أخيه، وينظر إليها بكل حب حتى يكاد قلبه يظهر جليا في عينيه، وابتسامة مقاتل بعد انتصار عظيم تحتل شفاهه.
- الصورة توصله وتبعتيلي اسكرين عشان أتأكد إنك بعتيها.
= انتي مالك مصرة كده ليه؟!
- عشان يعرف إنه اتقفش خلاص وحبه بان.
= طب ما إيه يعني؟!
- معلش ده حوار بيني أنا وجوز أختي المستقبلي، اطلعي انتي منه.
ضحكت = لأ ده انتي تحكيلي بقى.
- ابعتي الأول وبعدين هحكيلك.
= خلاص اتبعتت احكي بقى.
- كتبتيله ايه عليها؟!
= هكتبله إيه يعني، بعتها وخلاص.
- قوليله أسماء بتقولك، كده بالدليل القاطع.
= فهميني فيه إيه، الفضول هيموتني.
- اكتبيله الأول.
قبل أن ترسل رسالتها وجدت رسالة منه مع الصورة بها دائرة على أحدهم...
* مين الي بيبصلك بتأثر ده؟!
= جيراننا.
* ده اسمه إيه ولا خريج إيه؟!
= مازن وخريج تربية.
* تمام.
= هو فيه حاجة؟!
* لأ عادي، مش عايز نضيع فرحتنا عشان حاجات مالهاش لازمة.
= قبل ما أنسى، أسماء بتقولك كده بالدليل القاطع.
* قوليلها أنا خلاص اعترفت بجريمتي ومستني الحكم.
= طب هو ممكن لو مفيهاش إساءة أدب تفهمني فيه إيه؟!
* خليها تقولك عشان التفاصيل ممكن تقع مني وأنا عارف إن البنات بتموت في التفاصيل.
= تمام.
- يلا تصبحي على جبر خاطر.
تفاجأت = أنا بحب الدعوة دي جدا، ودايما بقولها للي بحبهم.
- ما أنا عارف، وبقت على لساني دايما من وقتها، ومش بقولها غير لحبايبي بردو.
قرأت الرسالة ولم تجب من فرط الخجل.
= يلا يا أسماء احكي بقى فرهدتيني.
- نفذتي الاتفاق؟!
= حصل.
- بصي يا ستي، من بداية حفلة الخطوبة وهو عينه عليكي، وأنا عارفة إنكم صالونات مش قصة حب عنيفة يعني عشان يبصلك كده، فبعد ما عرفتيني عليه وكده وبعدين روحتي سلمتي على قرايبك، سألته هو فيه إيه، طبعا اتوتر ووشه جاب ألوان يا قلب أمه، وقعد يقولي إيه إزاى وكده، ولما قلتله الي فيها، قعد يقولي لأ عادي مقصدش حاجة، قلتله عينك فضحاك أوي على فكرة متحاولش تنكر، اتوتر تاني وقعد يقولي إنتي فاهمة غلط وهو بيبص عادي وإنه فرحان مش أكتر وكده، فسيبته ووقفت بعيد وبدأت أتابع وأصور لغاية ما آخد صورة الموسم.
= ده انتي رزلة، ما تسبيه يبص براحته الله، الراجل استحمل كتير.
- ويت كده، استحمل كتير إزاى؟!
= ولا أى حاجة.
- هتخلصي ولا أذيع.
حكت لها ما أخبرها به.
- يا قمر، خد قلبي والله.
= احترمي نفسك، كفاية عليه قلبي بس.
- الناس الي وقعت دي، الله يسهله يا عم.
= مش أوي كده، بس أعجبت بيه أكتر بصراحة، إنه صبر تلات سنين وأكتر كمان عشان يوصل لليوم الي أبقى فيه حلاله ومفكرش يعمل حاجة غلط تغضب ربنا.
- هو أنا للأسف الأسيف هعترف اعتراف مكنتش أعرف إن هييجي اليوم الي أقوله على راجل بصراحة.
= اخلصي.
- انتي معاكي ألماظة لازم تحافظي عليها.
= حسيت بكده، ربنا يجعله زوج صالح ليا ويجعلني زوجة صالحة ليه بس.
- وعقبال نصيبي يا رب.
ضحكت = وحد يبقى فرفوش زيها يا رب، عشان كفاية أوي كآبتي في حياتها.
- على قلبي زى العسل.
****************
* السلام عليكم.
تفاجأت = وعليكم السلام، انت هنا بتعمل إيه؟!
* انتي نسيتي إني بحضر دراسات عليا ولا إيه؟!
= عارفة، بس إيه جاب تجارة عند آداب؟!
* لقيت الطريق أقرب من بوابتكم.
= لأ خالص، البوابة التانية أقرب، كده هتضطر تمشي كتير.
* بقالي أكتر من تلات سنين بمشي ومستحمل، مجاتش على الشوية دول.
فهمت ما يرمي إليه فابتسمت في خجل = طب تعرف هتمشي إزاى؟!
* اه طبعا، ما دي مش أول مرة، بس انتي الي مكنتيش بتاخدي بالك.
محاولة الهروب من دائرة نظراته التي أربكتها = طب أستأذن أنا عشان اتأخرت.
* تمام اتفضلي، عايزك ترفع راسي يا خلف.
كتمت ضحكتها...
***************
- مالك مش قادرة تاخدي نفسك ليه؟!
= سيف، شوفته، كان هنا.
- إيه ده أحنا هنبتديها كده، لأ احنا بنات عائلات محترمات منقابلش شباب برة البيت.
= هو مش جاى يشوفني دي كانت صدفة.
- يا رااااجل.
= اه هو قالي إنه كان رايح كليته.
- يا ضنايا، وإيه الي جاب تجارة لآداب دي في آخر بلاد المسلمين بالنسبالنا.
= على فكرة انتي رزلة أوي، هو قالي إنه دايما بيدخل من البوابة دي عادي.
- كده اتأكدت إنها مش صدفة.
= جاى يشوفني، ارتاحتي كده.
ابتسمت - اه، بس ولو، الي عايز يشوفك ييجي البيت.
= أنا معاكي، بس معرفتش أقوله كده، اتوترت أوي وقتها ودماغي وقف.
- هعديها عشان عارفاكي، وفي نفس الوقت عارفة إنه محترم مش وش ذلك.
******************
- السلام عليكم، رجعتي ولا لسه؟!
= اه الحمدلله.
- كان يومك عامل إيه؟!
= تمام عدى على خير الحمدلله، وانت؟!
- هروح بكرة أخلص كام حاجة كمان.
= وهتدخل من أى بوابة؟!
- من البوابة بتاع كل مرة.
= طب ممكن تدخل من البوابة الأقرب أريح ليك.
- أنا برتاح لما بشوف البوابة دي، وشها بيبقى حلو عليا دايما.
= طب هتزعل لو مسلمتش عليك لو اتقابلنا؟!
- وده واجب الضيف بردو؟!
= أوعدك لما تيجي البيت عندنا هسلم عليك عادي.
- أقدر أنا على كرم الأخلاق ده كله.
= لو عايز تفرحني فعلا لما تحب تشوفني تيجي عندنا البيت، ولو حصل وشوفتني صدفة من بعيد متسلمش عليا أسلم ليا وليك، عشان محدش يتكلم، واحنا أرياف والكلام عندنا بيبقى كتير.
- مع إني مش مقتنع أوي، بس مدام ده يريحك فده المهم عندي.
= شكرا إنك تفهمت موقفي.
- مفيش شكرا بينا.
= تصبح على جبر خاطر.
- عقبال ما أصبح على وشك.
بمجرد قراءة الرسالة، اهتز كل وتر بجسدها خجلا مشوبا بفرحة لم تعهدها قبلا.
مرت ثلاثة شهور على نفس الوتيرة، الفرق احترامه لرأيها ومحاولته عدم التأثر عند رؤيتها وسيطرته على قلبه الذي يهفو للتحدث معها وإلقاء التحية والسلام عليها، وثانيا برعم حبه الذي نبت في قلبها بدأ يزهر وسط ذلك الإهتمام بها والحب الذي يشع من حديثه وعيونه.
****************
- أستاذة دعاء!!
= أستاذ مازن، إزى حضرتك؟!
- الحمدلله أنا بخير، أخبار حضرتك إيه؟!
= الحمدلله، أحمد عمل مشكلة في الفصل ولا إيه؟!
- لأ أحمد هادي ماشاء الله عليه، بس محتاج يحسن مستواه في الإنجلش أكتر من كده.
= المشكلة إني حاولت معاه لما حضرتك قلت لبابا قبل كده ومفيش فايدة.
- طب ممكن تبعتيهولي الدرس عندي وأنا هحاول معاه إلى جانب الفصل.
= أنا عارفة أخويا مالهوش في الانتظام في الدروس وهييجي لحضرتك حصة ويغيب عشرة.
- خلاص أجيله أنا.
ابتسمت فابتسم في حرج = حضرتك تنور طبعا، بس مش عايزين نتعبك معانا.
- لا تعب ولا حاجة، أنا كنت هقول لوالدك بس مشوفتوش النهاردة، فقلت أقول لحضرتك.
= خلاص أنا هقوله متقلقش، وهو هيرد عليك.
- تمام.
= شكرا لإهتمام حضرتك.
ابتسم في خجل - العفو على إيه ده واجبي.
* السلام عليكم.
صدمت = سيف!!!
- وعليكم السلام.
* حضرتك أستاذ مازن صح؟!
تفاجأ من معرفته به - اه، ألف مبروك على الخطوبة يا أستاذ سيف، متأخرة أنا عارف.
* عادي ولا يهمك، نعتبرها مقدما قبل الفرح.
كسى الحزن معالم وجهه، لكنه تدارك الموقف سريعا - ألف مبروك تاني، أستأذن أنا بقى.
= مقولتليش إنك جاى.
* حسيت إني عايز أشوفك فجيت.
= هو بابا أكيد في الشغل دلوقتي، بس أظن أحمد رجع من المدرسة، أنا هسبقك عشان....
* عشان محدش يتكلم ويفتكرونا جايين سوا، صح؟!
= إنت متضايق من حاجة؟!
* لأ وهتضايق من إيه عادي، خطيبتي واقفة مع الشخص الي مش بستريحله من ساعة خطوبتنا، والإبتسامة من الودن للودن، ولما وقفت أسلم عليها في الكلية قالتلي متسلمش عليا تاني.
= أنا مقصدش، أنا خفت حد يتكلم علينا بس.
* ومخفتيش حد يتكلم عليكم ليه وانتو واقفين في الشارع لوحدكم والفرحة مالية عينيكي، ولا هو ناس وناس.
= سيف إنت واعي إنت بتقول إيه؟!
* لأ مش واعي، أنا ماشي.
= مش هينفع تمشي كده، استنى تاخد واجب الضيافة حتى.
نظر إليها في لوم * أخدته خلاص.
*******************
بكت كأنها لم تبكي من قبل، وكأن دموع سنواتها القليلة تلك قد اختزنت لذاك الأسبوع فقط، وخاصة بعد عدم إجابته على مكالماتها ورسائلها.
كانت تكتب كل يوم على مدونتها الخاصة البعيدة عن أهلها وأصدقائها، تسميها " عالمها الجاهل بهوية صانعه"، فلا أحد من متابعينها يعرفها معرفة شخصية ولا تعرف أحد، كانت تخرج النار التي تعتمر صدرها في كلمات علها تهدأ، فبعد أن تلون عالمها بالوردي منذ أن ارتدت خاتمه، عاد من جديد لسواده الذي كسى حروفها." لا تمنحني الحياة ثم تسلبها مني فجأة، تعلم أنني لا أقوى على هذا".
" ألم تستطع خلق عذر لزيارتي.... كاشتياقك لي مثلا، والأمثال كثر".
" كنت فتاتك الوحيدة، ونبض قلبك، وفلذة كبدك، وإلى ما لا نهاية من الصفات التي كنت تدعوني بها، أين ذهبت تلك الكلمات التي كنت تلقيها في حنو على مسامعي؟!".
" صدقني عزيزي طفلتك أضعف من أن توضع تحت اختبار كهذا من صنع يديك".
" أعلم أنك لن تقرأ كلمة مما كتبت، ولا أجد سببا لكتابتي تلك سوى أنني أشتقاقك، فهلا عدت حتى لو على سبيل إلقاء السلام بذراعيك وعينيك وابتسامتك، ثم عد من حيث أتيت إذا استطعت نزعي من بين أضلعك".
" لكم أتمنى أن أجدك وقتما أحتاجك، وقتما أشتقاقك، وقتما أحبك، وهكذا لن تبتعد عن ناظراي أبدا... لكن تبقى الأماني في موضع التمني منتظرة فرصة "قد جعلها ربي حقا".
في اليوم التالي وجدت منه رسالة وأخيرا...
* ما أنا كتبت قد جعلها ربي حقا وزعلتي.
نزلت دموعها من فرط سعادتها برسالته، وكأن روحها قد ردت إليها.
= أنا اتفاجئت لكن مزعلتش، بس زعلانة دلوقتي.
* عشان بعدت الفترة الي فاتت.
= عشان هنت عليك كده تبعد من غير حتى ما تديني فرصة أوضحلك موقفي.
* أنا آسف، بس كنت مضغوط شوية الفترة الي فاتت.
= كنت متأكدة، عشان دي مش عادتك، إيه الي حصل؟!
* الرسالة بتاعتي اترفضت تاني، وفرصتي في الشغل برة كانت واقفة عليها، فضاعت عليا هى كمان.
= خليك دايما متأكد إن الخير فيما اختاره الله، وأنا دايما معاك وبدعمك.
* مش كانت رب الخير لا يأتي إلا بالخير الي دايما بتقوليها؟!
ضحكت= ده إنت مذاكر كويس بقى؟!
ضحك * دي الحاجة الي كانت مصبراني والله التلات سنين دول.
= ولما ربنا يحطنا على أول طريق جمعنا تسيبني كده؟! هى دي الحمدلله الي بتشكره بيها؟!
* مش عارف أقولك إيه، أنا كنت متحطم حرفيا الفترة الي فاتت، ولولا المدونة بتاعتك الي عرفتني مشاعرك ناحيتي مكنتش عارف هرجع لنفسي تاني إزاى؟!
في خجل = مشاعري؟!!
* متنكريش، بالدليل القاطع أهو، " لكم تمنيت أن أجدك وقتما أحتاجك، وقتما أشتقاقك، وقتما أحبك، وهكذا لن تبتعد عن ناظراي أبدا... لكن تبقى الأماني في موضع التمني منتظرة فرصة "قد جعلها ربي حقا" مش دي أحبك بردو ولا لأ يا متعلمين يا بتوع المدارس؟!!
= إنت عرفتها إزاى؟!
* بتغيري الموضوع بس ماشي، لقيت ناس كتير عندي مشيرة خواطر من عندك، منهم خاطرة كنتي منزلاها قبلها على صفحتك على الفيس، فاتأكدت إنها إنتي صاحبة مدونة " عالمي الجاهل بهوية صانعه".
= طب وإيه رأيك، أنفع أبقى كاتبة؟!
* وتنفعي تبقي على اسمي أكتر كمان، ونفرح أنا وانتي وبابا وناهد وكلنا، إيه رأيك بعد الإمتحانات الفرح؟!
في خجل = مش عارفة.
* دي قبل أحبك ولا بعدها؟!
= إنت رخم أوي على فكرة، وأنا كتبت كده بسبب غيابك ده، وقلقي عليك مش أكتر.
* ده قبل إذا استطعت نزعي من بين أضلعك ولا بعدها؟!
= يا ابني بقى، خلاص موافقة، تعالى كلم بابا.
* ابنك دي قبل أشتاقك ولا بعدها؟!
في خجل مضاعف حتى تكاد النيران تخرج من أذنيها = كلمة كمان، وهغير رأيي براحتك.
"يبدو أن قد حان إلتقاء غريبين قد تآلفت روحهما ....فالأرواح جنود مجندة، وأنا روحي تألفك"♡ندى_خالد
- عاالم مختلف ) " 💛✨