كُنت بستغرب جدًا إن في حد ممكن يكرر غلط مُعين كذا مرة.
بقول يعني ازاي مفكرش يشغل عقله شوية ويفهم أنه كده ماشي فنفس الطريق اللي أخره مسدود!
أنت حمار؟ رايح للموت برجليك؟
في حد عاقل ومُدرك يتلسع من النار ويروح يحط ايده فيها تاني؟؟
لحد ما هووب جه اليوم اللي أنا بقيت فيه الحمار بذات نفسه.
كنت كُل مرة بتلسع بنار مكر وحقد اللي مسميين نفسهم صحابي.
وزي العبيطة برجع أمد إيدي تاني، سواء ليهم أو لناس تانية شبههم.
الموضوع صعب، متخيل أنك تكتشف فجأة إن كُل الاختيارات اللي أخدتها فحياتك كانت غلط؟ مفيش اختيار واحد قدرت تنجح فيه.
انك فاشل فالعلاقات، إنك صفر عالشمال في حياة كُل اللي بتحبهم، أو بمعنى أوضح
أنتَ ولا حاجه.
-بتحبي العصافير ي ليلى؟
_بحبها.
-أجبلك عصافير طيب؟
_لا.
شد كرسي وقعد قصادي وبصلي باستغراب
-أنتِ غريبة أوي ي ليلى!، لا ليه؟
مش أنتِ بتحبيها؟
_ماهو علشان أنا بحبها بقولك لا، بعض الأشياء يُفضل أنني نحبها من بعيد زي العصافير مثلًا، أنا أه بحبها بس مبحبش احبسها واكبت حريتها لمجرد إني بحبها وعايزاها جمبي، فهمت؟
هز راسه وسكت وانا كمان سكتت
مكونتش حابه أتكلم ولا أرد على حد ويمكن دي الحاجه اللي بحبها فيه أنه لما بيحس بده بيسكت خالص.
شوية وبصتله لقيته بيرسم ومندمج أوي ولاحظت انه بيخطف نظرات ليا
ابتسمت فضحك
-شكلي حلو للدرجادي؟
_مش هتصدقي لو قولتلك أنك أجمل حاجه وقعت عليها عنيا.
-كُنت اتمنى اسمع الجملة دي فوقت غير الوقت،وقبل الأوان بأوان.
_ايه المشكلة؟ مش سمعتيها؟! يبقى خلاص
أن تأتي متأخرًا أفضل من ألا تأتي أبدًا وبعدين مش يمكن جتلك كأعتذار عن كل التأخير اللي فات؟
-أطلبلنا فرولة باللبن.
عرف أني بتهرب فابتسم ومد ايده بالاسكتش اللي كان بيرسم فيه ووقف
-هجيب أنا.
كان راسمني بشكل لذيذ، شكل خلاني نفسي أقابل البنت البريئة اللي عنيها بتلمع وابتسامتها منورة زي الرسمة دي، كان راسم بنت مختلفة.. بنت فيها الروح مش انا.
قعد قدامي بعد ما حط العصير وفضل باصصلي وكأنه منتطر رد فعلي.
مدتله الاسكتش وانا مبتسمة
-يا ريتني حلوة كده.
_يا ريتك تشوفي نفسك من عيني وأنتِ هتعرفي أنك أحلى من كده.
غيث إدراك تاني أهم حد فحياة ليلى نور الدين بعد أمها على طول.
وأول أقرب حد لـ ليلى نور من جنس آدم كله.
أول حد يطبطب ميطعنش، حد يستر ميعريش.
حد يدفي ميبردش.. حد جواه كُل الفصول ومبتشوفش منه غير جمال المطرة في الشتا وحرية الصيف وحضن ألوان الربيع ودفء الخريف.
