الفصل السابع والاربعون⁦❤️⁩🥺

5.5K 180 7
                                    

ينتهي اكرم من فحص حنين ليخرج من الغرفة ووراءه لما .. ما ان خرجوا حتى اندفع ناحيتهم مراد الذي كان يقف امام الغرفة بلهفة وخوف
مراد(بلهفة): اكرم, هي عاملة ايه؟ فاقت؟ بقت كويسة؟
اكرم: اهدى يا مراد .. فاقت متقلقش هي بس اعصابها تعبت من اللي حصل + واضح انها ماكلتش طول اليوم ف كل دا خلاها يغمى عليها
لما: انا هروح اعملها ساندويتش وكوباية عصير
تحركت لما لينظر مصطفى بهدوء لأكرم وهو يسأله بقلق اخوي واهتمام
مصطفى: يعني هي كويسة دلوقتي؟
اكرم(بهدوء): ايوة الحمد لله ..(ثم نظر لمراد بابتسامة).. والبيبي كمان كويس جداً .. واضح انه هيطلع جامد زي ابوه
نور(بابتسامة): قول ما شاء الله يابني .. وبعدين دا ابن الصاعقة يعني لازم يكون في الشدة شديد وفي القوة قوي
ابتسم مراد ابتسامة خفيفة ليتكلم اكرم
اكرم: على فكرة هي عايزاك
مراد(وقد اختفت ابتسامته): ...
مصطفى(وهو يربت على كتفه): ادخل لمراتك يا مراد
نور(بهدوء): متزعلش من كلامها يا مراد .. اي واحدة في مكانها كانت مش هتستحمل اللي حصل
هز مراد رأسه وفتح الباب بهدوء ليطل من خلفه .. ما ان رأته حنين حتى نزلت الدموع من عينيها وهي تنظر له .. اقترب منها بلهفة وجلس بجانبها وهو يمسك بيدها ليجدها تهمس من وسط دموعها
حنين(ببكاء وهي تتمسك بيده): انا اسفة .. والله العظيم انا اسفة .. علشان خاطري متسبنيش .. انا..
مراد(وهو يهدئها ويحتضن وجهها بين كفيه): شششش اهدي .. انا اللي اسف يا قلبي .. والله العظيم بحبك اوي .. والله العظيم ما فكرت ثانية اني اخدعك ولا اضحك عليكي
حنين(وهي تهز رأسها): عارفة .. عارفة والله .. انا مش عارفة انا قولت الكلام دا ازاي ..(ثم اكملت وهي تنظر له بعتاب).. انا بس صعب عليا منك اوي
مراد(بصدق وهو ينظر لها ويقبل يديها): انا اسف .. اسف يا عمري كله .. اسف على كل حاجة .. اسف على كل ثانية سبتك فيها, واسف على كل دمعة نزلت منك
حنين(وهي تمسك بكفيه): متسبنيش يا مراد
مراد(بهدوء وهو يحتضن وجهها وينظر في عينيها): اسيبك! حد يسيب روحه .. يا حنين انتي روحي اللي من غيرها مقدرش اعيش
حنين(بصدق وحب كبير): وانا والله العظيم من غيرك اموت
مراد(بلهفة وسرعة): بعد الشر عنك
قالها مراد بلهفة وهو يجذبها لأحضانه ليتمسك كل منهم بالآخر بقوة وقلوبهم تدق بشدة .. يحتضن مراد وجهها بين كفيه ليُغرقه بالقبلات ومن ثم يجذبها مرة اخرى لأحضانه .. تدفس حنين وجهها بين أحضانه وهي تتمسك به بقوة وتهمس
حنين(بهمس ودقات قلب متواثبة): انا مش بكرهك .. انا بحبك اوي
مراد(وهو يقبل رأسها): وانا بعشقك مش بس بحبك
يزيد مراد من جذبه لحنين داخل احضانه بهدوء وحب وتملك لتهدأ انفاسهم حين احتل عبير كل منهم انفاس الآخر .. يطول العناق ليقطعه صوت الدق على الباب وتطل لما من وراءه وهي تحمل صينية صغيرة بها ساندويتش وكوب عصير .. تبتسم حنين بهدوء وهي مازالت بين احضان مراد لتضع لما الصينية بجانبهم وهي تبتسم
لما(بابتسامة مشرقة): انا عملتلك ساندويتشين واحد ليكي وواحد لقلب عمتو
حنين(مدعية التذمر): عمتو! لا انتي خالتو
لما(بمزاح): قلب خالته يا ناس
مراد(مدعياً الغضب): بعتيني في ثانية يا واطية
لما: لا بقولكم ايه انا مش هسلك معاكم .. انا عمتو وخالتو 2 في 1
قالتها لما بمزاح لتضحك حنين بخفة وتبتسم لما
لما(بابتسامة): انا كدا اتطمنت عليكي .. هخلع انا بقى مع زوجي العزيز ومن النجمة هكون عندك يا قلبي
حنين: ماشي يا حبيبتي
لما(وهي تغادر): يلا تصبحوا على خير
مراد: وانتي من اهله
انصرفت لما ليلتفت مراد لحنين مرة اخرى وهو يبتسم بهدوء
مراد(وهو ينظر لها): لسة زعلانة مني؟
هزت حنين رأسها بلا ليجذبها لأحضانه بشدة وتغمض هي عينيها براحة وهي تستند برأسها فوق نبض قلبه الذي أصبح كالموسيقى لآذانها .. يخرج مراد حنين من احضانه بخفة لكي تأكل .. ما ان شمت حنين رائحة الاكل حتى اسرعت ناحية الحمام واسرع مراد ورائها بلهفة وقلق
/////////////////
يجلس عزيز بهدوء وشرود امام غرفة العناية المركزة لينتبه حين وجد ثقل على كتفه .. يتطلع ليجد حسن ينام بهدوء وبراءة يرتسموا على معالم وجهه الطفولية وقد وقعت رأسه من شدة التعب على كتف عزيز .. يُطيل عزيز النظر له ولملامحه البريئة .. يدق قلبه بعنف وكأنه يؤكد له ان هذا الملاك الصغير ينتمي له .. هو ابنه! .. وقف عزيز بهدوء وبدون تفكير حمل حسن بين يديه .. تحرك به ناحية الغرفة المُقيمة بها جميلة والذي يقف على بابها حارس مثل الذي يقف امام غرفة العناية المركزة حسب اوامر مراد .. يدخل عزيز ويضع حسن على الفراش المجاور لجميلة وعينيه تتطلع لكليهما .. جميلة رغم ملامحها البريئة وشعرها الاصفر إلا انه يوجد لمحة من حسين بها على عكس حسن الذي لا يشبه ذلك الشيطان أبداً .. تحرك عزيز للخارج وهو عاقد العزم على ان يعرف الحقيقة
//////////////////
انتهت حنين من افراغ معدتها الفارغة اصلاً ليقوم مراد بحملها بشكل مفاجئ للسرير
حنين(بخوف عليه): نزلني يا مراد
مراد(باصرار وهو يتحرك ناحية السرير): ما انا هنزلك بس على السرير
وضعها مراد على السرير بخفة لتنظر بلهفة له ولإصاباته البسيطة بالنسبة له ولكن خطيرة بالنسبة لها
حنين(بقلق وخوف): انت تعبان؟
يبتسم مراد على حبها الذي لا تستطيع اخفاءه وتبدل حالها .. فمنذ دقائق كانت تهتف به بعبارت الكره طالبة البُعد والآن تسكن عينيها نظرة خوف ولهفة وهي تنظر له
مراد(بهدوء وابتسامة): انا كويس متخافيش .. انتي احسن دلوقتي؟
قالها وهو يداعب خدها بأنامله لتبتسم بهدوء
حنين(بضحكة خفيفة): اها متقلقش .. دا الاستاذ بس بيمسي علينا
قالتها حنين بمزاح وهي تمسد على بطنها .. يبتسم مراد وهو يتكلم بمزاح
مراد(وهو يمسد على بطنها بحنان): شكل الباشا ناوي يتعبنا معاه ويخضنا عليه وعليكي
حنين: ماما بتقولي ان شكل حملي هيبقى نكد
مراد(بضحكة خفيفة): يا ساتر ليه كدا؟
حنين(وقد اختفت ابتسامتها): علشان كنت بعيط دايماً
مراد(وقد لاحظ نبرتها وملامحها): انا اسف يا عمري .. والله انا ..
حنين(مقاطعة وهي تمسك يده): خلاص يا مراد .. مش عايزة افتكر حاجة من الايام دي .. علشان خاطري ساعدني انساها
مراد(وهو يقبل يدها بهدوء وينظر لها): هننساها يا حبيبتي .. انا وانتي هننساها .. خلاص مفيش خوف تاني .. مش هبعد عنك ثانية واحدة .. مش هسيبك تاني ابداً
حنين(وهي تنظر له): ايوة يا مراد .. علشان خاطري متبعدش عني تاني ابداً .. انا كنت حاسة اني ضعيفة اوي من غيرك .. كنت حاسة اني تايهة .. كنت عاملة زي العيل الصغير اللي ضاع من امه .. عارف, انا كل ما كانوا يقولوا انك.. يعني انك بعد الشر موت كنت اقول لأ .. قلبي كان حاسس بيك ومتأكد انك عايش
مراد(بابتسامة هادئة): ربنا ما يحرمني منك ولا من قلبك دا اللي مفيش زيه
حنين(بابتسامة جميلة): ولا يحرمني منك ابداً
مراد(وهو يُقرب الصينية): طب يلا بقا حاولي تاكلي
حنين(وهي تشعر بالاعياء): مش قادرة
مراد(باصرار يشوبه المزاح): لا مفيش الكلام دا .. انا مش عايز عيل مسلوع ياختي
ضحكت حنين بخفة ليقوم مراد بمسك الساندويتش ويقربه من فمها .. تنظر حنين له بابتسامة وهي تقطم من الساندويتش بهدوء وعينيها مُعلقة به .. لقاء الأعين يقول الكثير والكثير .. يقطع ذلك اللقاء دق خفيف على الباب ليأتي صوت أكرم من خلفه
اكرم: ممكن ادخل؟
مراد: تعالى يا اكرم
اكرم(بمزاح): متأكد؟ .. ل يكون حد خالع راسه ولا حاجة
مراد: لا لابسين راسنا يا خفيف ادخل
فتح اكرم الباب ودخل وهو يبتسم
اكرم(بابتسامة): عاملة ايه دلوقتي يا ام اكرم؟
مراد(وهو يرفع حاجباه): ام اكرم؟!
اكرم: ايوة طبعاً .. هو انت ناوي تسمي الواد حاجة تانية؟
مراد(وهو ينظر له): بغض النظر عن كلمة واد دي .. بس هو انا من حبي فيك هسمي ابني على اسمك!
اكرم(وهو يضع يديه في وسطه بمزاح): وماله اكرم ياخويا دا اسم تحفة
مراد(بمزاح مماثل): اه ما انا علشان كدا بقول كفايا تحفة واحدة في حياتي
ضحكت حنين بشدة على مزاحهم ليتكلم اكرم بجدية
اكرم: عاملة ايه دلوقتي؟
حنين: الحمد لله احسن
اكرم: الحمد لله .. كلي كويس بقا وشدي حيلك كدا علشان تيجي المستشفى نعملك الفحوصات اللازمة ونطمن على..
مراد(وهو يرفع حاجبه): ها
اكرم(باستفزاز): على عتريس
مراد(بغيظ): اطلع برا يلا
اكرم(بدرامية): ماشي يا مراد يا ابن خالتي .. بتطردني من بيتك .. دي اخرة تربيتي فيك
مراد(وهو يدعي الغضب): ولا هقوملك
اكرم(بمزاح وهو يدعي الخوف ويتراجع بخطواته): امسكي جوزك يا حنين
حنين(بضحك وهي تمسك ذراع مراد): طب اجري انت من قدامه دلوقتي
اكرم(بابتسامة): ماشي انا همشي بس بكرة من النجمة هاجي مش علشانَك .. علشان اتطمن على حنين والحديدي الصغير واشوف مرام
حنين(بلهفة): مرام؟! ليه هي مالها؟
ارتسم الحزن على وجه اكرم ليقوم بحكي ما حدث لها لتصاب حنين بالدهشة
حنين(بتوهان): كل دا حصل في الكام يوم اللي فاتوا دول؟!!
اكرم(وهو يلوي فمه): البركة في جوزك قلب الدنيا بين يوم وليلة
قالها اكرم بمزاح ولكن حزن مراد واحس بالذنب لما فعله ولكن كان ذلك هو السبيل الوحيد لكي يكونوا بأمان .. فهو لم يكن ليتردد ثانية ان يموت حقاً في سبيل كونهم بأمان وسلام .. لاحظ اكرم وحنين صمته كما لاحظت حنين نظرات مراد الحزينة واحست بحاجته للتحدث مع اكرم
حنين(بهدوء): انا هروح اشوف ميمي
تحركت حنين بهدوء ناحية غرفة مرام ليقترب اكرم من مراد وهو يتكلم بهدوء يشوبه الارتباك
اكرم: مراد .. انا مش قصدي .. انا..
مراد(بنبرة حزينة): عارف يا اكرم وانت معاك حق بس والله انا عملت كدا علشان احميكم
اكرم(وهو يربت على كتفه): عارف يا حبيبي وإن شاء الله كله هيرجع زي الاول واحسن
مراد: إن شاء الله .. على فكرة مامت حنين وجميلة عندك في المستشفى .. انا حاطط حراسة على الاوض بتاعتهم
اكرم: متقلقش انا من بكرة هتابع حالتهم بنفسي .. يلا انا هتحرك دلوقتي
مراد(وهو يتحرك وراءه): ما تبات هنا يابني مع مراتك
اكرم: لا علشان تكون انت وحنين على راحتكم .. هجيلكم بكرة الصبح
مراد(بابتسامة): ماشي يا حبيبي
كاد اكرم بالتحرك ليلف وجهه مرة اخرى ويرمي بنفسه بين احضان مراد الذي تفاجئ من فعلته ولكن سرعان ما حاوطه بحنان وهو يربت على ظهره
اكرم(بحب وفرحة تسكن صوته): حمد الله على رجوعك لينا يا حبيبي
ابتسم مراد على جملته ليضمه بحنان وحنو وحب اخوي صادق .. مرت دقائق وابتعد اكرم ليُغادر نحو منزله ويقضى اول ليلة بعيداً عن زوجته الحبيبة بعد ما صار فهل سيزور النوم جفنه ام سيبتعد ببعدها؟! .. يتحرك مراد ناحية غرفة اخته ليجدها نائمة او بمعنى اصح هاربة بنومها وحنين تجلس بجانبها بهدوء وهي تملس على وجهها بحنان .. يقترب مراد منهما ليجلس بجوارهم على السرير ويمسك بيده اليُمنى يد مرام وباليسرى يد حنين وهو ينظر بصمت لملاكه النائم .. يتعذب من داخله ويؤنب نفسه على ما فعله وترى حنين الندم يسكن عيناه لترفع يدها الاخرى نحو وجهه وهي تداعب خده بإبهامها وتنظر نحوه بحب لا تستطيع انتزاعه من قلبها ولن يفترق عنها إلا بافتراق روحها عن جسدها .. او ربما حينها لن يفترق ايضاً .. تبتسم بهدوء وهي تقف تاركة مراد قليلاً بجانب مرام .. ما ان خرجت حنين حتى نظر مراد لمرام وبدأ يتكلم بحنان
مراد(بحب يشوبه الحزن): مرام .. ميمي .. قلب اخوكي .. انا رجعت يا قلبي .. انا هنا جنبك .. سامحيني يا قلب اخوي .. انا رجعت ومش هبعد تاني ابداً .. قومي يا مرام .. قومي يا حبيبتي .. قومي علشان انتي وحشتيني اضعاف ما انا وحشتك .. قومي ونوري حياتنا من تاني يا حبيبتي
لا رد من مرام ولكن عقلها كان يستمع لكل كلمة ويدور صراع بداخله .. أهذا وهم ام حقيقة؟! .. أهو حقاً هنا ام خدعة .. ينظر مراد لها بحزن ليطبع قبلة بسيطة على جبينها ويتحرك مغادراً .. ربما لو بقى لدقيقة اخرى كان رأى جفنها الذي أخذ يرتعش وكأن قبلته على جبينها اثبتت لها انه واقع فهل ستعود الآن لهم؟!
/////////////////////
يقف عزيز امام غرفة العناية وهو يرى الطبيب يفحص الاجهزة المتصلة بجسد سها .. لا يعلم لما احس بحاجته للاطمئنان عليها .. لا يعلم لما يريد التأكد انها اصبحت بخير .. بل الأدهى انه لا يعلم سبب قلقه الشديد عليها الذي اجبره على البقاء بجانبها بالمشفى .. أليست هي من تركته؟!, أليست هي من هربت مع من اعتبره صديقه؟!, أليست هي من سببت له جرحاً يُدمي قلبه؟!, أليست هي من تزوجت بألد أعدائه؟! .. لماذا يخاف عليها؟! .. لماذا تبرع بدمه لها؟! .. لمذا احس انه على استعداد بتقديم حياته وليس دمه فقط في سبيل سلامتها؟! .. لماذا احس بقلبه ينخلع من بين ضلوعه حين رآها تسقط امامه بعد ان تلقت الرصاصة بدلاً منه؟! .. لماذا ود لو اخذ روح حسين بيديه؟! .. ينتبه لخروج الطبيب ليُسرع ناحيته بلهفة
عزيز(بلهفة): حالتها ايه دلوقتي؟
الطبيب: الحالة استقرت الحمد لله بس انا لاحظت ان قلبها تعبان جداً .. هي كانت بتاخد ادوية معينة ؟
عزيز: ماعرفش
الطبيب: على العموم احنا حاطينها تحت الملاحظة ولو ال 24 ساعة الجايين عدوا على خير هتبقى عدت مرحلة الخطر
عزيز: شكراً ليك
الطبيب: العفو, عن اذنك
كاد الطبيب بالتحرك ليُوقفه عزيز مرة اخرى
عزيز: معلش ممكن سؤال
الطبيب: اه طبعاً اتفضل
عزيز(بارتباك): هو .. ممكن .. الابن يكون فصيلة دمه غير الاب؟
الطبيب: هو ممكن في حالات معينة وحالات تانية لأ .. دا بيعتمد على فصيلة الام والاب سوا
عزيز(بدقات قلب متواثبة): يعني لو الاب AB والام O الابن يطلع ايه؟
الطبيب: في الحالة دي الابن هيكون A او B
عزيز(وقد اختفى الهواء من حوله وازداد دق قلبه): يعني مش ممكن يكون O ؟
الطبيب(بثقة): لأ طبعا, AB استحالة يخلف O
عزيز(بشرود): تمام شكراً لحضرتك
الطبيب: العفو
يتحرك الطبيب من امام عزيز الشارد بنظراته وجملة الطبيب تتردد بأذنه .. " AB استحالة يخلف O " .. تتسارع انفاسه وهو يتذكر كيف تبرع في احد المرات بدمه لحسين .. لا ينسى ذلك الموقف .. حسين فصيلة دمه AB .. يتذكر حين قال حسن ان فصيلة دمه O .. إذا حسن ليس ابن حسين!! .. لا شكل ولا ملامح ولا طباع والآن أكدت فصائل الدم انه لا يمكن ان يكون حسن ابن حسين .. إذا هو ابن عزيز!!!! .. دق قلبه بعنف عندما توصل لذلك الاستنتاج .. ابنه هو!! .. حسن ابنه الذي لم يكن يعلم عنه شئ!! .. لم يكن يعلم بوجوده!! .. ابنه!! .. لديه ابن!!! .. اسرع عزيز بخطاه ناحية غرفة جميلة ودلف للداخل .. تسمرت قدماه بالأرض وهو يتطلع لحسن الذي ينام ببراءة وهدوء ملائكي .. يقترب منه بهدوء ليملس على رأسه بحنان .. يتراقص قلبه بين أضلعه .. لقد صدق شعوره .. هذا الملاك الصغير ينتمي له هو .. تقع عيناه على الكرسي المتحرك ليتألم قلبه بشدة .. ابنه الصغير أسير لهذا الوحش المعدني .. يا الله ما هذا العذاب .. شعر بغصة تحتل حلقه وهو يتخيل كيف كان يعاني هذا الصغير الذي لا يعلم كيف أصبح اسير لهذا الكرسي ولا منذ متى .. احتدت عيناه بغضب وهو يتخيل كيف كان حسين يعامل ابنه الذي يشبهه لحد كبير .. هل كان يعذبه؟!, هل كان يقسو عليه؟!, ازداد غضبه حين تذكر عندما سأل حسن عن أسمه
**
حسن(ببراءة): حسن .. حسن حسين الجزار
**
هذا ليس اسمه .. ليس ابن حسين الجزار بل ابنه هو .. هو حسن عزيز السيوفي .. يجز على اسنانه بغضب وهو يتوعد ل سها فليس فقط هربت منذ سنوات بل لم تخبره انها حامل بأبنه والأدهى انها سجلته بأسم ذلك القذر الخائن الذي لا تعرف الرحمة سبيل لقلبه المتحجر
عزيز(بتوعد وهمس): ماشي يا سها .. قومي بس وساعتها هحاسبك على كل حاجة
قالها عزيز بتوعد ونظرات قاسية لتلين فجأة حين احس بهمهمات حسن الصغير النائم بهدوء .. تلمع عينا عزيز وهو ينظر له ليقترب منه ويقبله بخفة وابتسامة ترتسم على وجهه
/////////////////////
عاد مراد للغرفة ليجد حنين قد اخذت حماماً وتقف بغرفة الملابس وهي تلف منشفة حول جسدها .. يتأمل مراد جمالها الآسر الذي يسحره .. بشرتها البيضاء وشعرها المُبلل والمنثور بعشوائية على ظهرها وكتفيها .. يقترب مراد منها بهدوء لتشهق حنين حين احست بيده تلمس ظهرها .. تلف وجهها له بغيظ سريعاً ما اختفى حين تلاقت عينيها البُنيه مع عينيه السوداء وأهدابه التي تظللها .. تاهت حنين بنظراته ليقترب منها بهمس
مراد(بمكر): هو مش انا قولت تلبسي في الحمام؟
ضحكت حنين بخفة حين تذكرت تلك الذكرى لتنظر له بابتسامة
مراد(بشوق وحب): وحشتيني اوي
حنين(وهي تائهة في عينيه): وانت اكتر
اقترب مراد منها بهدوء ليسرق شفتيها في قبلة طويلة ساحرة تليها اخرى واخرى وسيل من القبلات الحارة المليئة بالحب والشوق لها .. يستند بجبينه على جبينها ويتكلم بنبرته الساحرة
مراد(بهمس ونبرة آسره): بعشقك
حنين(وهي مُغمضة عينيها وتائهة بنبرته): وانا كمان
ابتسم مراد ليخطف قبلة اخيرة قبل ان يبتعد قليلاً وهو يبتسم وينظر لها
مراد: ها هتلبسي انهي كارتون النهاردة؟
قالها بنبرة ساخرة متعمداً استفزازها لتنظر حنين له بغيظ .. ترتسم بسمة خبيثة ترتسم على شفتيها لتقترب من أحد الأرفف وتمسك بيدها احد القمصان النسائية التي اعتادت ارتدائهم في الماضي وكانت تخجل من ان تلبس أياً منهم امامه .. فردت حنين احد القمصان ذو لون احمر ويصل لبعد ركبتيها بقليل
حنين(بمكر): ايه رأيك في دا؟
مراد(بصدمة): ها؟!!
حنين(مدعية التبرم): طويل اوي صح؟
مراد(بدهشة وهو ينظر للقميص): دا طويل؟!!
حنين(وهي تداري ابتسامتها): اها .. استنى كدا
قالتها حنين بمكر وهي تُمسك قميص اخر ستان ذو لون أسود بحمالات رفيعة وبالكاد يصل لركبتيها
حنين(بابتسامة وهي تنظر له): حلو دا؟
مراد(وهو تائة ويتخيلها به): اه .. حلو اه
حنين(مدعية العبوس): تؤ مش حلو .. بس لاقيتها
قالتها حنين وهي تمسك بقميص بيبي دول لونه نبيتي وذو ملمس ناعم كالحرير
حنين(بابتسامة خبيثة): هو دا
مراد(بصدمة وصوت عالي قليلاً): دا ايه؟!!! دا انا هيجيلي انهيار عصبي .. ابوس ايدك كفايا
حنين(مدعية البراءة): الله فيه ايه يا موري؟
مراد(بغيظ): انتي خليتي فيها موري .. ياااااا رب
قالها مراد وهو يتحرك بسرعة من امامها ويدلف للحمام عسى الماء البارد يُطفئ النيران التي اشعلتها حنين بداخله .. نظرت حنين في اثره وهي تضحك بشدة فهي قد تعمدت اللعب بأعصابه وخاصة انه لن يستطيع الاقتراب منها في بداية الحمل .. تعلم انه يعلم ذلك ولكن ارادت ان ترى تأثيرها عليه .. تشتاق له اضعاف اشتياقه لها ولكن عليها الحذر فهي تحمل بداخلها ثمرة عشقهم .. تختار حنين بيجامة بناتي ذات لون بمبي هادئ وترتديها وهي مازالت تبتسم على ردة فعل مراد .. مر بعض الوقت ليخرج مراد من الحمام بعد ان أطفئت المياة نيرانه قليلاً ليجد حنين تجلس على السرير وقد عقصت شعرها على هيئة قطتين وتنظر نحوه بابتسامة
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): بيتهيألي كدا احسن
مراد(بغيظ): ماشي يا حنين .. عارفة اول ما ال 3 شهور الاولى يخلصوا هولع في كل البيجامات اللي جوا دي ومش هسيب إلا القمصان وابقي وريني هتلاعبيني ازاي بعد كدا
حنين(بغمزة): ليه كدا بس يا عسل
مراد(بدهشة): عسل؟!
حنين(بابتسامة ونبرة غزل): ايوة عسل, وسكر, وشربات مكرر مش هيتكرر
ضحك مراد على جملة حنين ليطبع قبلة بسيطة على رأسها قبل ان يدخل غرفة الملابس ويرتدي بيجامته .. يرجع مراد مرة اخرى لحنين لتتفاجئ حين وجدته ينام على فخديها واضعاً رأسه بين احضانها بهدوء وكأنه طفل صغير رجع بعد تعب ولعب طوال اليوم لينام بين احضان امه .. تبتسم حنين بحب لتطبع قبلة بسيطة على رأسه ومن ثم تغلغل أصابعها داخل شعره الذي مازالت قطرات المياة تبلله .. يغمض كلاهما عينيه بتعب اختفى ما ان صار كلٍ منهم بجوار من سكن قلبه وعقله وتشعب حبه بروحه .. تبتسم حنين لتهمس
حنين: مراد
مراد(وهو مازال يغمض عينيه): همم
حنين(بحب شديد): بحبك
مراد(بعشق كبير وهو يلف ذراعيه حولها): وانا بعشقك
قالها مراد بصدق لمسته حنين لتبتسم وقد هدأ قلبها وانتظمت دقاته من جديد لتتسع ابتسامتها اكثر حين احست به يطبع قبلة رقيقة على بطنها ويهمس لطفلهما "تصبح على خير" .. تأخذ نفساً عميقاً وتهدأ روحها بعد ان كانت بصراع الايام الماضية .. الآن فقط اصبحت تحس بالرحة حين عادت لأحضان مرادها .. كيف كانت ستبتعد عنه؟! فهو حياتها .. هو من اعطى سبباً لوجودها .. هو من دقت طبول قلبها له .. نعم تحبه .. بل تعشقه .. لا, بل هو أصبح لها كالإدمان الذي لا شفاء منه .. يزيد هو من لف ذرعيه حولها دافساً رأسه بأحضانها مستنشقاً عبيرها الذي أصبح كالمخدر لروحه فلا يهدأ ولا يرتاح إلا حين يحتل أنفاسه .. وقع أقسى وأقوى السباع في حب تلك الغزالة الضعيفة .. وقع الصاعقة بشباك الحب .. من اقسم على اعتزال الحب بات بها متيماً .. وقع ولا يعرف كيف ولا متى .. وقع تماماً كما ينزلق المرء في النوم, في البداية ببطئ ثم بلا وعي تماماً
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
تأكد عزيز ان حسن ليس ابن حسين وقريباً سيتأكد من كونه ابنه هو فماذا ستكون ردة فعله
لم تستطع حنين الابتعاد عن مراد وكذلك لم يستطع هو ترك روحه تبتعد عنه فهل انتهت معاناتهم
هل ستعود مرام بعدما تأكد عقلها من عودة مراد لها
هل ستتحسن حالة سها وكيف سيتصرف عزيز معها
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن