يجلس نور امام مراد الذي تغطي الكدمات وجهه وجسده ولكن مازالت طلته طاغية وحضوره مهيب .. يقوم نور بحكي ما حدث اليوم وكيف تأثر الجميع بخبر موته المزعوم .. ينظر مراد امامه بنظرات شاردة ويسكن عينيه الألم على ما حدث لعائلته .. تحتد عيناه بغضب ويجز على اسنانه كلما يتذكر ان ذلك الحقير خطط لقتله
نور(بهدوء): حصل زي ما كنا متوقعين بالظبط وطول اليوم كان فيه عربية بتراقبنا
مراد(بنظرات حادة وغيظ): وهيفضوا على مراقبتهم لفترة .. الوسخ عايز يتأكد انه قضى عليا
نور: اهدى يا مراد .. اللي انت عايزه حصل وهو اكل الطعم
مراد(بغيظ شديد): قلبي قايد نار .. لو كنت سمعت صوتها وهي بتنادي عليا .. انا كان هاين عليا اقوم افصل راس الحيوان اللي ضربها على راسها دا
نور: انا كنت خايف لتبوظ الخطة
مراد(بانفعال): ملعون ابو دي خطة .. انا اصلا مش عارف انا سمعت كلامك ازاي .. انا حسيت ان قلبي بيتخلع مني .. بقا انا بإيدي اسيبها للكلب دا ياخدها عنده
نور(وهو مُقدر حالته): انت عارف ان دا كان الحل الوحيد .. الفار الشاطر هو اللي يستخبى في بيت القط .. هو ماكنش هيسيبها واحمد ربنا اننا عرفنا نتصرف وخطتنا احنا اللي نجحت
مراد(وهو يحاول الهدوء): ...
يشرد مراد ويتذكر كيف وضعوا الخطة ليبدأوا يسطروا نهاية هذا الشيطان الذي طغى فآن الأوان لنسفه وإنهاء شره
*فلاش باك*
يجلس مراد ونور مع عزيز الذي ينفعل لكلام نور بشدة
عزيز(بغضب وانفعال): انت اتجننت؟!!! انت عايزني اسلم بنتي بإيدي للكلب دا!!!!!
نور(بهدوء): يا عمي ده الحل الوحيد .. الكلب ده خلاص فهم انه مش هيقدر يوصل لحنين من غير ما يتخلص من مراد وده الشيء اللي هيسعاله في الفتره الجايه واللي اكدته فيكتوريا زي ما حضرتك قولت
عزيز(بغيظ): ما تتكلم يا مراد .. انت موافق على الجنان اللي نور بيقوله دا؟!!!!!
مراد(وهو يجبر نفسه على تقبل ذلك): للاسف مفيش حل تانى .. احنا دلوقتي فرصتنا اننا نخليه يشوف اللي احنا عايزينه يشوفه بس
عزيز(بنظرات تحمل التردد والرفض): ...
نور: الفترة اللي جايه انا هكون ورا مراد دايماً ووقت ما يضربوا ضربتهم انا ومراد هننفذ الخطة
عزيز: وحنين ومرام والباقي هيعرفوا حاجه عن الكلام ده؟
مراد: لأ طبعا .. هما لازم يفتكروا اني فعلا موت علشان حزنهم وصدمتهم يبقوا طبيعيين والكلب اللي هيبقى مراقبهم ساعتها يطمن ان فعلا الحكايه خلصت و ياخد راحته ويغلط وانا ساعتها مش هرحمه
عزيز(وهو ينظر له): وهتقدر يا مراد؟ .. هتقدر تسيب حنين في إيد الوسخ ده؟
مراد(وهو يبادله النظرات): مين قال اني هسيبها .. انا مش هسيب مراتي وهكون معها في نفس اليوم وجنبها
عزيز(بتعجب من ثقته وكلامه): ازاي؟!!
نور: دا اللي حضرتك وفيكتوريا هتساعدونا فيه
عزيز(بعدم فهم): مش فاهم ازاي برضو؟
مراد: انا هقولك يا عمي..
*عودة*
يتذكر مراد مكالمه فيكتوريا له بعد الفرح مباشرة وتبليغها له عن خطة حسين ل خطف حنين وقتله ليُسرع هو باخبار نور وعزيز حتى يبدؤوا بتنفيذ خطتهم التي تألم منها قلبه لأنه سيضطر لمفارقه من سكنته لساعات وان كانت قليله .. انتبه مراد على صوت نور
نور(وهو يلاحظ شروده): فيكتوريا طمنتك على حنين؟
مراد(بعبوس): طمنتني!! دي قلقتني اكتر
نور: ليه؟!
مراد(وهو يهز رأسه بتأثر): مقابله حنين ومامتها كانت صعبه جدا وحنين انهارت بسبب المقابله دي
نور: ربنا يقويها .. الايام اللي جايه هتبقى صعبه .. مراد انا مش محتاج افكرك ان انت ماتتعداش الحدود هناك وتبقى واخد بالك كويس وإلا هتبوظ كل اللي عملناه
مراد: ما تخافش انا عارف ده كويس ونهايه الكلب ده قربت اوي وعلى ايدي
نور: طب يلا قوم ارتاح شويه وريح جسمك
مراد: لا خلاص مافيهاش راحة انا يادوب اجهز نفسي للسفر
نور: يا ابني اهدى شويه على نفسك, انت مش شايف وشك وجسمك متدشدشين .. ده انت لولا انك كنت لابس السديري كان زمانك في خبر كان
مراد: معاك حق السديري ده هو اللي ضبط الخطه كلها وخصوصا ان الحبر الاحمر المخلوط بالدم اللي حطيته انفجر بمجرد ما الرصاصة لمسته وكان باين زي الدم بالظبط
نور: انا كنت مرعوب ل يقلقوا ولا يحاولوا يتأكدوا فيضربوك رصاصة تانية في دماغك ولا حاجه
مراد(بغيظ): انت بتفول عليا يا حيوان !!!
نور(باستفزاز): يا عم بفول ايه بعد الشر عنك .. انا بس بقولك احمد ربنا انهم اتحركوا بعد ما انت وقعت وإلا كان زمانك دلوقتي بتتحاسب
مراد(بغيظ وهو يُعمر سلاحه): قوم يالا من وشي بدل ما اديك طلقة في دماغك وارتاح منك
نور(بدرامية ومزاح): اخص عليك اخص, بقا ده جزاتي .. طبعا ماهو اخر خدمة الغُز علقة
مراد(بتهكم): انت بقيت قالب على خالتي اللتاته وبقيت مزعج جدا .. ربنا يكون في عون اللي هترضى بيك
نور(بسرحان بمن ملكت قلبه): ربنا يكون في عوني انا ويحنن قلبها عليا
مراد(وهو يرفع حاجبه): الله الله الله! دا شكل الحكايه فيها تطورات, من ورايا يا حيوان!
نور(وهو يلوي فمه): انت في ايه ولا في ايه يابا, لما تبقي حكايتك تخلص نبقى نشوف مع بعض حكايتي
مراد(بجدية): على رأيك .. انا هجهز نفسي واتحرك .. طبعاً مش هقولك تاخد بالك من عمي كويس و طمنه ان انا مش هسيب حنين وهفضل جنبها
نور: ما تخافش انا معاه وجنبه وهو واثق فيك وإلا ماكانش قِبل يفضل في الحكايه المجنونه بتاعتك دي .. مين يصدق ان عمي يوافق يتحجز في المستشفى علشان يصدقوا ان حالته خطر ..(ثم اكمل بضحكة خفيفة).. بس حماك دا مش سهل خالص؛ دا انا صدقته واتخضيت عليه
مراد: كان لازم دا يحصل علشان الحكاية تتظبط صح .. طبعا مش محتاج اقولك يبقى عينك على مصطفى واكرم لإنهم مش هيعدوا الحكايه كده بالساهل وهيدوروا وراها
نور: انت مش قولتلي ان انت خفيت كل الورق واي حاجه ليها علاقه بالمهمه من البيت ومن الشركة؟
مراد: ايوه بس الامر ما يسلمش
نور: بطل قلقك دا واتطمن, الورق وانت خفيته وانا قدامهم ماعرفش حاجه عن القضيه وعمي وعمل فيها صاحب الحاله الحرجه وقلبه تعبان واتحجز في المستشفى يبقى هيجيبوا المعلومات منين
مراد(بغيظ): هو انت لو قلت حاضر هتخس حته
نور: حاضر يا مراد .. ماتقلقش ولو في اي حاجه يا سيدي انا هبقى اكلمك تمام
مراد: تمام
نور: مراد
مراد: ها
نور(بجدية): خلي بالك من نفسك
مراد(بابتسامة بسيطة): حاضر
//////////////////////
تشرق شمس الصباح ولكن القلوب مازال الظلام يغمسها .. انقلبت حياة ابطالنا بين شمس وضحاها وانقلبت الفرحة لحزن يدمي القلوب .. تنام حنين بتعب على السرير ووجهها يغرقه العرق .. تحلم بذلك المشهد .. ترى من سكن قلبها يتألم .. تراه والدماء تغطي وجهه وهو يجاهد للوقوف .. ترى الرصاصة تنطلق من المسدس في اتجاهه .. تراها تخترق صدره وترى دماءه تنفجر لتصرخ بعلو صوتها
حنين(بصراخ): مرااااااااااااااااااااد لا يا مراااااااااد
تنظر حنين حولها لتكتشف انها كانت تحلم .. ليس حلماً بل كابوساً .. لا ليس كابوساً بل إنه واقع مرير .. تجهش بالبكاء بحرقة وهي تتذكر ما حدث .. مازال قلبها يُكَذب كل ما رأته .. مازال يخبرها ان مرادها لم يمت .. مازال ينبض بأسمه
حنين(بضعف ودموع): تعالى بقا يا مراد حرام عليك
/////////////////////
يقف اكرم بجانب محسن بالمشفى المحجوز بها مرام .. فلقد اتصل به عندما لم تستيقظ مرام بعد انتهاء المهدئ الذي حقنها به بالأمس .. ينظر اكرم له بخوف يُرسم على ملامحه
اكرم: يعني ايه يا محسن؟
محسن(بهدوء وعملية): اكرم انت اكيد فاهم ان الصدمات اللي زي دي بيختلف رد فعل الشخص عليها وللاسف مرام ماستحملتش .. عقلها اللاواعي بيمنعها ترجع تاني للواقع دا .. بتهرب من موت مراد ومن الاحداث المتعبة بالنوم
اكرم(بحزن): وهتفضل كدا؟
محسن: للأسف دي حاجة مش معروفة .. هي سمعانا بس مش هتقوم إلا لو هي كانت عايزة دا
اكرم(بشرود وحزن): ...
محسن(وهو يربت على كتفه): خليك جنبها يا اكرم .. اتكلم معاها وحاول تهون عليها
اكرم(بضعف): انا محتاج اللي يهون عليا .. انا حاسس اني مكسور .. انا موت ابويا ماكسرنيش كدا
محسن(بتأثر وحزن): ربنا يرحمهم جميعاً .. انتوا ماعرفتوش مين اللي عمل كدا؟
اكرم: امبارح كنا في موال الدفن والتصريحات والاوراق وماحدش كان في دماغه حاجة تانية .. المفروض مصطفى هيجيب لما كمان شوية واروح انا وهو نشوف اي حاجة ليها علاقة بالموضوع
محسن: انا رأيي خدوا مرام معاكم
اكرم: ازاي؟
محسن: مرام وجودها هنا ملوش فايدة لأنها مش تعبانة .. هي تعتبر نايمة وانا شايف ان وجودها في البيت اللي جمعها مع مراد هي هتحسه وممكن يأثر في حالتها
اكرم(باقتناع): تمام انا هروح اشوف الاجراءات واقول لمصطفى
محسن: ماشي وانا هروح المستشفى .. ماتقلقش لو فيه حاجة هكلمك
اكرم: معلش يا محسن تعبتك معايا
محسن: ماتقولش كلام اهبل .. سلام
////////////////
تنفعل حنين بشدة على الخادمة التي احضرت لها الطعام .. تصرخ وهي ترمي بالصينية المليئة بالطعام على الارض وهي تهدر بها
حنين(بانفعال وحدة): قولتلكوا مش عايزة حااااااجة .. سيبوني في حاااااااالي .. انا عايزة اخرج من هناااااااا
الخادمة(بتوتر من انفعالها): انا اسفة ولكني لا افهمك
حنين(بصراخ): اطلعي براااااااااااااااا
خرجت الخادمة برعب من صراخ وانفعال حنين .. تجلس حنين على الارض ببكاء يدمي قلبها .. تحتد انفاسها بصدرها وتزيد شهقاتها .. ترفع رأسها وهي تنظر حولها بنظرات زائغة وكأنها واحدة غيرها .. تنظر ناحية الاطباق المكسورة على الارض بعيون تتحجر بها الدموع .. تقترب من القطع المكسورة لتُمسك واحدة ذات جزء مدبب .. ترفع القطعة امام عينيها وافكار سوداوية تلعب بعقلها .. تتذكر ذكرياتها مع مرادها
**
مراد(بابتسامه): يعني خلاص مش زعلانة؟
حنين(بابتسامة جميلة): تؤ خلاص صافي يا لبن
//
حنين(مدعية الغضب): ايه دا؟!!! فيه حد يدخل اوضة حد كدا مش المفروض تستأذن
مراد(وهو يدخل الغرفة بخطوات بسيطة): استأذن علشان ادخل اوضة مراتي
حنين(بانفعال): مراتك؟!! انت اصلا ليك عين بعد اللي عملته تقول..
مراد(مقاطعاً): انا اسف
//
مراد(بتلقائية وهو ينظر لها): تتقطع ايدي قبل ما تتمد عليكي
//
مراد: انتي مرات مراد الحديدي يعني كرامتك من كرامتي
//
مراد: مش مرات مراد الحديدي اللي توطي راسها لأي حد
//
مراد(بهمس بين شفتيها): ها لسة مش هتسمعي الكلام؟
حنين: اها
مراد(وهو يرفع حاجبه بمكر): كدا ؟! يعني اعاقبك تاني؟
حنين: اها
//
مراد: ابتسامتك بتنور حياتي
//
مراد: بحبك
حنين(بسعادة غامرة): وانا بموت فيك
//
حنين: انت مرادي انا وبس
مراد(بصدق وحب وهو ينظر في عينيها): وانتي عشقي
//
مراد(بخبث وهو يقترب منها): تصدقي انا مدمن شيكولاتة بالفراولة .. ما تيجي نعمل اختبار للنكهات
//
مراد(بغزل وهو ينظر في عينيها): انا عيني مش بتشوف غيرك اصلا
//
حنين: بحبك يا مراد
مراد: وانا بعشقك يا عشق المراد
**
تتسارع انفاسها اكثر وتغرق الدموع وجهها .. قلبها يصرخ من الألم وكأن احدهم يعتصره .. لا لن تعيش بدونه .. لن تبقى بتلك الدنيا بدونه .. تقرب القطعة المدببة من رسغها وفي اذنها يتردد صدى صوته
**
مراد(وهو يشير على مكان برسغها): هنا فيه شريان حيوي .. لو اتقطع الانسان يموت
**
تضع الطرف المدبب على رسغها وهي تغلق عينيها بألم ودموع حارقة تغزي وجهها .. يدق قلبها بعنف وهي تضغط بالقطعة علي يدها لتجد فجأة مَن يدفع بيدها -الممسكة بالقطعة المدببة- بحدة ويمسك رسغها الذي جُرح بجزء بسيط ولكن لم يقترب من الشريان .. تفتح عينيها بصدمة وهي تنظر امامها وتراه .. تراه امامها .. تراه يمسك بيدها .. ترى عيناه التي تأسرها .. تراه وهو ينظر لها بخوف ولهفة يشوبهم الغضب من فعلتها التي كادت تنفذها .. يتمكن منها الصداع والدوار لتفقد وعيها بين احضانه
//////////////////
يصل مصطفى واكرم لمنزل مراد ومعهما لما التي تسند رأس مرام على قدميها بالخلف .. يحمل اكرم مرام على يديه ويضمها لصدره ليتحرك ناحية المنزل ويتبعه مصطفى الذي يحاوط لما بيده وهو لا يعلم من منهم يستمد قوته من الآخر .. تفتح دادة فاطمة الباب وهي متشحة بالسواد ويظهر على وجهها اثار الدموع والتأثر لما حدث .. تملس بيدها على وجه مرام بحنان يشوبه الحزن .. يحاول اكرم التماسك ويتحرك ناحية غرفة مرام ليضعها بهدوء على الفراش وهو ينظر لها بحزن يسكن قلبه عليها وعلى ما اصابهم .. يمسك بيدها بهدوء وهو يحاول التماسك لأجلها هي فقط
اكرم(بحب يشوبه الوجع والألم): مرام .. حبيبتي .. انتي دلوقتي في اوضتك اللي في بيت.. بيت مراد .. انا محتاجلك جنبي يا مرام .. علشان خاطري قومي
لا استجابة من مرام .. لا حركة .. لا رمشة .. لا شئ .. يغمض اكرم عيناه بألم ليتحرك للنزول لمصطفى ولما
//////////////////
تفتح حنين عينيها بتعب لتجد نفسها على الفراش ورسغها مربوط بالشاش .. تنظر حولها في الغرفة بلهفة .. كان هنا .. كان بجانبها .. كان معها .. مرادها كان هنا .. اين ذهب .. لماذا تركها مجدداً .. يُفتح الباب لتنظر حنين ناحيته بلهفة سريعاً ما تحولت لغضب
حنين(بحدة وانفعال): انتي بتعملي ايه هنا؟!! اطلعي براااا
سها(بهدوء رغم تألم قلبها من كلام حنين): هطلع بس انتي لازم تاكلي
حنين(بغضب): مش عايزة زفت .. مش عايزة حاااااجة
سها(وهي تضع صينية الاكل): انتي حرة في نفسك بس اللي في بطنك ذنبه ايه؟
حنين(وهي تعقد حاجبيها): اللي في بطني؟!
سها(بهدوء): انتي حامل في شهرين .. هو انتي ماكونتيش عارفة؟
حنين(بهمس وهي تضع يدها على بطنها): حامل؟!!
سها: انا هسيبلك الاكل هنا بس علشان خاطر اللي في بطنك كلي
حنين(وهي تنظر لبطنها): ...
تحركت سها للمغادرة تاركة حنين تجلس وهي تضع يدها فوق بطنها بفرحة مخلوطة بالدموع .. هي الآن تحمل في احشائها ثمرة حبها هي ومرادها .. تحقق حلمه وحلمها .. تمسد على بطنها بحنان
حنين(بحنان ودموع تلمع بعينيها): ماتخافش يا حبيبي .. بابا هيجي ويلحقنا .. بابا مامتش .. اوعى تصدق انه ممكن يسيبنا .. بابا وعدني انه هيفضل جنبي وهو عمره ما يخلف وعده .. بابا هيجي وياخدنا معاه .. انت جعان؟ .. سامحني اني ماكلتش من امبارح بس انا كنت عايزة اموت .. بس خلاص دلوقتي انا هعيش .. هعيش علشانك انت وبابا .. اقولك على سر .. انا شوفت بابا .. هو لحقنا .. كان هنا جنبي .. هو مشي دلوقتي بس هيرجع تاني .. طب اقولك سر تاني .. هو مش سر اوي بس انا عايزة اقوله ليك .. انا بحب بابا اوي .. وانت كمان هتحبه اوي بس مش زيي .. محدش عمره هيحب مراد قدي .. يلا ناكل بقا علشان تكبر .. انت لازم تطلع قوي زي بابا .. ايوة, انت هتطلع زي بابا في كل حاجة
اخذت حنين تأكل والدموع تنزل على وجهها .. تمسد على بطنها بحنان وهي تارة تبتسم وتارة تبكي .. يقف بشرفة غرفتها متوراي خلف الستائر ويراها وهي تتكلم بينما تأكل بيد وبالاخرى تمسد على بطنها بحنان .. كم ود لو جرى لعندها ليأخذها بين احضانه .. من سكنت قلبه حامل!! .. حامل بطفله الذي يتمنى ان يكون نسخة منها في كل شئ .. يتذكر ردة فعله حين علم بحملها وكيف قرر ان يتعاون مع من بلغه ذلك الخبر
*فلاش باك*
يحاوط مراد حنين بيده بلهفة بعد ان فقدت وعيها بين احضانه .. لم تتحمل صدمة رؤيته .. يربت على وجهها بخوف عليها ليجد الباب يُفتح لتطل سها من خلفه .. فهي ما ان اخبرتها الخادمة برفض حنين للأكل وتكسيرها للاطباق حتى اسرعت بالتحرك ناحية غرفتها بلهفة عليها .. يتذكر خوفها الذي ظهر حين رأتها فاقدة لوعيها لتجذبها بحدة وشراسة ام تدافع عن ابنتها وهي تسأله عن ماهيته وكيف دخل لتلك الغرفة .. يتذكر نظرة الراحة التي سكنت عينيها حين اخبرها انه زوج ابنتها وكيف تعاونت معه لوضعها بالفراش وربط الجرح برسغها .. يتذكر تبليغها له بخبر الحمل وان ما حدث من إغماء هو امر طبيعي لعدم اكلها من البارحة
*عودة*
يسمع صوت بغرفة سها -المجاورة لغرفة حنين والتي تتشارك معها في الشرفة- ليدخل مرة اخرى لغرفتها .. يقف امامها بهدوء وشموخ لا يليق إلا به
مراد(بهدوء): برافو .. عملتي اللي قولته بالظبط
سها(بنظرة ذات مغزى): انا قولتلك اني ممكن اعمل اي حاجة علشان بنتي
مراد(وهو يبادلها نفس النظرة): هنشوف .. المهم دلوقتي حطيتي اللي اديتهولك في الاكل؟
سها(باحاسيس متضاربة): ايوة .. هو .. انت .. هتاخدها؟
مراد(وهو يلاحظ نبرتها): هاخدها .. بس مش دلوقتي
سها(بخوف واضح في صوتها): طب هو انت خليتني احطلها ايه؟
مراد: متقلقيش دا نوع مهدئ علشان ترتاح شوية بعد اللي حصلها
سها(وهي تهز رأسها): ...
مراد(وهو ينظر لها بخبرته كظابط مخابرات): انتي اللي عرفتي فيكتوريا مكان عمي عزيز في مصر من الاول, مش كدا؟
سها(بصدمة): انت .. عرفت ازاي؟
مراد(وقد تأكد من شكوكه): عرفتيها ليه؟ وعرفتيها منين اصلا؟
سها(بصدق): انا هحكيلك كل حاجة بس توعدني تساعدني .. انا ماقدرتش زمان احافظ على بيتي وبنتي وجوزي .. وسكت سنين علشان ولادي
مراد(وهو يضيق عيناه): ولادك؟!
سها: ايوة .. حنين .. وحسن وجميلة
مراد(بتهكم): ما شاء الله خلفتي من الوسخ اللي دمر بيتك
سها(وهي تبتلع اهانته وتعطيه حقه): اسمعني وبلاش تحكم عليا غير لما تعرف الحقيقة كلها
مراد(وهو ينظر لها): ماشي .. احكي
نظرت له سها قليلاً لتبدأ حكي ما حدث لها منذ ان خدعها هذا الشيطان وكيف اخرجها من جنتها ليجعلها اسيرة بجحيمه .. تحكي له وهو ينظر لها محاولاً استنباط ما إذا كانت تقول الحقيقة ام تكذب لتبرئة صورتها
////////////////
يقلب مصطفى واكرم مكتب مراد رأساً على عقب في محاولة العثور على اي خيط يساعدهم في الوصول لمن تجرأ على حرمانهم من أخيهم .. يجزوا على اسنانهم بغيظ وقد انتهى بحثهم بلا فائدة ولم يستطيعوا العثور على اي شئ يساعدهم في الوصول لهذا الحقير .. ينتبهوا لدخول نور
نور: صباح الخير
مصطفى: صباح النور
اكرم: ايه اللي جابك؟
نور(بغيظ): انت قليل الذوق يلا
اكرم: مش قصدي .. قصدي عرفت منين اننا هنا؟
مصطفى: كلمني الصبح وانا اللي قولتله اننا جايين
نور: لاقيتوا حاجة؟
اكرم(بغيظ): ولا الهوا .. انا هتجنن, مفيش ورقة تقول مين الكلب دا
نور(مدعياً الاستغراب): غريبة فعلاً
مصطفى: هو مراد ماقلش اي حاجة ليك يا نور؟
نور(وهو يهز رأسه): خالص .. وبعدين انت عارف اني مقدم استقالتي من زمان
اكرم: يعني ماخدش رأيك في اي حاجة؟
نور(وهو يزم شفتيه): للأسف لأ .. انا كل اللي اعرفه ان كان فيه مشاكل بين عمي وواحد صاحبه ودا سبب جوازة مراد من حنين
اكرم(بانتباه): ثواني كدا .. مصطفى مش انت عارف عنوان ابن الكلب دا ساعة ما بعتوا الطرد ليه؟!
مصطفى(بانتباه وتركيز): ايوة .. انا ازاي كنت ناسي!
نور(وهو يبتلع ريقه): بس انتوا هتستفيدوا ايه بأنكم تعرفوا عنوانه او مكانه؟
مصطفى(بغل): هنجيب حق مراد ونرجع حنين
اكرم: شوف يا مصطفى بسرعة اي حاجة تساعدنا
نور(بهمس): ربنا يستر
///////////////////
انتهت سها من كلامها ببكاء حارق يدمي قلبها .. ينظر لها مراد وقد لمس كلامها شغاف قلبه .. لقد آست تلك السيدة الكثير والكثير وكل ذنبها كان انها صدقت ذئب تنكر في هيئة الحمل الوديع .. تجلس سها وهي تغطي وجهها بيديها وشهقاتها تحتل قلبها .. يقترب منها مراد بهدوء ويربت برفق على كتفها
مراد(بهدوء): اهدي .. حقك هجيبهولك
سها(بدموع صادقة): انا مش عايزة غير ان ولادي يبقوا بخير .. مش عايزة غير انهم يبعدوا عن شره حتى لو هدفع حياتي قصاد دا
مراد: اهدي بس وانا معاكي .. ايدي في ايدك هنقضي على الشيطان دا ونريح الناس كلها من شره بس اهم حاجة تنفذي كل اللي هقوله بالحرف
سها(بلهفة): قولي ارمي نفسي في النار هرمي نفسي
مراد: لا مش هتوصل للنار .. اول حاجة لازم تعمليها انك تكوني جنب حنين
سها(بحزن): بس دي رافضة وجودي ومش راضية تكلمني
مراد(بهدوء): لا هي هتديكي فرصة, بس المهم تستغليها صح
سها: هتديني فرصة ازاي؟ واعمل ايه؟
مراد(بتوضيح): انك بلغتيها بخبر حملها دا في حد ذاته هيخليها تهدى شوية وعلشان كدا انا قولتلك تقوليلها دلوقتي واديكي شوفتي النتيجة .. هديت وأكلت كمان
سها(بابتسامة): واضح انها بتحبك اوي
مراد(بابتسامة): ...
سها(بنبرة أم): انتوا اتجوزتوا ازاي؟
مراد: زي ما حكيتلك .. عمي لجألي علشان احميها من الوسخ اللي اسمه حسين دا وواحدة واحدة قلبت بجد
سها: انت ماكنتش تعرف انها حامل؟
مراد(بغيظ): لو كنت اعرف مستحيل كنت اوافق على الخطة دي
سها(بعدم فهم): خطة ايه؟
كاد مراد بالتكلم ليهتز هاتفه بجيبه .. يخرجه ويرى اسم نور يزين شاشته
مراد: ايوة يا نور فيه حاجة؟
...
مراد(بقلق): ايه؟!! يادي النيلة .. انا ازاي نسيت حاجة زي دي؟!!
...
مراد: طب تمام .. حاول انت تعطلهم شوية
...
مراد: ماعرفش يا نور اتصرف .. الصفقة كمان يومين وانا مش عايز حاجة تبوظ الخطة بعد كل دا
...
مراد: تمام .. وابقى روح المستشفى لعمي .. يلا سلام
ما ان اغلق مراد هاتفه حتى اندفعت سها ناحيته وهي تمسك يده برجاء
سها(بلهفة): عزيز في المستشفى ليه؟ حصله ايه؟
مراد(وهو يضيق عينيه): وانتي يهمك؟
سها(بلهفة): طبعاً يهمني .. قولي حصله ايه؟
مراد(بمكر): ازمة قلبية ومحجوز في العناية المركزة
جحظت عينا سها بصدمة ونزلت شلالات الدموع على وجهها .. رفضت قدماها ان تحملها وكاد جسدها بالوقوع ارضاً ليُمسك بها مراد ويسندها حتى الفراش
مراد: اهدي .. اهدي ماتخافيش
سها(بدموع): كان نفسي اشوفه ولو مرة .. كان نفسي يعرف اني ماخونتوش واني اتخدعت .. كان نفسي اعتذرله واعيش اللي باقي من عمري بكفر عن ذنبي
مراد(وهو ينظر لها): انتي لسة بتحبيه؟
سها(بصدق وحب): انا عمري ما حبيت ولا هحب غيره
مراد(بهدوء): وهو كمان رغم كل اللي حصل ماعرفش يكرهك
سها(بدموع تلمع بعينيها): ...
مراد: على فكرة عمي كويس ومحجوز في المستشفى بس علشان جوزك يصدق
سها(بحدة): ماتقولش جوزي .. الكلب دا انا عمري ما اعتبرته جوزي
مراد: انا اسف .. اطمني عمي بخير وهو هناك من ضمن الخطة
سها: خطة ايه؟
مراد: هقولك ..
بدأ مراد بحكي كل ما حدث وكيف وضعوا الخطة ليستطيعوا امساك حسين متلبس بأكثر من تهمة ليصبح خروجة من السجن مستحيلاً .. تستمع سها له وقلبها يدق بفرحة لا تعرف ألكونها ستتخلص من جحيم حسين ام لأنها اطمئنت على من سكن قلبها
///////////////
تجلس لما بجانب مرام وتملس على شعرها بهدوء ودموع تلمع بأعينها
لما(بهدوء يشوبه الحزن): ميمي .. ردي عليا يا حبيبتي .. كدا برضو يا ميمي تسيبيني .. دا احنا المفروض نبقى جنب بعض .. انا عارفة انك تعبانة من اللي حصل .. اقولك على سر, انا كمان تعبانة اوي .. بحاول مبينش قدام مصطفى واكرم بس انا حاسة ان قلبي اتكسر .. انا ماكنتش اعرف اني بحب مراد اوي كدا .. انا حاسة زي ما يكون اخويا ضاع مني .. طب انتي عارفة, انا اول ما دخلت البيت كنت حاسة انه هيطلع من اوضة المكتب او ان حنين هتخرج من المطبخ .. حنين كمان وحشتني اوي .. كدا انتوا الاتنين تسيبوني مرة واحدة .. انا خايفة اوي عليها بس اللي مطمني ان مصطفى واكرم بيدوروا ورا الموضوع ومش هيهدوا غير لما يرجعوها وينتقموا من اللي بعد اخونا عننا
تجذب لما مرام لأحضانها وتغلق عينيها بهدوء وهي تفرد جسدها بجانبها على الفراش .. ربما لو لم تغلق عينيها لرأت الدمعة الهاربة من عين مرام فهي وإن كانت هاربة بالنوم في سجون عقلها اللاواعي فإن قلبها وحواسها تحس بكل ما يدور حولها
//////////////////
ينهي مراد كلامه لتتكلم سها بحماس وقد وجدت اخيراً من سيساعدها في القضاء على من قلب حياتها رأساً على عقب
سها(بحماس): انا ممكن اساعدك جداً .. انا معايا ورق مهم
مراد: ورق ايه؟
سها: ماعرفش .. دا ورق مكتوب بلغة انا ماعرفهاش بس حسين بيخاف منه جداً .. هو دا الورق اللي حماني سنين واللي ايميلي استخدمته علشان تحميني انا والاولاد
مراد(بلهفة): وفين الورق دا؟
سها: هو مش هنا بس انا ممكن بكرة اجيبهولك
مراد(وهو يتحرك): تمام جداً .. عن اذنك
سها: رايح فين؟
مراد: هروح اشوف حنين وبعدين اخرج
سها(بخوف عليه): هتخرج من هنا ازاي دا المكان مليان حراسة و..
مراد(بابتسامة على خوفها): ماتقلقيش .. زي ما دخلت هخرج .. ارتاحي شوية
قالها مراد بحنان وهزت سها رأسها بهدوء .. يتحرك مراد مرة اخرى لغرفة حنين ليراها نائمة بهدوء كالملائكة وهي تحتضن بطنها بحب شديد .. تُرسم نصف ابتسامة على ثغره ليدخل الغرفة بهدوء ويقترب من فراشها .. يجلس بجانبها ويجذب رأسها برفق لصدره ويحاوطها هو بتملك وحب شديد وهو يأخذ نفساً عميقاً عسى ضربات قلبه التي فارقته تعود من جديد بعودتها لحضنه .. اما هي فما ان إلتقطت انفها رائحته حتى هدأت انفاسها وانتظمت دقات قلبها وبدأت تستكين, فهي وإن كانت غير واعية بسبب المُهدئ فقلبها قادر على استشعار قُرب من يسكنه ويعتلي عرشه .. يطبع مراد قبلة طويلة على شفتيها وكأنه يرتوي من رحيقها المعسول ليقدر على البُعد لساعات اخرى .. اجبر مراد نفسه على الابتعاد ليبتسم وهو يقترب بشفتيه من بطنها ويقبلها بحب .. يربت بخفة على بطنها وكأنه يخبر من يسكن احشاء من امتلكت قلبه أنه سيعود من أجلهما .. يبتعد مراد بهدوء ليُلقي نظرة اخيرة على حنين قبل ان يخرج من الفيلا بمهارة عالية اكتسبها من عمله الذي لمع نجمه به .. يتحرك بخفة وحذر ليخرج متجهاً للمنزل الذي يقيم به وهو يفكر في خطوته التالية للقضاء على من هدم سعادة اسرة من اجل وساوسه الدنيئة
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
بدأ مراد في تنفيذ خطته بمهارة شديدة فلم يعد هناك فرصة امام حسين في مواجهة الصاعقة
قررت مرام الهروب لعالم اخر بلا وجع او ألم فهل ستبقى بذلك العالم بعيدة عن الواقع ام ستعود مرة اخرى
اكرم ومصطفى وراء حسين فهل سيؤدي ذلك لإفساد خطة مراد
خبر حمل حنين اربك قلبها وقلب مرادها فهل سيكون لحملها تأثير في احداثنا
استمع مراد لسها وقرر مساعدتها بعدما علم كيف وقعت بشباك خداع ذلك الحقير فهل فات الآوان على اخراجها من ذلك المستنقع
رغم البُعد مازالت قلوب سها وعزيز يسكنها الحب فهل فات آوان إصلاح ما فات
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Acakأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...
