عزيز(بانكسار): دا اللي حصل .. معرفش كان بينهم حاجة ولا ضحك عليها ولا هددها .. كل اللي اعرفه ان في اليوم اللي هي اختفت فيه هو كمان اختفى فيه وسافروا سوا
مراد: طب ما ممكن..
عزيز(مقاطعاً): عارف هتقول ايه، ممكن تكون مش معاه وللاسف كنت اتمنى دا .. بس..
مراد: بس ايه؟
عزيز(بألم): المطار اكد ان هي ركبت نفس الطيارة معاه .. كانت باينة في كاميرات المراقبة بتاعة المطار
مراد: طب وانت ليه مبلغتش؟
عزيز(بألم وانفعال): ابلغ اقول ايه؟! .. اقول مراتي هربت مع المحامي بتاعي بعد ما سرقوا فلوسي .. ممكن هي ميكونش ليها علاقة بحكاية الفلوس، بس ان ست زيها تسيب بيتها وجوزها وبنتها وتسافر مع واحد دي ملهاش غير معني واحد
مراد(بغيظ): كنت تقدر تجيبها، مش هي كانت على ذمتك؟
عزيز(بحدة): وكرامتي كراجل؟!! .. انا كنت مستحيل اقبل اني اخليها على ذمتي يوم واحد بعد اللي حصل دا .. نفس اليوم اللي عرفت بيه بسفرها معاه طلقتها
مراد(بتأثر لحالة عزيز): وحنين .. تعرف حاجة عن الكلام دا؟
عزيز(بتحذير): لا طبعا ومش عايزها تعرف حاجه خالص عنه .. ودا السبب اني قولت ان مامت حنين ماتت علشان تفضل في نظر بنتها ست وام محترمة ومحدش يعاير بنتي باللي امها عملته
مراد: وانت محاولتش توصلها .. حتى علشان تنتقم
عزيز(بانكسار): انتقم من مين؟ من ام بنتي؟ تفتكر حنين لو انا عملت حاجة في امها هتسامحني؟
مراد(وهو ينظر له بحزن): ...
عزيز(بحزن وألم): تعرف .. يوم ما حنين دخلت عليا المكتب بعد ما ابوك كلمني يقولي ان الوسخ دا هرب وان سها معاه انا كنت في حالة صدمة .. لقيتها بتقعد جنبي وبكل براءة بتسألني عن امها .. معرفتش اقولها ايه .. اقولها هربت مع راجل تاني .. اقولها سابتني وسابتك .. اقولها ايه .. لقيت نفسي بعيط بانهيار ولاقيتها وخداني في حضنها زي ما تكون امي مش بنتي .. ساعتها قولت انا لايمكن احسسها بحاجة، هي مش لازم تعرف الحقيقة، لازم تفضل صورة امها في عينيها زي ما هي .. مكونتش هقدر اكسرها واحسرها على امها .. لاقيت نفسي قولت اول حاجة جت في دماغي وقتها .. ماتت .. وهي فعلا من يومها ماتت بالنسبالنا .. كتمت كل حاجة في قلبي واتفقت مع ابوك ان محدش يعرف بالموضوع خالص
مراد: وحنين ملاحظتش وقت ما .. يعني حضرتك اتسجنت فترة التحقيق بتاعة الورق
عزيز(موضحاً): لا الفترة دي انا وديت حنين عند جدتها في اسكندرية .. قولتلها اني بخلص اجراءات الوفاة بتاعة والدتها وفيه اوراق كتير، دا غير الشغل ف مش هعرف اخد بالي منها، وهي راعت اني محتاج وقت لوحدي فوافقت
مراد: وحصل ايه بعد كدا؟
عزيز: ولا حاجة .. زي ما قولتلك ابوك اثبت براءتي وبراءة الشركة من التهم بس كانت طبعا الشركة في حالة سيئة جدا ورأس المال اللي فيها ميقومهاش .. دا غير اسمها اللي اتدمر في السوق ف صفيتها وبالفلوس اللي فضلت شاركت ابوك ومحمد واسماعيل .. وفي نفس الوقت كنت انا وابوك بندور ورا الكلب دا علشان نعرف نرجع حقي ونثبت وساخته وياخد جزاءه .. سنين واحنا بندور .. سنين واحنا بنجمع معلومات بس ابن الكلب كان حريص جدا وكان مبيسبش وراه غير حاجات تافهة
مراد(بتردد): و .. هي لسة معاه؟
عزيز(بجمود وصوت حزين): .... معرفش ... غالباً
مراد: ممكن اسأل حضرتك سؤال؟
هز عزيز رأسه بموافقة
مراد: انت لسة بتحبها؟
عزيز(بألم وانكسار): جرحتني اوي .. دبحت قلبي بسكينة تلمة ورغم كدا مش عارف اكرهها .. حاسس بنار في صدري .. بحس اني بموت كل ما افكر ان كان فيه بينهم حاجة وهي على ذمتي او حتى بعد ما طلقتها .. فكرة انه قريب منها بتجنني .. سها مكنتش مراتي بس .. دي كانت حبيبتي واختي وامي وصاحبتي .. مش هقولك مكوناش بنتخانق ولا اني مكونتش بزعل منها بس كان قلبها طيب جدا جدا وبتعرف تراضيني وانا مكونتش اقدر على بُعادها .. انا كل اللي تاعبني في الموضوع ليه .. كانت ممكن تطلب الطلاق وانا مكونتش هجبرها تعيش معايا .. كان ممكن تكون النهاية احسن من كدا، لكن هي اختارت تسيبلي وجع يكفيني عمري كله .. اختارت انها تخلي قلبي بينزف
انهى عزيز كلامه والدموع تملأ عيناه ونبرة صوته ترتعش
مراد(بتأثر وغيظ): انا مش عارف اقولك ايه .. مفيش كلام اقدر اقوله يخفف عنك بس كل اللي اقدر اوعدك بيه ان اللي ابويا ملحقش يحققه انا هحققه وهجيبلك الكلب دا تحت رجلك
عزيز: وانا واثق من دا وواثق فيك .. بس اهم حاجة يا مراد تخلي بالك من حنين .. حنين بعدي ملهاش غيرك .. اوعى تتخلى عنها دي امانه
مراد: متخافش .. امانتك هصونها لحد..
عزيز: افتح قلبك يا مراد ومتخافش .. بلاش تعاند .. مبيجيش من ورا العناد غير تعب القلب
مراد(بألم وهروب): مش هقدر وحضرتك عارف ليه
عزيز(بتصميم): لو عايز هتقدر .. كل اللي اقدر اقولهولك، ان اللي بيحبس نفسه في الماضي بيعيش اسير ليه .. صدقني
قال عزيز تلك الجملة بألم وقام من مكانه وتحرك في اتجاه باب المكتب ليجد حنين ومرام جالسين بالصالون امام التليفزيون ويضحكون بشدة
عزيز: انا ماشي يا حبيبتي، عايزة حاجة؟
وضعت حنين بعض من الفشار الذي كان امامها بفمها لتركض ناحية والدها
حنين(وهي تقف امامه): ايه يا زيزو لسة بدري .. اقعد معايا شوية
عزيز: ما انا قاعد معاكي من الصبح
حنين(بمزاح): فين دا، دا احنا اول ما خلصنا اكل خدت عم ابو لهب وقفلتوا على نفسكم وقعدتوا ترغوا .. كنتوا بتقولوا ايه ها؟
عزيز(بهدوء): كنت بوصيه عليكي وبقوله ياخد باله منك
حنين(بقلق): مالك يا بابا بتتكلم كدا ليه؟ وايه بوصيه عليكي دي؟ هو فيه حاجة؟
عزيز(بابتسامة بسيطة): لا يا حبيبتي، مش لازم اوصي جوز بنتي على بنتي حبيبتي ولا ايه؟
حنين(بابتسامة جميلة): اذا كان كدا ماشي، بس اوعى تكون فاكر انك علشان جوزتني تبقى ارتحت مني دا بُعدك انا قاعدة على قلبك ومربعة
عزيز(وهو يضحك): جوا قلبي وروحي وعيني كمان يا ست البنات .. يلا انا هروح بقا .. خلي بالك من نفسك وبالراحة على الناس في الجنان متعليش الڤولت اوي
حنين(بضحكة خبيثة): عيب عليك
عزيز(مقبلاً رأسها): تصبحي على خير يا حبيبتي
حنين(بنظرة طفولية): وانت من اهله يا زيزو .. متنساش تكلمني
عزيز: حاضر يا حبيبتي
انصرف عزيز ليتحرك ذلك الذي كان يقف مراقباً حوارهم وقلبه يأن من الألم على رجل اعتبره اب له وعلى فتاة هي عنوان للعفوية والبراءة .. اقترب مراد منها ليهمس لها حتى لا تسمع مرام
مراد: احم، ياريت بلاش تنامي عالكنبة
حنين: ها .. ليه؟
مراد: نامي على السرير علشان تبقي مرتاحة
حنين(بخجل): و.. انت .. هتنام .. يعني..
مراد: متقلقيش .. انا هعرف اتصرف
حنين: لأ طبعا دا سريرك مينفعش...
مراد(مقاطعاً): اسمعي الكلام، واللي اقوله يتنفذ .. هتنامي على السرير .. عن اذنك
قالها متحركاً لتعقد جبينها تلك المجنونة
حنين(لنفسها): دا مجنون دا ولا ايه .. شوية كويس وشوية عم ابو لهب .. ربنا يشفي، بس احسن انه هيسيبلي السرير .. اهو كدا الواحد يعرف ينام
مرام(منادية): حنين .. يا بنتي انتي واقفة تكلمي نفسك .. تعالي الفيلم قرب يخلص
حنين: جاية اهو، اوعي تكوني خلصتي الفشار
مرام: لا متخافيش الطبق مليان اهو
حنين: اشطا
////////////
تمر الايام والحال كما هو على ابطالنا .. مراد مستمر في تجاهله لحنين ومعاملتها ببرود حتى انه لا يصعد لغرفته الا قبيل الفجر وينزل لعمله مع اول شعاع للشمس فلا يراها الا ساعات معدودة وتكون نائمة -أو هكذا يظن- فهل سيثبت على موقفه ام سيتدخل القدر بالاحداث ليبدل حاله .. حنين مستمرة في جنانها وعفويتها التي تكسب القلوب من حولها وتلاحظ تجنب مراد لها ومعاملته الباردة لها ولا تجد له مبرر بل الأدهى انها لا تجد مبرر لحزنها وضيقها من ذلك الامر فهل عرف الحب الطريق لقلبها البرئ وماذا سيكون مصيره .. مرام مستمرة في تحضير رسالة الماجستير وتعمل عليها ليل نهار وقد ساعدها وجود حنين وصداقتها معها في ذلك كثيراً ولكنها في الحقيقة تحاول إلهاء نفسها عن مَن يشغل عقلها وقلبها فهل ستستطيع ام انه آن لسيد هذا القلب ان يزلزله بحضوره وينعش ذكرياتها لنعرف سرها .. أكرم مستمر في عملياته التي تُكلل بالنجاح ونادراً ما يكون الفشل مصيرها ومستمر في دفن نفسه واحزانه بشغله كي لا يدع لعقله فرصة لتعذيبه بالذكريات ولكن هيهات فإنه جحيم العقل والقلب فهل سيظل بهذا الجحيم ام سينعم بنعيم الحب بعد سنوات عجاف .. لما مستمرة في غيابها الطويل بالسُبات العميق ومستمرة في جعل ذلك العاشق ينتظر لحظة استيقاظها فهل سيطول انتظاره وإلي متى .. مصطفى مستمر في زيارته لملكة قلبه بدون كلل او ملل مُحَدِثها عن تفاصيل يومه وكأنها تسمعه فهل آن لذلك القلب ان يُروى ظمأه ام كُتب عليه الصيام لباقي عمره .. كل بطل من ابطالنا في واديه وكل مشغول بحياته ولكنهم لم يعرفوا بعد ان القدر قد ربط حياتهم ببعضهم لتكون قوتهم في ترابطهم وقربهم ووحدتهم
/////////////
تجلس بشرفه غرفتها تلك السيدة ذات الشعر الاسود إلا من خصلات بسيطة بيضاء تضيف لمسة جمالية لشكلها الذي لا يُظهر سنها .. تنظر امامها وتتذكر كيف بدأ كل شيء وكيف بقرار واحد متسرع دمرت حياتها وأخرجت نفسها من جنتها
*فلاش باك*
سها(بذهول): انا مش فاهمه حاجه ايه اللي انت بتقوله ده يا حسين؟
حسين: بقولك الواقع، بقولك حقيقية عزيز اللي كنت فاكره صاحبي واللي انتي كنتي فاكراه جوزك الراجل المحترم .. جوزك طلع تاجر مخدرات ومهرب ونصاب .. انا اكتشفت ده بالصدفة في الفتره اللي كان مسافر فيها للاسف لقيته داخل في صفقات كتير مشبوهة، ولما دورت ورا الموضوع عرفت المصيبه دي .. عرفت حقيقته بس للاسف كان متأخر .. متأخر اوي
سها: متأخر ازاي يعني مش فاهمه؟
حسين(مدعياً الحزن): ايوه متأخر لإني ماقدرش ابعده عن المستنقع اللي بقى فيه .. عزيز بقى عامل زي الكلب السعران واول ما هيفكر يعض هيعض القريب منه .. انا لما اكتشفت الحكايه دي روحت واجهته, قولتله لازم يوقف كل اللي هو بيعمله ده ويبعد عن الطريق ده بس اخر حاجه كنت اتوقعها ان هو يهددني
سها(بصدمة): انت بتقول ايه؟! هددك؟!!
حسين(ممثلاً البراءة): ايوه هددني اني لو اتكلمت وحد عرف بالكلام ده هيموتني و هيقلب الترابيزه عليا انا ويطلعني انا الوحش وانا اللي نصاب وانا اللي مهرب وانا اللي ابن ٦٠x٧٠
سها(بصدمة): انا مش قادره اصدق ان عزيز يعمل كده
حسين(بجدية وهو ينظر سها): لازم تصدقي يا سها، اهو الورق والمستندات اللي تثبت كلامي .. انا جيت قلتلك علشان باقي على العشرة والزمالة اللي كانت بينا وعلشان خايف عليكي انتي كمان
سها(وهي تحاول طمأنة نفسها): خايف عليا من ايه .. مهما حصل ده جوزي .. يعني عمره ما هيأذيني
حسين(بخبث): للاسف عزيز دلوقتي غير الشخص اللي انتي اتجوزتيه يا سها .. عزيز عنده استعداد يدوس على اي حد يقف في طريق مصلحته حتى لو كانت مراته او بنته
سها(بخوف): بنته! حنين! لا كله إلا بنتي
حسين(وهو يبث سمه): يبقى لازم تسمعي كلامي يا سها .. احنا لازم نهرب
سها(بصدمة): نهرب!! ازاي و ليه اصلا؟!
حسين: صدقيني دا الحل الوحيد .. انا متأكد ان عزيز هيحاول يخلص مني ولو عرف انك عارفة اي حاجة مش بعيد يخلص منك انتي كمان
سها(بتساؤل): طب مش انت بتقول ان معاك ورق ومستندات تثبت جرايمه، ليه مبلغتش؟
حسين(بارتباك): ها .. لأن جرايمه وصفقاته مع ناس تُقال اوي في البلد .. محدش يقدر عليهم، لو حد فيهم شم خبر باللي عرفته هيمحوني من على وش الدنيا
سها(بخوف): وبعدين ايه الحل؟
حسين: الحل هو اللي قولتلك عليه .. انا هرتب الاوراق ونهرب من هنا
سها: طب ما انا هفضل على ذمته يعني يقدر يقدم بلاغ والبوليس يرجعني بالقوة
حسين: لا سيبي الموضوع دا عليا .. واحنا بمجرد ما نخرج من البلد هرفعلك عليه قضية خلع
سها: خلع؟!
حسين: ايوة طبعاً .. هو انتي عايزة تفضلي على ذمة مجرم زي دا
سها: لأ طبعاً بس ما انا ممكن اطلب منه الطلاق وخلاص
حسين: لأ طبعاً هيشك ومش هيطلق .. ومش بعيد كمان يبعدك عن بنتك
سها(بتردد): ...
حسين: انا يومين هجهز ورقي انا وانتي .. واكلمك تجهزي علشان نهرب بسرعة قبل ما يكتشف كل حاجة
سها: انا وانت؟! طب وحنين؟ انا مش هقدر اسيبها
حسين: دا هيكون وضع مؤقت .. كام يوم بس وانا هتصرف واجيبها
سها(برفض): ولا يوم واحد .. انا مش هسيب بنتي
حسين: لو خايفة على بنتك اسمعي كلامي، احنا لما هنهرب هنحتاج وقت نرتب أمورنا ونعرف راسنا من رجلينا، بلاش نبهدل البنت معانا
سها: خلاص يبقى استنى انا هنا ولما ترتب امورك قولي اجي انا وبنتي
حسين: مش هينفع .. لو عزيز عرف انك عرفتي اي حاجة مش هيرحمك
سها: انا قولت لأ يعني لأ .. يا بنتي معايا يا افضل أنا معاها
حسين: بصي انا هسيبك يومين تفكري بعقل وتردي عليا
سها: ...
انصرف حسين بعد ان استطاع رسم دور الضحية والحمل الوديع ببراعة ليترك سها مصدومة مما عرفته .. لا تصدق ان عزيز الرجل الذي احبته منذ كانوا بالجامعة وعاشت معه اجمل سنين عمرها وانجبت منه زهرة حياتها حقيقته بشعة بتلك الطريقة .. قررت ان تراقبه وتتأكد بنفسها .. وفي خلال اليومين التاليين لاحظت تصرفات عزيز الغامضة ومكالماته التي حرص على جعلها سرية بقدر ما استطاع .. حتى تسللت من غرفتها ليلاً و استمعت لمكالمة واخطأت فهمها بل وتسرعت بحكمها عليه لترتكب اسوأ واكبر خطأ في حياتها
عزيز: زي ما قولتلك انا مش مبينله اي حاجة .. متقلقش انا مخليه فاكر اني مش عارف اللي هو بيعمله .. كل كلمة قالها انا عارف اتقالت ل مين وامتى .. نهايتهم هتكون على ايدي، هنرتاح منهم ومن قرفهم
وضعت سها يدها على فمها بصدمة فقد سمعته يتفق على التخلص من حسين ومنها أيضاً فهي عرفت كل حقيقته وبالتأكيد لن يرحمها .. عادت بسرعة لغرفتها وهي خائفة ومصدومة من زوجها، لم تكن لتتصور انه بهذه البشاعة .. خافت على نفسها وعلى ابنتها، لتقرر اسوأ قرار في حياتها
وبعد مرور يومين
حسين: ألو يا سها .. اسمعيني بسرعة مفيش وقت .. جهزي شنطتك طيارتنا ٦ الصبح
سها: وحنين؟
حسين: متخافيش انا رتبت كل حاجة حنين هتحصلنا بعدنا بيومين كدا
سها: وليه متسافرش معانا؟
حسين: هفهمك كل حاجة لما اشوفك .. المهم اوعي تخلي عزيز يحس بحاجة
سها: تمام .. ٦ الصبح هقابلك في المطار
استيقظت سها فجراً واخذت حقيبتها التي اعدتها مسبقاً وخرجت من غرفتها ببطئ .. دخلت غرفة ابنتها وطبعت قبلة بسيطة على رأسها وتأملتها وأطالت النظر لها، وكأن قلبها كان يخبرها انها لن تراها ثانية .. كان قلبها يصرخ بأن لا تتخلى عن صغيرتها فلذة كبدها، أما عقلها فكان يحثها على النجاة بحياتها وانها بانقاذها حياتها ستنقذ حياة صغيرتها أيضاً .. دام الصراع لينتصر العقل على القلب وتغادر وقلبها يبكي على زوج احبته بصدق وإن كان ابليساً وابنة هي روح الفؤاد
في المطار
حسين: يلا بسرعة
سها: حسين انا قلبي واجعني .. مش هقدر اسيب بنتي .. انا هرجع واللي يحصل يحصل
حسين: لا طبعا .. متبقيش غبية .. عزيز لو رجعتي هيعرف كل حاجة وهيموتك .. هتسيبي بنتك مع مجرم زي دا ولا تسافري دلوقتي معايا وانا يومين ثلاثة وهجيبهالك لحد عندك
سها(برجاء): هتجيبهالي يا حسين؟
حسين(بخبث): بوعدك هجيبهالك، متقلقيش .. يلا بقا الطيارة هتفوتنا
هزت سها رأسها وتحركت مع حسين لتهرب من الجنة للجحيم، لتهرب من الحرية للسجن، لتهرب من الحب والحنان للقسوة والعذاب
*عودة*
سها (لنفسها): غبية غبية غبية
تغرق الدموع وجهها وهي تنظر لصورة حنين التي بقيت معها منذ ان سافرت
سها(بضعف ودموع): سامحيني يا حبيبة ماما .. انا اسفة .. انا غبية .. كنت فاكرة اني بهرب للأمان وهشدك معايا مكنتش اعرف اني بروح للنار برجلي .. ١٠ سنين فاتوا من اخر مرة شوفتك، زمانك دلوقتي بقيتي عروسة زي القمر .. يا ترى اتجوزتي .. مين لبسك فستان الفرح والطرحة .. يا رب، يا رب انا عارفة اني غلطت لما ظلمت عزيز .. يا رب ارحمني وجمعني بيهم تاني .. كان نفسي اكون معاكي يا حبيبتي وجنبك بس مش مانعني عنك غير..
يقطع حديث سها مع نفسها طرق خفيف على الباب .. مسحت سها دموعها وعادت لاتزانها
سها: ادخلي يا جميلة
////////////
بعد ان قضى مراد ليله عصيبه في حديقه منزله بسبب الجو البارد وقلة نومه قرر الذهاب للشركه مثلما كان يفعل طوال الاسبوع الماضي ليُكمل نومه بغرفة مكتبه .. يدخل عليه مصطفى ويجده في سُبات عميق
مصطفى: مراد .. مراد
مراد(وهو يفتح عيناه): ها
مصطفى: ايه اللي منيمك كده يا ابني؟
مراد(وهو يعتدل في جلسته بتعب): مفيش حسيت اني تعبان شويه بس
مصطفى: تعبان من ايه .. (يتفقد مصطفى حراره مراد بيده) .. لا انت حرارتك عالية يا مراد ما ينفعش كده، لازم تروح لدكتور وتاخذ دوا وارتاح شويه في البيت
مراد(بتعب): مينفعش
مصطفى: ايه اللي مش هيخليه ينفع .. انت متخانق انت ومرام؟
مراد: ...
مصطفى: يا مراد انا اذا كنت ساكت متفتكرش اني مش ملاحظ انك بقالك اسبوع بتيجي الشركه وتنام في مكتبك .. ايه اللي حصل؟
قرر مراد ان يحكي لمصطفى عن زواجه من حنين بدون ذكر الكثير من التفاصيل ليكتفي بتوضيح ان حياتها تحت التهديد
مصطفى: طب وعمي عزيز مابلغش البوليس ليه؟
مراد: الناس دول مش بيخافوا من محاضر ومحتاجين اللي يعرف يقف قصادهم
مصطفى(وهو يضيق عيناه): وانت وافقت على الحكايه دي كده عادي؟!
مراد(بارتباك): قصدك ايه؟
مصطفى: ما تستعبطش، يا مراد انت فاهمني كويس وفاهم قصدي .. انت كنت ضد فكرة انك تتجوز وقافل باب الحب ده ..ايه اللي حصل؟
مراد(وهو يهرب بنظراته): حب ايه انا بقولك اتجوزتها علشان احميها وبعد ما عمي عزيز طلب مني كده وانت عارف انا قد ايه بحبه وبحترمه وبعتبره مكان ابويا الله يرحمه
مصطفى: الله يرحمه .. بس برده يعني عايز تفهمني ان انت مش حتى معجب بحنين؟
مراد (بسرعه وكانه ينفى تهمه عنه): لا طبعا
مصطفى: ماشي يا عم .. المهم انك تاخذ دوا وحاول ترتاح شويه
مراد: ان شاء الله
مصطفى(وهو يتحرك): هسيبك بقى علشان عندي اجتماع, عايز حاجه؟
مراد: لا تمام، وانا شويه وهروح
جلس مراد يفكر في كلام مصطفى والسبب الحقيقي الذي دفعه لقبول زواجه من حنين
مراد (لنفسه): مش قلتلك بتحبها اهو حتى صاحبك لاحظ وقالك .. قلتلك ما بحبهاش انا اتجوزتها عشان احميها وبس .. يا ابني انت هتفضل خايف كده, ما تعترف ان انت حبيتها وخلاص .. حبيت مين حبيت المجنونه اللي شبه العيال دي!! .. هي اه مجنونه وشبه العيال في تصرفاتها بس ما تنكرش ان هي الوحيده اللي قدرت تخطف قلبك .. بلا قلبي بلا كبدي انا تعبان ومصدع، انا هروح .. اه ما انا برده بقول كده
تحرك مراد ليذهب الى منزله وهو يشعر بالاعياء والتعب
/////////////
جميلة: صباح الخير يا ماما سها
قالتها تلك الفتاة الجميلة ذات العشر سنوات وهي تدلف للغرفة بشعرها الذهبي وبشرتها البيضاء وعيناها الزرقاوتين
سها: صباح النور يا حبيبتي، موال كل يوم صح؟
جميلة: والله انا حاولت بس ..
سها: عارفة يا حبيبتي .. انا مش عارفة اعمل ايه معاه (قالتها سها بيأس)
جميلة: معلش يا ماما، هو الدكتور قال نحاول معاه بالراحة ونسايسه علشان ياكل ويشرب وياخد الدوا
سها(وهي تتنهد): انا عارفة كل دا يا جميلة .. خلاص روحي وانا هحصلك
جميلة: حاضر يا ماما
///////////
كانت حنين واقفه بحديقه المنزل و تتحدث في الهاتف
حنين: علشان خاطري يا بودي ما تزعلش مني يا حبيبي والله غصب عني، الفتره اللي فاتت كانت ملخبطه شويه ماعرفتش اكلمك
...: ...
حنين: خلاص بقى يا بودي سماح، اوعدك لما اشوفك اصالحك على طريقتي ماشي؟
…: …
حنين: اوكيه يا حبيبي، خلي بالك من نفسك .. محمد رسول الله
انهت حنين مكالمتها لتلف ظهرها وتجد ذلك الذي كان يقف يستمع للمكالمه بأعين حمراء كالدماء ونار تشتعل في قلبه
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
بعد ان عرفنا سر هروب والده حنين ترى ما الذي اجبرها على البقاء
من جميلة وما علاقتها ب سها
هل فعلا مراد لم يقع بحب حنين ام انه فقد يكابر وهل سيستطيع السيطرة على قلبه ومشاعره ام سيُعلن قلبه تمرده ويستسلم بارادته لتلك المجنونة ذات الملامح الطفولية لترفع راية عشقها على قلبه فيُصبح ملكها
مع من كانت حنين تتحدث وماذا ستكون ردة فعل مراد على كلامها الذي سمعه واشعل نيران الغيرة بقلبه
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
De Todoأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...