يجلس ابطالنا بسعادة بحديقة منزل مراد بعد ان انضم لهم اكرم ومرام .. اكتملت الآن فرحة ابطالنا ولكن كان للقدر رأي آخر .. علا صوت رنين هاتف لارا لترد وما هي إلا ثواني حتى اختفت ابتسامتها وتسرع ناحية اكرم بلهفة
لارا(بلهفة): اكرم .. قوم بسرعة
اكرم(بتوجس): فيه ايه يا لارا؟!
لارا: حالة مدام سها اتدهورت ولازم نروح المستشفى حالاً
حنين(بخضة): ايييه؟! ماما!!!
محسن: انتي عرفتي منين؟
لارا: المستشفى كلموني بما اني اللي متابعة حالتها .. يلا بسرعة مفيش وقت
اكرم(وهو يتحرك): طب يلا بينا
مراد: انا هحصلك يا اكرم
اكرم: تمام
حنين(وهي تتمسك بمراد): انا جاية معاكم
لما(وهي تربت على ظهرها): بلاش يا حبيبتي, انتي ممكن تتعبي من التوتر والضغط العصبي هناك واحنا ما صدقنا اتحسنتي
حنين(بضعف ودموع تلمع بعينيها): لا انا عايزة اروح لماما .. عايزة ماما
مراد(وهو يربت على ظهرها بحنان): طب اهدي يا حبيبتي .. هنحصلهم بعربيتي
مرام: انا هاجي معاكم
مصطفى: خلاص تعالي يا مرام انتي ولما معايا
مراد: وانا هاخد حنين وهدى معايا
تحرك ابطالنا بسرعة وفي اقل من 10 دقائق كانوا قد وصلوا جميعاً للمشفى .. اندفعوا للداخل بخطوات متخبطة واكثرهم حنين التي كانت لا ترى امامها من كثرة الدموع التي تغطي وجهها بينما يمسك مراد بكفها وهو يسير بقلب قلق عليها اكثر من اي شخص .. وصلوا امام غرفة العمليات ليجدوا عزيز يقف بوجه شاحب ونظرات شاردة لتنطلق حنين ناحيته وترمي نفسها بين احضانه فتخرجه من دوامة افكاره التي كادت ان تفتك به
//////////////////
بداخل غرفة العمليات يقف اكرم وبجانبه محسن ومن الناحية الاخرى لارا .. ينظروا امامهم بنظرات ثاقبة وتركيز شديد .. بين يديهم حياة واحدة ولكنها تعني الكثير لمن يقفون بالخارج بقلق ينهش صدورهم .. يمسك اكرم المشرط ويقربه من جسد تلك التي تنام امامهم على ذلك السرير الطبي بلا حول ولا قوة بعد ان ادى انفعالها وتحركها من على سريرها بإحداث ضرر كبير بقلبها الضعيف فهل ستستطيع تلك المرة التمسك بالحياة
///////////////////
بخارج غرفة العمليات يزداد التوتر وتحتل الدموع الوجوه .. تجلس حنين بضعف على كرسي وتحاوطها البنات وهم ينظرون لتلك الفتاة الطيبة التي كانت تضحك منذ لحظات والآن تبكي بانهيار .. يقف مراد بجانب عزيز الذي ينظر امامه بشرود وهو يتذكر كل كلمة قالتها له .. يتذكر الجروح والندوب التي ملئت جسدها .. يتذكر كل ذلك ويلعن عقله الذي فكر بالسوء فيها .. يُعذبه ضميره ويؤنب نفسه على كل كلمة قالها ولكن هل فات آوان الندم
///////////////////
تتجمع حبات العرق على جباه ابطالنا الثلاثة بداخل غرفة العمليات لتُسرع الممرضات بمسحهم بسرعة ليُعاودوا إكمال تلك العملية الصعبة والشاقة لحد كبير فلقد اضطروا للجوء لواحدة من اصعب الجراحات في القلب لينقذوا حياة تلك السيدة التي عانت الكثير وتحملت الكثير ولكن لم تستطع تحمل سوء ظن من سكن قلبها بها .. وكأن قلبها تحمل كل تلك السنوات فقط ليعود لأحضانه ولكنه حين عاد وجده يغلق الباب في وجهه بكل قسوة .. يتناول اكرم ولارا الادوات اللازمة بعملية ومهارة شديدة ليُكملوا عمليتهم بينما يساعدهم محسن وهو يتابع اي تطور بالمؤشرات الحيوية الخاصة سها بعينا كالصقر
/////////////////////
يبلغ التوتر والقلق ذروته وتبكي حنين بانهيار كلما طال الوقت وكأنه يقصد ان يعاندها ويحرق اعصابها اكثر فأكثر .. تربت البنات على كتفها بحنان وهم يهمسوا لها
لما(وهي تأخذ رأس حنين بأحضانها): اهدي يا حنين .. اهدي يا حبيبتي
مرام(وهي تربت على ظهرها): إن شاء الله هتخرج بالسلامة .. اهدي يا قلبي وكفايا عياط
هدى(بحنان): طب اهدي علشان خاطر البيبي
حنين(وهي ترفع وجهها وتنظر لهن): انا عايزة ماما .. هي مش هتسيبني تاني صح؟
لما(وهي تمسح دموع حنين بخفة): لا يا حبيبتي مش هتسيبك وهتقوم إن شاء الله
يتابع مراد حديثهم بقلب قلق على من سكنته وهو يرى وجهها قد بدأ بالشحوب مرة اخرى لينتبه على كلام مصطفى
مصطفى: انا مش فاهم, هو مش اكرم كان قايل ان حالتها اتحسنت ولارا كانت بتتابع الحالة وقالت ان الحالة استقرت .. ايه اللي حصل خلى الحالة تتدهور بالشكل دا؟!!
مراد(وهو ينظر بجانب عينه لعزيز): ...
صمت مراد ولكنه كان يشعر ان عزيز الواقف بجانبه بشرود له علاقة بالأمر بشكل ما ولكن لم يكن الوقت او المكان المناسب لقول اي شئ
///////////////////////
بإحدى العيادات الخاصة بأمريكا:-
انفتح الباب بعنف ليصيح الطبيب بغضب
الطبيب(بغضب): من أنت؟ وكيف تدخل علي هكذا؟!!
نور(بتهكم وهو يجلس امامه): هو انا دخلت عليك الحمام فيه ايه!
الطبيب(بعدم فهم): ماذا؟!
نور(ببرود): اقول لك اهدأ لأنه لدينا الكثير من الكلام لنقوله
الطبيب: اي كلام؟!
نور(بنبرة صارمة): قلت لك أهدأ واجلس واستمع لي جيداً
قالها نور بنبرة مرعبة جعلت الطبيب يبتلع ريقه بخوف ومن ثم يمتثل لأوامره فملامح نور الغاضبة تصيب القلوب بالرعب ولم يكن ليُغامر بعناده
////////////////////////
مر اكثر من ساعة واصبحت دقات القلوب تُسمع من شدة قوتها وتواثبها بداخل صدور ابطالنا ليخرج اكرم ومن خلفه لارا ومحسن .. تندفع حنين ناحيتهم وتمسك بيد لارا بلهفة وعيون تتحجر بها الدموع لتربت لارا بحنان على يد حنين وقد ارتسمت ابتسامة بسيطة على وجهها وهي تنطق
لارا(بابتسامة): الحمد لله .. العملية نجحت
وكأن تلك الجملة اعادت الحياة لحنين مرة اخرى .. اخذت تضحك من وسط دموعها التي مازالت تجري فوق وجهها بهستيريا ولا تعرف أمازالت دموع حزن ام تحولت لدموع فرح ليجذبها مراد لأحضانه بحنان وهو يربت على ظهرها
مراد(بحنان): اهدي يا حبيبتي .. اهدي
حنين(بفرحة طفولية ودموع): ماما بقت كويسة .. ماسابتنيش .. بقت كويسة يا مراد
مراد(وهو يمسح دموعها): الحمد لله يا حبيبتي .. اهدي بقا علشان خاطري
اكرم: هي دلوقتي هتقعد في الرعاية المركزة وطبعاً ممنوع الزيارات خالص ها
قالها وهو ينظر لحنين التي كانت تريد البقاء معها لتهز رأسها برضوخ فكل شئ يهون في سبيل كون والدتها بخير
محسن(بابتسامة): بإذن الله لو ال48 ساعة الجايين عدوا على خير هنسمح بالزيارة حبه صغيرين قد كدا
قالها محسن بمزاح خفيف لتبتسم حنين وتهز رأسها مرة اخرى
عزيز: انا مش هسيبها
قالها عزيز الذي كان يتابعهم بصمت .. كاد اكرم بالاعتراض ليغمض مراد عينه له ويتولى هو ضفاف الحديث
مراد: ماشي يا عمي بس الاول فيه مشوار مهم لازم نروحه
حنين(وهي تتمسك بمراد): مشوار ايه؟
مراد(بهدوء وهو يربت على يدها): لا دا مشوار بسيط يا حبيبتي .. 10 دقايق وهحصلك على طول
نظرت حنين له قليلاً وكانت من داخلها تود الرفض ولكن وافقت بعد ان احست بحاجتها للراحة .. استندت على البنات ليتحركوا بها بهدوء مع مصطفى الذي اوصاه مراد بعدم ترك المنزل حتى يعود ومن ثم تحرك هو وعزيز واكرم لوجهة معينة
///////////////////
يقف نور بمكان اشبه بالمخزن وامامه يجلس الطبيب مقيداً وهو يصرخ بعنف .. فلقد خدعه نور وخدره ليحضره لمصر بطيارة خاصة حسب تعليمات الصاعقة فلديه حساب طويل معه
الطبيب(بصياح): اخرجوني من هنا .. هذا يُعتبر احتجاز قسري ويمكنني ان اقاضيكم جميعاً .. سأبلغ الشرطة
نور(بتذمر): انت كلت دماغ امي .. اخرس شوية بقا
الطبيب(بصياح وعدم فهم): ماذا تقول؟!! انا لا افهم من شيئاً .. لماذا احضرتني ل هنا؟!!
نور(ببرود): اصمت قليلاً وستعرف
الطبيب: اريد ان اعرف الآن اين انا وماذا تريد مني
مراد(وهو يتقدم للداخل بخطوات هادئة وصارمة): سأقول انا لك ماذا نريد منك
نور: اتأخرت ليه يا عم دا انا دماغي ورمت
مراد: طنط سها حالة قلبها اتدهورت وكانت في العمليات
نور: اييه؟!! طب هي كويسة دلوقتي؟
مراد: ايوة الحمد لله
اكرم: مين دا يا مراد؟!!
قالها اكرم الذي كان يقف بصمت هو وعزيز وينظروا نحو ذلك الرجل المُقيد على الكرسي
مراد(وهو يجز على اسنانه بغيظ): دا الدكتور اللي ادى الادوية لحسن وطنط سها
لم يفهم الطبيب كلمة مما قالوه ولكن عند ذكر اسم حسن وسها تبدلت ملامحه للرعب واخذ يهتف
الطبيب(بخوف): انا ليس لي ذنب .. ارجوكم لا علاقة لي .. هو من هددني .. ارحموني
عزيز(بعدم فهم): ادوية ايه انا مش فاهم حاجة!!
مراد(بهدوء): اقعد يا عمي وهفهمك
تحرك عزيز لكرسي اخر موضوع بمواجهة الطبيب ليبدأ مراد الكلام
مراد: اكرم قالك ان حالة حسن ممكن يحصل فيها تحسن بالعلاج والادوية ودا اللي كان بيعمله الايام اللي فاتت .. بس اللي ماتعرفوش بقا ان حالة حسن من الاول مش حالة شلل
عزيز(بصدمة): اييه؟!! ازاي؟
مراد: لا ازاي دي هنسمعها من الدكتور ..(ثم نظر للطبيب وتكلم بنبرة قاسية).. هيا تكلم
الطبيب(وهو يبتلع ريقه): ماذا اقول؟!
مراد(بنبرة خشنة وقوية): كل شيء .. كل شيء فعلته .. احكي كل شيء من البداية
الطبيب(بخوف): انا لا اعرف شيئاً .. لا اعرف شيئاً .. ارجوك
مراد(بنظرة الصاعقة): انت هكذا تغضبني .. من الافضل لك ان تتكلم فأنت لن تخرج من هنا قبل ان تقول كل شئ
الطبيب(برعب): لا استطيع التكلم .. إن عرف سي..
مراد(مقاطعاً): لا تقلق هو لن يستطيع الاقتراب منك .. تكلم
نظر الطبيب قليلاً لمراد فنبرته الصارمة والمليئة بالثقة شجعته قليلاً ليكشف حقيقة اخرى تخص ذلك الشيطان
الطبيب: بدأ الموضوع تقريباً منذ ٨ سنوات .. كنت اعمل في مشفى*** .. وفي يوم جاءت سيارة الإسعاف وهي تحمل بداخلها امرأة وطفل قاموا بعمل حادث .. كانت حالة المرأة خطر لأن طحالها قد تمزق من انقلاب سيارتها .. تولى زميلي امر عمليتها وتوليت انا امر الطفل .. كان عمره لا يتعدى السنتين ولذلك وجب الحرص في التعامل مع إصابته .. اكتشفت انه أصيب في عموده الفقري ولكن كانت إصابته غير خطيرة .. عملية بسيطة تنقذه .. عملية بسيطة تجعله يستطيع المشي مرة اخرى .. كل ما كان ينقص هو موافقة الاهل ولكن كلام والده صدمني
*فلاش باك*
الطبيب(بصدمة): ماذا تقول سيدي .. انا لا يمكن ان افعل ذلك!!!
حسين(ببرود): ستفعل .. إلا اذا كنت لا تخاف علي حياتك
الطبيب(برفض): وإن كانت حياتي هي الثمن لن افعلها .. انا لست بقاتل .. لا يمكنني ان اقتل طفل بريء
حسين(بغضب): اسمع ايها الحقير .. ستفعلها وإلا..
الطبيب(بعناد): لن افعلها
انصرف حسين بغضب ليجلس الطبيب بخوف قليل من تهديده ولكنه عقد العزم على ان لا يخالف مبادءه .. اعترته الصدمة حين طلب حسين منه قتل حسن والقول انه مات بالعمليات .. لماذا يريد اي اب قتل ابنه .. رفض الطبيب فعل ذلك رغم تهديدات حسين ولكنه لم يكن بوسعه فعل شئ لحسن سوى حجزه بالرعاية؛ فبدون موافقة والد الطفل لا يمكنه اجراء العملية له .. عاد حسين بعد قليل للطبيب ليقف بغضب امامه
الطبيب(بغضب): قلت لك لن افعلها وفر على نفسك
حسين(ببرود وهو يجلس امامه): اهدأ يا عزيزي .. انا صرفت نظر عن ذلك الموضوع
الطبيب: حقاً!! هذا رائع .. إذا انت توافق على اجراء العملية له؟
حسين(ببرود اكثر): لا
الطبيب(وهو ينظر له بحيرة): ...
حسين(وهو يضع علبة امامه): لن تتدخل بحالة حسن وستتركه كما هو بل وستعطيه تلك الحبوب
الطبيب(وهو ينظر للعلبة): حبوب؟!!
حسين(بشر): ستعطيها له وستقول انها مسكن لأن حالته ميئوس منها
الطبيب(بصدمة): ماذا؟!!! لا يمكن ان افعل ذلك!!!
حسين(وهو ينظر له ببرود): ستفعل ..(ثم اكمل بنبرة شر).. إن كانت حياتك غير مهمة لديك فبالتأكيد حياة ابنتك وزوجتك مهمة
قالها وهو يخرج من جيبه هاتفه ليفتح فيديو به زوجة الطبيب وابنته مقيدين بمنزله وحولهم رجال حسين وهم يوجهون الاسلحة على رؤوس كلٍ منهن .. جحظت عين الطبيب برعب وهو يرى اغلى من في حياته بذلك الموقف
الطبيب(بضعف ورجاء): ارجوك .. اتوسل إليك .. هم ليس لهم شأن بذلك الموضوع .. ارجوك
حسين(ببرود وشر): استمع لكلامي وسأخبر رجالي بالانسحاب الفوري .. ولكن إن عاندت ستكون انت من كتبت نهايتهم
الطبيب(بضعف): ارجوك .. لا يمكنني فعل ذلك .. اتوسل إليك .. لا أستطيع
حسين: حسناً
رفع حسين هاتفه على اذنه لينطق بشر وهو ينظر للطبيب
حسين: اقتلوهم
الطبيب(برعب وهو يمسك يده): لا ارجوك .. سأفعلها .. سأفعل كل ما تريده ولكن لا تؤذيهم .. ارجوك
حسين: توقفوا .. (قالها حسين في الهاتف لينظر للطبيب ببسمة خبيثة) .. ستعطيه الحبوب وستقول للجميع ان حالته ميئوس منها
الطبيب: حسناً .. سأفعل ذلك
حسين(ببسمة انتصار): جيد .. انسحبوا فوراً
قالها حسين في الهاتف ليقف ويتحرك خطوة واحدة ثم لف وجهه للطبيب مرة اخرى ليتكلم بنبرة شر
حسين(بتحذير): لست بحاجة لإخبارك أنه إذا علم شخص بما دار بيننا او عرف بحقيقة حالة حسن ستكون حياتك وحياة اسرتك هي الثمن
الطبيب(بخوف منه): لا تقلق .. لن أخبر أحد
تحرك حسين مغادراً المكتب تاركاً ذلك الطبيب الذي اضطر ان يخالف اداب مهنته لأول مرة في حياته
*عودة*
مراد(وقد تعاطف قليلاً معه): وماذا حدث بعد ذلك؟
الطبيب(بخجل من نفسه): نفذت كلامه .. لم يكن لدي خيار آخر .. كانت حياة ابنتي التي لم تكمل ٥ أعوام وزوجتي مقابل قدرة هذا الطفل على المشي .. اعلم انني خالفت اداب واخلاق مهنتي ولكن لم يكن لدي اي حل اخر .. اي احد في مكاني كان سيفعل نفس الشئ
اكرم: وحبوب المخدرات التي كانت تأخذها مدام سها؟
الطبيب(بغيظ يشوبه الندم): انا من اعطيتها لها .. فلقد قام بتهديدي مرة أخرى ولكن تلك المرة حاولت المقاومة فكان الثمن خسارة زوجتي .. قتلها ذلك الحقير بدم بارد وكاد بقتل ابنتي فأضطررت للموافقة حتى لا اخسرها هي أيضاً .. افعلوا بي ما شئتم ولكن ارجوكم ارحموا ابنتي .. ارجوكم
قالها بضعف ودموع تغذو وجهه .. فهو معترف بخطأه ولكنه فكر بعاطفة الأب .. اندفع عزيز ناحيته بغضب وغيظ ليمسكه من تلابيبه وهو يهتف به
عزيز(بغضب): يا ولاد الكلب .. يا ولاد الكلب .. ضيعتوا مراتي وابني
الطبيب(برعب): والده هو من ارغمني
عزيز(بغضب وحدة): انا والده يا حقير .. انت وذلك القذر تسببتوا في عذاب ابني .. سأقتلك
قالها عزيز وهو يطبق في رقبة الطبيب ليُسرع مراد ناحيته بلهفة
مراد(وهو يحاول تخليصه): سيبه يا عمي
الطبيب(وقد بدأ بالاختناق): صدقني انا لم ارد ذلك أبداً .. انا اب واقدر ما تشعر به .. افعل بي ما شئت فلم يعد يهمني شئ .. هيا اقتلني على الاقل سترحمني من عذاب ضميري كل ليلة
ارتخت يدا عزيز من على عنق الطبيب فقد احس بندمه حقاً .. يحس ان داخله مقسوم نصفين, نصف يريد ان يأخذ روحه جراء ما فعله بإبنه المسكين والنصف الاخر يعطيه عذره فربما لو كان مكانه لفعل نفس الشئ لأجل ابناءه .. يقترب نور قليلاً ليمسك بعزيز ويتحرك به ببطئ قبل ان يتطور الأمر لما لا يحمد عقباه .. يقترب اكرم من الطبيب ويتكلم بجدية
اكرم: منذ متى يأخذ حسن تلك الحبوب؟
الطبيب: منذ حوالي ٨ سنوات
اكرم: ومدام سها؟
الطبيب: منذ حوالي سنتين
نظر مراد للطبيب نظرة مرعبة ليتكلم بلهجة لا تقبل النقاش
مراد(بحدة وصرامة): لديك مهلة اسبوع ل تقدم استقالتك من المشفى وتغلق العيادة وتبحث عن اي وظيفة اخرى لتعمل بها
الطبيب: ماذا!! كيف؟!! انا..
مراد(بنبرة مرعبة): احمد ربك اني لن أُبلغ عنك واجعلهم يقومون بحبسك ويشطبوا اسمك من النقابة وذلك ليس من اجلك، و إنما من اجل ابنتك التي ليس لها ذنب ان أباها باع ضميره
يصمت الطبيب بخجل من نفسه و مما فعله ل يتحرك مراد واكرم ومعهم عزيز للخارج ويرجع نور له ليفك قيده ويعيده مره اخرى لبلده مثلما اخذه
////////////////////////
بمنزل مراد:-
تحاول البنات مع حنين لكي تأكل اي شئ ولكنها ترفض وضع اي لقمة بفمها قبل ان ترى مراد فقلبها مشغول به وخاصة حين تأخر في العودة .. اصبحت متوترة وعقلها يصور لها الكثير من الاحداث التي تحرق اعصابها .. فكل تلك الاحداث التي شهدتها في الايام الاخيرة كفيلة بتدمير اقوى الاعصاب ويزيد عليها تعب وتقلبات الحمل ف لها ألف حق ان تنهار
هدى(وهي تقرب الساندويتش من حنين): يلا يا حبيبتي علشان خاطري
لما: بصي كلي هو الساندويتش دا بس
حنين(برفض طفولي): قولتلكم مش هاكل حاجة إلا لم اشوف مراد .. عايزة مراد
مرام(وهي تمسك كوب العصير): يا حبيبتي زمانه جاي .. طب بصي اشربي كوباية العصير دي
حنين(بعناد وهي تربع يديها امام صدرها): مش هاكل ولا هشرب حاجة من غير مراد .. عايزة مراد
لما: يا حبيبتي انتي ماكلتيش حاجة من الصبح
هدى: طب علشان خاطر الحديدي الصغير كلي
مراد(وهو يدخل الغرفة بهدوء): فيه ايه؟
ما ان استمعت حنين لصوته حتى جرت لعنده ورمت بنفسها بين احضانه .. يحس برعشة جسدها بين احضانه ليربت بخفة على ظهرها وهو يهمس
مراد(بهدوء وهو يربت على ظهرها): مالك يا حبيبتي فيه ايه؟
لما: تعالى شوف مراتك يا مراد .. مش راضية تاكل ولا تشرب حاجة من غيرك
مراد(وهو يحتضن وجهها بين كفيه): ليه كدا يا حبيبتي .. هو مش انا قولتلك هروح مشوار وارجع
حنين(بنبرة متقطعة ودموع تتلألأ بعينيها): بس انت اتأخرت و...
مراد: ششششش خلاص ..(قالها وهو يجذبها لأحضانه ويشير بعينيه للبنات لينصرفوا ثم تحرك بها ناحية السرير).. فيه ايه بقا .. ليه الدموع دي؟
حنين(وهي تتمسك به بخوف): مراد انت مش هتسيبني صح .. مش هيحصلك حاجة وتبعد عني .. انا كل ما تبعد عني بحس ان حصلك حاجة .. عقلي بيقعد يقولي مش هيرجع .. هترجعي تاني لوحدك وهترجعي تاني تخافي و..
مراد(وهو يضمها لصدره بحنان): اهدي يا حبيبتي .. انا جنبك وعمري ما هسيبك لآخر يوم في عمري .. اهدي خالص
ظلت حنين بين أحضانه لفترة وهو يمسد على ظهرها بحنان وحب لتغمض هي عينيها براحة وقد احتلت رائحته انفاسها لتسري بداخلها كالمخدر الذي يُرخي الاعصاب ويزيح اي حزن بقلبها .. ابعدها مراد بخفة ليتكلم بهدوء
مراد(بابتسامة): يلا بقا كلي
حنين(بطاعة): حاضر
كادت حنين بمسك الساندويتش ليُسرع مراد بإمساكه ويقربه من فمها .. ابتسمت حنين بخفة لتقطم منه وعينيها معلقة بعينا مراد
/////////////////////
يجلس مصطفى ونور وامامهم لما ومرام وهدى التي تنظر بشرود امامها ويلاحظ نور شرودها .. تحركت مرام لتكلم اكرم الذي اضطر للرضوخ امام اصرار عزيز على البقاء بالمشفى بجانب سها والاولاد فقرر التحرك معه حتى يطمئن على حالتهم قبل ان يعود لملكة قلبه .. ينسحب مصطفى ولما لجانب ليستغل نور تلك الفرصة ويقترب من هدى
نور: مالك يا هدى؟
هدى(بابتسامة بسيطة): مفيش حاجة
نور(وهو ينظر لها): لا فيه .. سرحانة في ايه؟ فيه حاجة مزعلاكي؟
هدى: عادي يعني
نور: طب هو مش احنا صحاب .. احكي
هدى: مش حكاية ولا حاجة .. انا كنت بقالي فترة بدور على شغل وكان فيه وظيفة مُقابلتها النهاردة بس اختاروا واحدة تانية
نور: هي كانت عندها مؤهلات اكتر يعني؟
هدى(وهي تلوي فمها): هي كانت مؤهلات بس من نوع تاني .. يعني اللبس والميكب وال.. ولا بلاش خلاص الحمد لله انهم ماختارونيش
نور: ليه؟
هدى(بهدوء): لأن انا راضية وواثقة ان ربنا شايلي الاحسن
نور: اومال مالك زعلانة ليه؟
هدى: علشان انا كنت ماصدقت اقنعت بابا انه يوافق على شغلي
نور: هي كانت وظيفة ايه؟
هدى: سكرتيرة ومترجمة
نور(بهتاف مبالغ به): يا محاسن الصدف .. سبحان الله
هدى(وهي تكتم ضحكاتها): ايه فيه ايه؟
نور: احنا لسة كنا هننزل اعلان للوظيفة دي .. اصل انا بقيت بشتغل مع مصطفى في الشركة بس في قسم العلاقات العامة وكنت لسة بتكلم مع مصطفى اني محتاج حد ينظم المواعيد ويظبط صياغة العقود وكدا .. ايه رأيك؟
هدى: في ايه؟
نور: في اللي بقوله بقالي ساعة دا .. ها تقبلي اني اكون مديرك المباشر؟
هدى(بفرحة): بتتكلم جد يا نور!!
نور(بابتسامة لفرحتها): اهو علشان نور دي انا عينتك خلاص
هدى(بخجل): ...
نور(وهو يراقب خجلها): ...
هدى: طب مش هتقوله؟
نور(بسرحان بها): اقول لمين؟
هدى: لأستاذ مصطفى
مصطفى(وقد عاد): يقولي ايه؟
نور(وهو يندفع لعنده): درش .. بقولك .. بارك ل هدى على وظيفة السكرتيرة
مصطفى(بعدم فهم): وظيفة ايه؟!
نور(وهو يجز قليلاً على اسنانه): انت نسيت يابني لما لسة كنا بنتكلم وقولتلك على اني محتاج سكرتيرة
قالها وهو يقرصه في يده ليفهم مصطفى ويتكلم سريعاً
مصطفى(متداركاً للأمر): اه افتكرت .. خلاص تمام .. تقدري تبدأي من امتى؟
نور(باندفاع): من بكرة .. ولا ايه يا هدى؟
هدى(بابتسامة): تمام
نور(بفرحة): مبروك علينا
ضحك مصطفى بصوته كله وهو يلاحظ حالة نور المجنونة والتي تؤكد له ان صديقه قد وقع بشباك العشق بينما ينظر له نور بغيظ من ضحكه وتتبادل لما وهدى النظرات التي تدل على عدم فهمهم لأي شئ .. مرت دقائق ليصل اكرم وينضم لأبطالنا وتعود الابتسامة لترسم نفسها على وجه المجنونة بعد ان اصبحت بين يدي مرادها واخبرها اكرم باستقرار حالة والدتها فهدأ قلبها قليلاً .. وبعد ان قضوا سهرتهم تحرك كل فارس مع اميرته .. ذهب مصطفى ولما لعشهم الهادئ .. وتحرك اكرم مع مرام لبيتهم ليدخلوه سوياً لأول مرة منذ ان اصبحوا زوجاً وزوجة .. وبالتأكيد لم يكن نور ليدع تلك الفرصة تمر دون ان يستغلها بإصراره على إيصال هدى لمنزلها .. اما مراد وحنين فتحركوا لغرفتهم ليناموا بهدوء وراحة بين احضان بعضهم
///////////////////
ينظر عزيز من النافذة الزجاجية على جسد سها الممدد على الفراش امامه وموصل بالكثير من الخراطيم والاجهزة ليتألم قلبه من منظرها ليهمس
عزيز(بنبرة تلمس القلوب من صدقها): عمري ما كرهتك .. عمري ما قدرت .. صعب اسامحك بس اوعدك هحاول .. هحاول علشان انتي تستاهلي
ألقى عزيز نظرة اخيرة على من سكنت قلبه ولم يستطع إخراج حبها من داخله رغم كل ما فعلته قبل ان يتحرك ناحية غرفة حسن وجميلة التي اصبح يقيم بها معهما مُغدقهم بالحنان الأبوي الذي حُرموا منه لسنوات
//////////////////
تمر الكثير من الساعات لتستيقظ حنين قبيل الفجر حين احست باختفاء رائحة مرادها من حولها .. تنظر حولها بالغرفة لتجدها فارغة ولا اثر له!! .. تحركت حنين بدقات قلب متواثبة تبحث عنه لتجده يقف بساحة المنزل ويتكلم في هاتفه بهمس لم تستطع سماعه .. اقتربت منه وهي تنادي عليه
حنين(وهي تقترب منه): مراد
مراد(وقد اسرع بغلق المكالمة): ايه يا حبيبتي .. صحيتي ليه؟
حنين: حسيتك مش جنبي ف قومت اشوفك .. بتكلم مين دلوقتي؟
مراد: لا ماتخديش في بالك .. يلا ننام
نظرت حنين قليلاً لمراد لتتحرك معه بهدوء عكس عقلها الذي كان يدور كالطاحونة ويفكر في ماهية تلك المكالمة الغامضة
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
مع من كان يتحدث مراد في ذلك الوقت
هل ستتحسن حالة سها وكيف ستتعامل مع عزيز بعد مواجهتهم
هل سيكون لتعيين هدى بالشركة تأثير على علاقتها بنور
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Losoweأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...