سها(وهي تنظر لبطنها): بيبي هنا؟!!
إيميلي: اها .. هو انتي مش تعرفي ان هنا فيه بيبي عنده 3 شهر؟
سها(بصدمة): 3 شهور؟!! انا حامل في 3 شهور؟!!
إيميلي: yes , دا كلام دكتور
سها(بعدم فهم): دكتور ايه انا مش فاهمة حاجة؟!!!!
إيميلي: انا فهم انتي .. انتي لما وقع انا صرخت في حسين ان انا هبلغ بوليس عن ورق
سها: ورق ايه؟
إيميلي: ورق انا لاقيته في مكتب حسين لما كنت اجيب مفتاح لقفل .. ورق ممكن ودي حسين سجن .. هو خاف كتير وخلى انا جيب دكتور ليكي والدكتور قال ان فيه هنا بيبي عنده 3 شهر يعني اكبر من بيبي بتاعي ب شهر
سها(بصدمة): انا حامل!!
إيميلي(بابتسامة): yes , مبروك
سها(بشرود): انا لازم ارجع مصر
إيميلي: مستحيل
سها(بانفعال): يعني ايه مستحيل!! انا لازم ارجع لجوزي وبنتي
إيميلي(بهدوء وهي تقدر حالتها): انا اعرف بس انتي تعبان كتير .. دكتور قال ممنوع حركة على الاقل ل 3 شهر
سها(بهمس وتوهان): 3 شهور؟!!!
إيميلي(وهي تربت على يديها): مش تقلقي انا معاكي ولما تكون صحتك انتي والبيبي كويسة هساعد انتي تهربي
سها: وهو الزفت اللي اسمه حسين هيسيبني عايشة اصلاً
إيميلي: مش تخافي انا قولت لحسين مش يقرب منك وانتي هتقعدي هنا ومش هترجعي تاني
سها: مرجعش ازاي؟!!
إيميلي: OMG , انا ضحكت عليه .. هو دلوقتي يخاف من انا ومن ورق وينفذ كلام انا وكمان هيتجوز انا
سها: يتجوزك؟!!
إيميلي(بابتسامة): اها .. هنتجوز ويكون عندنا بيبي جميل وحسين هيحبنا كتير .. وانا هساعد انتي ترجعي مصر تاني ويكون عندك بيبي جميل مع جوز انتي وبنتك
سها(برجاء): توعديني؟
إيميلي(بابتسامة مطمئنة): اوعدك
*عودة*
انهت سها كلامها وهي تجد رأس حنين تسقط على كتفها وقد غفلت .. تبتسم سها بحب وهي تضع خصلة من شعر حنين خلف اذنها وتفرد جسدها بجانبها وهي تلف ذراعها حولها مستمتعة بقربها الذي حُرمت منه لسنوات طويلة
//////////////////
يجلس حسين بالمكتب مع ادم الذي يعنفه على جنانه اما هذا الشيطان يتحسس رقبته مكان خربشة حنين ببسمة خبيثة
ادم(بغيظ وانفعال): انت اتجننت ايه اللي عملته دا؟!!!
حسين(ببرود): عملت ايه يعني .. عادي
ادم: لأ مش عادي .. البنت دي مينفعش تعمل اللي بتفكر فيه دا معاها
حسين(ببسمة شر): ليه بقا .. مين اللي هيمنعني .. جوزها المرحوم ولا ابوها اللي بين الحيا والموت ولا امها اللي قريب هتحصلهم
ادم(بتوجس): حسين .. انت ناوي على ايه؟
حسين(بنبرة خبيثة): ناوي اللي ماعرفتش اعمله مع امها اعمله معاها هي
ادم: حسين, بلاش جنان .. الصفقة بكرة مش عايزين حاجة تبوظها
ابتسم حسين بخبث وهو مازل يملس على خربشات تلك الفتاة التي فاقت امها في الجمال والانوثة المخلوطين بالبراءة والشراسة .. خليط جميل قادر على جذب اي رجل ولذلك لمعت بعين ذلك الشيطان, فهل سيقدر على الاقتراب منها ام ستصيبه اللعنة؛ فتلك الفتاة ملك للصاعقة فقط
///////////////////
تمر ساعات وتستيقظ حنين لتجد نفسها باحضان امها .. ترى كفها الرقيق المُزين بالتجاعيد موضوع على رأسها بحنان .. تتأمل وجهها بهدوء .. لم تتغير كثيراً فقد مر الزمن ولكنه لم يستطع ترك اثر عليها إلا من بعد الخطوط التي ترسم نفسها برُقي حول عينيها وبجانب شفتيها الرفيعتين الورديتين .. تتطلع لها وعقلها يدور فيما عرفته, لا تعلم أتتعاطف معها أم لا .. هي خُدعت بكذب هذا الشيطان وظنت ان هروبها هو النجاة ولكن اتضح انه الهلاك بعينه .. لا تنكر ان قلبها فرح لتأكدها ان والدتها لم تتركها .. مازالت في تلك الدنيا معها .. مازالت تتنفس بجانبها .. مازالت قادرة على لمسها بيدها ليس كالسراب التي اعتادت ان تراه وبمجرد ان تلمسه يختفي .. ترفع يدها ببطئ وتلمس وجهها وكأن عقلها يريد التأكد من وجودها .. يريد التأكد انها لا تحلم .. يريد التأكد انه ليس لعبة من خيالها .. بمجرد ان لمست اناملها وجه سها حتى انهمرت الدموع على وجهها .. دموع فرحة مخلوطة بحزن على سنوات الفراق .. تُبلل الدموع صدر سها التي تفتح عينيها بلهفة وهي تنظر لها بخوف من ان يكون اصابها شئ .. تسحب حنين يدها بتوتر وهي تمسح دموعها
سها(بحنان ولهفة): مالك يا حبيبتي؟ انتي تعبانة؟ حاسة بحاجة؟
حنين(بنظرة ألم): ...
سها(وهي تمسد على وجهها): مالك يا قلبي؟
حنين(بوجع): ليه سبتيني .. انا كنت محتاجالك اوي .. كنت محتاجة وجودك جنبي اوي
سها(بوجع وانكسار): وانتي فاكرة اني ماكنتش محتاجة ليكي انتي وعزيز .. انا كل ليلة بعيد عنكم كانت بتدبحني .. كنت كل ليلة بلعن عقلي اللي وافق على قراري الغبي .. كنت كل يوم بصلي وادعي ربنا يرفع عني البلا دا .. كنت كل يوم اقعد افكر شكلك بقا عامل ازاي وكبرتي قد ايه .. كان نفسي اشوفك وانتي في الثانوية وافرح بنتيجتك .. كان نفسي اشوفك اول يوم جامعة .. كان نفسي اشوفك وانتي بتكبري قدام عيني وبتبقي آنسة زي القمر .. كان نفسي اشوفك وانتي بتتجوزي وألبسك بإيدي فستان الفرح .. كان نفسي في حاجات كتير اوي بس ضيعتها كلها بغبائي .. سامحيني يا بنتي .. سامحيني
انهارت سها ببكاء حاد ولم تعرف حنين كيف جذبتها لأحضانها .. كانت تحتضنها وكأنها هي التي أمها وليس العكس .. تنهمر الدموع بشدة على وجه كلٍ منهن .. يقضوا دقائق على ذلك الوضع لترفع سها رأسها وهي تبتسم بهدوء .. ترفع يدها وتمسح عيون حنين التي تزينهم سحابة من الدموع لترفع حنين هي الأخرى يدها وتمسح دموع من سكنت قلبها ولم تنساها ابداً
سها(بحنان): بس يا حبيبتي .. بلاش دموع .. (ثم اكملت بمزاح خفيف) .. انتي شكل حملك هيبقى نكدي والهرمونات هتبهدلك
ضحكت حنين بخفة لتبتسم سها وهي تكمل
سها(بابتسامة): فكرتيني بيا لما كنت حامل فيكي .. كنت ليل نهار اعيط وأكل .. عزيز كان هيتجنن مني ابقى بعيط وانا باكل الايس كريم وبتفرج على كرتون
ضحكت حنين لتنظر لها وتتكلم بجدية
حنين: انتي لسة بتحبي بابا؟
سها(بهيام يشوبه الألم): عمري ما حبيت ولا هحب غيره
حنين(بغيظ): اومال ليه اتجوزتي الكلب اللي تحت دا؟!
سها(بهدوء): لا دي حكاية طويلة وهحكيها بس الاول تشربي كوباية عصير حلوة زيك
تحركت سها من جانب حنين لكي تحضر لها كوب عصير بينما تنظر حنين في اثرها بابتسامة بسيطة لتتسع ابتسامتها اكثر وهي تملس على بطنها وتتكلم بحب
حنين(بحنان وابتسامة): سمعت ننا بتقول ايه .. بتقول ان حملي هيبقى نكدي .. اوعى يغرك جسمك يا قلبي اه .. مامي فرفوشة وبتحب الضحك .. خلينا حلوين مع بعضينا كدا علشان احنا سكتنا طويلة يا باشا ..(صمتت قليلاً ثم اكملت).. تفتكر بابي هيعمل ايه لما يعرف ان حضرتك هتشرفنا .. اوعى تصدق ابن ال.. ولا بلاش الالفاظ دي انت لسة صغير .. بابي مامتش وخليك دايما عارف كدا .. بابي عايش وقريب اوي اوي هيجي وياخدنا ونرجع كلنا مع بعض .. وهتشوف عمتو مرام وعمتو لما, اظن دول اللي هيكسروا القاعدة ومش هيبقوا عمتو الحرباية ههه .. وهتشوف كمان عمو مصطفى وعمو اكرم, دول تقدر تقول كدا الايد اليمين والشمال لبابا .. وهتشوف جدو كمان, على فكرة انت هتحبه اوي لأنه اطيب أب في الدنيا .. (صمتت قليلاً ثم قالت بتفكير) .. تفتكر جدو ممكن يسامح ننا؟ .. انا نفسي ماعرفش سامحتها ولا لأ بس حاسة اني مصدقة كلامها .. انت ايه رأيك؟ .. تعرف ننا قالتلي ان الدكتور قال ان حضرتك هنا بقالك شهرين .. اتمنى الاقامة والخدمة يكونوا عاجبين سعادتك .. شهرين ومفيش اي دليل على وجودك, حامل في برص ههه .. لأ بص بقا احنا ناكل ونلعب رياضة جوا كتير, انا عايزاك تبقى طول بعرض كدا زي بابا .. اتفقنا يا قلبي؟
تبتسم حنين بحب وهي تحتضن بطنها التي يسكنها كائن برغم صغره إلا انه سبب كافي لحنين لكي تتمسك بتلك الحياة وبشدة, فيكفي انه ثمرة عشق الصاعقة والمجنونة ويكفي ان مرادها هو والده فذلك يجعلها على أتم الاستعداد لتضحي بحياتها من اجله هو فقط
////////////////////
بمنزل مراد بمصر:-
تجلس هدى بجانب مرام وهي تمسد على شعرها بحنان ومن الناحية الاخرى لارا التي تمسك يدها بحنان وحب وهي تربت عليها بينما تجلس لما بآخر السرير وتتكلم وهي تنظر لمرام التي تنام بعمق هاربة من تلك الدنيا
لما(بنبرة هادئة يشوبها حزن): ميمي .. حبيبتي .. شوفتي مين جه يتطمن عليكي .. هدى ولارا .. قاعدين جنبك اهم
هدى(بحنان يشوبه حزن): ميمي .. وحشتيني يا حبيبتي
لارا(برجاء ونبرة حزينة): قومي يا ميمي علشان خاطرنا .. طب قومي علشان خاطر اكرم, دا من ساعة اللي حصل مش بيروح المستشفى
لما(بوجع على حال أخيها): مستشفى! دا مش بيتحرك من جنبها .. بالعافية بيقوم لما انا باجي .. يروح ياخد شاور ويغير هدومه ويرجع تاني
هدى(بحزن يشوبه رجاء): لسة مفيش اخبار عن حنين؟
هزت لما رأسها بلا لتلمع الدموع بعيونهن جميعاً فغياب حنين اثر بشكل كبير عليهم جميعاً وكأنها كانت هي القفل الذي يلم حبات اللؤلؤ بالعقد وبغيابها فُرِط العقد وتناثرت حباته
////////////////////
تنتهي حنين من افراغ معدتها بينما تسندها سها .. ف على غير العادة بمجرد ان شمت رائحة عصير المانجا احست برغبتها بالقئ .. تملس سها على وجهها بحنان ببضع قطرات الماء وتتحرك بها ناحية السرير لتفرد حنين جسدها على السرير بتعب
سها(بحنان): معلش يا حبيبتي انتي كدا هترتاحي
حنين(بتعب): اول مرة تحصل .. انا بحب عصير المانجا
سها(بهدوء): عادي يا حبيبتي دا من الحمل .. الوحم هيخليكي مش طايقة حاجات كنتي بتحبيها وتحبي حاجات كنتي بتكرهيها
حنين(بابتسامة وهي تنظر لبطنها): شكلك هتتعبني يابن مراد
سها(وهي تنظر لها): بتحبيه؟
حنين(بهيام في مرادها): بتنفسه .. مبحسش اني عايشة غير وانا شايفاه .. غير وهو جنبي .. بحس بأمان الدنيا كله بين ايديه .. بحس ان مفيش حاجة في الدنيا ممكن تأذيني طول ما هو في ضهري .. بحس ان قلبي بيرقص اول ما يحس بقربه .. بحس قلبي بيدق ليه هو بس .. اتخلق علشان يدق ليه هو وبس .. كأن ربنا خلقني علشان اكون مراته وخلقه علشان يكون كل حياتي .. بحس بهدوء مجرد ما ببص في عينيه .. بحس براحة كدا, فهماني؟
سها(بحنان وابتسامة): فهماكي يا قلبي .. فهماكي يا عمري كله
نظرت حنين ل سها وطالت النظرات بينهم وكأن كل منهن تقول بعينيها ما قد لا تصفه الكلمات يقطع سيل النظرات طرق الخادمة على الباب لتدخل وتضع كوب النعناع بالليمون التي طلبته سها لحنين .. تنصرف الخادمة لتُمسك سها بالكوب وتقدمه ل حنين
حنين: ايه دا؟
سها: دا نعناع باللمون هيريح معدتك علشان مترجعيش تاني
حنين: شكراً ..(صمتت حنين قليلاً لتنظر لسها بجدية).. مش هتكملي الحكاية؟
سها: هكمل .. احنا وقفنا لحد فين؟
تلك المرة ابتسمت حنين بخفة على جملتها لتتكلم بهدوء
حنين: لحد ما عرفتي انك حامل
سها(بوجع واضح بصوتها وهي تتذكر): ساعتها ماكنش قدامي حل غير اني استنى فعلاً .. مش علشان خايفة عليا لكن اي حركة عنيفة كانت هتبقى خطر على البيبي .. مرت ايام واسابيع وفعلاً حسين ماقربش مني طول الفترة دي بس كل ما كنت بشوفه بالصدفة كنت بحس عينيه بتعريني فبطلت اخرج من الأوضة خالص .. انا وإيميلي قربنا من بعض وحبيتها .. كانت ساعات بتصعب عليا لما بلاقيها بتتكلم عن حبها لحسين .. كنت بشوف فرحة كبيرة في عينيها لما بتحكي عن البيبي اللي هيربطها بيه طول العمر وخصوصاً ان بعد جوازهم بقت متطمنة انه هيعترف بالبيبي .. كان الفرق بين شهور حملنا شهر واحد بس .. كان كل يوم بيمر عليا وانا بعيد عنكم بتعذب فيه .. كل ما بطني بتكبر كنت بخاف على البيبي اكتر بس اللي كان مطمني شوية هو وجود ايميلي .. ابتديت اتحسن واقدر اتحرك وبدأت اتابع انا وإيميلي مع دكتور بس طبعاً كان من اختيار حسين علشان يتأكد اني مش ههرب بمساعدته .. عرفت اني حامل في ولد وإيميلي كانت حامل في بنت .. إيميلي كانت فرحانة وبتجهز للبيبي سواء الولد ولا البنت بسعادة كبيرة وأنا كنت ساكتة على امل اني اهرب من الجحيم دا قريب لحد ما جه اليوم اللي اعصابي مستحملتش حبس وخوف اكتر من كدا .. حسيت زي ما يكون حيطان الأوضة بتخنقني والبيت كله مفيهوش هوا .. كنت عايزة اشوفكم بأي طريقة .. ساعتها صممت اني امشي وزعقت وصرخت .. إيميلي حاولت تمنعني وكانت خايفة عليا من حسين بس انا كان فاض بيا .. خرجت من اوضتي وقبل ما انزل اول سلمة كان ماسك ايدي وبيضغط عليها بكل قوته .. ماكنتش ضغطة عنف على قد ما كانت كأنه بيتعمد لمس كل حتة في جسمي .. نظراته حسستني اني واقفة عريانة .. ساعتها انا انفعلت زيادة وابتديت اشد ايدي منه .. ابتدى الكلام بينا يشد اكتر وطلعت كل انفعالي فيه لما غلط في عزيز .. ساعتها حسيت عينيه قلبت وكأن شياطين الدنيا بتتنطط قدامه .. إيميلي حاولت تشدني للأوضة بس انا متحركتش معاها وكنت ببصله بتحدي وقوة ماعرفش جوم منين .. فجأة اتهجم عليا وأنا كل اللي كنت قادرة اعمله أزقه .. إيميلي حاولت تشده بس كان عامل زي التور الهايج وماحدش كان قادر يمسكه .. في لحظة لقيت رجلي فلتت وفي ثانية لقيت جسمي بيقع على السلم .. آخر حاجة كنت شايفاها هي إيميلي بتصرخ وهو واقف بيبص عليا بغل وشماتة وبعدها روحت في دنيا تانية ومافوقتش غير في المستشفى
*فلاش باك*
تفتح سها عينيها بضعف وتعب .. تتطلع حولها لتجد انها بمكان غريب وغرفة تشبه غرف المستشفيات .. لا ليست تشبههم بل هي بالفعل غرفة مستشفى .. وها هي تنام على احد الأسرة مرتدية ثياب المشفى الخفيفة .. تحاول رفع جسدها بتعب لتلاحظ اختفاء بطنها المنفوخة .. اين ذهب ابنها؟!, ماذا حدث له؟!, أفقدته بعد ان عانت الكثير لتحافظ عليه وتحميه .. أستندت على يديها بضعف لتقوم من على السرير وتتحرك ناحية الباب وهي تتحامل على نفسها لتتصنم مكانها خلفه حين استمعت لصوت إيميلي وهي تنفعل على حسين
إيميلي(بحدة): مش هيحصل حسين .. انا مش هسمح ل انت تعمل كدا
حسين(بشر): هعمل كدا غصب عنك
إيميلي: دا بيبي!! ذنبه ايه؟!!!
حسين(بنبرة شر وقسوة): ذنبه ان امه طولت لسانها عليا .. ذنبه ان ابوه عزيز .. ذنبه اني عايز كدا
إيميلي(بانفعال): انت مجنون؟!!!
حسين(بحدة وهو يتحرك): يبقى ابعدي عن وشي بدل ما جناني يطولك انتي كمان
إيميلي(وهي تُمسك به): لا مش هسيبك تموته
حسين(وهو يدفع جسدها): بقولك اوعي من وشي
إيميلي(وهي تتمسك بذراعه وتحاول منعه): لا حسين مش هتعمل كدا
حسين(وهو يدفعها بقوة): غوري بقا
إيميلي(بألم): آآآآه
صرخت بها إيميلي وهي تقع بجسدها أرضاً من قوة الدفعة التي ادت لصدمة جسدها بالجدار بقوة .. تمسك بطنها بألم وتأن بضعف بينما يستمر حسين في خطواته ناحية حضانة الاطفال عازماً على التخلص من ذلك الطفل لتتصنم قدماه حين وجد إيميلي تهتف
إيميلي(بحدة): الورق حسين
حسين(بغضب وقد فهم مقصدها): ايييييه؟!!!
إيميلي(بتحذير): لو قربت من بيبي انا قدم ورق للبوليس
حسين(بغضب وانفعال): انتي بتهدديني يا بنت الكلب
إيميلي(بأنفاس متقطعة من الألم): انت .. سمعت .. انا .. لو بيبي مات .. انت موت وراه
نظر حسين بغضب لإيميلي وغير وجهته لبوابة الخروج من المشفى غير عابئاً بتلك الواقعة أرضاً وتأن بألم ولا بابنته التي ببطنها .. تفتح سها الباب بضعف لتنظر إيميلي ناحيتها بلهفة سريعاً ما تتحول لخوف حين وجدت جسد سها يتهاوى أرضاً لتصرخ إيميلي وهي لا تعرف أتصرخ خوفاً عليها أم على نفسها وقد انفجر كيس الماء وأصبحت قاب قوسين أو ادني من ان تصبح أُماً
*عودة*
حنين: وبعدين؟
سها(بابتسامة): وبعدين انتي اكيد جعانة .. هعملك ساندويتش حلو زيك وارجع اكملك
تحركت سها لتنظر حنين في اثرها بابتسامة حزينة .. كم افتقدت وجودها واهتمامها بها .. كم فرح قلبها لعودتها لها وإن كان مازال يتألم من فراقها الطويل إلا ان عودتها كانت كالبلسم المطيب للجروح
///////////////////
تنزل هدى ولارا السلم بعد ان قضوا ساعات بصحبة لما ومرام وإن كانت الأخيرة غائبة عنهم في دنياها .. تتفاجئ هدى بوجود نور مع مصطفى وأكرم .. ما ان لمحها نور حتى اقترب منها بهدوء
نور(وهو ينظر لها): ازيك يا آنسة هدى؟
هدى(بهدوء): الحمد لله .. ازي حضرتك؟
نور: انا تمام الحمد لله
هدى(بنبرة رجاء): هو .. مفيش اي جديد عن حنين؟ .. ماعرفتوش مكانها؟
نور(مطمئناً): متقلقيش إن شاء الله هترجع قريب اوي
هدى: يا رب .. يا رب
قالتها هدى بنبرة حزينة يشوبها رجاء كبير .. يلاحظ نور تجمع الدموع بعيونها ليتكلم بهدوء
نور: ممكن اوصلك؟
هدى(بتردد وهي تنظر له): ...
نور: اسمحيلي اوصلك علشان ابقى متطمن عليكي لأن بصراحة شكلك تعبانة من كتر العياط
قالها وهو يشير لعينيها الحمراوتين والمنتفختين قليلاً بسبب بكاءها .. نظرت له هدى لثواني لتهز رأسها بهدوء وتتقدم معه فهي بالفعل بلغ بها التعب النفسي ذروته وأثر غياب حنين عليها بشدة .. تحركوا ناحية السيارة تاركين لارا التي اخبرتهم انها اتفقت مع محسن ان يمر عليها .. يتحرك نور بسيارته وهو يلاحظ نظرات هدى الشاردة والحزن الذي يرسم معالمه على وجهها ليُقرر تغيير وجهتهم .. مر وقت قليل لتنتبه هدى حين اوقف نور السيارة امام النيل فنظرت له بعدم فهم
نور(بهدوء): حسيت انك محتاجة تشمي هوا شوية
هدى(وهي تنظر له): ...
نور: لو مش عايزة هروحك حالاً
فكرت هدى لدقيقة ثم همست
هدى: ممكن نقف شوية
ابتسم نور بهدوء لينزلوا من السيارة ويقفوا امام النيل بمياهه الساحرة والهواء يلفح وجوههم .. تتطلع هدى امامها بنظرات شاردة بينما هو يسترق النظرات لها ولوجهها الهادئ الجميل الذي يزينه الحجاب الفضفاض الذي يزيدها جمالاً فوق جمال
////////////////////
انهت حنين تناول الساندويتش الذي حضرته سها .. ابتسمت سها بهدوء وقد رأتها تأكل بتلذذ وهي تارة تمضغ الطعام وتارة تملس على بطنها وكأنها تتأكد من ان طفلها يتلذذ هو الاخر بالأكل
حنين(وهي تمسح فمها): الحمد لله
سها(بابتسامة): ألف هنا وشفا يا حبيبتي
حنين(وهي تنظر لها): كملي بقا .. انتي وقفتي لحد ما تعبتي في المستشفى ووقعتي
صمتت سها قليلاً بألم يرتسم على ملامحها لتُكمل وهي تتذكر ما حدث
سها: فوقت تاني يوم لاقيت إيميلي على سرير جنبي .. من توترها وخوفها عليا + اللي حسين عمله خلاها تولد بدري .. جميلة شرفت في الشهر السابع وكأنها مستنية تيجي مع حسن ومن ساعتها ماتفرقتش عنه .. مرت ايام وكنت انا وإيميلي في المستشفى وبنجهز لخروجنا بعد ما حالتنا استقرت, والغريبة ان طول الفترة دي حسين ماحاولش يضايقنا ولا يتعرضلنا خالص .. لحد ما خلاص كنا خارجين لقيناه جه وبيبتسم ابتسامة وقعت قلبي وحسستني ان وراه مصيبة
*فلاش باك*
تستعد سها للخروج بصحبة إيميلي وحسن وجميلة اللذان لا ينفكان عن فعل كل شئ معاً, يجوعوا معاً ويشبعوا معاً ويأكلوا معاً ويبكوا معاً ويناموا في نفس الوقت .. أنهت إيميلي تحضير حقيبتها وجلست بجانب الأطفال تلاعبهم بحب بينما تنظر سها ناحيتهم بابتسامة سريعاً ما اختفت من على وجهها حين وجدت الباب يُفتح ويطل حسين من خلفه بابتسامة خبيثة
سها(بحدة): انت بتعمل ايه هنا؟!
حسين(ببسمة خبيثة): جرا ايه يا سوسو هو انتي عايزاني ماجيش اشوف ولادي
إيميلي: ولادك؟!
حسين(وهو يقترب من الاولاد): ايوا .. جميلة وحسن .. مش انتوا برضوا سميتوهم كدا؟
سها(وهي تندفع لعنده وتدفع يده عن ابنها): انت اتجننت!! دا ابني انا وعزيز
حسين(ببرود): جرا ايه يا سوسو انتي رجعتي للتهيؤات دي تاني؟!
سها(بانفعال): تهيؤات ايه يا مجنون؟!!
إيميلي: انت قول ايه حسين؟
حسين(ببسمة خبيثة): بقول ان الولاد اتسجلوا بإسمي جميلة وحسن حسين الجزار
سها(بانفعال وهي تمسكه من تلابيبه): انت بتقول ايه؟!!! .. دا انا اموتك!!! .. دا ابني انا وعزيز انت فاهم؟!!!
حسين(وهو ينزل يديها ببرود): بصي يا سوسو انا في جيبي اليمين فيه ورقتين .. واحدة شهادة ميلاد جميلة والتانية شهادة ميلاد حسن والاتنين متسجلين بإسمي .. وفي جيبي الشمال فيه ورقتين برضو .. واحدة تحليل DNA بيثبت اني أبو حسن والتانية تقرير طبي بيثبت انك بتتعاطي خليط من المخدرات والمواد المسببة للهلاوس واللي بيه اقدر اثبت انك ام مستهترة وغير صالحة للإعتناء بإبني واخده منك بالقانون .. ايه رأيك, معلم انا صح؟
سها(بحدة): يابن الكلب يا وسخ
حسين(بتحذير): احترمي نفسك احسنلك بدل ما ايتم ابنك وهو لسة مكملش شهر .. انتي في ايديكي تختاري .. ترجعي معايا ومع ايميلي والاولاد عالبيت مُعززة مُكرمة وتعيشي معانا ومع ابننا كان بها .. هتنشفي دماغك وتتجنني هوريكي الجنان اللي على اصوله ومش هتشوفي ابنك ولا هتعرفي ترجعي مصر وهتترمي في الشارع
إيميلي(بألم على حال سها): حرام عليك حسين
حسين(وهو ينظر لهما): انا بخيرها وهي براحتها .. انتي منعتيني اموت الولد وانا سكت بس اقسم بالله لو ماسمعتوش الكلام انتو الجوز لا هيهمني ورق ولا العفريت الازرق هيمنعني من اني انفذ اللي في دماغي
سها(بقلة حيلة وقهر): حسبنا الله ونعم الوكيل فيك .. ربنا ينتقم منك
حسين(ببرود): ماشي يا سوسو هعديها علشان انتي اكيد تعبانة من الحمل والولادة .. اكيد حسن تعبك اوي يا قلبي .. انا هستنى برة وقدامكم 5 دقايق وتحصلوني .. فكري كويس يا سوسو وشوفي عايزاني استخدم انهي جيب, اليمين ولا الشمال
انصرف حسين من امامهم لتنفجر سها باكية بحرقة وقلة حيلة بينما تنظر إيميلي لها بدموع صامتة .. لا تعرف ماذا تفعل ولكنها عقدت العزم على مساعدتها وإن كلفها الأمر حياتها ..لم تجد سها حل غير موافقة ولو بشكل مؤقت حتى تقوم إيميلي بمساعتها كما وعدتها .. تتحرك كلتاهما مع أطفالهم وهم يضموهم بحب وحنان يشوبه الحزن المرسوم على وجوههن أما حسين فما ان رأى سها تتقدم منه مع إيميلي حتى ارتسمت ابتسامة شر وانتصار على وجهه وقد ظن انه الآن فاز على عزيز غريمه منذ اللحظة الاولى .. ها هو الآن معه زوجته وابنه ايضاً بينما مازال عزيز يبكي على الاطلال كما بلغه من يراقبه .. تحركوا في اتجاة الفيلا ولكن تلك المرة معهم كائنان صغيران سيهونوا عليهم الكثير من العذاب الذي سيروه بجحيم هذا الشيطان اللعين الذي لا تعرف الرحمة سبيلاً إلى قلبه المتحجر
*عودة*
تنتهي سها من كلامها لتنظر ناحية حنين وتجدها غفلت على كتفها بهدوء ورقة وطفولية .. تبتسم سها وتملس على وجهها بهدوء لتهمس حنين
حنين(بنوم): مممم وبعدين؟
سها(بحنان): هكملك بكرة يا حبيبتي .. يلا نامي شوية
حنين(وهي تكمل نومها): مممم
ضحكت سها بخفة لتطبع قبلة رقيقة على رأسها وتدثرها جيداً بالغطاء ومن ثم تتحرك بهدوء ناحية غرفتها ولكن تلك المرة نست ان تغلق الباب عليها بالمفتاح فهل سيستغل ذلك الشيطان تلك الفرصة ام سيحدث ما يجعله يذوق قطرة من غضب الصاعقة القاتل؟!!
/////////////////////
هدى(بهدوء): كنت تعرفه من زمان؟
قالتها هدى بعد صمت طويل فقد كانت تنظر بصمت للنيل وكأنها تهمس بما في صدرها له دون كلمات .. نظر لها نور قليلاً ليتكلم بابتسامة
نور(بابتسامة هادئة يشوبها الحزن): من زمان جداً .. كنت اعرفه من واحنا عيال صغيرة .. والدي ووالده كانوا زمايل وعرفته من وهو عيل عنده 10 سنين .. قضينا سنين سوا لحد ما والدتي توفت ووالدي من الزعل عليها توفى وراها
هدى: ربنا يرحمهم
نور(مكملاً): اللهم آمين .. عارفة, فجأة حسيت نفسي لوحدي .. نور العصامي الظابط اللي الكل بيعمله ألف حساب خايف .. مفيش حد كان بيسأل عليا ولا ياخد باله مني إلا عمي احمد الحديدي ومراد وبس .. حتى اكرم ومصطفى ومحسن علاقتنا مكنتش قوية زي علاقتي بمراد .. كنا بنبقى في كل مهمة سوا .. كل مصيبة تلاقيني فيها لازم هو معايا والعكس صحيح .. مر الوقت وتأقلمت مع موت والدي ووالدتي وكملت شغلي لحد ما عرفت ان عمي الوحيد تعبان .. لاقيت نفسي بقدم على اجازة مفتوحة وقاداتي تقبلوها بصدر رحب الصراحة .. سافرت وغبت سنين .. كنت على اتصال بمراد دايماً .. كنت بحسه اخويا مش بس صاحبي
هدى(بتأثر): ربنا يرحمه
نور(بانتباه): ها .. اه ربنا يرحمه
هدى(بوجع): انا كمان كنت قريبة اوي من حنين .. اتعرفنا على بعض من سنين بس قدرت فيهم تاخد مكانة في قلبي كبيرة اوي .. انا بيتهيألي لو كان عندي اخت ماكنتش هحبها كدا .. عمري ما انسى يوم ما بابا تعب لاقيتها في نص ساعة كانت قدام بيتي ومروحتش غير لما اتطمنت على بابا .. ولا لما مرة حست ان صوتي زعلان شوية لاقيتها جاية الساعة 12 بالليل وجايبة معاها ماك ودوناتس وحاجة ساقعة وقعدت تتكلم معايا وتخرجني من المود الوحش اللي كنت فيه .. ولا لما قولتلها على رواية كنت بدور عليها بعدها اختفت لمدة يوم كامل ولاقيتها جايبهالي, طلعت سافرت اسكندرية مخصوص علشان عرفت انها في مكتبة معينة هناك .. انا حاسة ان حتة مني ضاعت .. حاسة ان روحي مكسورة
قالتها هدى بنبرة حزينة ومكسورة للغاية تألم لها قلب نور .. تفاجئ نور حين نظرت له هدى برجاء شديد وهي تهمس
هدى(برجاء): ممكن ترجعلي اختي .. رجعلي حنين
نور(وهو ينظر لعينيها): وحياتك ل ارجعهالك وقريب اوي .. ممكن تثقي فيا؟
نظرت له هدى بصمت ولكن عينيها صرحت بثقتها التي اكتسبها من اول يوم رأته به .. منذ ان دافع عنها وحماها .. كسب ثقتها بدون إرادة منه او منها .. تخبره هدى برغبتها بالذهاب لمنزلها ويبتسم هو بهدوء وقد تيقن من نبض قلبه الذي بدأ الهتف بإسمها .. تحركوا سوياً ناحية السيارة ليقوم بإيصالها لمنزلها .. كادت بالنزول لتجده يؤكد عليها ان تنظر له من شرفتها مثل المرة السابقة .. ابتسمت هدى برقة ونزلت بهدوء وهي تحاول إخفاء خجلها الذي اعترى وجنتاها .. صعدت هدى لمنزلها ونظرت له من الشرفة ليبتسم هو بهدوء قبل ان ينصرف عاقداً العزم على إرجاع حنين ومراد سالمين لأحبائهم مرة اخرى حتى لو كلفه ذلك حياته
//////////////////////
تمر ساعات ويُسدل الليل ستاره .. يتسلل مراد للفيلا مرة اخرى ويتحرك بحذر وخفة حتى وصل لغرفة حنين .. يتطلع لها من وراء الستائر ليجدها تنام بهدوء وهي تحتضن بطنها بحب وحنان .. يبتسم بهدوء لينتبه على صوت سها
سها(بلهفة وحنان): كنت خايفة عليك ل متعرفش تيجي تاني
مراد(بابتسامة على لهفتها التي بانت بصوتها): ...
سها(وهي تلاحظ نظراته لحنين): اتكلمت عنك كتير النهاردة .. بُعدك واجعها اوي, انا مش فاهمة انت ليه ماعرفتهاش انك عايش
مراد(بهدوء وهو ينظر لحنين): كدا احسنلها؛ لو عرفت دلوقتي هيكون فيه خطر على حياتها
سها: انا جبت الورق
مراد(بانتباه): هو فين؟
سها(وهي تتحرك لغرفتها): تعالى
دلف مراد مع سها لغرفتها لتفتح هي حقيبتها وتخرج ملف من الاوراق وتقدمه لمراد .. يتنظر مراد للورق قليلاً ليتكلم بحيرة
مراد(وهو ينظر للورق بحيرة): الورق دا لغته غريبة اوي .. لا هي انجليزي ولا فرنساوي .. شكلنا مش هنعرف نتصرف ونفهم هو ايه بالظبط غير لما نرجع مصر
سها(بلهفة): نرجع مصر؟!
مراد(بابتسامة هادئة): ايوة .. بكرة إن شاء الله زي دلوقتي لو كل حاجة مشيت زي ما انا مخطط هنبات كلنا في مصر
سها(بتوجس): يا رب استر .. انا خايفة اوي
مراد(بتحذير): لا مينفعش انتي لازم تبقي متطمنة جداً علشان محدش يحس بحاجة
سها(وهي تهز رأسها باقتناع): ...
مراد: انا دلوقتي هقولك المطلوب منك بالظبط وتنفذيه بالحرف الواحد
سها: حاضر
/////////////////
يجلس حسين على البار ويشرب الكأس ربما المائة .. لا يتوقف عقله عن التفكير بحنين .. ترتسم ابتسامة قذرة على فمه وهو يتحسس بأصابعه خربشات حنين برقبته .. ينظر ناحية السلم بنظرات مختلة ليرفع كأسه مفرغاً محتوياته النجسة بداخل جوفه القذر قبل ان يتحرك بخطوات مترنحة باتجاة السلم وقد تمكن منه شيطانه .. يصعد السلم وفكرة واحدة متركزة بعقله وهي الحصول على تلك الفتاة الشرسة ذات الملامح الطفولية .. يصل امام غرفتها ويضع يده على المقبض وهو يعافر لإبقاء جسده واقفاً .. يفتح الباب بهدوء ليظهر جسد حنين امامه على السرير وهي تنام بهدوء .. يتفحص جسدها بعينيه ولعابه يسيل كالكلب السعران .. يرى بها انوثة وبراءة مخلوطين بشراسة تجذبه بشدة .. يدخل الغرفة بخطوات متعثرة من اثر الخمر الذي احتساه واصبح مدمنه .. كاد بالهجوم عليها لتتعثر قدمه بالسجادة فيصتدم بالطاولة المجاورة لسرير حنين مما يؤدى لوقوع المصباح المجاور لها لتنتفض هي على السرير من الخضة التي سريعاً ما تتحول لرعب حين رأته امامها ورائحته الخمر تفوح منه
حنين(بحدة وانفعال تخفي ورائهم خوف كبير): انت بتعمل ايه هنا؟!!! اطلع برا
حسين(بنبرة مترنحة ونظرات زائغة): اهدي يا حلوة .. دا انا كنت هأ جاي اتطمن عليكي .. دا انتي بنت حبيبي
حنين(بحدة ونبرة عالية): بقولك اطلع براااا
حسين(ببرود وبسمة خبيثة): انت شكلك لسة زعلانة من اللي عملته الصبح .. تعالي اما اصالحك
حنين(وهي تدفعه عنها وتصرخ): ابعد عني يا وسخ .. إلحقونااااااااااي
///////////////////
سمع مراد وسها صراخ حنين لتندفع سها ناحية غرفتها وترى هذا الحقير يحاول التهجم على ابنتها لتندفع ناحيته كقطة برية شرسة على استعداد لتقطيعه بأسنانها .. تجذبه سها بقوة وتدفع به نحو الجدار وهي تطبق على رقبته
سها(بغضب وحدة وهي تضغط على رقبته): يابن الكلب يا وسخ .. اقسم بالله ل اموتك يا وسخ واريح الناس منك .. هموتااااااك
حسين(باختناق): بتخنق .. هموت
سها(بحدة وانفعال وهي تهز جسده وتضربه بالجدار): بنتي لأاااااا .. ولادي لأااااااا
حسين(باختناق شديد): أأأأأ
تضغط سها بقوة على رقبته لتستمع للكلمة التي جعلتها تتصنم مكانها
حنين(بهمس): ماما
ترتخي يدا سها عن حسين الذي يستغل الفرصة ويفر هارباً من بين قبضتيها ناحية غرفته وهو يهرول بخطواته المتعثرة .. اما سها فتنظر لحنين التي تبكي بخوف وهي تضم ركبتيها لصدرها .. يتهيأ لها ان قد توهمت بتلك الكلمة .. أقالت ماما؟!, لم تسمعها منها منذ اكثر من 10 سنوات !, لم تقولها لها منذ ان رأتها .. سمعتها .. تندفع سها ناحية حنين وتجذبها لأحضانها بخوف شديد عليها وهي تتمتم
سها(بلهفة وحنان): متخافيش يا حبيبتي .. متخافيش يا قلبي .. انتي كويسة .. متخافيش انا جنبك
تفاجأت سها حين وجدت حنين تبادلها العناق وبقوة .. تلف يديها حول وسطها وهي تدفس رأسها بأحضانها لتًحكم الأخرى لف يديها على كتفها ورأسها وهي تمسد على شعرها بهدوء وحنان وحب وأمومة صادقة .. أما بالجهة الخارجية للشرفة تسود عينا مراد الذي رأي ما حدث لتسكن نظرة الصاعقة عيناه .. يجز على اسنانه بغضب ليتحرك بخفة ناحية غرفة حسين ضارباً بالخطة عرض الحائط فقد أخطأ هذا الحقير حين فكر بلمس من ملكت قلب الصاعقة
//////////////////////
يتكلم أدم على الهاتف مع جون:-
أدم: كل شئ يسير حسب الخطة الموضوعة سيدي لا تقلق
جون: لا اريد اي خطأ
أدم: لا تقلق انا اتابع كل شئ بنفسي
جون: خوفي ليس منك .. خوفي من حسين, لقد كثرت اخطاءه في الآونة الاخيرة والمنظمة غير راضية عن ذلك
أدم: أوافقك الرأي سيدي لقد اصبح حسين مجنوناً
جون(بنبرة ذات مغزى): إذا علينا وضع حد لجنونه قبل ان يتسبب بهلاكنا
أدم(وقد فهم مقصده): أتقصد ..؟
جون(بتأكيد): تماماً, غداً آخر يوم لحسين معنا
أدم(موافقاً): قرار سليم سيدي
//////////////////////
ظلام دامس يُغلف الغرفة من كل اتجاه .. ينام حسين على سريره كما القتيل فقد رمى بجسده على السرير ما ان دخل الغرفة من فرط سُكره ودوران رأسه .. ينام بهدوء ليجد يد تطبق على رقبته بقسوة وبعنف ليفتح عينيه بفزع .. لا يرى اي شئ سوا عينين شديدا السواد وتسكنهم نظرة جعلت جسده يرتجف من الخوف وقلبه يكاد يتوقف من فرط الرعب
حسين(بخوف واختناق): انت مين؟
مراد(بنبرة مرعبة): انا موتك .. انا اللي هاخد روحك دي بإيدي
حسين(باختناق وانفاس متقطعة): خد .. فلوس .. خد .. كل .. حاجة
مراد(بنظرة مرعبة وهو يزيد ضغطه على رقبته): هوريك عذاب جهنم عالأرض .. هخليك تتمنى الموت من اللي هتشوفه على ايدي
حسين(بأختناق شديد وقد بدأ وجهه يتحول للون الأزرق): هموووت
مراد(بتوعد ونظرة الصاعقة تسكن عيناه): لأ .. لسة شوية .. موتك راحة وانا مش هريحك بسهولة كدا
قالها مراد وهو يسدد لكمة قوية لفك حسين أفقدته الوعي من قوتها .. يبتعد مراد على مضض وهو يحاول ان يتمالك اعصابه حتى لا يُفسد الخطة .. يكور يديه بغضب وهو يود ان يفصل رأس هذا القذر عن جسده ولكن لم يحين الوقت بعد .. فالانتقام قادم لا محالة ولن يكون أي انتقام بل سيكون انتقام الصاعقة
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
عرفت حنين الكثير عن ماضي والدتها وما عانته ولكن مازال هناك الكثير لم تعرفه بعد فهل سيكون هناك فرصة أخرى لمعرفته
وثق قلب هدى بنور وتأكد هو مما يدق به قلبه فهل سيكتب القدر قصة حبهم ام سيحدث في المهمة ما قد يغير احداث الرواية
يخطط التنظيم للتخلص من حسين ولكن هل سيحدث ما يغير خطتهم ام انه سيكون دافع اكبر للخلاص منه
هل ستسير خطة مراد على ما يرام ام سيحدث ما لا يُحمد عقباه وتنقلب الاحوال ليصبح ابطالنا بموقف صعب
الصفقة موعدها باليوم التالي وسيكون هذا اليوم ملحمياً في حياة ابطالنا فترى ماذا سيحدث لهم
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Randomأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...
