تمر الايام عليهم ببطئ .. رجعت حنين لعالمها بمنزل والدها ولكن لا تعرف سبب عدم سعادتها، وكأن روحها قد انطفأت .. تجلس بغرفتها لتجد تفكيرها ينجذب إليه بدون إرادة منها، تتذكر خوفها عليه وهلوساته عندما اصابته الحمة التي فهمت بعضها مما حكته مرام لها عن الحادثة .. كانت تشعر بالقلق عليه ولكن منعها كبريائها من الاتصال به او حتى سؤال مرام عنه عندما تهاتفها .. ولم يختلف الحال عنده كثيرا، فطوال الايام السابقه وهي تسكن عقله وتفكيره .. ظن أنه سيرتاح ببُعدها عنه ولكن هيهات فهي قد تسللت ببرائتها وعفويتها لقلبه واستطاعت تغيير شيء بداخله دون ان يشعر، هو الذي كانت حياته تدور حول نفسه وعائلته فقط وبعد الحادث كان لا يهمه شيء سوى نفسه و اخته فقط ولكن اختلف كل شيء الآن .. اصبح يفكر كيف هي، كيف حالها الان، هل سعيده بذلك البعد، كيف اصبحت يدها، هل مازالت تؤلمها ام شُفيت، هل مازلت غاضبه منه ام سامحته .. يجلس مراد بمكتبه بالشركه بعقل شارد ووجه حزين وذقن بدأت نبوتها على وجهه بعشوائية ليجد عزيز يدخل عليه
عزيز: صباح الخير
مراد: صباح النور
عزيز(وهو يجلس امامه): ايه يابني روحت كدا وقولت عدولي، لا بتتكلم ولا بتسأل .. طب يا سيدي بلاش تسأل عليا انا، اسأل عن مراتك
مراد: ...
عزيز(وهو ينظر له): انت متخانق انت وحنين صح؟
هز مراد رأسه بموافقة
عزيز: وطبعاً حضرتك اللي غلطان مش كدا؟
هز مراد رأسه بموافقة مرة ثانية
عزيز(بغيظ): وطالما اه اه .. ماصالحتهاش ليه؟ سايبها غضبانة عندي ليه؟
مراد: انا اعتذرتلها وهي ما قبلتش اسفي
عزيز: يا سلااام .. هي مقبلتش تقوم خلاص تسيبها كده، المفروض تحاول مره واثنين تلاتة وعشرة طالما غلطان
مراد: ...
عزيز: انت هتفضل ساكت كدا؟ ما ترد عليا
مراد: عايزني اقول ايه يا عمي
عزيز(بهدوء): بص انا مش هسألك ايه سبب الخناقة لأن دي حاجة بينكم وطالما بنتي ملجأتليش يبقى مش عايزاني اتدخل، بس هسألك انت يا مراد، انت عايز حنين ترجع البيت ولا لأ؟
مراد: ...
عزيز: انت واكل سد الحنك ما ترد
مراد: انا متلغبط
عزيز: لو عايز تصالحها وتخليها ترجع معاك انا مستعد اساعدك
مراد(بتردد): ...
عزيز(وهو يكاد يتحرك): انا ماشي بدل ما هتنقط
مراد: استنى يا عمي .. قولي اخليها تسامحني ازاي
عزيز(بابتسامة): يا اخي كان من الاول .. هات ورقه وقلم واكتب الحاجات اللي هاقولهالك دي
مراد: حاضر
املى عزيز مراد بعض الاشياء التي تعشقها حنين كالحلويات وغيرها من الاشياء البسيطة وترك له حرية اختيار كيفية مصالحتها
عزيز: كدا انا اديتك المفتاح وأول الخيط، الباقي عليك .. اتصرف بقا وشوف هتعمل ايه وتيجي النهارده البيت .. انا عازمك على الغدا
مراد: تفتكر هتجيب نتيجه؟
عزيز: عيب دي بنتي وانا حافظها، بس الاهم أنك تبين انك اسف وحاسس بغلطك، فاهم؟! .. اهم حاجه عند حنين انك لما تغلط تعترف بغلطك وماتكابرش وانك تتأسف بالذات لو غلطان ده شئ يعليك في نظرها جدا ويخليها تسامحك
مراد: حاضر
عزيز(وهو يتحرك): هنستناك على الغدا متتأخرش
مراد: حاضر .. عمي، هو حضرتك كنت جاي علشان الموضوع دا بس؟
عزيز: لا، بس الكلام مينفعش هنا .. لما تيجي البيت نبقى نتكلم ..(ثم نظر له مدعياً الاشمئزاز).. وماتنساش تحلق دقنك دي وتعدل مظهرك
مراد: حاضر
انصرف عزيز لينظر مراد للورقه وعلى وجهه ابتسامه
مراد: انا قولت من الاول مجنونه وطفلة كمان
/////////////
كانت لما تجلس وتفكر في ذلك الذي شغل تفكيرها منذ اول مرة رأته فيها .. هي لا تتذكره ولا تتذكر شيء عما اخبارها به اكرم ومحسن، اذا لماذا شعرت بذلك الأمان والاطمئنان باحضانه، لماذا ودت ان لا تخرج من بين ذراعيه، لماذا شعرت بالصدق في كلامه وشعرت بالقشعريره من قبلاته التي اغرقها بها عندما رآها، لماذا لمست كلماته شغاف قلبها ولماذا لا تستطيع التوقف عن التفكير به منذ ذلك اليوم .. جلست لما تتذكر حوارها مع اخيها ومحسن وما اخبراها به
*فلاش باك*
لما(بعدم تصديق): ايه اللي انتوا بتقوله دا؟! دا جنان!!
اكرم(بهدوء): دي الحقيقة يا لما .. احنا مش في ٢٠١٤، احنا في ٢٠٢٠ .. انتي مش لسة طالبة انتي متخرجة بقالك ٥ سنين
محسن(مكملاً كلام اكرم): بصي يا مدام لما..
لما(بحدة): متقولش مدام .. انا مش مدام
اكرم(بحدة بسيطة): لا انتي مدام .. انتي ومصطفى اتكتب كتابكوا يوم تخرجك .. نفس اليوم اللي حصل فيه الحادثة اللي بقالي ساعة بحكيلك عليها
محسن(بتوضيح): اهدى يا اكرم، انا هفهمها .. بصي يا استاذة لما، اللي حصلك دا وانك مش فاكرة الأحداث اللي حصلت من ساعة وفاة والدتك يُعتبر بسبب الحادثة .. لما حصلت الحادثه انتي دخلتي في غيبوبه، وكانت مدتها طويله واغلب الحالات اللي بيدخلوا في غيبوبة بالشكل دا بيبقى نسبه الامل انهم يفوقوا ويقوموا منها ضعيفة جداً، ف كون انك قومتي منها وكل وظايف جسمك الحيويه شغاله ده في حد ذاته معجزه .. كل اللي حصل دلوقتي ان مخك تأثر شويه بسبب النومة الطويله دي، انتي كنتي في غيبوبة مش لشهر ولا اتنين ولا حتى سنه، انتي كنتي فيها ل خمس سنين .. واخر حاجه كنتي شايفها كانت الحادثه و ده طبعا سبب صدمه عصبيه ليكي ف اللي حصل كالاتي .. عقلك الباطن لما انتي فوقتي رجع ل اخر صدمه عصبيه كانت حاصله قبل الحادثة واللي على حسب كلام اكرم كانت بسبب موت والدتك في سنه 2014 .. عقلك وقف عند الصدمة دي ومفتكرش اي حاجه بعدها، يعني زي ما تقولي كده حصل فجوه زمنيه بين سنه 2014 اللي والدتك توفت فيها وسنة 2020 اللي فوقتي فيها
لما(بتوهان): انا مش فاهمه اي حاجه ومش قادره اصدق اللي انتوا بتقولوه ده!!! .. يعني.. يعني بعد ما ماما ماتت حصل كل ده .. طب هو انا ليه مش فاكره مصطفى ده، مش انت بتقولي يا اكرم ان هو رجع في نفس السنه اللي ماما ماتت فيها
اكرم: ايوه يا حبيبتي انا قلت كده، بس مصطفى رجع بعد وفاه ماما مش قبلها علشان كده انتي مش متذكراه
محسن: بصي يا استاذه لما، انا كل اللي هطلبه منك دلوقتي ان انتي ترتاحي، ما تفكريش في اي حاجه، هتلتزمي بالادويه وهيبقى فيه متابعه .. وطبعا مش هتخرجي من المستشفى لحد ما نطمن عليكي، ولما تخرجي برضو هيبقى فيه جلسات متابعه معايا ومع دكتور نفسي
لما: دكتور نفسي؟!
اكرم: ايوه طبعا يا حبيبتي, الدكتور النفسي دوره هيبقى مهم جدا في ان هو يحاول يتكلم معاكي عشان الصدمه اللي حصلتلك، سواء صدمة موت ماما اللي انتي رجعتي عندها او صدمه الحادثه وان انتي مش فاكره حاجه .. الحاله النفسيه مهمه جدا علشان العلاج ينجح وتقدري تفتكري تاني
محسن: بالظبط كده، دا غير طبعا وجود الاشخاص اللي انتي بتحبيهم حواليكي سواء بقى كان اكرم او مراد ومرام ولاد خالتك وكمان مصطفى
لما(بدهشة): مصطفى؟!
اكرم: ايوه وما تخافيش يا لما انا مفهمه كل حاجه، هو كل اللي هيعمله ان هو هيتكلم معاكي .. يعني يفكرك اتقابلتوا ازاي، ارتبطتوا ازاي .. يفكرك بالذكريات اللي بينكم
محسن(مطمئناً): بس احنا طبعا مش هنعمل كده غير لما انتي تبقي مستعده وانتي بنفسك اللي تطلبي ده
لما: اكرم .. هو بابا ماجاش يشوفني ليه؟ هو انت ماقلتلوش ان انا فوقت؟
اكرم(بتوتر وحزن): لوما حبيبتي .. انا عايز اقولك حاجه بس عايزك تمسكي اعصابك وتعرفي ان دا قضاء وقدر من عند ربنا ومينفعش نعترض عليه .. الحادثه اللي حصلت دي ماكانتش في العربيه بتاعت مصطفى وبس
لما(بتوجس): يعني ايه؟!
اكرم(بألم): يعني .. عربيه مراد كمان الفرامل فيها كانت مفكوكه .. و .. عمو احمد .. وخالتو .. وبابا ...
سكت اكرم ولم يستطع انهاء جملته لتتوقع لما باقي الجمله وتبدأ الصراخ بانهيار
لما(بانهيار وصراخ): لاااااا ما تقولش كده .. ما تقولش ان بابا كمان سابني .. لا بابا ماسبنيش.. اكيد ما حصلش حاجه ليه .. حرام عليكم .. ليه كده .. ليه اللي بيحصل ليا دا .. لا لاااااا
حاول اكرم تهدئه لما ولكن بلا فائده ليصرخ محسن طالبا حقنة مهدئ ويحقنها بها ليهدئ صوتها تدريجياً وتدخل بسبات عميق
اكرم(بحزن): شكل الحكايه هتبقى اصعب مما تصورت
محسن(وهو يربت على كتفه): انت قدها يا اكرم واحنا كلنا جنبك وجنبها، بس هي دلوقتي هتبقى محتاجه ليك .. خليك جنبها وهديها .. مش هينفع تفضل عايشه على المهدئات لازم تستوعب الصدمه وتعديها
*عوده*
بالفعل قد مر اسبوع منذ ان اخذت لما الصدمه الثانيه في موت والدها فكانت احيانا تصرخ واحيانا تبكي واحيانا تجلس بصمت ولكن هون عليها ذلك وجود اكرم بجانبها .. اخيها الذي لم يبقى لها في هذه الدنيا سواه وايضا .. الورود
//////////////
عاد عزيز للمنزل وهو يحمل الكثير من الاكياس لتهرع حنين ناحيته
حنين(وهي تحمل عنه الاكياس): ايه ده كله يا حبيبي
عزيز: ده كام حاجه كده يا حبيبتي بس جبتهم من السوبر ماركت لزوم عزومه النهارده
حنين: عزومه النهارده؟! هو احنا فيه ناس جايين لينا؟
عزيز: ايوة، مراد
حنين(باندفاع): وده جاي ليه ده .. قصدي يعني ايه اللي هيجيبه .. يعني..
عزيز: يا ستي انا عزمته يجي يتغدى معانا، وبعدين فيه واحده تضايق لما جوزها يجي يزورها
حنين: بابا بلاش الطريقه دي، وما تقولش عنه جوزي .. انت عارف الحكايه وما فيها
عزيز: جوزك يا حنين، لحد ما الحكايه تخلص جوزك .. ثم انا محبش انك تتكلمي على حد بالطريقه دي .. انتي فيه حاجه مش قايلهالي؟
حنين(بتهرب): ها .. لا يا حبيبي مفيش حاجه
عزيز: طب يلا بقى وريني همتك كده وشوفي هتطبخي ايه، بس خدي بالك متحطيش شطه ل احسن مراد مابيستحملهاش
حنين(وقد لمعت عينيها بضي معين): حاضر يا بابا من عيني
عزيز: تسلم عيونك يا حبيبتي
اخذت حنين الأكياس ودخلت للمطبخ وعلى وجهها بسمة خبيثه وقد استحضرت شياطينها للانتقام من ذلك المراد
حنين(بتوعد): مااااشي صبرك عليا انا هاوريك
//////////////
تجلس مرام بجانب اكرم بالسيارة بقلب مرتبك .. تتذكر ردة فعلها حين اخبرها اكرم باستيقاظ لما من سباتها الطويل
*فلاش باك*
مرام(بلهفة وعدم تصديق): انت بتقول ايه؟!! لما فاقت؟!! بجد فاقت؟!
اكرم: ايوة والله فاقت وكلمتني وكلمتها كمان
لم تستطع مرام السيطرة على نفسها من الفرحة لتقذف نفسها بداخل احضان اكرم وهي تبكي من الفرح
مرام:الحمد لله يا رب .. ألف حمد وشكر ليك يا رب
صُدم اكرم من فعلتها ولم يعرف ماذا يفعل ولكن قلبه دق بعنف لذلك القرب ممن امتلكته .. كان يُعذب بالبُعد فكان قربها كالغيث لقلبه .. افاقت مرام لنفسها فابتعدت عنه بخجل وهي لا تعرف كيف فعلت ذلك ولكن كل ما تعرفه ان ذلك العناق ادى لثورة بمشاعرها واثار فيضان المشاعر بداخلها
اكرم: احم, لو تحبي تيجي تشوفيها انا رايح المستشفى دلوقتي ف ممكن تيجي معايا
مرام: ايوة استناني ثواني بس هغير هدومي
اكرم: تمام
تحركت مرام من امامه بارتباك تحاول اخفاءه وقلب تكاد تُسمع دقاته من شدتها
*عودة*
يقطع شرود مرام صوت الاغنيه الذي يصدح في السياره، تنظر لتجد اكرم يشغل اغنيه لعمرو دياب وهو يتعمد توجيه نظراته لها:
لا برتاح في ليلة ولا بنساك ولا لقيت نهايَة
ولو حتى ببعد ببقى معاك
ومانتش معايَا
لا برتاح في ليلة ولا بنساك ولا لقيت نهايَة
ولو حتى ببعد ببقى معاك
ومانتش معايَا
حاولت مرام تجاهل ما يفعل بالنظر من نافذتها دون اهتمام لتجده يغني مع الاغنيه بصوته الذي طالما كان يأسرها بجماله:
أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك
وَلا عارف في يوم أنسى وَلا عايز حبيب بعدك
أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك
وَلا عارف في يوم أنسى وَلا عايز حبيب بعدك
تغمض مرام عينيها وهي تحاول السيطره على نبضات قلبها التي تتزايد لمجرد وجودها بجانبه فكيف حالها وهو يصرح لها بأن حبها مازال يسكن قلبه وانها وحدها من امتلكت فؤاده .. ترتدي مرام قناع البرود وتتجنب النظر له حتى لا تفضحها عيناها بشوقها الذي يضاعف شوقه مئات المرات:
وبسأل وقلبي بيحلم يوم يرتاح من جراحُه
ليالينا اللي كانوا ما بينّا زمان
راجعين ولاّ راحُوا؟
أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك
وَلا عارف في يوم أنسى وَلا عايز حبيب بعدك
تسود موسيقى الاغنية الاجواء لينظر اكرم لانعكاسها بالمرآة بنظرات عاشق اضناه الشوق والبعد وهو يدندن مع الاغنية التي يقصد توجيه كل حرف بها لتلك التي تزيد في بُعدها عنه وحرمانه من وجودها:
ما حبتش غيرك وأعمل إيه في شوقي وهوايَا
وليلي ونهاري بفكر فيك ما ترجع كفاية
أنا عايش ومش عايش ومش قادر على بعدك
وَلا عارف في يوم أنسى وَلا عايز حبيب بعدك
تنتهي الاغنيه ليرتسم الحزن على معالم وجه اكرم، فقد ظن انه قد يستطيع ان يلين قلبها بتلك الحركه ولكن خاب ظنه بتجاهلها المستمر وبرودها الذي تتعمد اظهاره لتداري لهفتها وشوقها له والثورة التي قامت بمشاعرها بعد ما فعله
//////////////
طبخت حنين الاكل كله وبدأت وضعه على السفرة
عزيز: ايه يا حبيبتي خلصتي؟
حنين: اه يا حبيبي عملتلك بقى طاجن الباميه الخطير بتاعي اللي انت بتحبه
عزيز: تسلم ايديكي .. مراد خلاص كلمني وقالي ان هو قرب على البيت
حنين(بنظرة خبيثة وابتسامة جانبية): ينور
رن جرس الباب ليقوم عزيز بفتحة .. يدخل مراد حاملا شنطه هدايا كبيرة لفتت نظر حنين و لكنها ادعت اللامبالاه
عزيز: يلا يا مراد اغسل ايديك وتعالى يلا ألحق طاجن الباميه اللي عاملاه حنين ده قبل ما اخلص عليه كله لوحدي
حنين: بالهنا والشفا يا حبيبي انا اصلا عامله ٢ طاجن علشان تاكل براحتك
مراد(وهو ينظر لها بابتسامة): ازيك ؟
حنين(باقتضاب وهي تنصرف من امامه في اتجاه المطبخ): كويسة
احبط مراد للبدايه الغير موفقه ولكن طمأنه عزيز بنظرة من عينيه .. قام مراد بغسل يديه وقامت حنين بوضع باقي الطعام متعمده وضعته طاجن معين أمام مراد .. جلس عزيز ومراد ليجدوا حنين تضع اخر طبق من الطعام وهي تقول
حنين: عن اذنكم انا مش جعانه هدخل ارتاح شويه في اوضتي
عزيز: حنين اقعدي ما يصحش كده
حنين: مش جعانه يا بابا وبعدين مفيش حد غريب
مراد: خلاص يا عمي سيبها على راحتها
حنين: عن اذنكم
تحركت حنين ل غرفتها واغلقت الباب لتضع اذنها على الباب بترقب
/////////////
تجلس مرام مع لما بعد ان كانت بداية اللقاء مليئة بالاحضان والقبلات والدموع الحزينة والفرحة .. لطالما كانت كل منهم تعد الأخرى اختها وليس فقط ابنة خالتها .. كانوا يسمونهم في الماضي التوأم الملتصق المنفصل من شدة تعلقهم ببعضهم .. كانت لما بئر اسرار مرام وكذلك كانت مرام رغم صغر سنها أماً ل لما من بعد وفاة والدتها .. علمت مرام بما حدث للما وكيف انها لا تتذكر احداث كثيرة ومن اهمها مصطفى .. جلسوا يتكلموا بأي شئ وكل شئ ليأتي ذكر مصطفى فتصمت لما
مرام: مالك يا لوما؟
لما(بتوهان): مش عارفة حاسة اني متلخبطة .. مش عارفة ولا فاهمة ولا فاكرة
مرام: اهدي بس يا حبيبتي كدا وواحدة واحدة هتفتكري ان شاء الله
لما: ميمي .. هو انا ومصطفى عرفنا بعض ازاي .. انا اكرم قاللي كام حاجة بس مش عارفة اجمع كلامه ومش عارفة اسأل مين
مرام: انا اقولك يا ستي .. انتي بعد وفاة طنط حصلك انهيار عصبي ودخلتي في حالة اكتئاب .. كنتي رافضة الاكل والشرب ومنعزلة في اوضتك
لما: وبعدين؟
مرام: عمو محمد فكر انه يخرجك من الجو دا بنزولك الشركة منها تدربي وتشوفي ناس ومنها تحاولي تنسي شوية وتتشغلي بحاجة تانية
لما: ونزلت؟
مرام: اها .. نزلتي الشركة وكنتي بتدربي تحت ايد مصطفى اللي كان ماسك الشركة بعد ما عمو اسماعيل توفى .. هو رجع من هنا وبالرغم من انه سنه كان 27 سنة يعني شاب إلا انه قدر يدير الشركة ويحقق نجاح كبير ويكبر اسمها .. هو كان محترم جداً وكان بيساعدك وانتي انجذبتي ليه جداً جداً
لما(بدهشة): انا؟!
مرام(بابتسامة): ايوة دا انتي كنتي مصدعاني بيه .. بحبه يا ميمي .. دا قمر يا ميمي .. دقنه مجنناني يا ميمي
لما(بصدمة): انا كنت بقول كدا؟!!!
مرام: واكتر يختي بس طبعا مكونتيش بتبيني اي حاجة قدامه
لما: وبعدين؟
مرام: كملتي تدريب ورجعت الدراسة وانتي وقفتي نزول الشركة علشان تركزي في المحاضرات والامتحانات بس الواد طلع هو كمان حب وطب ومقدرش عالبُعاد وراح اتقدملك
لما(بذهول مما تحكيه مرام): ...
مرام: اول ما نتيجة سنة رابعة طلعت عملتوا خطوبة واتفق مع عمو محمد ان يوم نتيجة التخرج تكتبوا الكتاب .. وهو كان بيساعدك في المذاكرة لحد ما اتخرجتي
لما: وبعدين؟
مرام(بحزن): وبس .. اتخرجتي بتفوق وكتبتوا الكتاب من هنا والحادثة..
قطعت مرام كلامها بدموع تتجمع بعينيها ولما مثلها .. احتضت كل منهم الاخرى ليتشاركوا البكاء قليلاً على فقدان الاحبه الذي حفر اثره بالقلوب
//////////////
شجع عزيز مراد على البدء بالاكل حين بدأ هو يأكل من الطاجن الذي أمامه بنهم .. أكل مراد ملعقتين من طاجنه ليتحول وجهه لكتله من الاحمرار ويتصبب عرقاً
مراد(بنار تشتعل بفمه): اوووووف ايه دا
اخذ مراد يسعل بشدة
عزيز(وهو يناوله كوب ماء): ايه ده مالك في ايه؟!!!
مراد(وعيناه تدمع بشدة): الاكل حراق اوي كح كح كح .. ايه ده؟!!! ده كيلو شطه محطوط فيه
عزيز: فين ده يابني ما انا باكل قدامك اهو
مراد: كح كح يا عمي انا بقولك الطاجن مولع .. انا مش قادر .. انا هقوم اغسل وشي وبؤي
تحرك مراد بخطوات مسرعه نحو الحمام ليغسل وجهه وفمه من تأثير الشطة التي وضعتها حنين بالطاجن الذي امامه .. تذوق عزيز ملعقه من الطاجن وفهم فعلت تلك المجنونة
عزيز: اه يابنت اللذينة .. يخربيت دماغك
مراد(وقد رجع لعزيز مرة اخرى): اوووووف ايه دا .. انا كنت هموت
عزيز(ببسمة خبيثة): دي ضريبه اللي يزعل حنين
مراد(بذهول): انت قصدك ان هي ...
قطع مراد جملته حين رأى ابتسامه عزيز .. لم يعرف أيضحك على ذلك الموقف أم يغضب من فعلتها .. نظر ناحيه الأكل لتُرسم ابتسامه على شفتاه وهو يضحك
مراد: واضح ان بنتك مابتسيبش حقها
عزيز(بضحك): ههه جدعة
مراد: ماشي انا هدخلها بقا
عزيز: مراد ... عالهادي
اغمض مراد عينيه مطمئنا عزيز وقام بأخذ شنطه الهدايا وتوجه لغرفه حنين
/////////////
تنتهي زياره مرام ل لما التي لم تخلو من العناق الطويل والدموع والكلام الكثير، كانت كل منهم تهون على الأخرى ما تشعر به من عذاب ومن فراق، تعجبت لما ان مرام انفصلت عن اكرم وتهربت مرام من اسئلتها عن السبب وهي تحارب الدموع التي تلمع بعينيها .. كادت مرام بالرحيل لتجد اكرم يُصِر على إيصالها متعللاً انه مثلما اخذها من منزلها عليه ان يرجعها إليه .. كادت ان ترفض ولكن تمرد قلبها عليها لتوافق معطية فرصة لعينيها لكي تشبع من رؤياه وتروي ظمأ قلبها الذي اضناه الصيام عن رحيق عشقه
//////////////
كانت حنين تضع اذنها على الباب وتحاول استراق السمع لما يحدث فآخر ما سمعته كان تألمه من الشطة .. كان داخلها ممزقاً بين فرحتها بنجاح خطتها وانتقامها منه وبين ضيق وحزن لأنه تألم .. فتح الباب فجأة لتتراجع حنين بارتباك وخاصة حين وجدت مراد يقف امامها
حنين(مدعية الغضب): ايه دا؟!!! فيه حد يدخل اوضة حد كدا مش المفروض تستأذن
مراد(وهو يدخل الغرفة بخطوات بسيطة): استأذن علشان ادخل اوضة مراتي
حنين(بانفعال): مراتك؟!! انت اصلا ليك عين بعد اللي عملته تقول..
مراد(مقاطعاً): انا اسف
حنين(وهي تنظر له): ...
مراد: انتي فاهمة يعني ايه مراد الحديدي يتأسف لحد مرتين
حنين: وانا مطلبتش منك تتأسف
مراد(وهو يقترب خطوة وينظر لها): عارف .. وانا بتأسف علشان عارف اني فعلاً غلطت
حنين(وهي تنظر له): ...
مراد(بابتسامة): ها هتقبلي اسفي ولا زي المرة اللي فاتت .. على العموم انا امنت نفسي المره دي ومش جاي بإيدي فاضيه
حنين(بعدم فهم): يعني ايه؟!
اخرج مراد يده من خلف ظهره حاملاً شنطه الهدايا لتنقل حنين نظرها بينه وبين الشنطه بفضول تحاول اخفائه
مراد(بمزاح بسيط): انا قولت اجيب واسطة علشان تقبلي اسفي .. (اخرج مراد من الشنطة بوكية من الورد البلدي بلونه الاحمر وحوله الكثير من الورود البيضاء الصغيرة) .. ممكن تقبلي اسفي
قالها وهو يقدم البوكيه لها لتحاول حنين السيطرة على ضربات قلبها وتعابير وانفعالات وجهها .. رسمت البرود على وجهها وهي تربع يديها امام صدرها رافضة اخذ البوكيه منه لتذيقه قليلاً من كأس اذاقها منه
حنين: ...
مراد: امممم واضح ان الورد ماجبش نتيجة ..(وضع الورد على التسريحة بجانبه).. عامل حسابي برضو ..(قالها ببسمة وهو يخرج من الشنطة لوح كبير من الشيكولاتة).. انا قولت الشيكولاته ممكن تجيب نتيجة علشان كدا جبت اكبر حجم عند الراجل، اوعي تكوني فاكراها سادة دي بالبندق اه ما انا مرضيتش استرخص
امسكت حنين ضحكاتها بصعوبة شديدة وهي تدعي الثبات على الموقف وداخلها يرقص فرحاً
حنين: ...
مراد: اممممم واضح ان الشيكولاته كمان مأثرتش ..(وضع الشيكولاته بجانب الورد على التسريحة).. كدا انا مضطر ألجأ لآخر كارت معايا
نظرت حنين ناحيته بفضول شديد لتجده يخرج من الشنطة عروسة جميلة .. لمعت عينا حنين عندما رأتها ونظرت له
مراد: ها هتقبلي اسفي ولا اخد الاستاذة دي وامشي، بس خدي بالك لو فضلت تعيط طول الليل انا مش هعرف اسكتها
قالها بجدية ضحكت عليها حنين بخفة ليبتسم هو بأمل
مراد: ضحكتي اهو يعني خلاص قبلتي اسفي صح؟
حنين(وهي تمد يدها): هات العروسة
مراد: لما تقولي الاول انك قبلتي اسفي
حنين: موافقة اني اقبل اسفك بس ليا شروط
مراد(وهو يرفع حاجبه): شروط؟!!
حنين: ايوة .. اولا متكلمنيش بالطريقة اللي كلمتني بيها دي تاني ابدا ولا تمد ايدك عليا
مراد(بتلقائية وهو ينظر لها): تتقطع ايدي قبل ما تتمد عليكي
حنين(بابتسامة من جملته): ثانيا متفضلش في الجنينة لحد الفجر وتطلع اوضتك عادي وتنام فيها
مراد: انا بفضل فيها علشان مضايقكيش وتبقى على راحتك
حنين: انا هبقى على راحتي لما احس اني مش مضايقاك بوجودي ولا محرمة عليك اوضتك وبيتك
مراد: ماشي يا ستي
حنين: ثالثاً..
مراد(وهو يرفع حاجبيه): هو لسة فيه ثالثاً؟!!
حنين(بتأكيد): ايوة ودا اهم واحد
مراد: ويا ترى ايه هو؟
حنين: اننا نبقى صحاب وماتبقاش المعامله بينا رسميه كده وناشفه، لأ نتكلم ونهزر مع بعض وانا اوعدك مش هزعجك كتير
مراد(بابتسامة): موافق يا ستي، حاجة تانية؟
شدت حنين منه العروسة واحتضنتها
حنين(بابتسامة): لا خلاص كدا
مراد: يعني خلاص سماح
حنين: ماشي، صافي يا لبن
مراد(بضحك): حليب يا قشطة
حنين: اخرج برة بقا
مراد(بدهشة ومزاح): ليه القلبة السودا دي ما انتي كنتي لسه كويسه يا بنتي
حنين: اخرج علشان اغير هدومي واروح معاك ..(ثم اكملت بمكر).. اصل ميمي وحشتني
مراد(بابتسامة فتاكة وقد فهم مقصدها): آاااه ميمي ، اذا كان كدا ماشي
تحرك مراد قليلاً لتناديه حنين
حنين: مراد
خفق قلبه بشده عندما نطقت باسمه فكانت الحروف تخرج من بين شفتيها وكأنها موسيقى تطرب أذنه ليلتفت لها
حنين: لو سمحت منتكلمش في اللي حصل خالص ونعتبرها صفحة واتقفلت وخلاص فتحنا صفحة جديدة
مراد(بابتسامة): متتأخريش، هستناكي برة
هزت حنين رأسها بابتسامة .. خرج مراد من الغرفة لتستند حنين بظهرها على الباب وهي تحتضن العروسة وتضحك .. اخذت تشم الورد الذي سحرها بجماله وكانت تصارع كل لا تأخذه أمامه محاولة الثبات على موقفها
//////////////
يعم الصمت السياره في طريقهم للمنزل ويستمر اكرم في سرق النظرات لمرام بينما هي تستمر في إدعاء البرود ناظره من نافذتها وهي تدع الهواء البارد يلفح وجهها لعله يطفئ النار التي تشتعل بصدرها لرؤياه .. تكوى نار الشوق فؤادها مثلما تسكن صدره .. تظهر فجأه سياره على الطريق وتكاد الاصطدام بسياره اكرم ليتفاداها بحده ترمي بمرام بين احضانه .. تغلق مرام عينيها برعب وهي بين ذراعيه القويتين .. تمر دقائق لتفتح عينيها ببطء فتتلاقى النظرات في عناق طويل، تتوقف الارض عن الدوران وتكف عقارب الساعه عن الحركه، مرت سنوات علي اخر مره نظرت فيها لعينيه التي مازالت تأسرها، تلك العيون البنيه التي تذكرها بالقهوه التي اعتادت شربها معه واعتزلتها من يوم فراقها عنه، ترى عينيه يسكنها لمحه من الحزن تعرف سببها وترى مثلها كلما نظرت بالمرآة .. يُطيل النظر بعينيها الرماديه التي تأخذه من هذه الدنيا لبحور العشق، مازالت عينيها ساحره، قادرة على اخذه من تلك الدنيا ومن هذا العالم .. تسكن عينيه نظره عتاب ولوم على ذلك البُعد، فلو كانت عينيه تستطيع الكلام لاخبرتها بشوقه لها الذي يأكله كما تأكل النار القش .. تقرأ بعيناه اشتياقه لها وتقول نظراته لعينيها اروع كلام العشق والحب والشوق .. تراها تقول:
أيا من تسكنين فؤادي وبين الأضلعِ
ألا ترين أن شوقى فاض وفاق تحملي
ألا تعي أنكِ بالقلب باقيةٌ
مهما ازداد بُعادك في إيلامي وتوجعي
فرفقاً بي أيا امرأهً
تأسرني بكلماتها التي تمر بمسمعي
ف والله إن فراقك عني
يُدمي قلبي ويقتات من مدمعي
تفوق مرام لنفسها وتجبر ذاتها على الابتعاد عن دفئ احضانه واحتواء نظراته بخجل يجاهد للظهور على وجهها وترفض هي ظهوره .. يعتدل هو الاخر بجلسته بحزن وألم يسكن قلبه .. يقود السياره ويشغل اغنيه اخرى لعمرو دياب ولكن تلك المره لا يشاركه الغناء وإنما يكتفى بمتابعه الطريق وهو يوجه نظرات العتاب ل لانعكاسها بالمرآة .. يعلو صوت عمرو دياب بكلمات الاغنيه التي تضغط بكل قوه على جراح قلوبهم:
مكانك في قلبي مهما كنت بعيد عليا
ومش كل يوم بنقابل حبايب جداد
صوتك واحشني وضحكتك يا حبيبي ليا
ياما نفسي اشوفك تاني في اقرب معاد
مقدرتش انساك والليالي كل ما تفوت الليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي وأقول
ايامنا واحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
كان نفسي اعيش عمري معاك على طول
مقدرتش انساك والليالي كل ما تفوت الليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول
ايامنا واحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
مكنتش اتخيل فراقنا يطول
تخرج مرام وجهها من النافذه وهي تدارى دمعاتها التي تحارب للهبوط بألم على وجنتاها .. تستمر الاغنيه وتزداد الدموع بعيني مرام:
محدش هيعرف يملي اى مكان تسيبه
وعايش حياتي في بعدك علي الذكريات
في حد في الدنيا دي بيعوض حبيبه
انا الليل بييجي يصحي في قلبي حكايات
مقدرتش انساك والليالي كل ما تفوت الليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول
ايامنا واحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
كان نفسي اعيش عمري معاك على طول
مقدرتش انساك والليالي كل ما تفوت الليالي
كل ما اشتاق يا حبيبي واقول
ايامنا واحشاك ولا ناسي
ياللي انت من غيرك بقاسي
مكنتش اتخيل فراقنا يطول
تتمرد دمعه ساخنه وتهرب من عينيها وتشق طريقها علي خدها الذي تلون باللون الاحمر .. تلمس الدمعه شفتيها الورديتين لتسرع بمسحها .. تظن انه بذلك لم يلاحظها، لا تعلم بأنه يجيد قراءه جسدها وانفاسها ويحفظها كما يحفظ اسمه .. يتأكد اكرم من وجود سر يدفعها لذلك البعد ويعقد العزم على كشفه ليُنهي ذلك العذاب .. يصل اكرم بسيارته امام المنزل لتسرع مرام بالنزول بسرعه دون توجيه ادني كلمه له وتتجه لداخل المنزل ويغادر هو بسيارته بعد ان بات متأكدا ان البُعاد يؤلمها كما يذبحه ولابد من وضع حد له
/////////////
مراد(وهو ينظر للورق بين يديه): الكلام اللي في الورق دا لو صح يبقى كدا احنا معنا الكارت اللي هيحرقه هو وكل اللي معاه
عزيز: الكلام المكتوب صح .. انا متأكد من مصدري 100%
مراد(وهو ينظر لعزيز): برضو مش هتقولي مين مصدرك دا وازاي جابلك معلومات بالاهمية والدقة دي
عزيز: كل شئ بوقته .. اهم شئ دلوقتي اننا نرتب صح علشان نعرف ايه الخطوة الجاية
مراد: الورق دا لازم يفضل معايا
عزيز: وانا برضو رأيي كدا بس برضو مينفعش يبقى في البيت .. لازم تشوف مكان امان تشيله فيه
مراد: المكان موجود متقلقش .. اهم حاجة بس اننا ناخد بالنا من كل خطوة ونرتبلها كويس اوي
هز عزيز رأسه بموافقة على كلام مراد
/////////////
قامت حنين بتغيير ملابسها وخرجت لتجد مراد يجلس مع والدها بالمكتب .. دقت حنين الباب بخفه وطلت برأسها من خلفه
حنين: انا جاهزة
مراد: تمام
قالها وهو يطبق الورق الذي اعطاه له عزيز ويضعه بجيب بدلته
عزيز(وهو يقترب منها): خلاص ماشية يا حبيبتي
حنين(بمزاح وهي مدعية البراءة): اعمل ايه بقى صعب عليا، قعد يقولي عشان خاطري عشان خاطري روحي معايا البيت ملوش حس من غيرك ف قولت اروح معاه و اكسب فيه ثواب وخلاص
مراد (بصدمه): انا ؟!!!
قهقه عزيز بشدة على طريقه ابنته ومزاحها الذي عاد بعد أن اختفى طوال مده بقاءها هنا .. اقترب عزيز منها بابتسامة وحنو ابوي وهو يأخذها في حضنه
عزيز: البيت هيرجع وحش تاني من غيرك يا حبيبه بابا
حنين: ما بلاش الكلام ده بقى يا زيزو والله اغير رأيي وماروحش
مراد(وهو يقترب منهم): تغيري رأيك ما تعمليش ايه يا عينيا؟
حنين(وهي تقف خلف عزيز مدعية الخوف): اهدى يا شبح الكلام اخد وعطا
مراد (وهو يرفع حاجبيه بصدمة): شبح ؟!!!!!
ازداد ضحك عزيز ليقوم باحتضان مراد بيد وحنين بالاخرى فابتسم مراد لذلك الرجل الذي عوضه حنان الاب وكان له نعم الصديق
عزيز: ربنا يسعدكم يا اولاد ويهدي سركم .. يلا بيتك بيتك بقى عايز انام
حنين(بشهقة): انت بتطردني يا زيزو
مراد (بمزاح): ايوه ايوه بيطردك، انا شاهد وشوح بايده كده كمان قال يعني مش هامه
عزيز: انت جاي تهدي النفوس ولا ايه، يلا خد مراتك ومن غير مطرود
حنين: ماشي يا زيزو, خليك فاكرها .. (ثم تحركوا ناحية الباب لتُكمل) .. ما تنساش تاخذ دواك و تكلمني قبل ما تنام
عزيز: حاضر يا حبيبتي
مراد: هبقى اكلمك بكره علشان نكمل كلامنا
عزيز: ان شاء الله ..(ثم وضع يده على كتف مراد)..خد بالك من حنين
قالها وهو ينظر في عينيه بعمق اشعر حنين بوجود خطب ما ولاحظ ذلك مراد فتصرف سريعا ليجذب انتباهها
مراد: يلا يا استاذه قدامي
حنين: قدامك دا ايه انت اللي تعالى ورايا
قالتها وهي تعدل ياقة بلوزتها وتمشي نافخه صدرها بالهواء ليضحك عزيز ومراد على طريقتها ويخرجوا من المنزل باتجاه السياره .. يضع مراد حقيبه حنين بالسياره ويقوم عزيز بتوديعهم ثم يدخل المنزل و يغلق الباب لتعود انقباضة قلبه التي لا يعلم سببها او ربما يعلم ولذلك اصر على إبعاد حنين عن منزله في ذلك اليوم بالذات
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
بدأت حصون مراد بالانهيار امام سلطان الحب فهل ستستطيع تلك المجنونة البريئة هدم كل حصونه وتتربع على عرش قلبه
ما هو ذلك السر الذي اجبر مرام على الابتعاد عن من احبت منذ نعومة اظافرها وتمنت ان تكون بجواره فقط
هل سيستطيع اكرم كشف سر مرام لينهي ذلك البعد ام ان البعد سيزداد بانكشاف السر
لماذا اراد عزيز ابتعاد حنين عن المنزل وماذا يُخبئ له القدر
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
![](https://img.wattpad.com/cover/240850259-288-k643228.jpg)
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Aléatoireأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...