في صباح اليوم التالي يستيقظ مراد ليجد حنين تغفو بين احضانه بهدوء يحتل ملامحها الجميلة التي عاد الدم يجري بها وعاد اشراقها من جديد .. يراها تنام بهدوء ورقة كما الاطفال .. يبدأ في مناغشتها وهو يمرر اصابعه بفروة رأسها لتغمض هي عينيها بقوة وهي تتذمر كالاطفال
حنين(بتذمر): مممم بس بقا
مراد: يلا قومي يا نينو
حنين(وهي تدفس رأسها بأحضانه): تؤ يلا ننام شوية كمان
مراد(بابتسامة): يلا بلاش كسل
حنين(بنوم): يا مراد انا بقالي يومين مش عارفة انام علشان انت بعيد عني .. نام بقا وخليني انام
قالتها حنين بتذمر وهمس صادق لينظر لها مراد وهو يؤنب نفسه للمرة المليون على انه جعلها تعاني ولو لثانية في بُعده .. يُحكم لف ذراعه القوي حولها جاذبها لصدره وهو يهمس
مراد: نامي يا حبيبتي .. دا مكانك .. نامي زي ما انتي عايزة
حنين(بنوم وهي تلف يديها عليه): مممم
طبع مراد قبلة صغيرة على رأسها ليُغمض عينيه وينام هو الآخر مرة أخرى بأحضان من يعشقها من صميم قلبه الذي تعتلي وحدها عرشه
//////////////////
في منزل لما ومصطفى:-
انتهى كلاهما من ارتداء ملابسه لكي يخرجوا إلى وجهتهم
مصطفى(وهو يقف بالصالة): يلا بقا يا لوما
لما(وهي تخرج من الغرفة): حاضر اهو خلصت
مصطفى(بابتسامة وغمزة): ايه القمر دا
لما(وهي تقترب منه): عارف يا مصطفى، انا مبسوطة لرجوع مراد مرتين .. مرة علشان رجع بالسلامة وماسبناش وبرجوعه هترجع مرام تاني إن شاء الله .. والمرة التانية علشانك انت
مصطفى: انا؟!!
لما(بابتسامة): ايوة .. انت رجعت تضحك تاني ووشك نور .. زي ما تكون كنت غايب ورجعت
مصطفى: معاكي حق .. انا اصلا من امبارح وانا كل شوية اقوم وافكر انا كنت بحلم ولا دا بجد
لما: الحمد لله .. ربنا يتم جميله علينا وميمي ترجع تاني بقا
مصطفى: امين يا رب .. يلا بينا
لما(وهي تتعلق بيده): يلا
تحركت لما مع مصطفى للخارج متوجهين ناحية منزل مراد
///////////////
ينام مراد وحنين بهدوء ليقطع ذلك الهدوء صوت طرق متكرر على الباب
مراد(بغيظ وهو يفتح عينيه): مين الغبي اللي بيخبط كدا؟!!
حنين(بانزعاج): ايه دا فيه ايه!!
اكرم(بصوت عالي وهو يدق على الباب): اصحى يا عم انت وهي
مراد(وهو يجز على اسنانه بغيظ): مش بقولك غبي
وقف مراد من جانب حنين ليتوجه ناحية الباب ويفتحه بغيظ وغضب ويدفع اكرم بحدة خفيفة
مراد(بانفعال بسيط): ايه يا متخلف حد يصحي حد كدا؟!!
اكرم(وهو يرتمي في احضانه بدرامية): وحشتني يا مراد
مراد(وهو يبعده عنه وينظر له باستغراب): مالك يلا فيه ايه؟!!!
اكرم(وهو يرتمي باحضانه مرة أخرى): وحشتني من امبارح للنهاردة
مراد(وهو يمسكه من ياقته (قفاه) ويبعده): اظبط يلا بدل ما اظبطك
اكرم(مدعياً التبرم): تصدق انت ملكش في الطيب نصيب ..(ثم رفع صوته).. صباح الخير يا ام عتريس
حنين(بضحك): صباح الفل يا دكترة اتفضل
اكرم(بمزاح): توشكري يا بنت الاصول .. شايف الناس اللي بتفهم
نظر له مراد بغضب وغيظ ليتحرك من امامه ويغلق الباب بوجهه فيرفع ذلك المجنون صوته من وراء الباب
اكرم(بصوت عالي): غيروا هدومكم علشان انا جعان وعايز افطر
مراد(بغيظ): روح افطر في بيتكم
اكرم(باستفزاز): لا انا عايز افطر معاكم ومع الحديدي الصغير حبيب عمه
جز مراد على اسنانه بغيظ لترفع حنين صوتها
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): طب اخلع يا اكرم انت دلوقتي وبسرعة بدل ما مش هتلحق تاكل حاجة اصلا لا معانا ولا مع غيرنا
اكرم(وهو يبتلع ريقه مدعياً الخوف): تصدقي انا نسيت اني عامل دايت .. انا هنزل استناكم تحت
قالها اكرم وهو يسرع في النزول لتضحك حنين حين استمعت لصوت خطواته المُسرعة بينما نظر مراد للباب بغيظ
مراد(وهو يمسح وجهه): عيل غلس
حنين(بابتسامة): معلش، ادخل خد شاور كدا ويلا علشان ننزل نفطر
مراد(بمكر وهو ينظر لها): طب ما احنا ممكن نفطر هنا .. انا قدامي مربى وعسل وقشطة مضروبين ميكس سوا وعايزين يتاكلوا
حنين(بخجل منه ومن نظراته): ...
اقترب مراد منها ليجلس بجانبها ويقترب بوجهه قليلاً وهو يهمس
مراد(بغمزة): ايه الصباح اللي زي الفل دا
حنين(بخجل): ...
ازداد احمرار وجه حنين ليزداد انجذاب مراد لها .. اختطف شفتيها في قبلة طويلة ليبتعد وهو يهمس
مراد(وهو ينظر لها): قولتيلي انتي في الشهر الكام؟
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): تقريباً اخر التاني
مراد(بصوت عالي قليلاً وغيظ): يا مهون يااااا رب
قالها مراد وهو يقوم من جانب حنين ويدلف للحمام تاركاً حنين تنظر في اثره بضحك يهتز له قلبيهما
//////////////////
بمستشفى الشاذلي ينام عزيز على كرسي بجانب سرير حسن واضعاً رأسه على طرف السرير .. يصل لمسمعه صوت أنين وبكاء ليستيقظ بلهفة وهو ينظر لحسن .. يجده نائماً بهدوء, يحرك عيناه ليجد جسد تلك الصغيرة يهتز من اثر البكاء وهي مغمضة عينيها .. انها تحلم! لا بل هي عالقة بكابوس .. يتقدم عزيز منها ليجدها تخترف وتهمس بكلمات
جميلة(بهمس ودموع): لا .. بابي انا بحبك .. لا بابي .. راسي بابي .. آآآه
كانت جميلة تأن وهي تهمس ولا تعرف أهو من ألمها الجسدي المُصاحب لذراعها أم من ألمها النفسي الذي سببه هذا الشيطان اللعين .. ينظر لها عزيز وهو يتألم .. حتى وإن كانت ابنة عدوه اللدود وحتى وإن كانت ابنة من دمر حياته فهي في النهاية طفلة صغيرة وليس لها ذنب فيما اقترفه أباها .. يقترب عزيز منها ويمسد بحنان على رأسها لتهدأ تلك الصغيرة قليلاً وتنام وهي لا تعلم أنامت بفعل المهدئات والمسكنات الموضوعة بالمحلول المُوصل بكفها الصغير أم بسبب تلك اللمسة الحنونة التي هدأت من انفاسها
/////////////////
يجلس اكرم بجانب مرام النائمة أو بمعني ادق الهاربة .. يحتضن كفها بين كفيه بحب ويطبع قلبة خفيفة عليهم وهو يهمس لها
اكرم(بحنان وحب يشوبهم الحون): مرام .. ميمي .. اميرتي .. وحشتيني اوي .. قومي بقا يا ميمي .. غيابك طال .. هونت عليكي .. سيبتيني لوحدي وانا كنت محتاجلك اوي .. قومي بقا .. مراد رجع خلاص .. قاللي انه مش هيبعد عننا تاني .. وعارفة, حنين حامل .. اه والله .. هتبقي عمتو يا حبيبتي .. احلى واجمل عمتو في الدنيا .. قومي يا ميمي بقا .. لو بتحبيني قومي
لا رد من مرام ولكن قلبها أخذ يدق بعنف .. تسمع كل كلمة وتريد ان تفتح عينيها ولكن مازال عقلها يقيدها .. يطبع اكرم قبلة خفيفة على رأسها قبل ان يتحرك من جانبها تاركها تحارب عقلها اللعين الذي يريد سجنها بين اسوار اللاوعي ولكن هي لن تستسلم .. اصبح الآن لديها الكثير من الاسباب لتعيش .. الكثير من الاشخاص لتعود إليهم .. لن تستسلم وحتماً ستنتصر
//////////////////
بمنزل هدى:-
تجلس هدى بحزن يرتسم على ملامحها وهي تنظر في هاتفها لصور جمعتها بحنين .. هنا صورتهم في إحدى حفلات الملجأ .. وهنا صورتهم مع بودي ودنيا .. هنا صورتهم وهم يأكلوا الساندويتشات ويضحكوا .. هنا صورتهم وهم يجلسوا امام النيل .. تتجمع الدموع بعينيها وهي تنظر للصور وتهمس
هدى(بحب كبير يشوبه الحزن): وحشتيني يا حنين .. ماكنتش اعرف اني بحبك كدا يا مجنونة
قاطع بكائها صوت هاتفها برنين اتصال .. رقم غريب! .. ليس من عادة هدى الرد على الارقام الغريبة .. انتهى الرنين وكادت هدى بالخروج من غرفتها لتجده يرن مرة ثانية .. فكرت لثواني ثم ضغطت بأناملها على زر الاجابة
هدى: ألو .. مين معايا؟
نور: ألو يا انسة هدى انا نور
هدى(بتعجب): نور؟!! انت جبت رقمي منين؟!
نور(بجدية): مش وقته دلوقتي .. غيري هدومك وانزلي بسرعة انا تحت البيت
هدى(بصدمة): تحت بيت مين؟!!!
نور(بنفس الجدية): بيتك .. يلا بسرعة
احست هدى من نبرته ان بالفعل حدث شئ لتُغلق المكالمة وتُسرع بتغيير ملابسها وعقلها منشغل بسر مكالمته وما الذي حدث .. أحدث شئ لمرام؟ أم للما؟ أم.. لحنين؟!!! .. انتهت هدى من تغيير ملابسها لتنزل مُسرعة وتجد نور يقف ويستند على سيارته .. شهقت بخضة وهي ترى ذراعه ملفوف مكان الاصابة
هدى(بلهفة): ايه دا؟!! حصلك ايه؟!!
نور(بابتسامة وغمزة): خايفة عليا؟
هدى(بتوتر من ابتسامته والغمزة): ها .. انت .. هو ..(ثم استجمعت تركيزها).. هو ايه اللي حصل وقولتلي انزل ليه؟
نور(وهو يدعي الجدية): اه صح مش وقته .. اركبي بسرعة
هدى: هنروح فين؟
نور: بيت مراد
ما ان استمعت هدى لجملته حتى اسرعت بالركوب وقلبها يدق بخوف على صديقاتها .. ماذا حدث لهن .. أستخسر اخرى؟! ألا يكفي خسرت حنين؟!! .. تعمد نور عدم قول اي شئ ليُراقب باستمتاع حالة هدى المتوترة التي تجعلها كالعروسة اللعبة وهي تغمض عينيها بتوتر
///////////////////
بمنزل مراد:-
انتهى مراد وحنين من تبديل ملابسهم وسط مناغشاتهم وضحكاتهم التي عادت تملئ ارجاء البيت .. تنزل حنين السلم لتشهق دادة فاطمة من المفاجأة فقد اخبرها اكرم انهم سيفطروا جميعاً سوياً ولكن لم يخبرها على مَن تعود "جميعاً" .. تُسرع دادة فاطة ناحية حنين وهي تجذبها لأحضانها بحنان وحب
دادة فاطمة(بحنان ودموع): يا حبيبتي يا بنتي .. حمد الله على سلامتك .. نورتي البيت يا حبيبتي
حنين(بابتسامة): حبيبتي يا طمطم .. وحشتيني اوي
دادة فاطمة(وهي تربت على ظهرها): وانتي اكتر يا حبيبتي .. البيت كان وحش من غيرك
مراد(بنبرة مشاكسة): كان وحش من غيرها هي بس؟
ألجمت الصدمة دادة فاطمة .. تنظر لمراد بلهفة تشوبها الدموع .. لا تصدق وجوده امامها
دادة فاطمة(بعدم تصديق ودقات قلب مسرعة): انت .. انت ..
مراد(وهو يقترب منها بهدوء): اهدي يا دادا .. ايوة انا هنا بجد ..(ثم اقترب منها وامسك بيدها لتشهق بعدم تصديق).. انا اهو .. أدي عيني وأدي بؤي وأدي جسمي .. قدامك يا دادا
لم تأخذ دادة فاطمة ثانية للتفكير وجذبته لأحضانها بلهفة أم وحنان كبير وهي تهمس وسط دموعها
دادة فاطمة(بحنان وهي تحتضنه): يا حبيبي يابني .. الحمد لله يا رب .. انا كنت عارفة ان ربنا مش هيحرمني منكم .. يا حبيبي
كانت تقول كل كلمة بلهفة وفرحة وسط دموع كثيرة تحتل وجهها وهي تربت على ظهره بحنان بينما يحتضنها مراد بخفة وهو يرى حب تلك المرأة الحنونة التي قامت بتربيته منذ كان طفل صغير واحبته وأخته كأولادها .. يطول العناق ليقطعه صوت بكاء .. يرفع مراد رأسه من احضان دادة فاطمة ليجد مجنونته تبكي وهي تنظر لهم ليقترب منها بلهفة
مراد(بقلق): مالك يا حبيبتي؟
حنين(بدموع): مفيش .. بس انا .. فرحانة ومتأثرة .. شوية
مراد(بمزاح): كل دا وشوية!!
ضربت حنين مراد بقبضتها بخفة ليضمها لصدره بحب وهو يبتسم
مراد(بابتسامة ومزاح): شكل طنط كان معاها حق والحمل هيبقى نكد
دادة فاطمة(بدهشة): حمل؟!!
مراد(بابتسامة): ايوة يا دادا .. الحديدي الصغير في الطريق
قالها وهو يربت بحنان على بطن حنين .. نظرت دادة فاطمة لهم بفرحة لتطلق العنان لزغاريطها التي ملئت الارجاء من حولهم
دادة فاطمة(بفرحة): لولولولولوي .. لولولولولولولولي
نظر مراد وحنين لدادا فاطمة بابتسامة لتجذبهم لأحضانها
دادة فاطمة(بفرحة وابتسامة مشرقة): ياما انت كريم يا رب .. اللهم لك الحمد .. ألف مبروك يا حبايبي
حنين: الله يبارك فيكي يا طمطم
دادة فاطمة(بحماس): انا هروح اجهزلكم فطار ملوكي .. قشطة ومربى وعسل وكل حاجة
قالتها دادة فاطمة بفرحة وهي تنطلق عائدة للمطبخ بفرحة تحتل وجهها كله .. يتحرك مراد وحنين ناحية الصالون منضمين لأكرم
//////////////////
بمستشفى الشاذلي:-
أوصى اكرم محسن بمتابعة حالة جميلة بنفسه حتى يصل ولم يخبره بما فعله مراد بعد .. يقوم محسن بفحص ذراع جميلة وسط دموعها التي تخبئها بصدر عزيز .. يربت عزيز على رأسها بحنان لينتهي محسن من الكشف
محسن(بابتسامة): لا دا احنا ابطال شاطرين وعندنا عضلات ..(ثم نظر ليدها الرفيعة).. بس هي غالباً بتكبر لجوا
ضحكت جميلة من وسط دموعها .. كاد محسن بالمغادرة لينتبه لحسن الذي يغلق عينيه بشدة ويأن بصمت وخفوت .. يقترب منه وهو يسأله بهدوء
محسن: انت كويس يا حبيبي؟
انتبه عزيز له ليُسرع ناحيته
عزيز(بلهفة): مالك؟ حاسس بحاجة؟
حسن(بتعب): تعبان شوية
عزيز(بخوف ولهفة): تعبان من ايه؟ فيك ايه؟
محسن: اهدى يا عمي علشان نفهم
حسن(وهو يغمض عينيه بألم): ضهري واجعني اوي
جميلة(وهي تنظر لحسن): اكيد علشان ماخدتش الدوا
عزيز(بانتباه): دوا ايه؟
جميلة: دوا مسكن الدكتور كان كاتبهوله علشان وجع ضهره
محسن(وهو ينظر لجميلة): اسمه ايه الدوا دا؟
جميلة: ماعرفش
محسن(وهو ينظر لحسن): طب ممكن اشوف ضهرك يا بطل؟
هز حسن رأسه بهدوء والدموع تلمع بعينيه من شدة الألم .. يُسرع عزيز بمساعدة محسن لكشف ظهر حسن ليُمسك حسن بقميص عزيز بتلقائية ويخبأ وجهه بين احضانه مما جعل دقات قلب عزيز تتواثب بين صدره .. اخذ محسن يفحص ظهر حسن بتركيز ليرسم ابتسامة بسيطة وهو يتكلم بعملية
محسن(بابتسامة بسيطة): بص بقا يا بطل, انا هكتبلك على مسكن قوي هيقلل الألم بس هتعبك شوية انك تيجي معايا نعمل شوية اشعة وتحاليل
عزيز(وهو يضم حاجبيه): اشعة وتحاليل؟! ليه؟
محسن(وهو يهرب بنظراته): زيادة اطمئنان مش اكتر .. عن اذنك
قالها محسن وهو يتحرك مغادراً ليتبعه عزيز حين لاحظ ان نظراته تقول غير كلامه
عزيز(منادياً): محسن
محسن(وهو يقف وينظر لعزيز): ايوا يا عمي
عزيز(وهو ينظر له باهتمام): فيه ايه؟ ليه عايز تعمل اشعة وتحاليل لحسن؟ وليه وشك قلب لما سألت؟
محسن(بهدوء): بص يا عمي انا شاكك في حاجة بس مش هقولك غير بعد الاشعة والتحاليل
عزيز(بعد ان تفرس تعبيرات وجهه): ماشي يا محسن ..(ثم نظر له قليلاً قبل ان يقول).. هو ممكن اطلب منك طلب بس يكون بيني وبينك؟
محسن: اه طبعاً يا عمي
عزيز: انا عايزك تعمل تحليل زيادة لحسن
محسن(باستغراب): تحليل ايه؟
عزيز: تحليل DNA .. ليا وليه
نظر محسن بصدمة لعزيز .. فهو لا يعرف اصل الحكاية ولا يعرف ماذا يقرب حسن وجميلة لعزيز فكل ما اخبره اكرم به هو ان السيدة الموجودة بالعناية هي والدة حنين والطفلان لم يذكر عنهما شئ سوى ان يهتم بهما حتى انه تفاجئ بوجود عزيز معهم .. هز محسن رأسه بهدوء لينصرف من امام عزيز الذي قرر ان يقطع الشك باليقين ويصل للحقيقة مهما كان الثمن
///////////////////
بمنزل مراد:-
يجلس الجميع على السفرة بعد ان انضم لهم لما ومصطفى .. تعلو الابتسامات الوجوه وهم يأكلوا بسعادة وفرحة تحتل وجوههم
اكرم(بهدوء): على فكرة انا لسة قافل مع المستشفى وقالولي ان حالة طنط سها استقرت وعدت مرحلة الخطر
حنين: الحمد لله يا رب .. يعني ينفع تخرج؟
اكرم: لا مش قبل اسبوع على الاقل .. العملية ماكنتش سهلة وحالة قلبها كانت ضعيفة .. هي كانت بتاخد دوا للقلب؟
حنين(بتفكير): ماظنش .. الدوا الوحيد اللي كانت بتاخده قدامي كان دوا للصداع .. كانت بتاخده كل يوم تقريباً
اكرم(وهو يرفع حاجباه): كل يوم؟! .. طب انتي فاكرة اسم الدوا؟
حنين: الدوا معايا اصلاً
مراد: معاكي ازاي؟
حنين: اصل انا في مرة كنت مصدعة وجميلة جابتهولي بس ماما لحقتني قبل ما اخده وقالتلي انه غلط علشان البيبي ف حطيته جنبي وقبل ما نرجع اخدته علشان لو ماما احتاجته
اكرم: وريني الدوا دا كدا
حنين: حاضر ثانية واحدة
تحركت حنين من غرفة السفرة في نفس وقت دخول هدى ونور .. تصنمت هدى مكانها لثواني وهي ترى حنين واقفة امامها لتندفع ناحيتها وهي تصرخ بفرحة والدموع تحتل وجهها
هدى(بفرحة ولهفة وهي تحتضنها): حنين .. حبيبتي .. حمد الله على سلامتك يا قلبي .. وحشتيني اوي
حنين(بحنان وهي تربت على ظهرها): وانتي اكتر يا دودو .. اهدي يا حبيبتي انا بخير
هدى(وهي تنظر لها بفرحة مخلوطة بدموع): انا كنت لسة بتفرج على الصور وبقول نفسي اشوفك .. ماكونتش اعرف ان ربنا بيحبني اوي كدا علشان يحققلي امنيتي بسرعة
جذبت حنين هدى لأحضانها مرة اخرى لتبكي كلتاهما بفرحة وحب .. يبتسم نور وهو يرى هذا المشهد
نور(بهدوء وابتسامة): اظن كدا ان اوفيت بوعدي
رفعت هدى وجهها من احضان حنين ونظرت ناحية نور بأعين تلمع بفرحة وامتنان .. دق قلب نور بعنف لنظرتها وأحس انه كان على استعداد لدفع عمره كله لكي يرى تلك النظرة بعينيها .. ترتسم ابتسامة فرحة وخجولة على وجه هدى سرعان ما اختفت ليحل محلها الصدمة حين رأت مراد يخرج من غرفة السفرة واضعاً يديه بجيب بنطاله ويقف بشموخ وقوة لا تليق إلا به
هدى(بخضة وصدمة): بسم الله الرحمن الرحيم .. ازاي .. هو ..
حنين(وهي تضحك): اهدي يا دودو دا مراد مش عفريته اهدي
هدى(باندفاع وهي تنظر لحنين): هو مش كان مات؟!!
نور(بضحك على جملتها): لا دي حكاية طويلة صاحبتك تحكيهالك
هدى(بعدم فهم): يعني ايه؟
حنين(بهدوء وابتسامة): يعني هبقى اقولك بعدين .. المهم دلوقتي ان مراد عايش وانا بخير .. وكمان حامل
هدى(وهي تردد وراءها): مراد عايش وانتي بخير وكم.. ايييه؟!!!!
حنين(بابتسامة وهي تربت على بطنها): ح-ا-م-ل .. بيبي .. نونة .. هتبقي خالتو دودو
نظرت هدى بنظرات مذهولة لحنين ثم حركت نظرها ناحية نور الذي يكتم ضحكاته على تعبيرات وجهها لتنظر مرة اخرى ناحية حنين وهي تصيح
هدى(بصياح وفرحة): حااااااامل .. لولولولولولولولولوي .. المجنونة حامل .. انا هبقى خالتووووووو
قالتها وهي تجذب حنين لأحضانها بفرحة وسط ضحكات حنين وجميع الواقفين .. ابعدت هدى حنين عن احضانها لتنحني قليلاً وتنظر لبطن حنين وتتكلم بنبرة فرحة
هدى(بنبرة حنونة): أهلا بالقمر .. نورت يا حلو .. انا خالتو هدى .. انا وانت هنبقى صحاب جداً
نظرت حنين لهدى بابتسامة وفرحة لتجذبها بين احضانها وتنضم لهم لما بينما يقف الشباب وينظروا لهن بابتسامات فتاكة تحتل ثغورهن ولكن كانت ابتسامة احدهم يشوبها الحزن على من ملكت فؤاده ومازالت غائبة في نومها مُطفئة شمس دنياه
//////////////////
يجلس محسن بمكتبه وهو يرى الاشعة الخاصة بحسن ..يدق الباب لتطل من خلفه لارا
لارا: كنت عايزني يا محسن؟
محسن: ايوة تعالي .. بصي كدا الاشعة دي
تطلعت لارا للاشعة بتركيز ودقة
لارا: دا طفل مش كدا؟
محسن: ايوة .. 10 سنين
لارا: اها .. طب وانت ايه اللي مخليك مركز كدا مع الاشعة؟
محسن: الطفل دا قاعد على كرسي متحرك
لارا(بدهشة): ايه؟!! ازاي دا..
محسن(وهو يهز رأسه): انا برضو جه في بالي نفس اللي جه في بالك .. تعالي معايا
لارا: على فين؟
محسن: هنروح لأكرم على بيت مراد .. لازم يشوف الاشعة دي
لارا: ماشي يلا
تحرك محسن ولارا في اتجاة بيت مراد فهم لم يعلموا بعد ان اكرم قد قرر العودة للمشفى من جديد .. داخل رأس كلٍ منهم آلاف الاسئلة وآلاف الاحتمالات التي يجب وضع حد لها
///////////////////
تنظر هدى لحنين بذهول بعدما حكت لها ما حدث خلال الايام الماضية وكيف كان كل شئ تحت تخطيط مراد بالاشتراك مع نور وعزيز
هدى(بدهشة): دا جوزك دا الواحد يخاف منه .. ايه الدماغ دي
حنين(بهدوء): عارفة انا في الاول كنت متعصبة منه ومش طيقاه بس لما فكرت لقيت ان دا كان الحل الوحيد .. انا كنت هفضل عايشة في خوف لو ماكنتش الحكاية دي خلصت
لما: هو مراد ماقلش عمل ايه مع الحيوان دا؟
حنين(وهي تهز رأسها): لأ .. كل اللي قاله ان الحكاية خلصت وماعدتش فيه بُعد ولا خوف
هدى(بابتسامة): طبعاً خلاص .. مش الحديدي الصغير هيشرف
حنين(بحنان وهي تربت على بطنها): تعرفي يا دودو, انا كنت حاسة اني تايهة .. كنت عاملة زي الغريق والبيبي دا زي ما يكون هو القشاية اللي اتعلقت بيها وانقذتني .. كنت كل ما احط ايدي على بطني بحس بإني جوايا قوة تخليني ماخفش من اي حد ولا اي حاجة
لما(بابتسامة): ربنا يكملك على خير ويجي الباشا وينورنا
حنين: امين يا رب ..(ثم نظرت ناحية هدى بابتسامة وغمزة).. قوليلي بقا يا دودو, ايه النظام؟
هدى(بعدم فهم): نظام ايه؟
حنين(بابتسامة خبيثة): يا بت مش عليا .. ايه حكاية الباشا اللي نوره زاد وغطى
هدى(بمزاح): انتي عبيطة .. هل انتي عبيطة؟
حنين(وهي ترفع حاجبها): دودوووو مش عليا .. اعترفي احسنلك
هدى: اعترف بإيه بس!
لما(بابتسامة): بكل حاجة .. امتى وفين وازاي ونطق ولا لسة؟
هدى: حتى انتي يا لوما؟!!
لما: اصل بصراحة الواد مفضوح اوي .. نظرات وابتسامات وخوف عليكي
احمرت وجنتا هدى لتنطق بتلعثم
هدى(بهروب): والله انتم مجانين .. بيتهيألكم حاجات غريبة
حنين(بابتسامة): ماشي يا دودو .. بكرة تيجي تتحايلي علينا علشان نسمعك
هدى(وهي تربع يديها امام صدرها بعناد): مش هتحايل
حنين(وهي تربع يديها مثلها): هنشوف
////////////////////
يجلس مراد والشباب بغرفة المكتب وهم ينظروا للورق بتركيز .. اللغة غريبة!! .. يزفر مراد بضيق وهو يضع الورق امامه
مراد(بقلة حيلة): وبعدين؟! مفيش حل؟
نور(وهو يلوي فمه): شكلنا مش هنوصل لحاجة غير لما نقدمه
مصطفى(وهو يزفر بملل): على الله بس هما يعرفوا يوصوا لحاجة .. اللغة غريبة فعلاً
اكرم(وهو يحرك رأسه يميناً ويساراً وهو ينظر للورق): لأ وطريقة الكتابة داخلها ارقام زي ما يكونوا قاصدين يلغبطوا الواحد
يدعك مراد رقبته وهو ينظر بغيظ لهذا الورق الذي أرعب حسين لسنوات .. بالتأكيد يوجد كارثة به وسيكتشفها مهما كلفه الأمر
/////////////////////
وصل محسن ولارا لمنزل مراد ونزلوا بسرعة للداخل .. ما ان دخلوا حتى تسمروا بأرضهم وهم يروا حنين وهدى ولما يجلسوا بابتسامات تحتل وجوههن .. تجمعت دموع الفرح بعيون لارا وهي تجري ناحيتهم لتحتضن حنين بلهفة وفرحة .. يعلو صوت البنات الفرح ليخرج على اثره الشباب .. تزداد صدمة محسن وهو يرى مراد امامه ليقترب الاخير منه وهو يبتسم ويجذبه لأحضانه بود شديد .. وبعد الكثير من العبارات الفرحة والمليئة بالسعادة ينتبه اكرم لوجود محسن ولارا بالمنزل وهم مُمسكين بملف خاص بالاشاعات ليتكلم محسن بجدية
محسن: بص يا اكرم على الاشعة دي
اكرم(وهو يمسك الاشعة): اشعة مين دي؟
محسن: اشعة حسن
حنين(بلهفة): حسن؟! ماله؟ حصله ايه؟!
محسن: اهدي ماتخافيش .. انا بس شاكك في حاجة
مراد(بتركيز): حاجة ايه؟
اكرم(وهو ينظر للأشعة): ازاي كدا؟! .. دا كدا المفروض..
محسن(مُكملاً جملته): حسن المفروض يكون بيمشي
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
عزيز على وشك التأكد ان حسن ابنه فماذا ستكون ردة فعله
من المفترض ان حسن قادراً على المشي إذا لماذا يجلس على كرسي متحرك
ما السر وراء جلوس حسن على الكرسي
هل دواء سها فعلاً داء ام هذا ما تظنه هي
هل ستعود مرام ام سينتصر ظلام اللاوعي
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
![](https://img.wattpad.com/cover/240850259-288-k643228.jpg)
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Randomأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...