تفاجأ كلاهما من قول الشيخ ان اكرم زوجها همت مرام بالاعتراض ولكن اكرم ضغط برفق على يدها ليمنعها من الكلام
اكرم(بابتسامة بسيطة): لا يا شيخ هي مش خايفة منكم هي بس متوترة من الموقف وتعبانة شوية .. اصلنا قعدنا كتير في العربية عقبال ما قابلنا عمار
الشيخ عتمان: حصل خير يا ولدي .. انتوا دلوجت تروحوا ترتاحوا شوية وتغيروا خلاجاتكم، اني خليت البنتة يجهزولكم خيمة ويوضبوها .. وكمان هيجهزولكم الوكل والشرب وهيبعتوه ليكم .. ارتاحوا شوية علشان تسهروا معانا الليلة، اصل الليلة فرح ولدي الكبير عامر وعاملين دبايح وليلة كبيرة
اكرم(بابتسامة): يشرفنا طبعا يا شيخ وألف مبروك
الشيخ عتمان: تسلم يا ولدي .. عماار، وصل الاستاذ والهانم للخيمة وخد بالك منيهم .. اي حاجه يعوزوها تكون عنديهم .. وابعتلي نجاة
عمار: حاضر يا جدي .. اتفضل يا استاذ
تحرك اكرم ومرام -التي كانت تجز على اسنانها بغيظ- مع عمار في اتجاة الخيمة .. تنظر مرام ناحية اكرم بغيظ ويدعي هو عدم الانتباه .. بمجرد ان دخلت مرام واكرم الخيمه حتى انفعلت عليه
مرام(بانفعال): انت ليه ماسبتنيش اقوله ان انا مش مراتك
اكرم: هي ليله هنقضيها بالطول ولا بالعرض، مش لازم نحكي قصه حياتنا يعني
مرام: ازاي يعني هنقضيها بالطول ولا بالعرض، هنام انا وانت في خيمه واحده ازاي
اكرم: هو انتي فاكره نفسك جايه فندق هيدوا كل واحد فينا خيمه .. دا كتر الف خيرهم انهم هيستضيفونا الليله دي
مرام: ايوه بس ما ينفعش بردو ان انا وانت نبات في مكان واحد كده لوحدنا
اكرم: ما تخافيش اوي على نفسك كده مش هاكلك يعني
قال اكرم تلك الجمله وهو يقترب منها ويقف امام عينيها وينظر لها بنظره اربكتها
اكرم(بمكر): وبعدين هو انتي كنتي عايزه تقوليله ان انتي مش مراتي بعد حضن المطارات اللي ادتيهولي قدام عمار وايدي اللي فضلتي مكلبشه فيها
مرام(بارتباك): ايه؟! .. هو .. اصلا .. الحضن ده كان عشان كنت خايفه ماكانش قصدي حاجه .. وايدي انت اللي مسكتها الاول و فضلت ماسكها
اكرم: كنتي تقدر تسيبيها .. ماسبتيهاش ليه بقا ها؟
قالها اكرم وهو ينظر لعينيها فتعلقت عيناها به وطالت النظرات بينهم ليكون للعيون الحديث الذي يبوح بمكنون مشاعرهم ل يقطع تلك اللحظه صوت فتاة تستأذن الدخول
اكرم(وهو يبتعد قليلاً عن مرام): ايوة اتفضلي
دخلت الخيمه فتاة جميلة في عمر عمار، مرتدية الزي البدوي وتحمل في يدها صينيه بها الكثير من الطعام
مرام(بابتسامة): انتي مين؟
نجاة: اني نجاة، جدي جالي اجيبلكم الوكل والشرب ده، بالهنا والشفا
اكرم: شكرا الله يهنيكي .. مكنش ليه لزوم
نجاة: وه كيف يعني، انتم ضيوفنا ولازم نكرمكم .. جدي كمان جالي اديكم اللبس ده ليك ولمرتك عشان تغيروا خلجاتكم
نظرت مرام بحدة لاكرم عند ما ذكرته نجاة أيضاً بلقب زوجها
اكرم(بهروب من نظرات مرام): شكرا يا نجاة، تسلم ايديكم
وضعت نجاة صينيه الطعام على الكرسي الموجود بالخيمه وخرجت .. اخذت مرام تتفحص الملابس باعجاب شديد .. جلس اكرم امام الطعام و بدأ في الاكل ليلاحظ جلوس مرام بعيدا عنه على الفراش
اكرم: مش هتاكلي؟
مرام(بتوتر من وجودها معه بمفردهم): ها .. لأ مش عايزة
اكرم: يا بنتي قومي كلي بلاش عناد
مرام: قلتلك مش عايزة، لو سمحت ملكش دعوة بيا
اكرم: خلاص براحتك انا عن نفسي هاكل، الواحد مش عارف هيفضل هنا لحد امتى والعربيه هتتصلح بكره ولا لأ
مرام: ...
اخذ اكرم يتناول الطعام متعمداً إصدار أصوات تنم عن استمتاعه بلذة الطعام .. فقد كان الطعام حقا لذيذ جداً مما جعل مرام تمص شفتيها عدة مرات والجوع يقرص معدتها ولكن كبريائها وعنادها يمنعها من الجلوس معه والأكل .. لطالما كانت مرام تعاند اكرم و برجوع ذلك العناد وتلك المشاكسة بينهم صار قلبها يرقص فرحا لقرب من تربع على عرشه منه رغم الظروف التي فُرضت عليهم
////////////////
حنين(بعبوس بسبب نظرات نانسي): مراد .. انا عايزة اروح
مراد(وقد لاحظ عبوسها): مالك فيه حاجه؟
حنين(بهدوء): لا بس كفايا كدا علشان شغلك بكرة وانا كمان عايزة ارتاح شوية
مراد: اوكيه تمام
اقترب بودي من مراد ركضاً فنزل مراد لمستواه
بودي(بنظرة طفولية): رايح فين؟
مراد: هروح انا وحنين بقا
بودي(برجاء): خليكم شوية
نظر مراد ناحية حنين لتنزل هي الاخرى لمستوى بودي
حنين(بابتسامة): معلش يا بودي يا حبيبي بس انا تعبانة شوية وعايزة اروح علشان ارتاح
بودي: طب روحي انتي وسيبي مراد
حنين(بشهقة): كدا يا بودي تبيعني من اول يوم تقابل فيه مراد
بودي(ببراءة): انا حبيته هو بيعرف يلعب كورة وعلمني اشوط جون حلو اوي
مراد(بابتسامة): وانا كمان حبيتك اوي بس مينفعش اسيب حنين تروح لوحدها .. مش هي مراتي ولازم احميها
بودي: اه صح .. امممم طب انت هتيجي تاني؟
مراد: انت عايزيني اجي تاني؟
بودي: اه .. تعالى على طول مع حنين
مراد: حاضر يا حبيبي
بودي: ماشي سلام
ابتعد بودي خطوتين وكاد بالذهاب ليلتفت مرة اخرى و يلقى بنفسه داخل احضان مراد .. تفاجئ مراد ببداية الامر ولكن ما لبث ان ابتسم بحنان واحتضن بودي
حنين(مدعية الغيرة): الله طب وانا يا بودي؟
بودي(وهو يفتح احد ذراعيه لها): تعالي
ضم بودي حنين بيده الاخرى واعطى كل منهم قبلة سريعة على خده قبل ان يجري ليكمل لعبه
//////////////
اكرم(وهو يأكل لقمة متلذذاً): اه الاكل ب إفترا يا قنني (قالها مقلداً محمد صبحي في مسرحيه تخاريف) .. انا هقوم اشوف مكان اغسل ايدي، عايزه حاجه؟
مرام: ...
اكرم: طيب
خرج اكرم من الخيمة وما ان ابتعد حتى اسرعت مرام ناحيه الاكل لتأكل بنهم شديد وتسد جوعها الذي كاد يفتك ببطنها
مرام(بتلذذ): الله ده طعمه حلو اوي .. مممم تحفه
اخذت مرام تأكل الطعام وهي مستمتعه ولم تدرِ كم من الوقت مر ليقف الطعام فجأة بحلقها وهي ترى ذلك الذي يقف امام باب الخيمة و يتأملها ممسكاّ بضحكاته بصعوبة على منظرها وهي تأكل ليقف الطعام بحلقها وتسعل بشدة
مرام(بسعال شديد): كح كح كح هموت كح كح
أكرم(بلهفة يشوبها الضحك): اهدي يا امي اهدي .. اشربي
قالها وهو يناولها كوب الماء لتشربه دفعة واحده و تاخذ نفسها
اكرم(بمكر): بالراحة محدش بيجري وراكي
مرام(بارتباك): آااا انا .. قلت .. اكل لقمه بسيطه كده علشان الواحد مش عارف هياكل امتى تاني وظروفنا هتكون ايه بكره
اكرم(بتهكم): لقمه بسيطه .. اه ما انا برده بقول كده .. ماشي
هم اكرم بخلع التيشيرت الخاص بن لتشهق مرام وتضع يدها على عينيها بخجل
مرام(بارتباك و حدة): انت .. بتعمل ايه انت؟!
أكرم: ايه في ايه بغير هدومي
مرام(بغيظ): روح غير بره ولا في اي حته تانيه
أكرم: وهما يقولوا ايه لما يلاقوا واحد خارج يغير هدومه بره الخيمه اللي فيها مراته .. اقولهم ايه مراتي مكسوفه ان انا اغير قدامها
مرام: مراتك ايه انت هتسوق فيها؟!
أكرم(بمزاح): الله وانا مالي .. هو انا اللي بقول دول هما اللي بيقولوا
مرام(وهي ترفع حاجبها بغيظ): والله؟!!
أكرم: خلاص خلاص انا هتصرف واغير في اي حته
اخذ اكرم ملابسه وخرج من الخيمه حتى تخفي عن الانظار خلف نخلتين وقام بابدال ملابسه ثم رجع ل الخيمه ليجد مرام واقفه تتأمل الزي البدوي الذي اعطوه لها، لتراه بالزي البدوي الذي زاده جمال ووسامه ورجوله وتلمع عيناها باعجاب
أكرم: انا هخرج اقعد بره مع الشباب .. عايزة حاجة؟
قالها وهو يضع ملابسه على طرف الفراش .. هزت مرام رأسها ب لا ليخرج هو من الخيمة تاركاً مرام لتُبدل ملابسها
///////////////
اعتدل مراد بوقفته وساعد حنين على الوقوف هي الاخرى وكادوا بالتحرك ليجدوا صوت
نانسي: ايه يا نونة انتي ماشية ولا ايه؟
اغمضت حنين عينيها لتحاول السيطرة على اعصابها وألتفتت بثبات يوشك على النفاذ
حنين(وهي تحاول الهدوء): اه ماشية يا نانسي فيه حاجة؟
نانسي: طب مش هتعرفينا .. (ثم مدت يدها باتجاة مراد بابتسامة سمجة) .. نانسي الدمنهوري
تفاجأت نانسي حين وجدت حنين من تصافح يدها وهي تنظر بحدة لها
حنين(وهي تسلط نظرها على نانسي بنظرات تكاد تحرقها): مراد الحديدي .. جوزي
قالتها حنين بحدة بسيطة وهي تنظر لنانسي وتضغط على حروف كلمة "جوزي" كما تضغط على يد نانسي .. تفاجئ مراد برد فعل حنين ولكن شئ بداخله فرح بتصرفها وبتلك الكلمة التي خرجت بنبرة تحمل الغيرة
نانسي(وهي تسحب يدها بألم): اها تشرفنا .. انا لما هدى قالتلي مصدقتش .. انك يعني اتجوزتي يا نونة
حنين(بغيظ): اولا قولتلك بلاش نونة دي .. ثانيا ماتجوزش ليه عندي الحصبة ولا مناخيري ب٣ فتحات
كتم مراد ضحكاته على كلام حنين
نانسي: لا بس انا عمري ما سمعت انك صاحبتي ولا اتخطبتي حتى ف جواز كدا مرة واحدة
حنين: وانا ذنبي ايه ان سمعك تقيل
نانسي: اوف عليكي وعلى هزارك يا نونة .. بس ايه دا؟
حنين(بملل): خير فيه ايه تاني؟
نانسي(بمكر): فين خاتمك؟
حنين(بعدم فهم): خاتم ايه؟
نانسي(وهي تنظر ليديها): خاتم الجواز يا نونة .. دا انتي حتى مش لابسة دبلة
تلعثمت حنين ولم تعرف ماذا تجيب لتجد مراد يمسك بيدها ويتحدث
مراد(بهدوء): الصراحة دي غلطتي انا .. اصلي وصيت جواهرجي العيلة يعمل خاتم مخصوص من حجر نادر جدا علشان يليق بحنين .. ماهي حنين مش اي حد علشان تلبس خاتم عادي او دبلة
قال تلك الجملة وعيناه تنظر لحنين بصدق وكأن كلامه قد خرج حقاً من قلبه وليس لانقاذ الموقف
نانسي(بغيظ وغيرة): اها اكيد
كانت حنين تنظر لمراد بفرحة تلمع بعينيها حتى وإن كان قد قال ذلك الكلام امام تلك السخيفة ليحافظ على صورتها امامها فقد لمست كلماته شغاف قلبها واشعرتها بالتميز
مراد: عن اذنك بقا احنا لازم نروح
نانسي(وهي تنظر لمراد بنظرة ذات مغزى): اها .. اوكيه فرصة سعيدة جدا
هز مراد رأسه وتحرك مع حنين وهو مايزال يمسك يدها وكانت هي تمشي معه كالمسحورة .. ركبوا السيارة ليتحركوا باتجاة المنزل وابتسامة بسيطة تُرسم على وجه كل منهم
///////////////
ارتدت مرام الزي البدوي وكان جميلاً ومناسباً وكأنه فُصل لها .. فتحت مرام كاميرا الموبايل لترى شكلها
مرام(باعجاب): الله .. شكله حلو اوي
انتبهت مرام لصوت نجاة تستأذن للدخول
مرام: اتفضلي يا نجاة
نجاة(بابتسامة واعجاب): بسم الله ما شاء الله .. شكلك حلو جوي جوي
مرام(بابتسامة جميلة): حبيبتي تسلميلي انتي احلى
نجاة: لو خلصتي لبس ممكن انادي البنات .. جدي وصاهم يزينوكي
مرام(بحرج): لا لا ملوش لزوم .. مش عايزة اتعبكم
نجاة: ازاي يعني .. طالما جدي وصى بحاجة لازم تتنفذ .. انا هناديلهم وبعدين متجلجيش انتي كيف الجمر مش محتاجة زينة اصلا يعني هتكون حاجات بسيطة اكده
مرام(بابتسامة): ماشي يا نجاة
احضرت نجاة البنات وقاموا بتزيين مرام ووضع احمر الشفاة الذي لائم بشرتها البيضاء والكحل الاسود الذي زادها جمالاً فوق جمال ورسم عينيها الرمادية ليجعل النظرة منها كالسهام القاتلة بفتنة .. كان اكرم جالساً مع الشباب وعمار وعامر العريس يهنؤونه بالزواج ويتحدثوا ويضحكوا ليتصنم مكانه حين رأى تلك الملاك التي تتوسط باقي البنات ولم تكن سوى ملكة قلبه وحبيبته، سحرته بجمالها وهيأتها ورُسمت على وجهه ابتسامه هائمه في جمال من سكنت قلبه فصار ملكها
//////////////
تجلس حنين بالصالون بملل .. خرج مراد من مكتبه ليجدها تجلس بعبوس اقترب منها ببطئ
حنين(وهي تغلق التلفزيون): اوووف بقا
مراد: مالك فيه ايه؟
حنين(بعبوس): زهقانة ومرام مش موجودة علشان ارزل عليها واجننها شوية
مراد(بضحك): هههه معلش بكرة تجيلك وتجننيها وتجننك براحتكم
حنين(وهي تنظر حولها): تصدق البيت وحش اوي من غير ميمي
مراد(وهو ينظر للمنزل): اها, بس دلوقتي فيه تغيير كبير
حنين: ازاي؟!
مراد: دلوقتي كدا فيه روح ومرام رجعت تضحك .. (ثم نظر لها) .. شكراً يا حنين
حنين(وهي تعدل ياقتها مدعية الغرور): اي خدعة يا سيدي، بس متنكرش ان انت كمان اتغيرت
مراد: ازاي؟!
حنين(بابتسامة): مبقتش ناشف ومبوز كدا زي الاول
نظر مراد ناحية حنين بصمت فهو فعلا لا ينكر انها اضافت نكهة ولون لحياته .. اعادت البسمة والفرحة للمنزل بعد ان افتقدها
حنين(عندما لاحظت شروده): ايه يا عم روحت فين؟
مراد(بهروب): احم, مفيش يلا عشان نتعشى
حنين: يلا
انتهوا من عشائهم لتصعد حنين للغرفة ويخرج مراد للحديقة يحاول تلجيم مشاعره
///////////////
اخذت الفتيات مرام وجلسوا في الجهة المقابلة للشباب حول حلقة النار المقادة امامهم .. كانت عينا اكرم مثبته عليها وكانت هي تهرب بعينيها منه، بدأت مراسم الاحتفال بزواج عامر ابن شيخ القبيلة واخذ الشباب يدقوا الدفوف بإيقاع معين وتغني الفتايات بصوتهن العذب اغاني البدو .. بدأ الشباب والفتايات يتحركوا ويقوموا بالرقص الحجالي بطريقة فولكلورية بديعة سحرت مرام وظلت تتطلع لها بإعجاب .. أما اكرم فكان مسحوراً بجمال من نوع آخر، جمال لطالما أسره وملك قلبه، اخذ يتطلع لها وهي تتمايل بكتفيها وتصفق بكفيها على الإيقاع متجاوبة مع الاجواء حولها .. تغير الإيقاع لأغنية اخرى ليُشكل الشباب صفاً مقابلاً لصف البنات ويرقصوا ويغنوا كلمات اغنية بحماس قائلين:
قلبي يريدك كما الاعمى يريد الشوف ...
و محبيتك ساكنة بين الحشا و بين الجوف ...
قلبي يريدك كما الاعمى يريد الشوف ...
و محبيتك ساكنة بين الحشا و بين الجوف ...
كانت مرام مبهورة بجمال حركاتهم واحترافهم في تلك الرقصة لتُفاجأ حين قامت فتاتان بإمساك يديها وجذبها معهما للصف وكذلك فعل شابان ل اكرم ليصبح مقابلها ويرقصوا معهم على كلمات الاغنية:
عشقت عيونك و عيونك ساحرة و قتالة ..
وه م الشوق ده الشوق خلانى فى حالة ...
عشقت عيونك و عيونك ساحرة و قتالة ..
وه م الشوق ده الشوق خلانى فى حالة ...
كانت عينا اكرم مسلطة عليها وهو يرقص ويتمتم بكلمات الاغنية وكأنه يقصدها هي بكلماته .. أما هي فكانت تشعر بأنها بدنيا اخرى من فرط السعادة والحماس، أرادت ان تنسى كل شئ وتعيش تلك اللحظة حتى آخرها فأخذت ترقص وتغني وهي تضحك من قلبها .. كان الشباب والفتيات يراقبون حركات اكرم ومرام التي كانت مضحكة إلى حد كبير فلم يعرف اي منهم كيفية رقص الحجالة وإنما كانوا يقلدون حركات الشباب والفتيات فقط .. يتسارع إيقاع الاغنية ليبتعد الشباب والفتيات تاركين اكرم ومرام في المنتصف ليُكملوا الرقصة .. ارتبكت مرام قليلاً من الموقف ولكنها وجدت اكرم يُكمل الرقص الحجالة لتُكمل هي الاخرى الرقص واعينهم معلقة ببعضهم بكلام وحدهم المحبين يعرفوه .. اخذ الايقاع يتسارع وتتسارع معه حركات مرام واكرم اللذان اصبحا فجأة وكأنهم تربوا على تلك الرقصات ويعرفونها اب عن جد، تعلوا الصافرات التشجيعية حولهم ويُكوِن الشباب والبنات دائرتين مصفقين واكرم ومرام في منتصفها .. نزل اكرم على ركبته وهو يصفق بيديه بالطريقة البدوية لمرام التي تهز خصرها كما كانت تفعل الفتايات .. علا صوت الشباب والفتايات مكملين الاغنية على الايقاع السريع:
حب الصبر طال والقلب قايد نار .. هاااا
حب الصبر طال والقلب قايد نار .. هاااا
حب الصبر طال والقلب قايد نار .. هاااا
حب الصبر طال والقلب قايد نار .. هاااا
قلبي يريدك كما الاعمى يريد الشوف ...
و محبيتك ساكنة بين الحشا و بين الجوف ...
قلبي يريدك كما الاعمى يريد الشوف ...
و محبيتك ساكنة بين الحشا و بين الجوف ...
انتهت الاغنية ليعلوا صوت صافرات التشجيع من الشباب والزغاريط من الفتايات والتصفيق من الجانبين لاكرم ومرام ورقصهم الذي أدهش الموجودين كلهم واشعل اجواء الاحتفال .. أما هما فكانا كالصنمين ثابتين على وضعهم عند نهاية الاغنية وعيونهم معلقة ببعضهم لا يشعرون بتوقف الاغنية وكأنهم كانوا يرقصون على ألحان دقات قلوبهم منعزلين عن تلك الدنيا وهذا العالم وحدهم في دنيا اخرى فوق السحاب ليعودوا لأرض الواقع على صوت عمار وهو يصيح
عمار: المأذون وصل .. المأذون وصل
انسحبت مرام مع الفتايات ورجع اكرم مع الشباب ليراقبوا المأذون وهو يشهدهم امام الله على اجتماع قلبيين اخرين على دين الله وسنة رسوله .. ما ان أتم المأذون كتب الكتاب حتى ملأت الزغاريط الدنيا من حولهم لينظر اكرم ناحية مرام وعيناه تلمع بوميض غريب .. بعد وقت طويل وبعد ان انتهى الاحتفال اخذ عامر زوجته ودخلوا لخيمتهم واخذ كل فرد ينسحب لخيمته محتمين من هذا الهواء البارد الذي يأكل في الاجساد
/////////////
يجلس مراد بحديقة المنزل وهو يستمع لأم كلثوم وصوتها العذب يملئ المكان حوله .. يفكر بكلام حنين الذي شغل عقله طوال اليوم .. أتفكر فيه على انه فارسها وحاميها؟, أحقاً تظنه طيب رغم ما عاشته بسببه؟, أتحبه؟, أيحبها؟, أتغير عليه؟! أيغير عليها؟! .. يقطع شروده صوت حنين
حنين(وهي تبتسم بمزاح): يا سيدي يا سيدي ايه المزاج الرايق دا
مراد: انتي لسة صاحية؟
حنين: اها, لاقيت مش جايلي نوم وسمعت صوت ام كلثوم قولت انزل اقعد معاك شوية .. يضايقك؟
هز مراد رأسه بلا لتسحب حنين كرسي وتجلس
حنين: ها بقا كنت بتفكر في مين؟
مراد: مين؟!
حنين(بمزاح): اها ماهو ليل وسما وقمر ونجوم وام كلثوم مع سرحان يبقى اكيد فيه جو في الموضوع
مراد(بابتسامة حزينة): لا ابدا .. انا بس بحب كل فترة كدا اقعد اسمع ام كلثوم .. كنت بقعد كدا زمان مع بابا
حنين(ببسمة حزينة): الله يرحمه
مراد: امين يا رب
حنين: انا ملاحظة انك متعلق اوي بعمو احمد الله يرحمه .. طب وطنط آمال؟
مراد: ماما كانت اقرب لمرام بحكم يعني ان البنت ومامتها بيكونوا حلف والولد وباباه حلف
حنين(بمزاح): ههه انا وبابا كسرنا القاعدة دي .. انا وبابا حلف الحلفاء
مراد(بتوتر وتردد): قوليلي يا حنين .. هو انتي عمرك .. يعني..
حنين: ايه؟!
مراد: يعني عمرك ارتبطي .. اصل النهاردة اللي اسمها نانسي دي قالتلك عمرك ما صاحبتي ولا اتخطبتي
حنين(بابتسامة): دا حقيقي .. تعرف انا اعتبر الوحيدة اللي زي ما دخلت الجامعه زي ما خرجت .. اه كنت بتكلم واهزر بس كنت عاملة حدود في التعامل .. لما اي شاب كان بيحاول يستظرف او يتخطى حدوده كنت بهزأه واخليه فرجة الجامعة
كانت تتحدث بفخر وحماس .. احس مراد بسعادة لكلامها ولا يعلم سبب ذلك ولكن شعر بالارتياح لفكرة انه لم يجرؤ اي شاب على الاقتراب منها
مراد: وطبعا اللي حواليكي كانوا محسسينك انك معقدة مثلاً او غريبة
حنين: يووووه كتيييير .. بس مكنتش بركز معاهم كنت حاطة قدامي بابا ومستقبلي وبس .. بس تعرف ساعات كتير كنت احس اني..
مراد: انك ايه؟
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): من غير ضحك .. اني هعنس
مراد(بدهشة): تعنسي؟!!
حنين: اه .. اصل بطريقتي دي كنت دايما بفكر انها في الاخر هترسي على صالونات وانا مينفعش معايا صالونات .. انا لازم اللي يرتبط بيا يكون واقع فيا وغرقان في حبي كمان علشان يعرف يستحمل جناني وتفاهتي ويكون على قلبه زي العسل .. ثم إن الموضوع كان صعب جدا ودا لعدة اسباب
مراد(وهو ينظر لها): زي ايه؟
حنين: انا حاطة مواصفات قياسية للشخص اللي هرتبط بيه يعني مثلا عايزاه طيب وحنين ومتعلم وشيك وناجح في شغله ودمه خفيف وفرفوش كدا بس مش تافه ويكون تقيل كدا في نفسه و فيه سنة رومانسية لذيذة بس من غير تلزيق ونحنحة ويحترمني ويعرف ازاي يحتويني ويدعمني ويبقى اول واحد واقف في ضهري ويطمني بوجوده واهم حاجة يكون بيحبني جدا ويخاف عليا ويغير كدا
انهت حنين كلامها وهي تنظر لمراد الذي كان قلبه يدق مع كل كلمة تنطق بها .. كم تمنى ان يكون ذلك الرجل الذي تحلم به .. اما حنين فتاهت في عينيه واهدابه التي تظللها .. كان قلبها يدق بسرعة وكأنه يخبرها أن ما كانت تبحث عنه يجلس امامها .. افاق مراد من شروده في عينيها لتعتدل هي الاخرى في جلستها .. صمتوا لدقائق لتقطع حنين الصمت
حنين(بخجل وتوتر): قولي يا مراد .. هو انت .. يعني عمرك..
مراد: لأ .. مرتبطش قبل كدا
حنين(بمزاح): ليه؟ عندك مواصفات قياسية انت كمان
مراد: لا انا كنت رافض الموضوع دا من أساسه
حنين(باهتمام): ليه كدا؟
مراد(بعد صمت طويل): ... انا شغلي سبب ليا مشاكل كتير .. بقا ليا اعداء واي حد بيقرب مني بيتأذي .. انا القرب مني لعنة
حنين(بدهشة من كلمته): لعنة!!!
مراد(بنبرة تحمل الألم): ايوة لعنة .. كل ما حد يقرب مني بيتأذي .. كل اللي بحبهم اتأذوا بسببي .. حتى .. ابويا وامي ماتوا بسببي
حنين(بهدوء): لو حابب تحكي انا حابة اسمع
نظر مراد لحنين بتمعن في عينيها قليلاً ثم بدأ يحكى لها ما حدث ولكن بدون دخول في تفاصيل .. لأول مرة يفتح قلبه لها .. حدثها عن آلامه واوجاعه .. حدثها عن جرح الماضي بفراق اعز الاشخاص في حياته .. تكلموا لساعات وحكت حنين له ما آلامها في الماضي .. استمع لها واستمعت له .. كانت نظراتهم توحي بالكثير ولكن خوفه منعه من الاعتراف به وخجل الاخرى كان حائلاً بينهم
//////////////
اخذ اكرم مرام ودخلوا خيمتهم بعد انسحاب الجميع وانتهاء الاحتفال
مرام(بابتسامة): الفرح كان حلو اوي والعروسه كمان كانت زي القمر، ربنا يهنيهم يا رب
اكرم: امين يا رب
قالها اكرم وهو يتجه نحو الفراش
مرام: انت بتعمل ايه ؟!
اكرم: يعني هكون بعمل ايه هنام
شعرت مرام بالخجل لمبيتها بمكان واحد مع اكرم ف أرادت ان تغطي على ذلك الخجل ببعض الحدة
مرام: هتنام ازاي يعني وانا اعمل ايه؟!
اكرم: ما تنامي انتي كمان يا بنتي
مرام: انام ازاي؟!
اكرم: يعني ايه ازاي زي الناس
مرام(بغيظ): اكرم ما تستعبطش, انا مستحيل انام معاك في مكان واحد
اكرم: طب وانا احل المشكله دي ازاي انا دلوقتي
مرام: والله ما اعرفش اتصرف، انت اللي وقعتنا في المشكله دي من الاول
اكرم: مرام انا تعبان واليوم كان طويل و انا على اخرى
مرام(بغيظ وانفعال): بلا على اخرك بلا على أولك .. انا لا يمكن انام انا وانت كدا
اكرم(وهو ينظر لها): يعني انتي عايزه ايه دلوقتي، اخرج انام بره قدام باب الخيمة في الطل؟
صمتت مرام قليلا ولم ترد فهي عقلها يرفض مبيتها معه بمكان واحد وفي نفس الوقت قلبها يرفض جعله ينام بالخارج على الارض في ذلك الجو القاسي
مرام (بارتباك): انا ما قولتش كده بس.. يعني.. شوفلك حل
اكرم(بملل): زي؟
مرام: مش عارفه .. يعني مثلا روح قول للشيخ الحقيقه .. قوله ان احنا مش متجوزين وإن حصل سوء تفاهم
اكرم(بحدة بسيطة): انتي بتهزري صح، انتي فاكرة الحكايه دي سهله كده، ولا قعادنا في الخيمه عندهم طول الوقت ده واحنا مش متجوزين دي حاجه بسيطه .. دي يطير فيها رقاب
مرام: طب والحل ايه؟
اكرم: الحل ان انتي تستهدي بالله كده وتنامي يا مرام، وديتها سواد الليل وبكره الصبح باذن الله هنرجع كل واحد على بيته
قال ذلك وهو يتمدد على الفراش لينام
مرام: انت بتعمل ايه؟
اكرم: هنام، لو انتي لسه عندك قدرة ان انتي تواصلي كلام فأنا معنديش .. خلاص فصلت مش قادر .. محتاج انام وارتاح علشان اشوف بكره هيحصل ايه في موال العربيه علشان نعرف نروح
مرام(وهي تغض شفتيها بتوتر): ...
اكرم: نامي يا مرام واهي ليلة هتتقضي بالطول ولا بالعرض .. وبعدين ما تخافيش على نفسك اوي كده، انا لو عايز اعمل حاجه كنت عملتها لكن انتي عارفاني .. المفروض يبقى عندك ثقه في نفسك وفيا اكتر من كده
مرام: الحكايه مش حكايه ثقه، الحكايه..
اكرم: خلاص يا مرام، خلص الكلام على كدا .. تصبحي على خير
قالها اكرم وهو يدير ظهره لها لكي ينام تاركاً مرام في حيرة من أمرها لا تعرف ماذا تفعل .. تحركت مرام في إتجاه حقيبه يدها واخذتها لتضعها ارضاً امام باب الخيمه من الداخل ك الوساده لتضع رأسها عليها مغمضه عينيها فهي لا تُنكر تعبها الجسدي وحاجتها للنوم العميق
//////////////
انهى كلامه لتنظر له حنين وعينيها تلمع ببريق خاص
حنين: انت شايل في قلبك كتير اوي
مراد(بهروب): انتي سهرتي كتير .. يلا قومي نامي
تفهمت حنين حاجته لأن يبقى بمفرده قليلاً فقامت وهي تبتسم
حنين: وانت مش هتنام؟
مراد: لا انا هقعد شوية
حنين: ماشي، تصبح على خير
مراد: وانتي من اهله
مشت حنين خطوات بسيطة لتلتفت له
حنين: مراد
مراد: نعم؟
حنين(بابتسامة بسيطة): شكرا انك انقذتني من الموقف بتاع نانسي النهاردة .. وشكرا انك فتحتلي قلبك
ابتسم مراد بتوتر حين بدأ يحس بشئ يغذو قلبه .. صعدت حنين للغرفة تاركة مراد ليدخل في صراع جديد بين عقله وقلبه
//////////////
انتظر اكرم ليتأكد ان مرام قد نامت .. تحرك بهدوء في اتجاهها ل يحملها بخفة على زراعيه واضعا اياها على الفراش، فلم يطاوعه قلبه ان يتركها نائمه على الارض في ذلك الجو القاسي بينما يهنئ بالنوم فوق الفراش
اكرم (وهو يغطيها جيدا): تعبتيني وتعبتي قلبي معاكي يا مرام .. ارحميني بقى
تأملها قليلاً ليخرج من باب الخيمة عازماً على تنفيذ ما فكر فيه
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
غارت حنين على مراد وبانت غيرتها فهل وقع قلبها بشباك العشق
غيرة مراد وحنين سلاح ذو حدين فمن سيستغل تلك الغيرة لتفريقهم وهل سينجح
كذب اكرم ومرام كذبة صغيرة فما نتائجها وكيف ستؤثر عليهم
عيون اكرم ومرام قالت الكثير والكثير فهل سيجتمع القلبان ام سيستمر البُعاد والعذاب
ما هي تلك التي فكر بها اكرم وما تأثيرها على مرام
فتح مراد قلبه لحنين فهل تحرر من اغلال الخوف ام مازالت تكبله
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Diversosأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...