الفصل الرابع والاربعون 💥💥

5.1K 179 8
                                    

في صباح اليوم التالي الملئ بالمفاجئات والاحداث النارية لأبطالنا .. تستيقظ حنين لتجد نفسها نائمة بأحضان سها التي بقيت معها طوال الليل ولم تتحرك من جانبها .. يداها تحاوطان خصرها ويدا سها تلتفان بحنان وحماية على جسد حنين .. ترفع حنين رأسها ببطئ لتنتبه سها وتعتدل في جلستها .. تنظر حنين لها بابتسامة هادئة لتبادلها سها الابتسامة
سها(بابتسامة): صباح الخير يا حبيبتي
حنين(وهي تعتدل في جلستها): صباح النور .. انا اسفة
سها: على ايه يا قلبي؟
حنين(بحرج وخجل): انا .. تعبتك امبارح و.. اكيد ماعرفتيش تنامي بسببي
سها: ايه رأيك بقا اني مانمتش في حياتي كلها براحة قد ما نمت امبارح
حنين: ليه؟
سها(بحنان): علشان كنتي في حضني
حنين(وهي تنظر لها بابتسامة): ...
سها: يلا بينا
حنين: على فين؟
سها: هنروح نفطر مع حسن وجميلة في اوضتي ونقضي اليوم سوا .. ايه رأيك؟
حنين(وهي تهز رأسها بابتسامة): ...
تحركت سها وحنين ناحية غرفة سها ولحق بهم حسن وجميلة اللذان ما ان رأوا حنين اندفعوا ناحيتها وهم يقبلوها بحب وبراءة .. ابتسمت حنين بهدوء وقبلتهم وهي تنظر لكل منهم بحب وحنان .. كانت نظراتها لحسن دافئة وحنونة وكأنها تحتضنه بعينيها .. أخيها؟!, لديها أخ!!, بعد كل تلك السنوات وبعد ذلك العمر تكتشف ان لها اخ!! .. نظرت ناحية جميلة الجميلة بحق .. الشمس تسكن شعرها والبحر يُقيم بعينيها .. تراها بريئة جداً وتوزع الابتسامات على الجميع .. احضرت الخادمة الاكل لتقوم سها بإغلاق الباب عليهم من الداخل دون ان ينتبهوا .. تبتلع ريقها بتوجس وتسكن نغزة قوية قلبها ولكنها تحاول طمئنة نفسها أن بتفيذها تعليمات مراد سيمر هذا اليوم على خير فهل فعلاً سيحدث ذلك؟!
///////////////////////
بمنزل مراد بأمريكا:-
يقف مراد وهو يستعد للمهمة التي انتظرها لسنوات .. يكمل ارتداء ملابسه بهدوء وعينيه تسكنها نظرة الصاعقة .. اليوم سينتقم من ذلك الحقير .. اليوم سينتقم لوالداه ولزوجته ولعزيز وسها وللكثير والكثير من الضحايا الأبرياء الذي تسبب ذلك الشيطان ومن معه في هلاكهم سواء بالصفقات المشبوهة او بالمخدرات المُهربة التي ضيعت حياتهم او بالاسلحة التي حرق رصاصها اجساد الآلاف والآلاف من الابرياء .. تظلم عيناه اكثر وهو يتذكر تفاصيل تلك المنظمة التي سعى وراء تدميرها لسنوات .. يتذكر عمليات الاغتيالات والتفجيرات التي راح ضحيتها بشر لا ذنب لهم سوا ان هؤلاء القتلة المنزوعة الرحمة من قلوبهم يقتلوا بهدف القتل وبدم بارد .. يجز على اسنانه بغيظ وغضب مدفون وهو يتوعد ان يُذيقهم هلاك الصاعقة جزاء لما زرعته ايديهم وحان وقت جني ثماره الفاسدة
////////////////////////
بفيلا حسين:-
ينفعل حسين على ادم الذي لا يصدق كلامه عن تعرضه للهجوم بالأمس
ادم: يا حسين اهدى انت اكيد كنت بتحلم
حسين(بانفعال): بحلم! بقولك كان بيخنقني .. قال هيموتني .. ضربني بالبوكس
ادم: هو مين بس؟!
حسين(وهو يضغط على شعره): ماعرفش .. ماعرفش
ادم: طب مش انت دورت في كاميرات المراقبة؟
حسين: وملاقيتش حاجة!!
ادم: وسألت الجاردات؟
حسين: وأكدوا ان مفيش دخل او خرج امبارح خالص
ادم: والخدم؟
حسين: كلهم أكدوا ان مفيش حد دخل الفيلا وإن الأبواب والشبابيك كانت متقفلة امبارح
ادم(بملل): طيب ماهو يبقى معني كدا انك كنت بتحلم
حسين(بغيظ): بحلم ازاي؟!!! والكدمة اللي في وشي دي!!
ادم(وهو ينظر له بتهكم): ممكن تكون اتخبطت امبارح وانت سكران طينة زي عادتك
حسين(بتذكر وتفكير): ...
سرح حسين فيما فعله بالأمس ومحاولته الاعتداء على حنين وتلقائياً ذهب عقله لمراد ليبتلع ريقه بتوجس
ادم(بشك وهو يلاحظ سرحانه): هو فيه حاجة حصلت امبارح؟
حسين: حاجة زي ايه؟
ادم(مضيقاً نظراته): حاجة تخص البنت او امها
حسين(بتوتر): ها .. لأ .. هيكون ايه اللي حصل يعني
ادم: ماشي يا حسين .. اهدى بقا علشان مستر جون على وصول ومش عايزين حاجة تعمل قلق في الصفقة
حسين(ببسمة شر): لا متقلقش .. الصفقة دي بالذات انا لو هدفع عمري مقابلها هنفذها
/////////////////////////
تجلس حنين وسها والاولاد بالغرفة .. تضحك حنين على مزاح جميلة وتبتسم سها بسعادة وهي تراهم فرحين .. تنظر سها لابتسامة حسن التي تزين وجهه وهو ينظر لحنين وتلاحظ نظرة الحنان التي تسكن عين حنين ل حسن وجميلة؛ فقد كانت خائفة من عدم تقبل حنين للحقيقة او التفرقة بين حسن وجميلة في المعاملة ولكنها وجدت ابنتها الحنونة تغرقهم بحبها وحنانها المعتاد .. تجلس جميلة بجانب حنين وهي تملس على شعرها بحنان
جميلة(ببراءة وابتسامة): شعرك حلو اوي
حنين(بحنان): وانتي كمان شعرك جميل .. شبة باربي
جميلة: انا مش بقص شعري خالص علشان يبقى طويل زي عروستي .. استني هروح اجيبها علشان تشوفيها
سها(باندفاع): لأ
قالتها سها باندفاع ولهفة لتنظر حنين لها باستغراب لتُسرع سها بإنقاذ الموقف
سها(بابتسامة بسيطة): قصدي يعني مش لازم دلوقتي يا جميلة .. حنين هتبقى تشوفها بعدين
جميلة(بعبوس قليل): حاضر يا ماما
حنين(وقد لاحظت عبوسها): تيجي اعملك ضفيرة حلوة؟
جميلة(بفرحة طفولية): الله! ايوة بليز عايزة ضفيرة حلوة
حنين(بابتسامة): طب اقعدي قدامي
ابتسمت سها بهدوء بينما جلست جميلة امام حنين التي أخذت تجدل شعرها الاصفر الناعم .. تجلس جميلة بفرحة لتسأل حنين
جميلة: حنين
حنين: ها
جميلة(ببراءة): انتي قولتي ان انتي اللي بياخد باله منك اسمه مراد صح؟
حنين(بابتسامة لسماعها اسمه): ايوة
جميلة: طب هو شكله عامل ازاي؟ .. اوصفيه
حنين(بسرحان): مبيتوصفش
سها(باستغراب للكلمة وهي تلاحظ نظرات حنين): مبيتوصفش؟!
جميلة(ببراءة): ليه؟ مش هو بني ادم ليه عين وعين وبؤ زينا؟
حنين(بهيام بمرادها): اها .. بس ملامحه متعرفيش تبصيلها من غير ما تسرحي في جمالها .. لمعة عينيه وهو بيتكلم ورموشه بتخليكي كل ما تبصيلهم تذكري الله غصب عنك .. وكأنه معجزة لازم اول ما تشوفيه تقولي تبارك الله فيما خلق .. ضحكته بتلون الدنيا وبتخطف القلب .. ووقت ما يزعل الدنيا بتبقى ابيض في اسود .. صوته ونبرته قادرين يخلوا القلب يرتبك ويخلوا جسمك كله يترعش .. ريحته عاملة زي المهدئ مهما كنتي متعصبة وزعلانة ومتنرفزة مجرد ما بتشميها بتحسي انك هديتي بشكل تلقائي
جميلة: الله! انا نفسي اشوفه
حنين(بشوق): وانا كمان نفسي اشوفه اوي
سها(بابتسامة): كملي يا حبيبتي .. كملي كلامك
قالتها سها حين لاحظت هيام حنين وابتسامتها وهي تتكلم عن مرادها .. اما حنين فكأن قلبها كان ينتظر الفرصة ليبوح عما به لمن يسكنه ويمتكله .. اخذت حنين تتكلم وتصف كل جزء بمن عشقته فوق العشق عشقاً .. تارة تتكلم عن ملامحه وتارة عن شخصيته وتارة عن هدوءه الذي يأسرها وتارة عن حبه الذي يجعلها تشعر وكأنها ملكة متوجة على عرش قلبه بينما تنظر لها سها بابتسامة على كلامها الذي يُظهر مقدار حبها له .. وقعت ابنتها الصغيرة في الحب ولكن هل حبها كافي ليتغلب على ألعاب القدر؟!!
/////////////////////
يجلس حسين بمكتبه يشاهد فيديو موت مراد .. يرى الطلقة تخترق صدره .. يرى الدماء تغرق قميصه .. يقلب قليلاً في التاب .. يرى اصدقائه يحملون نعشه .. يراهم يدفنوه .. يرى معالم الحزن والأسى ترتسم على ملامحهم جميعاً
حسين(بتوهان وهمس): ازاي؟! مستحيل؟! .. اكيد مستحيل
رفع حسين هاتفه ليطلب رقم معين
حسين(بغضب): ألو يا زفت .. ها لاقيته؟ .. ايييييه؟!!! .. ازاي؟!!
اغلق حسين الخط لينظر امامه برعب وانفاس متلاحقة .. كيف ذلك؟! .. ف هو قد لاحظ اختفاء احد رجاله وبالتحديد الذي قام بقتل مراد وخطف حنين .. ارسل احد رجاله لمعرفة اين اختفى هذا الاحمق لينصدم حين علم انهم وجدوه مشنوقاً بساحة منزله ويده اليُمنى مقطوعة .. لا يعلم ذلك الحقير ان تلك اليد هي التي صفعت من ملكت قلب الصاعقة ليُقسم بقطعها والانتقام ممن سولت له نفسه بالاقتراب من حرم صاعقة المخابرت لتصيبه اللعنة التي قريباً ستصيب هذا الشيطان ايضاً .. تدخل فيكتوريا من الباب وهي تتغنج بجسدها وقد ارتدت بدلة بيضاء مفتوحة بشكل كبير من ناحية الصدر .. تلاحظ شرود حسين وتلون وجهه برعب لتقترب منه بمياعة
فيكتوريا(وهي تجلس على قدمه): سونا .. مالك حبيبي؟
حسين(وهو يبتلع ريقه): ...
فيكتوريا(وهي تلاحظ شروده): what's wrong ؟ (ما الخطب؟)
حسين(برعب وهمس): م.. مستحيل
فيكتوريا: انت قول ايه سونا؟
حسين: مش بقول حاجة
فيكتوريا(مدعية التبرم): انت خبي على انا؟
حسين(بملل وحدة قليلة): يوووه بقا قولتلك مفيش حاجة
فيكتوريا(بمكر): اخص عليك سونا .. وانا كنت عاملة ل انت مفاجأة كبيرة
حسين: مفاجأة ايه؟
فيكتوريا(وهي تحيط عنقه بدلع): انا وانت هنحتفل بعد صفقة احتفال كبير
حسين(وهو ينظر لها ولجسدها بشهوة): ها .. طب ما تيجي نحتفل دلوقتي
فيكتوريا(بتمنع): تؤ .. دلوقتي مستر جون قرب يكون هنا واحنا لازم نستعد حبيبي
حسين(وهو يحيط خصرها): طب مفيش تصبيرة
فيكتوريا(بنبرة ذات مغزى وهي تنظر له): صبر سونا .. صبر .. صبر حلو
حسين(وهو يقترب منها بنظرات شهوانية): انتي اللي حلوة اوي
اخذ حسين يقبل عنق فيكتوريا بطريقة مقززة وهو يتطلع لصدرها بنظرات شهوانية ولعاب يسيل بينما هي ترسم ابتسامة مزيفة على وجهها ومن داخلها تريد ان تطبق في رقبته ولا تتركه حتى تغادر روحه جسده ولكن ليس الآن .. بقى القليل, فقد انتظرت لسنوات حتى تظفر بانتقامها منه في الوقت المناسب
/////////////////////
انتهت حنين من تجديل شعر جميلة بطريقة بديعة .. تنظر جميلة في انعكاس صورتها في المرآة بابتسامة وفرحة طفولية .. تلف حول نفسها بسعادة لتندفع ناحية حنين وتقبلها من خدها بامتنان
جميلة(بفرحة وامتنان): شكراً جداً
حنين(بحنان): العفو يا حبيبتي
جميلة(وهي تُريها لسها): بصي يا ماما حلوة ازاي
سها: حلوة اوي يا حبيبتي
جميلة(وهي تندفع ناحية حسن): بص يا حسن .. بص شكلها جميل ازاي
حسن(بابتسامة): فعلاً جميلة يا جميلة
جميلة: انا مش هفكها خالص خالص وهفضل حطاها في شعري كدا
ابتسمت حنين وهي ترى فرحة جميلة بشعرها بينما تنظر لهم سها بابتسامة يشوبها الكثير والكثير من التوتر فتُرى هل سيمر اليوم على خير؟!
//////////////////
ينتهي مراد من قراءة القرآن كما اعتاد قبل اي عملية يقوم بها وكما أوصاه والده دوماً .. يتأكد من تعمير سلاحه وهو يحاول ان يهدئ من انفاسه .. فتلك المرة ليست حياته فقط هي التي على المحك بل حياة من اعطت لحياته معنى ولذلك فلقد تضاعف توتره أضعاف الأضعاف
////////////////////
تجلس حنين بجانب سها بهدوء وهي تنظر لحسن الذي يجلس بشرود وهدوء غريب على طفل في سنه بينما تحاول جميلة إضحاكه وإخراجه من حزنه الذي تعلم بوجوده بقلبه .. تنظر حنين لسها وتتكلم بصوت منخفض قليلاً
حنين(وهي تنظر لسها): هو حسن على طول كدا؟
سها: كدا ازاي؟
حنين(وهي تنظر لحسن): ساكت .. هادي .. سرحان
سها(بحزن يرتسم على ملامحها): ماكنش كدا بس من ساعة الحادثة وهو كدا
حنين(بانتباه): حادثة ايه؟
سها(بألم): حادثة عملتها انا وهو وبسببها بقا اسير الكرسي دا .. تخيلي طفل ماكملش سنتين يتحول فجأة من طفل بيضحك ويلعب لجسم مش قادر يتحرك .. محبوس في الكرسي لا قادر يجري ولا يمشي ولا حتى يروح المدرسة علشان مايشوفش نظرة الشفقة في عيون زمايله
حنين: عملتوا حادثة ازاي؟
سها(وهي تغمض عينيها بألم): كانت اخر مرة احاول اهرب فيها .. بعد ما ولدت حسن زي ما حكيتلك ماكنش قدامي غير اني اسكت واهدى ولو بشكل مؤقت علشان اعرف ارتب خطوتي الجاية .. يوم ورا التاني وشهر ورا التاني لحد ما فاتت سنة ونص .. ابتدى حسين ينسانا شوية ويركز في صفقاته وشغله .. وانا وايميلي كان كل همنا الولاد وازاي منخليهومش يتأثروا باللي فاكرينه ابوهم مع انه عمره ما حسس اي حد فيهم بكدا .. كنت بشوف في عينيه كره غير طبيعي لحسن وخصوصاً انه فيه شبه كبير منك ومن عزيز .. زي ما يكون كان بيشوف صورة عزيز فيه
حنين: وجميلة؟
سها: جميلة وإيميلي ماكنوش في قايمة أولوياته أصلا .. عمره ما سأل عنهم ولا اهتم ورغم كدا إيميلي فضلت تحبه وعلشانه مرضيتش تهرب معايا بس ساعدتني انا
حنين: ازاي؟
سها(بشرود وتذكر): كان حسين مسافر تبع شغله وإيميلي اتصرفت وجابت ورق ليا انا وحسن بأسماء مختلفة علشان نعرف نطلع برة البلد .. كل حاجة كانت ماشية تمام لحد ما لاقيته عربية الجاردات ورايا .. فضلوا يضربوا علينا نار وانا كان كل اللي في دماغي مارجعش تاني للسجن دا .. كنت عايزة اهرب بحسن قبل ما نغرس اكتر في مستنقع الحيوان اللي تحت دا بس للاسف مقدرتش .. العربية اتقلبت بينا و..
حنين: وإيه؟
سها(بدموع تلمع بعينيها): وصحيت لاقيت نفسي في المستشفى وإيميلي جنبي بس حسن كان في العناية المركزة .. طفل ماكملش سنتين يتحجز في العناية المركزة علشان إصابته خطر .. الإصابة كانت في العمود الفقري والدكتور قال ان مفيش امل لعلاجها .. من يومها يا حبيبي وهو زي ما يكون روحه انطفت .. لا بقا بيتكلم ولا بيضحك وبالعافية بياكل او يشرب حاجة
حنين: ماحولتيش تهربي تاني؟
سها: ماكنش ينفع .. حالة حسن ماكنتش تسمح اني اغامر بيه تاني .. دا غير ان بعد الحادثة بفترة بسيطة إيميلي ماتت
حنين: ماتت ازاي؟
سها(بوجع): ورم .. او بمعني اصح اورام .. في يوم دخلت عليها لاقيتها بترجع دم .. سندتها لحد السرير وهي تعبانة جداً .. قالتلي انها بقالها فترة بيحصلها كدا بس ماكنتش راضية تروح لدكتور .. كانت خايفة .. ولما اصريت عليها وروحنا اكتشفت ان عندها اورام سرطانية متفرقة في جسمها وللاسف حالتها كانت متأخرة .. كل يوم كان بيمر كانت بتتعذب قدام عيني .. كنت بشوف عينيها وهي بتبص على جميلة وكأنها بتشبع منها قبل ما تسيبها .. كل مادا حالتها كنت بتتدهور اكتر لحد ما ...
سكتت سها ولم تستطع إكمل كلامها لتفهم حنين الباقي
حنين(بتأثر): الله يرحمها
سها(وهي تمسح دمعة هاربة): اخر حاجة قالتهالي اني اخد بالي من جميلة .. ومن يومها وجميلة بنتي زي حسن .. و زيك
نظرت حنين لها بعيون تتلألأ بها الدموع لتنظر كل منهن لجميلة الجميلة بحق والتي حُرمت من حنان أمها بسن صغير وكأن القدر يتفنن في تعذيب كل ما هو برئ
/////////////////////
يجلس حسين وادم وفيكتوريا وجون بساحة الفيلا وهم يضحكوا بشر لنجاح صفقتهم الكبيرة .. يضربوا كؤوسهم ببعض احتفالاً بنجاح اكبر صفقة سيقوموا بها
جون(ببسمة شر): عزيزي حسين .. انت اسديت لنا خدمات كبيرة
حسين: انا رجلكم مستر جون
ادم: لم يتبق على الصفقة سوا التنفيذ فقط
جون(بفخر): نعم، اكبر صفقة سنقوم بها .. الاسلحة والمخدرات من جهة والتفجيرات الكبيرة من الجهة الاخرى .. ستصل مكاسبنا حد السماء
فيكتوريا: لكن انا لا افهم لماذا نقوم بصفقتين في وقت واحد .. الصفقة تُعتبر ٢ في ١
جون(بابتسامة وهو يضع قدم فوق الاخرى): دعيني اقول لكي عزيزتي .. الاسلحة هي عملنا الرئيسي وارباحها هي الاكثر .. المخدرات تُذهب عقول الشباب وتجعلهم عبيداً لها, ولكنها غالية وحين تنفذ نقودهم يلجأوا للعنف للحصول عليها .. عنف=قتل .. قتل=سلاح .. ومن الناحية الاخرى التفجيرات تخلق نوع من الخوف بداخل القلوب .. فينقسم الناس لفريقين .. منهم من يحاول حماية نفسه وكيف يفعل ذلك سوى بالسلاح .. ف كما قالوا لا يفل الحديد إلا الحديد .. اما البعض الآخر يُفضل الهروب من ذلك الواقع ولا يوجد افضل من المخدرات لذلك الغرض وفي النهاية جميعهم يؤدوا لزيادة الطلب على الاسلحة .. كل الطرق تؤدي للسلاح
فيكتوريا: حتى لو كانوا اعداءك هم من يشتروا السلاح؟
جون: لا يوجد عدو لا يمكن القضاء عليه اذا تخطى حدوده .. كما ان هناك مبدأ يجب ان تتعاملي به .. من لديه المال .. لديه السلطة .. إذا انا صديقك ما دمت تدفع لي .. أرأيتي؟
حسين(ببسمة خبيثة): إن رأسك بها أفاعي وليس عقل
جون(بضحكة شريرة): ههههه هذا إطراء لي عزيزي .. بالمناسبة، الرؤساء ممنونون منك بسبب ما فعلته مع صاعقة المخابرات.. وارسلوا لك هدية كبيرة
حسين(بابتسامة خبيثة وفخر): قلت لك من قبل انا رجلكم مستر جون .. ثم إن قتل الصاعقة كان من دواعي سروري
...: قتلي من دواعي سرورك؟! .. ليس ذلك الاستقبال الذي كنت افكر به
صعق حسين وادم حين استمعوا لصوت مراد ووقع قلب حسين وهو يراه يقترب منهم ولا يوجد به خدش
حسين(بصدمة ورعب): از.. از.. ازاي؟؟!!!! مستحيل!!!!!!!!!
مراد(بابتسامة تهكم): مع الصاعقة مفيش مستحيل يا .. سونا
جون(بانفعال وهو يقف): ماذا يحدث؟ من أنت؟!
مراد(بنبرة مرعبة): انا مراد الحديدي .. ابن اللواء احمد الحديدي .. انا مراد الحديدي الذي قامت المنظمة بتهديده اكثر من مرة حتى يترك قضيتهم .. انا مراد الحديدي الذي حاولتم التخلص منه ولم تنجحوا .. انا الصاعقة الذي سبب لكم الرعب لسنوات .. انا مَن حاول هذا الحقير قتله .. ها انا اقف امامك .. لقد نلت شرف كبير بمقابلتي
جون(بانفعال وغضب): ما هذا بحق الجحيم؟!!! ألم تخبرني انك تخلصت منه ايها الغبي؟!!!
حسين(بغضب وعدم تصديق): ازاي؟!!!!! انا شايف الفيديو بعيني!!!!!
مراد(بابتسامة مرعبة ونبرة تهكم): واضح انك محتاج نضارة يا سونا .. انا خليتك تشوف اللي عايزك تشوفه وبس .. وبعدين هو انت يا راجل كنت عايز تموتني قبل ما اخد روحك .. هو مش انا قولتلك اني موتك
حسين(بصدمة وانفاس محتدة): انت .. انت .. انت..
مراد(بتهكم): بطل ودور تاني
حسين(بصدمة): انت كنت هنا؟!!!! ازاي؟!!! دخلت ازاي؟!!!
مراد(بغرور): لا دا سر المهنة يا سونا .. (ثم نظر لساعته) .. يلا بقا يا حلوين علشان مفيش وقت
ادم: يلا ايه؟
مراد(بابتسامة تهكم): يلا بينا .. هنروح باي
جون(بانفعال): ماذا تقولون جميعاً؟!!!
مراد(بجدية): أقول انكم جميعاً رهن الاعتقال .. يمكننا القيام بذلك بالطريقة السهلة او ..
حسين(وهو يرفع سلاحه بوجه مراد): وانت فاكر انك هتقبض علينا كدا بسهولة وتخرج!!
مراد(مدعياً العبوس): شكلك اخترت الطريقة الصعبة
في اقل من ثانية كان نور يندفع من ناحية المطبخ ويُمسك بجون ويوجه سلاحه على رأسه
نور(ببسمة خبيثة): وهو انت فاكر انه هيجي لوحده مثلاً
مراد(وهو يلوي فمه بتهكم): قوله هه
ادم(وهو ينظر لمراد): اللي بتعملوه دا ملوش فايدة، حتى لو خرجتم من هنا عايشين مش هتقدر تثبت حاجة .. كان غيرك اشطر
مراد(ببرود): هو انا ماقولتلكش .. اصل كل كلامكم اللي قولتوه كان متسجل .. دا غير كام مستند على كام ملف كدا عن صفقاتكم الوسخة .. ما تتكلم يا سونا .. مش انت كنت بتدور على الورق دا برضو
حسين(بغضب): انت الاوراق دي وصلتلكم ازاي من الاول؟!
مراد(بنبرة يشوبها التهكم والمزاح): تؤ مش هينفع من اول مقابلة كدا اقول كل حاجة .. لازم ناخد على بعضنا شوية
ثم بسرعة شديدة سحب مراد مسدسه ووجهه ناحية حسين ببسمة مرعبة
مراد(بجدية): كدا خلصت .. يلا قدامي
سحب ادم مسدسه بسرعة ووجهه على رأس نور
ادم(بتوتر يحاول اخفائه): سيب مستر جون وسلمني الورق .. وانا اوعدك هسيبك انت واللي معاك .. كلهم
قالها بنبرة ذات مغزى قاصداً حنين وسها والأولاد ليبتسم مراد بسمة خبيثة ويتكلم
مراد(ببرود وهو يمط شفتيه مدعياً التفكير): طب انا عندي حل أحلى .. سيب اللعبة اللي في ايدك دي لتعورك وسلموا نفسكوا وانا اوعدك هطلع عين اللي جابوكم
جون(بغضب): اللعنة, ماذا تقولون جميعاً؟!!!
مراد(باستفزاز): نَسُبك يا عزيزي
جون(بصدمة): ماذا؟!!!
نور(وهو يزيد من ضغطه على رقبة جون): بنشتمك يا روح امك مالك فيه ايه
ادم(وهو يحرك المسدس مهدداً نور): اقول لك اتركه قبل ان افرغ مسدسي في رأسك
...: انزل انت مسدسك قبل ان افرغ خزنتي برأسك
جحظت عينا حسين وهو يرى عزيز امامه ويخرج من ناحية المطبخ هو الاخر .. فقد قامت سها بترك بابه مفتوحاً حسب تعليمات مراد .. تتسارع انفاس حسين وهو يرى عزيز يقف امامه بخير وتعتلي وجهه ابتسامة سخرية ويوجه مسدسه على رأس آدم الذي يقف بصدمة مما يحدث
حسين(بصدمة): از .. از .. ازاي؟!!!! مش ممكن!!! مستحيييييل
عزيز(وهو ينظر ناحية حسين): ازيك يا صديقي العزيز .. لسة وسخ زي ما انت؟
حسين(بغضب وعدم تصديق): انت ازاي واقف على رجليك؟!!!!
مراد(بنبرة مزاح وتهكم): اومال عايزه يقف على ايديه مثلاً؟!!
حسين(بانفعال): انا شايف صوره هو في المستشفى .. ازاي!!! .. دا قلبه..
مراد(ببرود واستفزاز): قلبه زي الفل وهو زي البومب .. وكل اللي حصل دا كان فيلم عليك يا سونا .. وكل اللي بيحصل دلوقتي متسجل لو عايز نذيع قول ذيع
حسين(بغضب وانفعال): يعني ايييييه؟!!!! يعني بعد كل دا انت لسة عايش!!!! .. انت ايييييه!!!! .. مبتموتش لييييييه؟!!!!!
عزيز(وهو ينظر لحسين): يااااه .. انا ازاي كنت غبي كدا وماشوفتش انك كلب ووسخ للدرجة دي .. ازاي مديتلك ايدي وماشوفتش كل الغل والكره اللي جواك دول
حسين(بشر وغل): علشان غبي .. كنت فاكرني صاحبك وبحبك وانا في حياتي ما كرهت حد قدك .. كنت ارتب واخطط شهور علشان تقع في مغرز وألاقيك برضو طلعت منها
عزيز(بغضب وغيظ): ليييييه؟!!! سنين مستني اواجهك علشان اعرف لييييه .. عملتلك ايه؟!! كرهتني ليه؟!! سعيت انك تدمرني ليه؟!! دا انا ساعدتك ومديتلك ايدي .. دا انا اعتبرتك اخويا وآمنتلك .. يا اخي دا المثل بيقولك من آمنك لا تخونه ولو كنت خاين .. بقا دا جزاء المعروف
حسين(بكره وغل): معروف! دا انت كنت عقدة حياتي .. كنت مكوش على كل حاجة .. اشمعنا انت كنت بتاخد كل حاجة .. عندك كل حاجة .. اهل وبيت وعيلة وفلوس .. تفرق عني في ايه .. انا حسين الجزار واحد زيك انت يبقى احسن مني .. علشان كدا قربتلك, عارف ليه؟ .. علشان ادمرك .. انا محدش احسن مني .. فاهم ..(ثم دار حول نفسه بطريقة استعراضية وهو يشير للفيلا من حوله).. واديك شايف اهو .. فيلا وفلوس و .. مراتك
عزيز(بحدة): اخرس
حسين(بابتسامة مختلة): انا دلوقتي احسن منك يا عزيز .. انا اللي كسبت
عزيز(وهو ينظر له باحتقار): عمرك ما هتكون أحسن مني, عارف ليه؟ .. علشان انت اصلا قد كدا ..(واشار بأصابعه مقدار قليل).. اللي زيك مهما بقا معاه فلوس عمره ما هينضف من وساخته .. علشان كدا انا هفضل طول عمري حارقك .. طول عمري هفضل احسن منك .. على الاقل لا عمري خونت ولا سرقت ولا قتلت ولا عملت صفقات مشبوهة ولا هربت .. انت بقا بكل اللي عملته دا ولسة من جواك قد كدا
حسين(وهو يوجه سلاحه ناحية عزيز): هموتك يا عزيز .. هموتك وساعتها هرتاح
مراد(بجدية وحدة وهو يرفع مسدسه نحو رأس حسين): ارمي مسدسك .. ملوش داعي اللي انت بتعمله دا .. خلاص خلصت
حسين(بانفعال ونبرة مختلة): لا .. مش انتم اللي هتقولوا خلصت .. مش انتم اللي هتكتبوا كلمة النهاية
قالها حسين بنظرات زائغة ومجنونة لينظر ناحية مراد ببسمة خبيثة
حسين(بنبرة خبيثة): مش عايز تشوف المدام يا صاعقة؟
وقع قلب مراد حين رأى ابتسامه حسين ولاحظ نبرته الخبيثة ليقع قلبه اكثر حين وجد احد الرجال يتقدم وهو يمسك بحنين ويضع مسدس على رأسها لتجحظ عيناه برعب وينسحب الهواء من صدره
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ماذا حدث وكيف امسك حسين بحنين
هل فشلت خطة مراد واصبح حسين هو المتحكم
كيف سيخرج ابطالنا من هذا المأزق
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن