حلقة خاصة بمناسبة العام الجديد⁦♥️⁩

2.2K 112 6
                                    

مع بداية العام الجديد ، أمنيتي هي أن تظل معي حتى آخر أنفاسي ، أن تظل روحك تعانق روحي وتظل عينيك تلمس قلبي برقة آسرة ، أن تظل دائماً مرادي وأظل أنا عشقك
بتلك الكلمات ختمت حنين دفتر يومياتها التي اعتادت أن تكتب به .. لا تتذكر متى بدأت في كتابة مذكراتها ولكنها متيقنة أن البداية كانت عندما أصبح مرادها بحياتها .. عندها فقط شعرت بأن هناك ما يستحق أن يُكتب .. في آخر ليلة من كل عام نعمت فيه بقربها ممن امتلك القلب ونبضاته وتربع على عرشه تُسلم ذلك الدفتر لمرادها ويُسلمها هو دفتر العام الجديد وكل عام يتفنن في اختيار شكل الدفتر الذي سيُرافق عشقه لعام كامل .. سيرافقها في لحظات فرحها وحزنها .. سيرافقها حين يتغيب هو عنها في مهماته التي لا تنتهي والتي لا يستطيع غيره إنجازها كما يجب ان تكون فهو ليس اي ظابط بل هو صاعقة المخابرات .. أتعرفون ما المضحك في الأمر، هو أصبح يشعر بالغيرة من صفحات ذلك الدفتر الذي لا يجبره عمل احمق على الإبتعاد عن من تسكن قلبه وتتربع على عرشه .. هل كان أحداً ليُصدق ان مراد الحديدي الذي كان يعشق عمله وتكون اسعد لحظاته هي تلك الساعات التي يقضيها به أصبح العبوس يزور وجهه حين تأتيه تفاصيل قضية جديدة لأنه يعلم أنه سيضطر للإبتعاد عن زوجته التي يعشقها بل قد تجبره تلك القضايا للسفر و للمبيت بدونها ليصل جنونه لذروته .. كيف له ان يسافر بدونها .. كيف يبتعد عنها .. كيف يزور النوم جفنيه وقلبه لا يعانق قلبها .. كيف تهدأ نبضاته ليلاً ورأسها بعيدة عن صدره .. كيف تنتظم انفاسه وعبيرها لا يتخللها .. إن أردنا ان نقول الحق فما يشعر هو به تشعر هي بأضعافه .. ساعات بُعده عنها والتي يقضيها في عمله في شركتهم يمكن ان تتحملها ولكن كونها تعرف انه بعمله الآخر الذي بقدر افتخارها به بقدر رعبها منه لا تستطيع تحملها .. كونها تعرف انه الآن بمهمة ضد أشخاص لا يعرفون الرحمة وأسهل شئ في حياتهم هو القتل يجعلها تتعذب في جحيم عقلها الذي لا يرحمها .. إن تجربتها التي عاشتها بالماضي مازالت مرسخة بقلبها .. نعم استطاع مراد ان يُمحي بعشقه الكثير منها ولكنه بكل مرة يبتعد بها تنفتح جروح الماضي التي تأبى أن تلتئم .. في كل مرة يبتعد بسبب مهمة تنعزل هي بغرفتها حتى يعود فلا تخرج منها إلا للإطمئنان على فلذات أكبادها الذين حين تنظر لهم تشعر بوجود جزء منه معها .. تطمئن عليهم وتضع بعض لقيمات بفمها حتى لا ينزعج مرادها إن اخبرته دادا فاطمة عند عودته أن مجنونته لم تأكل ثم تعود لغرفتها ومصليتها ومصحفها الذي لا يُفارق كفيها .. تقضي يومها بين الصلاة وقراءة القرآن والدعاء له أن يعود لها سالماً .. لسانها لا يتوقف عن تلك الدعوة ولا يتوقف قلبها عن التأمين وراءه حتى يتغلب سلطان النوم عليها فيخطف عقلها سويعات قليلة ليرتاح بها ولكن حتى في نومها يزورها في الأحلام من ينبض قلبها بإسمه .. ربما تقولون أن ذلك من باب المبالغة ولكنكم سبق وعرفتهم أن حب الصاعقة والمجنونة ليس كأي حب .. إنه حب وصل لحد الهُيام .. حب جمع كل تعريف للحب .. حب الاخ والاب والام والاخت والصديق والرفيقة والحبيب والزوجة .. حب خالص من أي شئ سوا تلك المشاعر النابضة بالقلوب .. أغلقت حنين دفترها وهي تبتسم وتنظر لساعتها لتجد أنه لم يتبق على العام الجديد سوا ساعة واحدة .. ساعة! لم يأتِ مرادها بعد!! لماذا لم يأتِ؟!! فهو مهما كان مشغولاً لا يسمح أبدا ان ينتهي عام او يبدأ آخر دون ان تكون هي آخر مَن تراه عيناه في تلك الليلة وأول من يبدأ معه العام الجديد .. بدأ القلق بالتسلل لقلبها لتسرع لمصليتها وتقف بين يدي ربها وهي ترجوه أن يحفظه لها ويُعيده سالماً لقلبها مرة أخرى
//////////////
بمنزل مراد الحديدي بالصالة الكبيرة للمنزل حيث تجتمع باقي العائلة .. يجلس أحمد الحديدي بهيبته الكبيرة وحضوره الساحر مثله وعن يساره وبجانب قلبه تجلس حياته و رفيقة روحه التي يدق قلبها له وأصبحت حياته منذ أن حملها بين يديه وتعلقت عينيه السوداء بعينيها الرمادية .. أما عن يمينه فتجلس اخته ونصفه الآخر ميان الحديدي التي تشبهه بكل شئ سوا الملامح فملامحها الرقيقة تجعلها إلي حد كبير نسخة من والدتها أما هو فبرغم وسامته إلا أن ملامح الرجولة التي ورثها عن والده ترتسم على وجهه لتعطيه هيبة وحضور لا يليقوا إلا به .. تبتسم ميان وهي ترى ملامح فارس المنزعجة فأحمد يتولى أمر تعكير مزاجه بالإختبارات في غياب مراد .. هو حتى يمنعه من الجلوس بجانبها!!
احمد(ببرود): فارس ناولني كوباية الماية دي
فارس: ما هي قدامك اهيه
أحمد(ببرود اكثر وهو ينظر لفارس): وأنا عايزك تناولهالي .. ايه انت متضايق ولا حاجة؟
فارس: لا لا لا خالص
أحمد(وهو يكاد يعتدل ليمسك بالكوب): اصلك لو متضايق ممكن اقوم اجيبها أنا
فارس(وهو يسبقه للكوب ويناوله له): يا عم مش متضايق يا عم .. اتفضل مطرح ما يسري..
احمد(وهو يرفع حاجبه): ها
فارس(بابتسامة سمجة): يمري يا حبيبي
كتمت ميان ضحكتها ليتحول وجه فارس لكتلة من الإحمرار بسبب غضبه
فارس: انا عايز اعرف انا هتجوز امتى
سيف(من خلف فارس): لما تكبر يا فوفو
نظر فارس بغضب ناحية سيف الذي يضع صينية الساندويتشات على الطاولة الصغيرة خلفه وفي ثانية كان يندفع ناحيته ليُطلق سيف العنان لقدميه وهو يلعن عقله الذي جعله ينطق ذلك الاسم الذي يكرهه فارس بل واختار أسوأ وقت ليمزح معه .. امسك فارس بسيف من تلابيبه ورفعه عاليا ليصيح سيف بطريقة مضحكة
سيف(بمزاح وهو ينظر بعيداً): تصدق شايف البحر من هنا
فارس(بعيظ): انا قولتلك كام مرة تبطل فوفو دي
سيف: بدلعك يا أبو الفوارس بلاش خلقك يبقى كينز كدا
فارس: كينز؟!
سيف: ايوة .. هات واحد استرتش يمط كدا وياخد ويدي معاك
نظر فارس لسيف بغيظ وأنفاسه ثائرة لا يُفكر سوا بتلك الإختبارات اللعينة التي يعيش بها منذ ان تخرج .. ٣ سنوات من الإختبارات التي لا نبالغ إن قلنا أنه لم يعاني مثلها بكليته .. يزداد غيظه حين تذكر فرحته حين تجاوز ذلك الاختبار اللعين الذي وافق بعده مراد على خطبته من ميان .. فلقد ظن فارس انه على مشارف الزواج ليُصدم حين وجد ان مازال هناك المزيد من الإختبارات ليصل لمرحلة الزواج والفرح الذي يحلم به مع من دق قلبه لأجلها .. بل زادت صعوبة الاختبارات بانضمام احمد الحديدي لفريق الصاعقة .. يفوق فارس من شروده على صوت سيف الذي أردف بملل وهو يحرك قدميه بطريقة مضحكة
سيف(وهو يزفر بملل): نزلني بقا يا عم انت
فارس(بغيظ): انت عايز مني ايه انت وأخوك ها ، عايزين مني ايييييه؟؟؟
سيف(برعب نضحك من ملامح فارس): ايه يا عم انت هتتحول ولا ايه!!
فارس(بصياح): اسكت خاااالص
سيف(بنبرة رجاء وجدية مضحكة): طب يا عم لو مش هيضايقك يعني ممكن لو انا هفضل متعلق كدا كتير تديني الساندويتش بتاعي وبعدين علقني تاني على الأقل اتسلى وانا فوق كدا
لاحظ سيف غضب فارس وغيظه ليبلع ريقه بتوتر ويردف وهو ينظر لأحمد برجاء
سيف: أحمد .. خليه ينزلني
هز احمد رأسه برفض وهو يبتسم باستمتاع
سيف(باستعطاف): يابو حميد دا انا اخوك الوحيد
احمد(بشماتة): اخويا اللي اخد الساندويتش بتاعي امبارح ها
سيف: دا ساندويتش دا .. دي لقمة صغيرة .. يرضيك يعني اموت من الجوع
احمد(بغيظ): وأنا مالي يا حيوان ما تعملك اكل تاخد أكلي ليه
سيف(بغيظ مماثل): وهو انت يعني عديتها ما انت اخدت ساندويتشي النهاردة الصبح
احمد(باشمئزاز): دا اسمه عك مش ساندويتش .. حد يعمل ساندويتش جبنة بالمربى
سيف(بصياح): طالما شايفه عك أكلته ليييييه
أحمد(ببرود وهو يضع قدم فوق الأخرى): كيفي كدا .. زي ما دلوقتي كيفي انك ماتنزلش
سيف(وهو يقلب شفتيه بطفولية): سأخبر الله بكل شئ
كان فارس صامتاً وسط حوار احمد وسيف الشيق لأنه كان يتابع حوار شيق افكثر بكثير .. حواره مع ذات العيون الجميلة تُنافس القهوة في حلاوتها وسحرها .. تحتل نظرة رجاء عينيها ليتنهد فارس وهو يُنزل سيف فكيف لقلبه ان يرفض طلب لمن تسكنه حتى ولو لم تنطقه شفاهها بعد
فارس(بصوت مرتفع وهو يرفع يديه بدعاء وبقلة حيلة): يا رب صبرني يا رب
سيف(وهو يضع يده على كتف فارس): تصدق ياض يا فارس انا كان فاضلي ثانية وأنضم لحزب المعارضة زي اخويا اللي هناك دا بس علشان نظرة الحب اللي في عينك دي انا هساعدك ياض
فارس(وهو يرفع حاجبه بغيظ): مش ملاحظ ان فيه ياض كتير في الجملة ولا ايه؟!
سيف: اسمع بس احنا هنبقى اهل وعلى رأي المثل اللي يتجوز ميان يبقى عاشق ولهان
ميان(باندهاش): هو فيه مثل كدا؟!!
سيف(وهو يهز رأسه بتأكيد): ايوة فيه انا لسة مألفه النهاردة الصبح
فارس(وهو يدفع يده بملل): ارحمني بقا وحل عني
سيف: كدا .. مااااشي .. كلكم بكرة تتمنوا إني اقف معاكم كدا واهزر
احمد: ليه إن شاء الله؟
سيف(وهو يعدل ياقته): انتوا مش عارفين قيمتي .. دا انا بكرة اتخرج وابقى القبطان سيف الحديدي
سلمى(بنبرة دلع وهي تخرج من المطبخ): قبطان وغرقان في حبي .. وسفينته هي قلبي
سيف(بنبرة غزل): قلب القبطان اقسم بالله ..(ثم غمز بعينه بعبث ليردف).. ايه يا نجم الليالي
فارس(بنظرة اشمئزاز): الواد دا بقا بلدي اوي
أحمد(مؤكداً): فعلاً
سيف(وهو ينظر لأحمد وفارس بلا مبالاة): سيبك منهم يا بيبي وتعالي نشوف الساندويتشات دي بتقول ايه
تحرك سيف وسلمى ليجلسون امام التلفاز ويبدأون متابعتهم أحد الأفلام وهم يأكلون ويضحكون باستمتاع بينما نظر فارس في أثرهم وهتف بغضب وغيظ
فارس(بغيظ): والله العظيم دا ظلم .. اقسم بالله انا الخاطب ماقعدتش القاعدة دي .. يا حاجة ما تقولي حاجة بقا
هدى(وهي تكتم ضحكاتها): خلاص بقا يا أحمد بطل رزالة
أحمد(وهو يتنهد مدعي قلة الحيلة): خلاص هسمحله يقولها كل سنة وهي طيبة
فارس(بصدمة): بس؟!!!
أحمد: ها
تنهد فارس ثم تقدم خطوتين من ميان ليردف بنبرة عاشقة
فارس(بعيون لامعة): كل سنة وأنتي طيبة يا اميرتي
ميان(بخجل من نظرته): ميرسي
أحمد: الوقت خلص
فارس: يا عم استنى بقا
أحمد: قولت الوقت خلص
نفخ فارس بتذمر وملل يشوبهم الكثير من الغيظ لتردف حياة بهمس لأحمد
حياة(وهي تكتم ضحكاتها): ما خلاص بقا يا عم حوزونبول .. حرام عليك
أحمد(بغمزة): استني بس دا بابا موصيني عليه اوي
حياة: والله حرام عليكم دا الواد طلع عينيه
أحمد(بنبرة يشوبها الكثير من الغيرة): طب بطلي تدافعي عنه بقا ها
حياة(بصدمة): يا أحمد انت بتغير عليا من فارس كمان؟!!
أحمد(بغيظ وغيرة): إذا كنت بغير عليكي من اخوكي وابوكي ايه اللي هيخليني ماغيرش من زفت الطين دا
حياة(بفرح لغيرته): طب خلاص اهدى .. دا انت غيرتك فظيعة
اقترب احمد بوجهه منها قليلاً ليهمس
أحمد(بنبرة غزل): وكيف لمثلي أللا يغار على مثلك
تلونت وجنتي حياة بخجل ليلوي فارس شفتيه بطفولية وهو يراقب العاشقين ينعمون بقرب أحبائهم وهو محروم من ذلك .. تبتسم ميان وتضغط بأصابعها على هاتفها ليرن هاتف فارس مُعلناً عن وصول رسالة رسمت الابتسامة العاشقة على وجهه ما ان رآها ووجد أن اميرته ارسلت كلمات بسيطة ورقيقة مثلها .. فقد كتبت له "دُمت فارسي" .. نظر فارس لها بحب ينبض بقلبه لتلك الأميرة التي تراه فارسها وحبيبها وإن لم تُصرح بما في قلبها بالكلمات بعد ولكنه يرى انعكاسه في عينيها ولذلك يتحمل الكثير .. فهي التي لا يُمانع المحاربة عمره كله من أجل ان يفوز بها في النهاية
///////////////
انتهت حنين من صلاتها وارتدت احد تيشيرتات مراد التي تملؤها رائحته والتي لا تطفئ سوا القليل من نار شوقها له .. تفرد جسدها على السرير وهي تحتضن وسادته وتغمض عينيها .. نعم أسرت الصلاة الطمأنينة في نفسها ولكن مازال اشتياقها له يكويها .. دق على الباب تبعه دخول مرام ولما اللتان إنتهتا من تجهيز العشاء وصعدتا لحنين لعلها تقبل النزول معهما تلك المرة .. ربما لو كانتا لا تعرفان ما تشعر به حنين في غياب مرادها لظنا أنه من قلة الذوق عدم وجودها معهما ومع الجميع بالأسفل واعتبروا انعزالها بغرفتها طوال اليوم إهانة لهم ولكنهم يعرفون جيداً أن بغياب مراد تغيب روح حنين المرحة عنها .. تصبح كالتمثال الذي لا تُرد روحه إلا بوجود من يتراقص قلبها لرؤيته .. جلست مرام بجانب حنين على السرير لتردف بهدوء
مرام(وهي تربت عليها بهدوء): حنين .. حنين حبيبتي
حنين(وهي تفتح عينيها دون ان تتحرك): ايوة يا مرام .. فيه حاجة؟
لما: يا حبيبتي انزلي معانا بقا شوية
حنين(وهي تنظر لهما): هو مراد جه؟
قالتها حنين بنبرة تخلو من التساؤل فلو كان أتى لأخبرها قلبها بذلك .. لو كان أتى لألتقطت أنفها رائحته .. لو كان أتى لما أرسل غيره لإيقاظها بل كان سيتولى هو تلك المهمة بكل سعادة ليُغرقها بقبلاته المشتاقة لها
مرام: يا حبيبتي زمانه على وصول
حنين(وهي تلف وجهها مرة اخرى وتحتضن الوسادة): لما مراد يجي هنزل
لما: يا حنون علشان خاطرنا دا الكل تحت والولاد مش راضيين ياكلوا من غيرك
مرام: يلا يا حبيبتي وإن شاء الله هنلاقي مراد داخل علينا واحنا بناكل
نظرت لهما حنين قليلاً .. لماذا لا يفهمون أن معدتها ترفض ان تستقبل لقيمة بها وهي لا تدري أمَن يسكن القلب جائع أم لا .. كيف تستمتع معهم وتكون بخير وهو ليس بجانبها .. كيف تزور الابتسامة شفتيها وأثره ليس مطبوعاً عليهما .. حاولت حنين الرفض كثيراً ولكن تحت إصرارهم وافقت على النزول .. تحركت مرام ولما تاركين حنين لتغير ملابسها وتستعد .. تستعد لسنة لن تبدأها مع مرادها ولكن هل بالفعل لن تبدأها معه؟!
/////////////////
بمطبخ المنزل تقف مريم لتصنع قهوتها لتجد مروان الذي أصبح خطيبها بعد معاناة في إقناع الغول الغيور على ابنته وبالطبع لو لم تتحالف معه السندريلا المُلقبة بعمته والتي لا يستطيع الغول رفض طلباً لها لما استطاع ان يزين إصبع تلك التي تسكن قلبه بدبلته الذهبية .. بالطبع لم ينتهي الأمر عند ذلك الحد فهو يستغل كل ثانية ليُغازلها بينما هي تتهرب منه بخجل ورثته عن والدتها وإن كان قلبها يدق هاتفاً بإسمه ولكن خجلها من مجرد وقوفه بجانبها يمنعها من التصريح بذلك
مراون(بعبث وهو يستند بجزعه على باب المطبخ): مساء الجبنة الكيري يا شاغلة تفكيري
مريم(بارتباك من رؤيته): احم .. مساء النور
مروان(وهو يتقدم منها): بتعملي إيه يا خطيبتشي؟
مريم(وهي تتهرب بعينيها للقهوة التي بين يديها): بعمل قهوة
مروان: براڤو عليكي .. تصدقي، انا اكتر واحد محظوظ في الدنيا
مريم(وهي تنظر له): ليه بقا؟
مروان: علشان انتي خطيبتشي واحسن واحدة تعمل قهوة وأنا بقا بحب القهوة ..(ثم اردف بنبرة ذات مغزى).. بعشق القهوة .. وخصوصاً لو من إيدك
مريم(بخجل): ميرسي
مروان(وهو يقترب اكثر مردفاً بغزل): ميرسي لله انه خلق القمر دا
مريم(وهي تحاول ان تستجمع نفسها وتخفي تأثيره عليها): عايز حاجة يا مروان؟
مروان(وهو يحاصرها بين يديه وينظر في عينيها): من ناحية عايز ف انا عايز جداً الصراحة
مريم(بارتباك وخجل وقد فقدت السيطرة حين اقترب منها): ها .. عايز! .. عايز ايه؟!
مروان: عايز ...
اقترب مروان بوجهه اكثر لتغلق هي عينيها بخجل وتوتر حول وجهها لكتلة من الاحمرار ليردف هو بخبث
مروان: قهوة
مريم(وهي تفتح عينيها بصدمة): ها .. قهوة؟!!
مروان: اه ممكن تعمليلي فنجان معاكي؟
مريم(بارتباك وهي تضع خصلة من شعرها خلف اذنها): اه .. حاضر
مروان(بمكر وهو يلاحظ ارتباكها): مالك .. هو انتي كنتي فاكرة إن نفسي في ايه؟
مريم(بخجل وهروب): ها .. لا ولا حاجة
شهق مروان بدرامية ووضع يديه على فمه بطريقة مضحكة ليردف
مروان: انتي فاكراني كنت هقولك حاجة عيب؟!!!
مريم(بصدمة): لا لا انا .. انا..
مروان(بضحك ومزاح): وانا اللي فاكرك مؤدبة
مريم: مروان!!
مروان(بغمزة): عيونه
مريم(بخجل): يوووه بقا .. اخرج برا بقا خليني اعمل القهوة
مروان: بشرط
مريم: شرط؟! شرط ايه؟
مروان(بنبرة غزل): نشرب سوا القهوة وأقولك بحبك على سهوة
احمرت وجنتي مريم بخجل قبل تشتعل خجلاً حين طبع مروان قبلة على خدها بسرعة وخرج ليتركها تلتقط انفاسها قليلاً .. وضعت مريم يدها على وجنتها وارتسمت ابتسامة خجولة على شفتيها وهي تراجع ذلك المشهد الذي لم يزد سوا خجلها وحبه بقلبها وإن كانت مازالت تخجل من الإعتراف به
//////////////////
نزلت حنين بعد ان غيرت ملابسها وارتدت حجابها فهي تعلم بوجود فارس ومروان وإن كانا مروان وفارس مثل ابنيها ولكنها لن تغضب ربها وبالتأكيد لن تغضب مرادها .. حاولت رسم ابتسامة على شفتيها وهي ترى عائلتها مجتمعة ولكن أبت الابتسامة ان تزور شفتيها دون ان يكون عمود تلك العائلة موجوداً .. عينيها تبحث عنه علها تراه هنا او هناك ولكن لا اثر له .. اغمضت عينيها بألم وقد شعرت برغبة شديدة في البكاء .. تريده الآن .. تريد ان ترتمي بين أحضانه وتخبره أللا يبتعد عنها مرة أخرى .. شعرت بيد قوية تحتضن كتفها لتفتح عينيها وتجد النسخة الأصغر لمرادها .. صغيرها الحبيب الذي يذكرها بمَن ملك قلبها
أحمد(بغمزة وابتسامة): إيه القمر دا يا حنون
سيف(بغزل عابث): فعلاً مزة المزز يا نينو
ميان(وهي تنضم لشقيقيها): انت عارف لو بابي عرف انك دلعت مامي بالدلع دا هيعمل فيك ايه
سيف(بتوتر): هو .. هو مين هيقوله بس؟
أحمد(وهو يضحك على توتر سيف): يا عم دا الصاعقة دا يعرف انت أكلت كام مرة النهاردة
سيف(برجاء مضحك): حنون .. إلهي تنستري .. إنكار حتى النهاية ها .. انا ابنك حبيبك
ضمت حنين اولادها الثلاثة لحضنها بقوة وكأنها تحتضن مرادها .. ألتفت أيديهم حولها وكأنهم يمدوها بالقوة فهم يعرفون أنها تصبح بأضعف حالاتها حين يبتعد والدهم عنها .. شعرت حنين في عناقهم بخوف عليها يشوبه الحب الكبير لها تماماً مثل والدهم وهنا فقط ارتسمت ابتسامة بسيطة على شفتيها .. ليست كتلك الابتسامة التي ترتسم حين يكون مرادها بجانبها ولكن يكفي انها ابتسمت .. اخرجتهم من حضنها وهي تردف بحنان
حنين(بعيون لامعة بحب وفخر): كل سنة وانتم طيبين يا حبايبي
احمد(وهو يقبل يدها): وانتي طيبة يا ست الكل
ميان(وهي تقبل وجنتها): وانتي طيبة يا أحلى مامي
سيف(بغمزة وهو يرسل لها قبلة بالهواء): وانتي طيبة يا مزة المزز
ضحكت حنين على حركات سيف الذي سعد حين شعر انه استطاع إسعادها .. دق خفيف على باب المنزل تبعه دخول مصطفى وأكرم .. استغربت حنين وجودهم فهم بالعادة لا يأتون في غياب مراد حتى وإن كان مراد يعرف شعورهم نحو حنين وكونهم يعتبروها اختهم وحتى وإن كان احمد وسيف وميان مع حنين بالمنزل فهم يكتفوا بإحضار زوجاتهم واولادهم في أول اليوم والعودة لأخذهم في آخر اليوم .. لم تكد تفوق من استغرابها حتى وجدت نور يدخل وقد ارتدى زي بابا نويل وأخذ يهتف بسعادة مقلداً شخصية سانتا كلوز
نور(بنبرة تشبة نبرة سانتا): هو هو هو .. كل سنة وانتم طيبين .. هابي نيو يير
هدى(بصدمة وهي تنظر له): ايه اللي انت عامله دا؟!!!
نور(بجدية وبنبرته الطبيعية): الحمد لله الحمد لله لاقيتها يا جماعة لاقيتهااااااا
شذى(باستغراب وقد أتت على صوت والدها المرتفع): ايه دي يا بابا اللي لاقيتها؟
نور(بنبرة غزل وغمزة لهدى): اصل العربية كانت السنة دي ب ٧ غزالات بس وكنت ناسي إن الغزالة ال ٨ هنا
تلون وجه هدى من الخجل بينما اطلق شادي صفيراً عالياً وهو يصفق
أنس(بضحك وتصفيق): جاااامدة يا بابا
مرام(وهي تخرح من المطبخ حاملة احد الأطباق): ايه دا؟!! .. انتوا ايه اللي جابكم؟!
أكرم(بغمزة وتو يقترب منها): جينا ندحرج التماسي وندلدق المسا
لما(بضحك): أنت قعدتك مع محسن بوظتلك دماغك
مصطفى(بهدوء وغمزة وهو يقترب منها هو الآخر): طب ما تسيبك منه وتركزي معايا أنا
تلون وجه لما أيضاً فهي لم تتوقع ان يغازلها امامهم .. ابتسمت حنين وهي ترى مزاح وحب عائلتها الجميلة لتنتبه على جملة نور
نور: ايه يا جماعة فاضل ١٠ دقايق على السنة الجديدة .. مين عايز ياخد هديته الأول
اندفع الجميع ناحيته وتزاحموا عدا حنين التي وقفت تنظر لهم بابتسامة بسيطة
نور(بصياح): استنوا بس اهدوا .. بالدووووور .. بالدووووور ..(ثم ضيق عينيه مدعي التفكير).. نبدأ بمين .. بمين .. حرم الصاعقة ..(ثم اقترب خطوتين باتجاة حنين ليردف).. ها يا حنين مش عايزة هدية السنة الجديدة؟
هزت حنين رأسها بهدوء وابتسامة بسيطة تزين شفتيها
حنين: لأ ميرسي
مصطفى: لأ ماينفعش .. الكل هياخد هدية آه انا بقولك اهو
اكرم: دا احنا اول ما عرفنا جو الأحزان اللي انتي عاملاه دا قولنا لازم ننزل ونعمل حركة جدعنة وجبنا هدايا للكل .. مايغركيش اننا ملبسناش اللبس المجنون بتاع نور دا احنا دفعنا والله في الهدايا مبلغ وقدره
نور(وهو ينظر لحنين): بصراحة انا كنت متوقع ان مراد مش هيجي .. اصل شغلنا دا ساعات بيجبرنا على ظروف معينة وكدا يعني
انصدم الجميع من كلام نور بينما لمعت عيون حنين ودق قلبها بقوة لتردف
حنين: بجد؟ وبالنسبة للي واقف ورايا دا عفريته مثلاً؟!
انصدم نور من معرفتها بوجود مراد خلفها ليضحك مراد بصوته كله مزلزلاً قلب مجنونته وهو يلف ذراعيه حولها ويلصق ظهرها بصدره مردفاً بثقة
مراد(بثقة وهو يضم حنين لصدره): قولتلك هتحس بيا
ميان: حمد الله على السلامة يا بابي
مراد: الله يسلمك يا حبيبتي
احمد: حضرتك جيت امتى؟
مراد: لسة حالاً ..(ثم نظر لنور وهو يبتسم بثقة).. قولتلك هتخسر الرهان
فارس: رهان ايه؟
مراد: اصل ابوك شافني برة قبل ما يدخل وقاللي ان حنين زعلانة اني مش موجود وقبل ما ادخل قاللي انه عايز يعمل مقلب ويقولها اني لسة ماجيتش ومش هاجي النهاردة وقال ايه حضرته راهني انها هتصدق وانا قولته انها هتحس بيا ..(ثم زاد من ضم حنين لصدره بابتسامة عاشقة يشوبها الفخر).. وكسبت التحدي
ارتسمت الابتسامات على وجوه الجميع قبل ان يهتف سيف بحماس
سيف: يلا فاضل ١٠ ثواني
سلمى: ٩
حياة: ٨
احمد: ٧
ميان: ٦
فارس: ٥
مروان: ٤
مريم: ٣
أنس: ٢
شذى: ١
الجميع(بسعادة وحماس): Happy New year
هتفوا بها بسعادة ولكن كانت سعادة الصاعقة والمجنونة سعادة من نوع آخر .. سعادة بعناق قلوبهم .. استغل مراد انشغال الجميع مع نور والهدايا ليجذب يد معشوقته لغرفتهم التي ما أن دخلاها حتى جذبها لصدره بقوة .. احتضنها عن كل ثانية غابها عنها .. احتضنها وكأن في حضنها النجاة .. احتضنها وكأنه يريد ان يدخلها داخل صدره فلا تفارقه أبدا .. أما هي فكانت تدفس رأسها بحضنه وأصابعها تتمسك بقميصه بقوة .. بدون إرادة منها هربت الدموع من عينيها ولكنها تلك المرة كانت دموع فرح .. فرح بعودة مَن يسكن قلبها .. فرح بعودة مَن تتشعب جذور عشقه بروحها
مراد(بنبرة عشق صادقة): وحشتيني
حنين(بنبرة يشوبها العشق وتتخللها الدموع): وانت اكتر .. انت وحشتني اوي اوي اوي
اخرجها مراد من احضانه لينظر لها بعشق هامساً
مراد(وهو يمسح عينيها بيديه): طب ليه الدموع دي؟
حنين(وهي تلوي شفتيها كالأطفال): علشان أنت استحملت غيابي كل دا
ابتسم مراد على جملتها فمن يسمعها يظن انه غاب لأعوام وليس لثلاثة ايام فقط ولكنه الآن أصبح يعلم ما تشعر به .. حين تمكن عشقها من قلبه وروحه وكيانه عرف ان الدقيقة في قواميس الناس لا تساوي دقيقة في قواميس العُشاق .. يمكن ان تساوي عِقد أو قرن ولكنها أبدا ليست دقيقة .. احتضن وجهها بكفيه وفي ثانية أطبق بشفتيه على شفتيها في قبلة أولها عشق وأوسطها شغف وآخرها جنون .. قبلة محت حزنها منه وأنستهما مرار فراقهم .. قبلة قطعت الهواء عن رأتيهما ليقرر هو أخيراً قطعها ليسمح لها بالتنفس .. أما هي فكانت قبلته تلمس قلبها .. تحبه .. تعشقه .. تهيم به .. تحتاجه ليس لأنه أهم شيء ولكن لأنه كل شئ .. أغمضت عينيها ووضعت رأسها على صدره وهي تتنهد بطمأنينة كطمأنينة أرض انتصرت بعد احتلال .. ظلوا على تلك الحالة لفترة لا يعرفون مدتها ليهمس مراد بابتسامة
مراد: فين الدفتر؟
ابتسمت حنين وهي ترفع رأسها من أحضانه .. تفرح لشغفه بقراءة مذكراتها التي تكتب فيها عنه وعن حبها له .. تحركت قليلاً لتمسك بدفترها وتقترب منه .. كاد مراد بإمساكه لتبعد حنين الدفتر وهي تفرد كفها الآخر مُطالبة بدفترها الجديد الذي تتشوق لرؤيته .. ابتسم مراد وهو يخرج من خلف ظهره ذلك الدفتر الذي لمعت أعين حنين ما أن رأته .. فإختيار مرادها كل مرة يُفاجئها ولكنه تلك سحرها حقاً بجماله .. يدق قلب حنين بعنف وهي تمسك الدفتر الجديد بين يديها .. كان دفتراً ذو غلاف خشبي ومحفور عليه رسمة ليدين متعانقتين تماماً كما تتعانق يديهما وفوق الرسمة كُتب بخط جميل "أنت عشقي" .. نظرت حنين لمرادها الذي كان يراقب سعادتها بعيون لامعة .. في أقل من ثانية رمت حنين بنفسها في أحضانه بسعادة غامرة ليلف هو يده حول خصرها معتصراً إياه بعشق .. تُزيد هي من لف يديها حول رقبته هامسة
حنين(بنبرة عاشقة): بحبك اوي
مراد(بنبرة عاشقة مماثلة لها): وانا بعشقك
وكعادتهم بدأوا تلك السنة الجديدة معاً مثلما كانوا معاً منذ أن شاء الله ان تلتقي طرقهم فحرصوا على أللا تفترق .. فكيف تفترق وقلوبهم تنبض هاتفة أنت عشقي

كااااااات .. خلاص كدا خلصت الحلقة بس لسة فيه حلقات خاصة كتير جاية وروايات كتير هتجننكم معاها😉 .. مستنية رأيكم في الحلقة و في باقي أعمالي وانتظروني قريب أوي أوي أوي مع عمل جديد يليق بيكم يا أحلى فانز ♥️⁩
دمتم لي🌹
حورية الإبداع/ حنين عماد💜✨

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن