في اليوم التالي وبأحد اكبر واشهر محلات فساتين الزفاف يجلس مراد الحديدي وهو يضع رجل فوق الاخرى وينتظر اميرته الجميلة التي غابت بغرفة تغيير الملابس .. المحل فارغ تماماً من اي احد حتى العمال فلقد قام مراد بإخراجهم جميعاً واغلق كل كاميرات المراقبة رافضاً ان يرى احداً غيره معشوقته حتى لو كانوا بنات مثلها .. اما بغرفة الملابس فتقف حنين وهي تزفر بحنق حين لم تستطع اغلاق السحاب الخاص بالفستان فمراد صمم ان تخرج كل البنات العاملات من المحل قائلاً انه من سيقوم بمساعتها إذا احتاجت مساعدة ولكنها خجلت من ان تناديه .. مرت دقائق واستطاعت حنين قفل السحاب بعد معاناة فوقفت تلتقط انفاسها .. تنظر للمرآة بداخل البروفا وهي تبتسم بفرحة ودقات قلبها تتواثب بداخل صدرها .. كان فستانها ساحراً بمعنى الكلمة .. فستان ابيض رقيق وهادئ, بدون اكتاف ويكشف جزء من ظهرها الأبيض, مُطرز على الصدر بالدانتيل وحبات اللؤلؤ الصغيرة وينزل بإتساع كبير من عند الخصر ليُعطيها مظهر الاميرة التي تنتظر فارسها ذو الفرس الابيض .. تبتسم حنين بخجل وهي تتطلع لنفسها لتنتبه على صوت مراد
مراد: ايه يا بنتي كل دا .. ما تخرجي بقا
حنين(بخجل): لا مش هخرج
مراد: ليه؟
حنين(بخجل شديد): كدا انا مبسوطة هنا
مراد: حنيييييين .. يلا اخرجي
أخذت حنين عدة انفاس في محاولة لأن تهدأ قليلاً .. ضغطت على شفايفها بتوتر وخجل لتفتح باب البروفا وتخرج منها بهدوء .. ما ان وقعت عينا مراد عليها حتى شهقت الدماء في شرايينه من طلتها الآسرة .. يتأملها وهو مسحور بها بينما تقف هي امامه بابتسامة بسيطة يشوبها الكثير من الخجل .. اتسعت ابتسامة حنين وهي تُمسك بالفستان وتلف حول نفسها بفرحة طفلة تُري والدها ملابس العيد .. يتأمل مراد بسمتها وطلتها الساحرة بقلب ينبض بإسمها .. يقف مراد ويقترب منها بهدوء وخطوات كانت تزيد من ارتباك قلب حنين وخجلها .. يقف مراد امامها مباشرة لتهرب حنين بعينيها منه وهي تتطلع للفستان
حنين(بابتسامة): حلو صح؟
مراد(وهو يقترب منها ويحاوط خصرها): حلو اوي
حنين(وهي مازالت تهرب بعينيها): ورقيق
مراد(وهو يقترب بوجهه): رقيق جداً
حنين(بارتباك من قُربه): وآآ ..
مراد(بهمس): هادي كدا
حنين(وهي تبتلع ريقها بتوتر وخجل): اها هادي
مراد(وهو يزيد في اقترابه): ويجنن
حنين(بتوهان من قُربه): اها
مراد(بهمس امام وجهها): ويخطف
حنين(وهي تغلق عينيها بدوخة من عبير انفاسه): ...
مراد: بس مش هتلبسيه في الفرح
حنين(بانتباه وهي تفتح عينيها): ها .. ليه؟ هو مش عاجبك؟
مراد(بابتسامة): تؤ, عاجبني جداً
حنين(بعبوس قليل): اومال مش هلبسه ليه؟
مراد(بنبرة ساحرة وهو يقترب من وجهها): علشان ممنوع حد يشوفك كدا غيري
حنين(وهي تائهة في نبرته وعينيه): ...
مراد(وهو يداعب ظهرها العاري بأصابعه): ضهرك دا
حنين(وقد دبت القشعريرة في جسدها من لمسته): ...
مراد(وهو يطبع قبلة عميقة على رقبتها): ورقبتك دي
حنين(وهي تغمض عينيها بشدة وتهتف به بضعف): مراد .. احنا في المحل
مراد(وهو يُقبل رقبتها مرة اخرى): وايه يعني
حنين(وهي تحاول ان تُقاوم تأثيره): ممكن حد يدخل
مراد(من بين قبلاته العاشقة لها): محدش يقدر
حنين(وهي تدفعه بخفة في صدره مُحاولة التماسك امامه): يا مراد علشان خاطري
ابتعد مراد على مضض فخاطرها عنده قسم مُقدس لا يقدر على كسره .. يقترب بوجهه منها وهو ينظر في عينيها ويهمس بنبرته الساحرة
مراد: نشوف فستان تاني؟
حنين(وهي تغمض عينيها وتهز رأسها بتوهان): اها
تحرك مراد قليلاً ليُمسك بفستان آخر وتقدم من حنين التي كانت تقف مكانها بوجه يشتعل من شدة الخجل ومن قرب مرادها المهلك لها ولقلبها الصغير .. رفع يده بالفستان ناحيتها لتخطفه من يده وتجري ناحية البروفا بدقات قلب متواثبة .. ينظر مراد في اثرها بابتسامة على خجلها ويهتف بمشاكسة
مراد: لو احتاجتي مساعدة ناديلي .. احنا برضو في الخدمة
حنين(بابتسامة ودقات قلب متواثبة وهي تستند بظهرها على باب البروفا): ...
/////////////////////
تجلس هدى بغرفتها وهي تمسك بالكارت الذي كان بين بوكيه الورد الذي قدمه نور لها بالأمس .. تتذكر حين رأت الكارت بالأمس وقرأت ما كتبه نورها ليرتسم الخجل على ملامح جهها البرئ وهي تقرأ كلمات زوجها العزيز .."لم أكن يوماً أؤمن بالحب من النظرة الاولى ولكن ها انا اعيش ويلاته فقط من أجلك انتي".. وقعت بحبه! .. نعم احبته! .. احبت ذلك العابث التائب على يديها .. احبت من زلزل القلب بحضوره .. يقطع ابتسامتها صوت رنين هاتفها ليزداد خجلها وارتباكها وهي تجد اسمه يزين شاشته
هدى: ألو
نور(برومانسية): أحلى ألو سمعتها في حياتي .. وحشتيني
هدى(بخجل): احم .. وحشتك ايه احنا لسة كنا شايفين بعض امبارح
نور(بنبرة ساحرة): بلاش وحشتيني .. ينفع بحبك
هدى(بخجل شديد): ...
نور: بتعملي ايه؟ بتفكري فيا؟
هدى(بارتباك): ها! لأ انا ...
نور(بضحك): بس بس خلاص بان انك فعلاُ بتفكري فيا ودايبة دوب كمان
هدى(بخجل شديد): ...
نور: غيري هدومك .. نص ساعة وهكون تحت البيت
هدى: تحت بيتي انا؟!!
نور: اومال تحت بيتي انا .. يلا بسرعة عاملك مفاجأة
هدى: ايوة بس..
نور: بصي بقا انا كنت عامل حسابي ان المفاجأة تبقى امبارح بس جنان حنين ومراد بوظ خطتي ف يلا علشان نلحق
هدى: طب بابا..
نور: انا كلمت عمي واستأذنته يلا بقا
هدى(بابتسامة): ماشي
نور: يلا انا مسافة الطريق واكون عندك
هدى: ماشي ..(ثم همست بخجل).. نور
نور: ايوة
هدى(بهمس وخجل): خد بالك من نفسك
نور(بدرامية ومزاح): اه يا قلبي .. يا رب الزحمة تموووووت
اغلقت هدى الخط لتنفجر بالضحك على جنانه الذي يُربك دقات قلبها الصغير الذي بدأ بالتعلق بحبال حب ذلك العابث التائب
////////////////////
غيرت حنين الفستان لتقف امام المرآة وهي تتطلع للفستان الذي اختاره مرادها .. فستان ابيض طويل ورقيق ولكن على عكس السابق لم يكن منفوشاً وإنما كان ينزل بهدوء على جسدها الجميل, ذو اكمام قصيرة من الدانتيل والخرز الابيض وحبات اللؤلؤ التي تُزين صدره, وتكتمل طلته بطرحة تُل بيضاء خفيفة وساحرة .. تبتسم حنين وقد احبت ذلك الفستان فقط لأنه من اختيار من ملك قلبها .. تتسع ابتسامتها وهي تتذكر غيرته عليها لتتحول تلك الابتسامة لخجل احتل وجهها حين تذكرت قبلاته لتهمس
حنين(بهمس وخجل): مجنون
مراد(بصوت عالي قليلاً): ها ايه الاخبار؟
حنين(بارتباك): احم .. حلو
مراد: طب اخرجي اشوفه
حنين(وهي خائفة ان يُعاد ما حدث منذ دقائق): لأ هو حلو كدا
مراد(وقد فهم سبب رفضها): اخرجي يا حنين
حنين(بعناد تُداري به خجلها): لأ انا شايفاه وحلو وهناخده
مراد(وهو يطرق باب البروفا): افتحي يا حنين
حنين: لأ
مراد: حنيييين
حنين: مراااااد
مراد(بمشاكسة): طب افتحي وهبص بأدب
حنين(وهي تكتم ضحكاتها): لأ
مراد: يا بنتي افتحي بقا
حنين: والله شكله حلو ومش مفتوح زي التاني بس برضو مش هفتح
مراد(وهو يرفع حاجبه): بقا كدا؟
حنين(بابتسامة ومشاكسة): ايوة وأبو كدا وأم كدا كمان
مراد(بتحذير وغيرة): ماشي يا حنين .. بس عارفة لو يوم الفرح لاقيت فيه شباك ولا منور اقسم بالله لألغي كل حاجة واكسر دماغك دي
حنين(بنبرة خفيفة ومزاح): حقك يابا
مراد: طب يلا غيري هدومك واخرجي
حنين: طب ابعد عن الباب
مراد: يا بنتي ما الباب مقفول!
حنين(بضحك): لا يا عم ماضمنكش انت مكار
مراد(بذهول من الكلمة): مكار!!
حنين: ايوة ابعد بقا
ضحك مراد وسمعت حنين خطوات ابتعاده عن الباب لتبتسم وتُغير ملابسها بفرحة تحتل قلبها وتسكن ملامحها
//////////////////////
انتهت هدى من تغيير ملابسها ونزلت من المنزل لتنتظر نور امام العمارة .. طال الوقت ولم يحضر .. بدأ القلق يتسرب لقلبها الصغير وخاصة حين اتصلت به اكثر من مرة ولم يُجيبها .. يزداد القلق حين رأت شابين يقتربان منها
شاب1: الجميل واقف لوحده ليه؟
شاب2: لو اتأخر احنا سدادين
هدى(بحدة تداري بها خوفها): عيب كدا .. اتفضل انت وهو امشي من هنا بدل ما ..
شاب1: بدل ما ايه بس يا مزة
شاب2(وهو يمسك يدها): بقولك تعالي بس معانا ومش هنختلف
هدى(بحدة وهي تشد يدها): اوعى ايدك يا حيوان
في ثانية كانت سيارة نور تصطدم بشدة بجسد الشاب الاول لينزل نور وهو ينظر لمن يُمسك بيد هدى بغضب وعيون حمراء كالدماء .. يندفع ناحيته ليُمسكه من تلابيبه بغضب ويُطلق العنان لقبضته لكي تترك اثرها على وجهه .. لكمة تليها الاخرى والشاب بين يديه لا حول له ولا قوة
هدى(بخوف وهي تراه كالثور الهائج): كفاية يا نور
كانت اذن نور لا تلتقط اي صوت إلا صوت غضبه وغيرته الحارقة .. يُزيد من قوة لكماته لتتوقف يده فجأة ويصرخ بألم حين قام الشاب الآخر بضربه على ظهره بحديدة
نور(بألم وهو يقع على ركبتيه): آآآآآه
هدى(بخوف ولهفة وهي تندفع ناحيته): نووووور
اسرع الشاب بجذب رفيقه واسرعوا بالفرار من امام نور الذي ازداد غضبه وكاد بملاحقتهم ليجد هدى تتمسك بيده وهي تصرخ به
هدى(وهي تمسك بنور): خلاص بقا اقف
نور(بغضب): اوعي سيبيني
هدى(وهي تُزيد امساكها به): خلاص يا نور
نور(بغضب وهو ينفض يدها): بلا نور بلا زفت .. انتي ايه اللي نزلك من غير ما اتصل بيكي؟!!
هدى(بخوف من غضبه): والله انا..
نور(بحدة): انتي ايه بقا يا شيخة .. عجبك اللي حصل دا .. مبسوطة بالمعاكسة والبهدلة دي
هدى(بصدمة): انت بتقول ايه؟!!!
نور(وهو يلوم نفسه على ما قاله): ...
هدى(بدموع تلمع بعينيها): ...
نور(وهو يحاول مسك يدها): هدى..
هدى(وهي تسحب يدها والدموع تلمع بعينيها): شششش ولا كلمة .. انا اسفة اني نزلت قبل ما توصل بس انا كنت نازلة على اساس انك خلاص جاي وكلمتك اكتر من مرة وتقدر تشوف موبايلك, وبعدين انا نزلت ووقفت قدام البيت مارحوتش يمين ولا شمال .. واسفة على حاجة تانية
نور(بألم من دموعها): حاجة ايه؟
هدى(بألم ودمعة هاربة): اني من الاول وافقت على العلاقة دي .. الظاهر اني حسبتها غلط .. عن اذنك
نور(وهو يمسك يدها): هدى استني
هدى(بحدة وهي تسحب يدها): نزل ايدك وابعد عني
نور(وهو ينظر لها بندم): ...
هدى(بوجع ونبرة مهتزة): هي خلصت كدا
ابتعدت هدى سريعاً من امامه بدموع تحتل وجهها الجميل بينما يقف نور وهو يزفر بحنق مُعنفاً نفسه على ما قاله .. يحس بقلبه يتألم من كلامها
نور(بغيظ وغضب): غبي
اخذ نور سيارته وابتعد وهو يعنف نفسه على ما فعله وقاله ولكنه كان يشعر بالغيرة القاتلة .. فهذه احدى عيوبه .. غيرته حارقة ولا حدود لها فهل سيقدر على نيل عفو من امتلكت قلبه؟!
/////////////////////
تنتهي حنين من تغيير ملابسها وما ان فتحت باب البروفا حتى شهقت بخضة حين وجدت مراد يندفع بها للداخل ويحاوطها بين جسده وجدار البروفا وهو ينظر في عينيها ويقترب منها بقُرب مهلك لتنظر هي له بخجل وتوتر وانفاس متلاحقة
مراد(بنبرته الآسرة وهو ينظر في عينيها): بعد كدا لما اقولك حاجة ماتقوليش لأ علشان غلط .. مراد الحديدي مايتقالوش لأ
حنين(وهي ترمش عدة مرات بتوتر وخجل): انا... انت...
مراد(بهمس مشاكس بين شفتيها): انا بفهمك يا قطتي .. انا الصاعقة يا حلوة, يعني مش باب بروفا اللي كان هيمنعني .. انا سيبتك بمزاجي بس فاهمة؟
حنين(بأنفاس متلاحقة وهي تدفعه بخفة في صدره): اها فاهمة .. ابعد بقا
مراد(وهو يمسك كفها الموضوع على صدره ويقترب بوجهه منها): اول حاجة لازم تعرفيها عني .. اني بحب القُرب اوي وخصوصاً لو القرب من ناس بحبهم اوي اوي
حنين(بتوهان من قربه): ها؟!
مراد(وهو يقترب اكثر): تاني حاجة لازم تعرفيها اني مابعديش غلطة .. ولازم اللي يغلط يتعاقب
حنين(وهي تبتلع ريقها بتوجس): عقاب؟!
مراد(بغمزة ونبرة ماكرة): اها, فاكرة عقابي؟
تحول وجه حنين بالكامل لجمرة مشتعلة من شدة الخجل وخاصة حين اقترب مراد منها ليهمس بين شفتيها
مراد(بنبرته الساحرة): العقاب الاول على رفضك فتح الباب ..(ثم خطف شفتيها لقبلة حارة وعميقة).. والعقاب التاني على انك قولتي لأ ..(ثم خطف شفتيها مرة ثانية لقبلة ثانية اكثر حرارة).. والعقاب التالت على انك رفضتي توريني الفستان ..(ثم خطف شفتيها لقبلة اخرى أشد عُمقاً).. والعقاب الرابع على انك قولتي عليا مكار ..(ثم خطف شفتيها لقبلة طويلة).. وال..
حنين(بدوخة وتوهان وانفاس متلاحقة وهي تغمض عينيها): خلاص الله يخليك ياخويا .. والنعمة دوخت .. انت ماعندكش اخوات بلاستيك
لم يستطع مراد عدم الضحك على مزاحها وجنانها ليجذبها لأحضانه وتداري هي وجهها كله داخل صدره مُخبئة اللون الاحمر الذي طغى على ملامحها البريئة والجميلة التي تأسر ذلك العاشق الذي اصبح عالقاً بها قلباً وروحاً وفكراً .. مرت دقائق وخرجت حنين من احضانه ليتحركوا لخارج البروفا ويسمح مراد لعمال المحل وموظفيه بالدخول مرة اخرى .. وقفت حنين بجانب مراد وهو يدفع ثمن الفستان لتُلاحظ وجود فستانين وليس واحداً
حنين: ثانية دول اتنين؟!!
مراد: ايوة ..(ثم همس بأُّذنها).. التاني دا هتلبسيه ليا لوحدي
نظرت حنين له بصدمة وخجل ليغمز بعينيه غمزة زلزلت قلبها .. تغيرت طباعه كثيراً, لم يعد بارداً وقاسياً .. لم يعد يتجاهلها ويهرب من حبها .. اصبح عاشقاً لها ولا يخجل من الاعتراف بذلك .. اصبح حنوناً ومشاكساً .. اصبح يغرقها ببحور عشقه ليزداد جنونها به .. فنحن حين نعشق لا نختار من نعشقهم ولكن القدر قد يقودنا لأشخاص قد نُجن بعشقهم
/////////////////////
يجس مصطفى بمكتبه وهو يعمل بجد ليجد طرق خفيف على الباب وتطل ملكة قلبه من خلفه
لما(بابتسامة جميلة): فاضي يا بشمهندس؟
مصطفى(بابتسامة): ولو مش فاضي افضالك يا قلب البشمهندس
لما(بابتسامة وهي تدخل): كنت عايزة اوريك التصميم قبل ما يروح قسم التنفيذ
مصطفى: وريني كدا
اخذ مصطفى ينظر للتصميم وبسمة فخر ترتسم على ثغره الفتاك لينظر ل لما وهو يبتسم بهدوء
مصطفى(بابتسامة فخورة): لا دا انتي مستواكي اتحسن جداً وهتنافسيني بقا
لما(بابتسامة ومزاح): ماقدرش يا بشمهندس انت الاصل برضو
مصطفى(بابتسامة عاشقة): قلب البشمهندس من جوا .. بقولك
امسك مصطفى بيد لما وجذبها لتجلس على رجليه ليتحول وجهها كله للون الاحمر ويحيطها هو بيديه القويتين
لما(بخجل شديد): عيب كدا يا مصطفى .. ممكن حد يدخل
مصطفى(بنبرته الهادئة والآسرة): هو فيه حد يقدر يدخل مكتبي من غير ما يستأذن؟! .. ثم اني عايزك في موضوع مهم
لما(وهي تنظر له): موضوع ايه؟
مصطفى(بغمزة): ايه رأيك اخطفك يومين كدا بعد فرح حنين ومراد ونسافر اي حتة
لما: نسافر؟!
مصطفى(بابتسامة): ايوة .. انتي ناسية اننا ماعملناش شهر عسل بسبب مراد وحنين ومغامراتهم .. ايه رأيك اخدك ونسافر اي حتة تختاريها؟
لما(بفرحة وحماس): بجد يا مصطفى؟!
مصطفى(بابتسامة على حماسها): بجد يا قلب مصطفى
لما: طب والشغل؟
مصطفى(بعشق): يولع الشغل .. المهم لومتي تكون مبسوطة
لما(بحب وخجل وهي تنظر له): انا مبسوطة طول ما انا معاك
مصطفى(وهو يقرصها بخفة في خدها): خلاثي عالطماطم اللي بتتكلم دي يا ناااس
لما(وهي تبتسم وتقف): انا هروح اودي التصميم لقسم التنفيذ وافكر هنروح فين
ابتسم مصطفى وهو يرى جميلته الخجولة تتحرك من امامه بفرحة تسكن قلبها وخجل شديد يحتل ملامح وجهها الرقيق
//////////////////////
تجلس هدى بغرفتها وهي تبكي بشدة .. لا تعلم لما شعرت بتألم قلبها من كلامه؟! .. لما آلمها لتلك الدرجة؟! .. بل الادهى من ذلك انها لا تعلم لماذا مازال قلبها يشعر بالقلق عليه؟! .. هل حدث شئ لظهره؟! هل هو بخير؟! هل مازال يتألم؟! .. لا تُنكر انها اخطأت حين نزلت قبل ان يصل ولكنها كانت تنزل من منزلها دائماً بدون مشاكل قبل ان تتعرف عليه .. تبكي بشدة ليعلو صوت هاتفها للمرة التي لا تعرف عددها فقد ظل نور يحاول الاتصال بها منذ ما حدث وتتجاهل هي كل اتصالاته .. ينقطع صوت الرنين ليُعلن هاتفها عن وصول رسالة جديدة منه والتي لا ترد عليهم ايضاً .. تُمسك بهاتفها لتجده كتب
"هدى ارجوكي ردي عليا"
قبلها "والله اسف"
وقبلها "طب ردي طمنيني عليكي واقفلي تاني"
وقبلها "انا اسف"
لا رد منها سوى نبضات قلب تصرخ بأن تعفو عنه .. ولكن لا فكرامتها قبل اي شئ
///////////////////////
تجلس مرام بجانب اكرم في سيارته .. فقد احس انها دخلت بحالة من الصمت والهدوء المريب وهذا ما نبهته اسيل بشأنه حيث ان العلاج كلما طالت مدته كلما اثر ذلك على نفسية المريض عندما لا يجد نتيجة سريعة له لذلك قرر ان يُخصص هذا اليوم لها ويخرج معها عله يُحسن من نفسيتها .. يدور بسيارته وهي بجانبه ليُمسك بيدها بهدوء ويطبع قبلة رقيقة عليها
اكرم(بابتسامة هادئة): تحبي تروحي فين؟
مرام(بابتسامة باهتة): مش عارفة .. اي حتة
اكرم(بهدوء وهو ينظر لها): ايه رأيك اعزمك عالغدا وبعدين نتمشى شوية عالنيل؟
مرام: اوكيه
وبالفعل فعل اكرم ذلك وعزم مرام في احد اشهر وافخم المطاعم إلا انها لم تأكل إلا لُقيمات بسيطة .. ينتهوا من الغداء ليتحرك بها اكرم ناحية النيل .. تقف مرام وهي تنظر بشرود للنيل وكأنها تحدثه بما يجول بصدرها ويحرق قلبها ويقف اكرم بجانبها بصمت محترماً رغبتها بالسكوت ومكتفياً بالنظر لها .. تغمض مرام عينيها وهي تأخذ نفساً عميقاً داعية ربها بصمت ان يُجيب دعوتها التي تسكن قلبها .. تطلب منه ان يُعطيها اشارة عن قُرب الفرج .. تنتبه مرام على صوت بكاء لتنظر ناحيته وتجد طفل صغير يبكي وهو يُغطي وجهه بكفيه الصغيرين بينما يقوم ثلاثة اولاد اكبر منه قليلاً بدفعه يميناً ويساراً ويُضايقوه .. اسرعت مرام ناحيته بلهفة وهي تهتف بالاولاد الذين اسرعوا بالبُعد عنه والجري بعيداً .. تقترب مرام من هذا الطفل وتنزل برجليها لمستواه
مرام(بحنان وهي تحتضنه): بس يا حبيبي .. متعيطش .. اهدى هما خلاص مشيوا
الطفل(بدموع): ...
مرام(وهي تربت على ظهره): بس يا حبيبي .. اهدى خلاص هما بعدوا و مش هيضايقوك
الطفل(بنبرة طفولية ودموع): عايز ماما
مرام(وهي تُخرجه من حضنها): طب هي ماما فين؟
الطفل(بنبرة وبراءة طفولية): ماما تاهت مني
مرام(وهي تنظر حولها): ماما هي اللي تاهت؟! ..(ثم نظرت له بحنان).. طب بطل عياط علشان نلاقيها
انزل الطفل يده من على وجهه لتظهر ملامحه الجميلة رغم اختلافها .. فقد كان ذلك الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة .. ينظر ناحية مرام بعينيه الصغيرة اللامعة ومازالت شهقاته الطفولية تسكن صدره
مرام(وهي تمسح دموعه): انت جميل اوي .. ينفع العيون الحلوة دي تعيط؟
الطفل(بشهقات طفولية): هما قعدوا .. يضربوني .. و.. يقولوا اني .. وحش
مرام(بهدوء وهي تربت على وجهه البرئ): معلش يا حبيبي ربنا يسامحهم .. انت حلو اوي ماتسمعش كلامهم .. هما اللي وحشين وربنا هيزعل منهم علشان زعلوك
الطفل(وهو ينظر لها بهدوء): ...
مرام(بابتسامة): انا اسمي مرام .. انت اسمك ايه؟
الطفل: مروان
مرام(بابتسامة ساحرة): الله! اسمك حلو اوي
مراوان(بابتسامة بريئة وآسرة): ...
مرام(وهي تنظر بخفة ناحية بائع غزل بنات): بتحب غزل البنات؟
مراوان(وهو يهز رأسه ببراءة): ...
مرام(بابتسامة): طب تعالى نجيب
امسكت مرام بيد مروان وتحركت لبائع غزل البنات لتشتري لها وله .. كل ذلك واكرم يقف ويراقب طيبتها وحنيتها بأعين لامعة .. اقترب اكرم منهما ودفع لبائع غزل البنات لتنظر مرام ناحيته بابتسامة ويُغمض هو عينيه لها وهو يبتسم ابتسامته المُطمئنة لقلبها .. تحركت مرام مع الطفل لتجلس على الرصيف ويجلس هو بجانبها بهدوء وهو يأكل بتلذذ غزل البنات
مراوان(بتلذذ وهو يحرك رأسه): حلو اوي
مرام(وهي تتأمله بابتسامة): انت احلى
مراوان(ببراءة وهو ينظر لها): انتي عندك ولاد؟
مرام(وقد اختفت ابتسامتها): لأ
مراوان(بنظرة طفولية بريئة): ليه؟
مرام(بهدوء وابتسامة مهزوزة): لسة ربنا مرزقنيش
هز مروان رأسه بهدوء وهو يُكمل اكل غزل البنات ليهمس بهدوء وهو يأكل
مراوان(بهدوء وبراءة): هيبقى عندك ولاد حلوين .. ربنا هيفرحك علشان انتي طيبة
رفرف قلب مرام من كلماته الصغيرة والبسيطة .. نظرت مرام ناحية مروان بعيون لامعة بالدموع وقد احست انها اشارة من ربها .. اشارة انه حتماً سيجئ الفرج وإن تأخر .. تهرع سيدة ناحيتهم بلهفة
السيدة(وهي تنزل لمستوى مروان وتحتضنه بلهفة): مروان! كدا برضو تبعد عني!!
مراوان(بتلعثم طفولي): انا مش بعدت .. انتي توهتي مني
السيدة(وهي تداعب وجهه الملائكي): خضتني عليك يا حبيبي ..(ثم نظرت ناحية مرام).. شكراً جداً ليكي
مرام(بحنان وهي تنظر لهما): العفو .. ربنا يخليهولك
السيدة(وهي تقف وتُمسك بيد مروان): شكراً .. يلا يا مروان
مراوان(وهو يقف معها بطاعة وهدوء): يلا ..(ثم إلتفت مرة اخرى وبكل تلقائية وبراءة احتضن مرام وطبع قبلة خفيفة على خدها).. شكراً
مرام(بدقات قلب فرحة وعيون لامعة): شكراً ليك انت
تحركت السيدة بمروان لتنظر مرام في اثرهم بدموع تتلألأ بعينيها وهي تضع كفها مكان قبلة هذا الملاك الصغير الذي ارسله الله ليُخبرها بسماعه لدعواتها ويُطمئنها ان الفرج قريب .. اقترب اكرم منها ليمد يده لها فنظرت هي له وهي تبتسم من بين دموعها .. وقفت مرام امام اكرم لتهمس بفرحة
مرام(بابتسامة ودموع تلملع بعينيها): هيستجيب
اكرم(وهو يمسح دموعها بحنان ويبتسم بهدوء): إن شاء الله يا حبيبتي .. ان شاء الله
لف اكرم يده على كتف بمرام وتحرك بها بعد ان هدأ قلبها واعترتها راحة وسكينة وإيمان غريب وكأن الله انزل سكينته على قلبها ليُثلجه ويُطفئ ناره التي كانت تأكلها منذ ايام وشهور وسنين
////////////////////////
طرق على باب غرفة هدى ليفتح والدها الباب
عاصم(وهو يدخل الغرفة): هدى .. قومي إلبسي بسرعة
هدى: ليه فيه ايه؟
عاصم: نور
ظنت هدى انه بالخارج او انه اخبر والدها بما حدث لتنطق بثبات تحاول التحلي به
هدى(بعبوس): لو سمحت يا بابا الموضوع خلص و..
عاصم(مقاطعاً بجدية): موضوع ايه اللي خلص .. نور عمل حادثة وفي المستشفى
وقع قلبها بشدة واحست باختفاء الهواء من حولها .. حادثة؟! مشفى؟! هل سيتركها؟! لا هي لم ترد ذلك .. اسرعت هدى بتغيير ملابسها وهي لا تعرف ماذا ترتدي ولا كيف .. مرت دقائق لتجد نفسها تسير بجانب والدها بأحد اروقة المشفى وهي لا تستطيع ان ترى من فرط الدموع التي تحتل وجهها .. تصل امام غرفته لتندفع للداخل بينما ينتظر والدها بالخارج مع الطبيب .. تدخل الغرفة لتجد جسده ممدد على السرير ومربوط بأكثر من رباط .. يديه وقدميه وذراعيه ورأسه!!!! .. نزلت الدموع على وجهها بشدة وهي تراه بذلك المنظر لتقترب منه ببكاء يدمي قلبها .. تجلس بجانبه على سريره لتُمسك بيده وهي تهمس من بين دموعها
هدى(بدموع): نور .. نور انت سامعني؟
يأن نور بضعف ليزداد بكاء هدى
هدى(وهي تنظر له بدموع): نور .. رد عليا
نور(وهو يفتح عينيه بضعف): انتي مين؟
هدى(بحنان ودموع وهي تداعب وجهه بيدها): انا هدى .. سلامتك يا حبيبي
نور(مُدعياً العبوس): حبيبي! مش قادر اصدقك
هدى(باندفاع): ايوة طبعاً حبيبي وجوزي وحياتي
نور(بلوم وهو ينظر لها): اومال ماكونتيش بتردي عليا ليه؟
هدى(بحنان وحب وهي تنظر له): انا اسفة يا حبيبي .. قوم وانا هرد عليك
نور(بمكر): يعني مش هتفضلي زعلانة مني؟
هدى(بطيبة وسلامة نية): لا عمري ما هزعل منك
نور(وهو يحاول عدم الابتسام ويدعي الألم): آآآه
هدى(بلهفة): مالك حاسس بإيه؟
نور(بخبث): قلبي
هدى(بلهفة وخوف): ماله؟!!
نور(بهمس شديد): بيحبك
هدى(وهي لم تسمع): ايه؟ مش سمعاك؟
نور(مُدعياً التعب الشديد): قربي مش قادر اعلي صوتي
اقتربت هدى بسلامة نية منه لتشهق بخضة حين وجدت يداه تحاوطها ويقلبها لتصير رأسها على السرير ويُقابلها وجهه الذي ترتسم عليه بسمة خبيثة
نور(ببسمة خبيثة وهو ينظر في عينيها): بقولك قلبي بيحبك
هدى(بذهول): ايه دا؟!! انت كويس؟!!
نور(بحب وهو ينظر لها): بقيت كويس لما شوفتك
هدى(بغيظ وهي تدفعه): يعني بتكدب عليا!! طب اوعى بقا كدا
نور(وهو يعتدل ويمسك يدها ويبتسم): اوعى فين بس .. بقا انا ماترديش على مكالماتي ورسايلي وتعمليلي بلوك .. اعمل فيكي ايه؟
هدى(بعبوس ولوم): هو انت لسه ماعملتش
نور(وهو يُقبل يدها): انا اسف يا هُدايا .. اول واخر مرة ازعقلك ولا اعلي صوتي عليكي
هدى(بلوم وعتاب): انت خليتني اخاف منك يا نور .. وجرحتني اوي
نور(بندم وهو ينظر لها): انا اسف يا حبيبتي .. والله انا مكنش قصدي بس انا اتعصبت لما شوفت الكلاب دول مقربين منك ودمي فار
هدى(بدموع تلمع بعينيها): ...
نور(وهو يمسح بيده دموعها): خلاص بقا قلبك ابيض .. والله انا عملت كدا غصب عني .. غيرت عليكي يا هُدايا وانا غيرتي وحشة اوي
هدى(وهي تنظر له بعتاب): وهو كل مرة هتغير هتعلي صوتك وتزعق فيا وتخليني اعيط كدا؟
نور(وهو يداعب وجهها بيده): لا يا قلبي .. مش هزعق ولا اعلي صوتك ولا اخلي عيونك الحلوة دي تعيط تاني .. سماح بقا
هدى(بابتسامة بسيطة): ...
نور(بحب شديد وهو ينظر لها): بحبك
هدى(بخجل): ...
نور(بخفة): قوليها بقا ابوس ايديكي
هدى(بتحذير تُداري به خجلها): نور!
نور(بمزاح وغمزة): طب بلاش ايديكي ابوس اي حاجة
هدى(بحدة خفيفة وهي تدفعه بخفة في صدره): انت قليل الادب
نور(بغمزة): وهي دي معلومة جديدة عليكي دا انا ملفاتي عندك
هدى(وهي تضحك بخجل): ...
نور(وهو يمسك يدها بهدوء): دودو
هدى(بخجل): ها
نور(بلوم لنفسه): لسة زعلانة؟
هدى(وهي تهز رأسها): تؤ
نور(وهو يقترب منها قليلاً): طب قوليها
هدى(بخجل شديد بعد صمت): انا..
نور(وهو ينظر لها): ايوة
هدى(بوجه مُلون باللون الاحمر من شدة الخجل): انا ب..
نور(بخفة): ايوة جاية اهي
هدى(وهي تغمض عينيها بخجل): ب..
فُتح الباب لتقف هدى بوجه يشتعل من الخجل بينما نظر نور بغيظ ناحية عاصم
عاصم(بابتسامة): اتصالحتوا؟
هدى(بذهول): هو انت كنت عارف يا بابا؟!!!
نور(بضحك): طبعاً اومال مين كان هيجيبك
هدى(بعبوس طفولي): كدا برضو يا بابا؟!
عاصم(بهدوء): انا لولا اني حسيت بندمه وشوفت انكم انتم الاتنين غلطانين ماكنتش هوافق ..(ثم امسك بأذن نور بخفة).. عارف لو زعلتها تاني هعمل فيك ايه؟
نور(وهو ينظر لها بحب): مش هيحصل ابداً
ابتسمت هدى بخجل وتحركت مع والدها لمنزلها بقلب يرقص بسعادة على نغمات دقاته المُحبة لذلك المجنون .. مرت ساعات لتجد والدتها تدخل وفي يدها شنطة كبيرة
هدى: ايه دا يا ماما؟!
ناهد(بابتسامة ذات مغزى): طرد جيلك يا روح ماما
قالتها ناهد وهي تضع امام هدى شنطة من الورق البني وتخرج وهي تبتسم بسعادة .. تلمع عينا هدى وهي ترى تلك الشنطة مربوطة بفيونكة ومكتوب عليها باللون الاسود "أسف اني زعلتك وبحبك" .. تفتح هدى الشنطة لتجد امامها الكثير من الحلويات والشيبسيهات والشكولاتات التي تعشقها .. تبتسم هدى بسعادة وهي تنظر لهم لتجمعهم مرة اخرى بالشنطة وتنام وهي تحتضنها بدقات قلب اعلنت استسلامها امام جنون هذا العاشق
////////////////////////
تجلس حنين بجانب مراد بالسيارة وهي تبتسم بسعادة فلقد انتهوا من شراء الفستان وايضاً بدلته التي اختارتها هي بذوقها .. تتذكر كيف كان يقف بداخل المحل بينما هي تختار من بين البدل الرجالية الساحرة
*فلاش باك*
بداخل احد اكبر واشهر محلات البدل الرجالية يقف مراد الحديدي بحضوره الآخاذ وهو ينظر بعيون لامعة لمعشوقته التي تتنقل بخفة كالفراشة بين البدل الرجالية المعروضة وتتطلع بعينيها البُنية لهم وهي تحاول ان تجد بدلة تليق ان تكون لمرادها وسيد قلبها وعقلها .. يراها وهي تضيق عينيها وكأنها تتخيله يرتدي احداهن فتارة تبتسم وتارة تعبس بعدم رضا بينما يكتفي هو بمراقبتها بابتسامة ساحرة ترتسم على ثغره الفتاك .. تُمسك حنين يإحدى البدل ذات لون كحلي غامق .. يبتسم مراد وهو يراها تحرك رأسها تارة يميناً وتارة يساراً وتضيق نظراتها متخيلاه بها .. تلمع عينا حنين وتبتسم برضا وقد تخيلت بعقلها كون مرادها بتلك البدلة الساحرة الخاطفة للأنفاس لتتحرك ناحيته وهي تبتسم
حنين(بابتسامة): بص يا موري .. ايه رأيك؟
مراد(بهدوء): حلوة
حنين: حلوة بس؟
مراد(بابتسامة وهو ينظر لها): حلوة اوي وحلوة اكتر علشان اختيارك
حنين(وهي تعطيه البدلة): طب ادخل جربها
مراد(وهو يقترب منها): طب ما تيجي تساعديني
حنين(بضحك وهي تدفعه بخفة في صدره): يلا بقا يا مراد
ابتسم مراد واخذ البدلة لداخل البروفا لتمر دقائق ويخرج ب طلته المُزلزلة لقلب مجنونته .. يفرد يديه ويلف بطريقة استعراضية ليغمز بعينيه واهدابه غمزته التي قضت على باقي عقل تلك التي تقف وتنظر له بعشق يتشعب بروحها الهائمة به
مراد(وهو يقف بغرور): حلو؟
حنين(بغمزة): الرك عالحشو يا باشا
ضحك مراد بصوته كله ليجذب يدها ويُحيط خصرها بتملك وحب
مراد(بحب شديد وضحك على جنانها): قلب الباشا
حنين(وهي تنظر له وتُمسك بياقة البدلة): عارف .. لولا ان الفرح على قد العيلة وبس ومفيش حد غريب هيشوفك انا ماكونتش رضيت انك تلبس البدلة دي ابداً
مراد: اشمعنى؟
حنين(بمزاح): اصل يا موري الناس في الافراح عادة بتنقسم فريقين جزء يتريق عالعروسة وجزء يعاكس في العريس وبعدين يبدلوا اللي كان بيتريق يعاكس واللي كان بيعاكس يتريق
مراد(بغمزة): محدش يقدر يتريق على عشق المراد ابداً
حنين(بغمزة مماثلة): ولا حد يقدر يعاكس مرادي ابداً
مراد: بقولك
حنين(بابتسامة): قولي
مراد(ببسمة خبيثة وهو يحيط خصرها): تفتكري عمي ممكن يخلي الخطوبة يوم بس .. اصل فيه كلام كتير محتاج اقوله
حنين(وهي تضربه بقبضة يدها بخفة): بس بقا بطل قلة ادب
مراد(مُدعياً الصدمة): قلة ادب! انتي بتشتميني؟! .. يبقى تتعاقبي
حنين(وهي تمسك ضحكاتها): لالالالالا انا مابشتمش والله ..(ثم اكملت وهي تضحك بشدة).. انا بوصف
مراد(وهو يرفع حاجبه): بقا كدا؟! ماشي
حنين(بابتسامة ساحرة): استنى بقا لما اشوفلك كرافتة حلوة تليق عالقمر اللي قدامي دا
امسكت حنين بربطة عنق كحلي ولكن بدرجة افتح قليلاً من البدلة واقتربت من مراد واعطتها له وهي تبتسم
مراد(بهدوء وابتسامة): اربطيهالي
حنين: مابعرفش
مراد(بمكر): انا اعلمك
حنين(بحماس): ماشي
مراد: اول حاجة تحطيها حوالين رقبتي
فردت حنين ربطة العنق ولفت يدها بجزء منها حول رقبة مراد ليستغل مراد قربها ويخطف قبلة سريعة من شفتيها
حنين(بخجل حاولت اخفاءه): يووووه يا مراد بس بقا
مراد(مُدعياً البراءة): الله مش بعلمك .. يلا خلي طرف اطول من طرف
حنين(وهي تعدل طرفي الكرافتة): كدا؟
مراد: ايوة
حنين: وبعدين؟
مراد(بمكر): تشديهم عليكي شوية
حنين(وهي تشدهم برفق): كدا
مراد(ببسمة خبيثة): لأ شدي جامد
شدت حنين طرفي ربطة العنق ليميل مراد بجسده ناحيتها لتضحك وهي تدفعه للخلف
حنين(بضحك): بطل بقا يا مراد .. قولي بقا بجد
مراد(وهو يمسك يديها وربطة العنق): طب هاتي ايديكي كدا
امسك مراد بيدي حنين واخذ يلف ربطة العنق وهي ممسكة بها معه وعينيها تلمع بفرحة طفولية وكأنها تتعلم شئ في احدى مجالات العلوم وتبدع فيه .. انتهت حنين من لف ربطة العنق لتنظر لمراد
حنين: خلاص كدا؟
مراد: دلوقتي بقا تشدي الجزء دا بالراحة وتوصليه فوق هنا عند الياقة
حنين(بنظرة وحماس طفولي): طب فكها بقا انا اعملها لوحدي
ضحك مراد على مجنونته التي تشبه الاطفال في ملامحها وبراءتها وحماسها .. تشبههم في كل شئ ولكن بطريقة انثوية مغرية له .. فك مراد ربطة العنق لتُمسك حنين بها وتبدأ في لفها ولكن لم تستطع النجاح بها .. تحاول اكثر من مرة وتزفر بحنق بينما يكتفي مراد بالنظر لها وهو يضحك على عبوسها الطفولي
مراد(وهو يكتم ضحكاته): اساعدك؟
حنين(بعبوس طفولي): لأ انا هعملها لوحدي .. هنلف كدا ونعمل عقدة هنا ونشد كدا
مراد(ممثلاً الاختناق): هتخنق يخربيتك
مش كدا يا آنسة
قالتها فتاة بمياعة ودلع وهي تقترب منهم بتغنج لتنظر لها حنين نظرة الاستعداد للانقضاض بينما نظر مراد ناحيتها بتوجس وقد لاحظ انها احدى العاملات بالمحل ولكن نبرتها ستجعل حنين تلتهمها حية
حنين(بحدة ونظرة حادة وهي ترفع حاجبها): نعممم؟!
الفتاة(بدلع): بقول لحضرتك مابتتربطش كدا .. وسعي هوريكي
قالتها الفتاة وهي تقترب من مراد لتهتف حنين
حنين(بغضب وغيرة): اوسع فين وتوري مين؟!!!
الفتاة(ببرود ودلع): هوري حضرتك بتتربط ازاي
حنين(بنظرات حارقة وهي ترفع حاجبها وتجز على اسنانها بغيظ وغيرة): انتي .. عايزة تربطي الكرافتة ..لحضرته ..(هزت الفتاة رأسها لتهتف بها حنين بغيظ).. ليه يا حلوة هو انا واقفة في النص ب انظم المرور ولا ايه؟!!!
كادت حنين بالاندفاع نحوها ليجذب مراد خصرها وهو يتكلم بهدوء
مراد(بهدوء وهو يُمسك بحنين): شكراً مش محتاجين مساعدة
الفتاة(بدلع وهي تنظر لمراد): انا كان قصدي بس اساعدكم
حنين(بغيظ وهي تحاول الانقضاض عليها): لا إله إلا الله ماهو قالك يا حلوة مش عايزين مساعدة يلا بقا وريني جمال خطوتك
تحركت الفتاة من امامهم وهي تتعمد التغنج بجسدها وتحريك شعرها يميناً ويساراً بمياعة لتنظر حنين ناحيتها بغيظ
حنين(وهي تكاد تندفع في اتجاة الفتاة): والله لأجيبها من شعرها
مراد(وهو يحتضنها من ظهرها ويضحك بشدة): اهدي يا مجنونة
حنين(وهي تدفعه بغيظ وغيرة): اوعى كدا انت كمان .. قال مش عايزين مساعدة .. بتكلمها ليه من الاساس .. اشنقك بالبتاعة اللي انت لابسها دي
قالتها حنين وهي تمسكه من ربطة عنقه بغيظ وغيرة
مراد(وهو يضحك باختناق خفيف): هموت يا مجنونة
حنين(بغيظ من ضحكه): بطل ضحك وموت وانت ساكت
مراد(متعمداً التسبيل): كدا برضو .. ههون عليكي
حنين(وهي تتركه بعبوس وانفاس محتدة): ...
مراد(وهو يلاحظ عبوسها الطفولي): طب انتي زعلانة مني ليه انا مالي!
حنين(بغيرة شديدة): بتضحك ليه وتتكلم معاها ليه اصلاً؟!!
مراد(وهو يضحك): مش كنت ببعدها قبل ما تموتيها
حنين(بغيظ وحدة): خايف عليها اوي
مراد(وهو يحيط خصرها بيديه): انتي غيرتك بقت فظيعة
حنين(وهي تمسكه من تلابيبه): قولتلك قبل كدا انا غيرتي قاتلة .. ماتكلمش غيري .. ماتحبش غيري .. ماتبتسمش لغيري .. فاهم؟
مراد(وهو يكتم ضحكاته على غيرتها): يعني ممنوع ابتسم برة البيت؟
حنين: بالظبط كدا
مراد(وهو يتعمد العبوس): طب اهو
حنين(بغيظ وهي تنظر له): يووووه
مراد(وهو ينظر لها باستفزاز): فيه ايه ما انا مكشر اهو
حنين(بنبرة طفولية يشوبها الحب): ما انت حتى وانت مكشر حلو اعمل ايه انا
ضحك مراد بصوته كله وهو يجذب مجنونته الغيورة لأحضانه ويطبع قبلة خفيفة على رأسها
مراد(بعشق وهو يحتضنها ويضحك): قطتي الغيورة الشرسة
حنين(بابتسامة بين احضانه تحاول اخفاءها بالعبوس): ...
مراد(وهو ينظر لها): خلاص بقا ماتزعليش .. يلا كملي ربط الكرافتة
حنين(بغيظ وهي تنظر له): مفيش كرافتة .. هتلبس بيبيون وهولع في ام الكرافتة دي .. قال تربطهالك قال .. ليه شايفاني رافعة الاريل
ضحك مراد بصوته كله ولف يديه بحب وتملك حول طفلته المشاكسة الغيورة لتدفس هي وجهها بصدره بهدوء
*عودة*
تبتسم حنين وهي تنظر لمرادها بهيام .. مَن قال ان الغيرة شك؟ إن الغيرة دفاع عن ممتلكات القلب .. الغيرة تعني اني قد اصاب بالجنون اذا تخيلت احداً غيري يقترب منك .. الغيرة هي ان تشتعل النيران بصدري اذا نظر احدهم لك .. الغيرة هي ان اتصرف كالاطفال ولا يرضيني شئ سوى قربك .. الغيرة مرض جميل لا علاج منه .. الغيرة من كمائل الحب .. تُمسك حنين بهاتفها وتبتسم بينما تقوم تشغيل احدى الاغنيات وتربع يديها وتنظر بجانب عينيها لمرادها وتراقب ردة فعله على كلمات الاغنية:
بدك تتحمل جنوني .. والغيرة ياللي بعيوني
بدي تبقى رسمي كتير .. لما تكون من دوني
فيك تسلم ع البنات .. بس ما توزع إبتسامات
إنت حلو وأي واحدة .. هتعمل حالها مهضومة
إنت حبيبي إلي وملكي .. بغار عليك من حقي
لا ما بلاقي متلك .. ولا بتلاقي متلي
إنت حبيبي إلي وملكي .. بغار عليك من حقي
لا ما بلاقي متلك .. ولا بتلاقي متلي
يضحك مراد على جنانها الذي يزيد من حبها بقلبه ويجذبها لأحضانه لتبتسم هي بسعادة وهي تستند برأسها على صدره القوي وهي تكمل دندنتها مع الاغنية .. يمر اليوم بهدوء على ابطالنا ولكن في انتظارهم مغامرة جديدة بالايام القادمة فكيف ستجري الاحداث؟!
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
كيف سيمر فرح الصاعقة والمجنونة
هل سيحن الله على مرام واكرم ويرزقهم بالذرية التي حلموا بها
اين سيذهب الغول والسيندريلا لشهر عسلهم
استطاع نور ان يجعل قلب محبوبته يسامحه فهل سيستطيع جعلها تعترف بحبها له
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Rastgeleأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...