تمر الايام على ابطالنا في وسط الفرح والسعادة التي تتراقص بها قلوب ابطالنا .. غمرت السعادة كل افراد العائلة حين اخبرهم مصطفى بموافقة لما على إقامة الزفاف مع اكرم ومرام .. تستعد مرام ولما للزفاف الكبير الذي لطالما حلموا بمشاركته منذ ان كانوا اطفالاً .. تقوم حنين بمساعدتهم في كل شئ بفرحة وسعادة وكأنها تقوم بتلك الترتيبات لزفاف اختيها .. يقوم مراد ومصطفى واكرم بالترتيب لأكبر زفاف ستشهده مصر منذ سنوات؛ فذلك الزفاف يضم اكبر واهم ثلاث عائلات في مصر .. عائلة الحديدي – عائلة الشاذلي – عائلة الرفاعي .. إنه زفاف القرن .. من الجانب الآخر يستعمر الحزن قلب لارا وقد لاحظت تقرب محسن واسيل الكبير منذ رجوعهم من الندوة التي تشاركوا الذهاب لها .. تأكلها نار الغيرة ولكن لا تتكلم فلطالما صمت هو في سبيل سعادتها وحان وقتها لتفعل المثل .. تتحرك ناحية مكتب اكرم وقد عقدت العزم على تنفيذ قرارها
أكرم(بتعجب): ايه دا؟
قالها اكرم حين وجد لارا تضع ورقة امامه .. امسك بالورقة ليفتح عيناه بذهول
اكرم: استقالة؟!! ليه يا لارا؟
لارا(بحزن): كدا احسن
اكرم: احسن في ايه انا مش فاهم حاجة
لارا(بدموع تلمع بعينيها): انا مش هقدر يا اكرم والله مش هقدر
اكرم: اهدي بس كدا يا لارا وفهميني
لارا(وهي تجلس امامه): محسن
اكرم: ماله؟
لارا(بحزن يشوبه الغيرة): شكله بيحب اسيل
اكرم: هو اللي قالك؟
لارا: لا بس من ساعة ما رجعوا من الندوة وهما كلام وضحك وبقوا قريبين اوي من بعض .. انا عايزاه يكون مبسوط لأنه فعلاً يستاهل بس انا مش هقدر اشوفهم سوا .. انا هرجع لندن تاني
اكرم: بطلي جنان واهدي كدا
لارا(بانفعال بسيط): انا مش مجنونة يا اكرم .. بذمتك انت مش ملاحظ تقربهم؟
اكرم: ...
لارا: شوفت حتى انت ملاحظ اهو
اكرم: طب ممكن تهدي وهنلاقي حل
لارا(برفض): لا مفيش حل غير دا
اكرم(بتفكير): طب انا عندي فكرة نتأكد بيها هو فعلا بيحبها او حتى معجب بيها ولا لأ
لارا: فكرة ايه؟
اكرم(بهدوء): هقولك بس بشرط .. لو مش معجب بيها هتفضلي وتبطلي جنان ولو معجب هتفضلي برضو ونحاول نلاقي حل
لارا: وانا كدا ابقى استفدت ايه؟
اكرم: على الاقل تبقي رسيتي على بر وعرفتي هو لسة بيحبك ولا ..
لارا(بتفكير): ماشي موافقة هنعمل ايه بقا
اكرم(ببسمة خبيثة): هقولك
///////////////
بمنزل مراد:-
حنين: ألو يا دودو
هدى: ألو يا وحشة ياللي نسياني
حنين: والله ما اقدر بس انتي عارفة اللخبطة اللي حصلت الفترة اللي فاتت ولسة تجهيزات الفرح
هدى(بابتسامة): ربنا يتمم للبنات على خير
حنين(بابتسامة): آمين يا رب, طب بمناسبة البنات .. اخر الاسبوع حفلة الحنة بتاعة البنات وهتكون هنا في البيت وطبعاً حضرتك مش محتاجة عزومة
هدى(بمزاح): إن شاء الله وطمنيهم هنهيص ونعملو الواجب ونريحوهم
حنين(بمزاح مماثل): اميه يا اوختي اميه
ضحكت هدى وحنين لتكمل حنين كلامها
حنين: بقولك ايه .. انتي وراكي حاجة دلوقتي؟
هدى: لا خالص انا قاعدة بقزقز لب في البلكونة
حنين: طب غيري هدومك وقابليني في المول
هدى: اشمعنا؟
حنين: اهو نبص بصة عالفساتين علشان الفرح .. انا لسة لحد دلوقتي ماجبتش حاجة
هدى: ولا انا .. خلاص نصاية كدا ونتقابل هناك
حنين: اشطات
اغلقت حنين الخط مع هدى واتصلت بمراد لتخبره بذهابها مع هدى للتسوق حتى لا يقلق عليها كعادته ثم اخذت تستعد للخروج
//////////////
دق على باب غرفة اكرم
محسن(بمزاح): دكتور الدكاتير .. سمعت إنك عايزيني اؤمر يا اسطا
اكرم(بغيظ): اسطا؟!! انت واقف في ورشة؟!!
محسن(متعمداً قول كلمات سوقيه مستفزاً اكرم): ارغي يا برنس وماتحرقش جاز كتير
اكرم(بصدمة): ارغي وبرنس وماحرقش جاز؟!!!! .. اطلع برة يا محسن
محسن(بضحك): خلاص خلاص .. ها كنت عايزني في ايه؟
اكرم: ابداً بس انت من ساعة ما رجعت واحنا ماقعدناش اتكلمنا
محسن(وهو يعقد جبينه): نتكلم في ايه مش فاهم
اكرم(بهدوء): يعني الندوة كان ايه اخبارها عملتوا ايه هناك كدا يعني
محسن: لا الندوة كانت كويسة جداً الصراحة وكان فيها معلومات مهمة وحالياً انا واسيل بنجهز التقرير وهجيبهولك اول ما نخلصه
اكرم(بخبث): ممتاز .. طب بمناسبة اسيل, ايه الحكاية؟
محسن(بعدم فهم): حكاية ايه؟
اكرم: محسن, مش عليا .. حكايتك انت واسيل .. يعني من ساعة ما رجعتوا وانتوا كلام مع بعض وهزار وانا شايف فيه قرب وكدا
تنهد محسن ونظر لأكرم بجدية
محسن(بحيرة): مش عارف
اكرم: يعني ايه مش عارف؟
محسن(بجدية): يعني مش عارف .. هي انسانة كويسة .. مثقفة .. محترمة .. ناجحة في شغلها .. طيبة وفيها صفات كتير حلوة
اكرم: يعني افهم من كدا انك معجب بيها؟
محسن(بتفكير): صدقني مش عارف .. انا ساعة لما سافرت كانت علاقتي بيها علاقة زمالة وبس .. بس مع مرور الايام ابتدينا نتكلم وشوية شوية نهزر وبقينا صحاب .. لاقيت نفسي بقرب ليها وبشوف مميزات شخصيتها
اكرم: طب ولارا؟
محسن: لارا؟!
اكرم: ايوة .. لارا وضعها ايه دلوقتي؟
محسن(بحزن يرتسم على ملامحه): انا لما سافرت كنت انا ولارا متخانقين او مش خناقة بس كنت شادد شوية .. كنت حاسس اني تعبت من اني انا اللي دايماً أبدأ وانا اللي دايماً اقول .. يمكن دا السبب اللي خلاني اشوف مميزات اسيل .. انت عارف انا جت عليا ايام كان عقلي بيعمل مقارنة بين لارا واسيل .. لارا بعدم احساسها بمشاعري وانها دايماً معتبراني مجرد صديق واسيل اللي بتتكلم وبتهتم حتى لو هي شايفاني حالياً صديق وبس .. لارا بمكياجها ولبسها اللي كتير بيضايقوني واسيل اللي لبسها رقيق وميكياجها رقيق .. بقيت بعمل مقارنة بينهم في عقلي كل يوم
اكرم: ولاقيت ايه؟
محسن(وهو يضحك بتهكم): لاقيت اني رغم كل مميزات اسيل وعيوب لارا مش عارف افكر غير في لارا .. لاقيت ان عقلي رافض مبدأ انها تتحط في مقارنة مع اي واحدة اياً كانت .. لاقيت اني متقبلها بعيوبها قبل مميزاتها .. لاقيت ان اسيل عندها عيب خطير ومستحيل يتغير
اكرم: ايه هو؟
محسن(بهدوء): انها مش لارا
اكرم(بابتسامة على جملته): ...
محسن(وهو يلوي فمه بتهكم): عرفت ليه بقولك مش عارف .. انا مش عايز اخسر لارا في حياتي حتى لو هتفضل مجرد صديقة
اكرم(بابتسامة بسيطة): عرفت يا صاحبي
محسن(وهو يقف): شوفت انت خلتني اتكلم وارغي وسايب الحالات تضرب تقلب .. يلا انا هروح خمسة وارجعلك .. قولي صحيح هي مناقشة رسالة مرام امتى؟
اكرم: بكرة ان شاء الله
محسن: تمام ابقى احجزلي كرسي جنبك
اكرم(بتهكم): هو ميكروباس ولا سينما!!
محسن(بجدية يشوبها المزاح): يا عم الحق عليا عايز اجي اوجب معاك ومع مرات اخويا
اكرم(بابتسامة): ماشي يا سيدي هبعتلك التفاصيل في ماسدج
محسن: اشطات
قالها محسن وهو يتحرك مغادراً لتفتح لارا الباب الخاص بحمام الغرفة ودموع الفرح تلمع بعينيها .. فقد كانت تستمع لكل كلمة قالها ذلك العاشق لتتحول دموع الحزن من كلامه عن اسيل لدموع فرح حين اعترف انها هي فقط من سكنت قلبه .. يبتسم اكرم ويقترب منها قليلاً ليتكلم
اكرم(بابتسامة): سمعتي يا مجنونة
لارا(بابتسامة فرحة ودموع تلمع بعينيها): ...
اكرم(بجدية يشوبها مزاح): طب بلاش دموع بقا, ما الواد طلع لسة بيتنيل بيحبك
لارا(بحزن بسيط): طب ليه بعد .. ليه بقا فيه مسافة؟
اكرم(بهدوء): يمكن علشان خاف ليتجرح تاني لو قرب .. يمكن حب انه يسيب الحبل شوية علشان انتي اللي تشدي المرة دي
لارا(بعبوس): يقوم يسيبني؟!
اكرم(بابتسامة): هو ماسبكيش .. هو اداكي مساحة علشان انتي اللي تاخدي الخطوة المرة دي .. انتي اللي تقرري عايزة في حياتك ولا لأ .. ولو عايزاه عايزاه بأي صورة .. عايزاه كأخ ولا كصديق ولا كحبيب ولا كزوج
لارا(وهي تهز رأسها بإقتناع): ...
اكرم(بهدوء): انتي سمعتي كل حاجة بودانك واظن جه دورك, لو عايزاه حاربي انتي المرة دي
لارا: يعني اعمل ايه؟
اكرم(بحنان اخ اكبر): بصي يا لارا انتي سمعتي عيوبك وقدامك فرصة تصلحيها .. مش علشان محسن ولا علشان اي حد لأ علشان نفسك .. انتي مش محتاجة لبس قصير وضيق علشان تبيني جمالك ولا محتاجة ميكياج تلغبطي بيه وشك .. انتي ممكن ببساطة تملكي قلب الشخص اللي بتحبيه وخصوصاً لو هو كمان بيحبك
لارا(بابتسامة واقتناع): معاك حق .. انا همشي دلوقتي
اكرم(وهو يلوي فمه بتهكم): ماشي يا ستي .. والله شكل قصة حبكم دي هتيجي على دماغي انا في الآخر
لارا(بمزاح): ربنا يخليك لينا يا أبيه
قالتها مرام وهي تجري منصرفة لينظر اكرم في أثرها بذهول
اكرم(بدهشة): أبيه؟!!
////////////////
تجلس هدى بتعب في الجزء من المول المخصص لتناول الطعام فقد ارهقها اللف مع حنين على المحلات والاخيرة لم يعجبها اي شئ
حنين: يا بنتي يلا المحلات هتقفل
هدى(بمزاح وهي تمسك رجليها): تتحرق المحلات اكتر ما هي محروقة .. حرام عليكي رجلي ورمت احنا لفينا المول اربع مرات
حنين(وهي تجلس بجانبها): ونلفه الخامسة والسادسة مش لازم نشوف اللي يعجبنا
هدى(بتعب ومزاح): يا ستي ارحمي امي العيانة انا صحتي ماتستحملش اللي انتي بتعمليه فيا دا
حنين(بمزاح): انتي مالك بقيتي فرفورة كدا
هدى(بتهكم): انا اللي بقيت فرفورة ولا انتي اللي مبقاش يعجبك العجب
حنين(بغرور مصطنع): الله هو انا هلبس اي فستان .. يا حبيبتي حرم مراد الحديدي لازم الفستان اللي تلبسه يليق بيها
هدى(بمزاح): الغرور يااااا
حنين(بدهشة): انا مغرورة! ابداً! انا بس عارفة قيمة نفسي يا حبيبتشي وعارفة اني لازم ألبس حاجة واو كدا
هدى(وهي تقلدها): والحاجة الواو كدا دي هنلاقيها فين وامتى؟
حنين: بصي احنا نضرب ساندوتشين في السريع ونقوم نلف لفتين كمان وإن شاء الله هنلاقيه
هدى(بصدمة): لفتين!!
علا صوت رنين هاتف حنين لتجد اسم لارا ينير شاشته
حنين: ألو يا لولي
لارا: حنووون محتاجة مساعدة مستعجلة
حنين: ايه اللي حصل؟
لارا: مش هينفع في التليفون .. انتي في البيت؟
حنين: لا انا في مول** مع صاحبتي
لارا: عارفاه .. انا قريبة منه خالص دقايق وهتلاقيني عندك
حنين: ماشي يا لولي مستنياكي
اغلقت حنين الخط معها لتمر بالفعل دقائق وتصل لارا لمكانهم .. تتعرف لارا وهدى على بعضهن وتنشأ بينهن صداقة فورية .. تقوم لارا بحكي ما حدث منذ البداية وحتى ما سمعته بالمكتب
هدى: طب وانتي قررتي ايه؟
لارا(بابتسامة): قررت اني لازم فعلاً اتغير .. علشان نفسي قبل اي حد تاني
حنين(بتشجيع): صح كدا يا لولي هو دا الكلام
لارا(وهي تنظر لهم): بس انا هحتاج مساعدتكم
حنين: ازاي؟
لارا: اول كل شئ انا قررت مفيش لبس قصير ولا مكياج كتير تاني ف.. يعني..
هدى(بهدوء): فهمتك ومتقلقيش سهلة وبسيطة .. احنا معاكي وهنساعدك تجيبي لبس شيك ومحتشم برضو
لارا(بنظرة طفولية): بجد هتساعدوني؟!!
حنين(بابتسامة): طبعاً يا لولي .. يلا بينا
تحركت حنين والبنات في اتجاة المحلات وقاموا بمساعدة لارا في اختيار ملابس محتشمة وغاية في الرقي والجمال .. كانت لارا فيهم بالفعل ساحرة ورقيقة بشكل لا يوصف .. من قال ان المرأة يجب عليها التعري لتصبح جميلة فالستر لا يُنقص من جمال المرأة شئ بل إنه يصون جمالها ويحفظه .. انتهوا بعد ساعات من التسوق واستطاعت حنين اخيراً ايجاد ضلتها .. فقد وجدت فستاناً يليق فعلا بها وبجمالها .. يليق بحرم مراد الحديدي
////////////////
يمر الليل بهدوء على ابطالنا ويأتي الصباح المحمل بالأحداث المشوقة لجميع ابطالنا وبالأخص مرام .. فاليوم هو يوم مناقشة رسالة الماجيستير الخاصة بها .. يصل توترها لذروته وتتسارع دقات قلبها .. تدق حنين بخفة على الباب لتطل من وراءه بابتسامة
حنين(بابتسامة): صباح الفل يا ميمي
مرام(بابتسامة باهتة): صباح النور يا حنين
حنين(بدهشة مصطنعة): صباح النور يا حنين! دا احنا متوترين بقا
مرام(بقلق وتوتر): انتي بتقولي فيها دا انا حاسة ان قلبي هيقف من كتر التوتر
حنين(وهي تربت على كتفها): يا حبيبتي بعد الشر اهدي كدا
مرام(بتوتر شديد): لا لا انا مش جاهزة انا هقدم طلب بالتأجيل .. انا مش مستعدة دلوقتي .. انا ناسية كل حاجة .. انا..
حنين(وهي تمسكها من كتفيها): اهدي يا ميمي, اهدي يا حبيبتي .. خدي نفس وطلعيه بالراحة
قامت حنين بأخذ شهيق وزفير عدة مرات لتقلدها مرام وهي تنظر لها
حنين(بهدوء): انتي متوترة شوية ودا طبيعي .. بصي قولي ورايا .. انتي جاهزة
مرام(وهي ترمش بعينيها): انا جاهزة
حنين(وهي تنظر لها): ومستعدة
مرام(وقد بدأت تهدأ): ومستعدة
حنين: وفاكرة كل حاجة في الرسالة
مرام: وفاكرة كل حاجة في الرسالة
حنين(بابتسامة): وعملتي اللي عليكي وإن شاء الله ربنا هيوفقك علشان انتي فعلاً تعبتي
مرام: يا رب
حنين: تعالي
جذبت حنين يد مرام للحمام لتتوضأ .. تبتسم مرام لحنان تلك الفتاة لتقوم هي الاخرى بالوضوء وتقف كلتاهما ليصلوا ركعتين لله بنية التوفيق لما فيه الخير
حنين(وهي تربت على ظهرها): ها احسن شوية؟
مرام(براحة): اها .. ربنا ما يحرمني منك يا حنون
حنين(بمزاح): طالما قولتي حنون يبقى كدا امان
دق باب غرفة مرام لتطل دادة فاطمة من خلفة
دادة فاطمة(بابتسامة بشوشة): صباح الفل يا قمرات
حنين: صباح النور يا طمطم
مرام: صباح النور يا دادا .. ايه اللي في ايدك دا؟
حنين(مدعية الفخر): دي خلطتي السرية
مرام(بضحكة خفيفة): خلطتك السرية؟
حنين(بتأكيد ومزاح): أينعم .. دا كان رفيق الكفاح والنضال طوال سنواتي التعليمية واثناء امتحانات الثانوية وأيضاً بالمقررات الجامعية
ضحكت مرام ودادة فاطمة بخفة على كلام حنين لتقوم حنين بأخذ كوب المشروب الساخن وتضعه على مكتب مرام .. تقترب مرام منه وتشم رائحته الجميلة لتغلق عينيها بابتسامة
مرام(مستمتعة بالرائحة الجميلة): الله .. ايه الجمال دا!
حنين: الجمال دا اللي هيهديكي خالص ويخليكي مش قلقانة .. دا نعناع باللمون والياسمين والعسل الابيض .. حاجة فخيمة كدا
مرام(بدهشة): فخيمة؟!!
حنين: طبعاً يا بنتي .. يلا غيري هدومك واشربيه دافي وانا ومراد هنستناكي تحت
مرام: حاضر
انصرفت حنين ودادة فاطمة لتبدأ مرام في الاستعداد
/////////////////
على الجانب الآخر ينتهي اكرم ولما من استعدادهم ليجدوا طرق على الباب
مصطفى: صباح الياسمين ع الغاليين
اكرم: صباح النور يا درش .. ايه اللي مصحيك بدري اوي كدا؟
مصطفى: علشان مناقشة رسالة مرام طبعاً
اكرم(بدهشة): هو انت هتيجي؟
مصطفى(بابتسامة): طبعاً .. هو انت فاكر ان مرام دي عادية كدا .. دي بنت حبيبي واخت حبيبي ومرات اخويا واخت مراتي واختي انا كمان
اكرم(بمزاح): ايه يا عم كمية الألقاب دي!!
مصطفى(بجدية): انا بفهمك بس .. اوعى تكون فاكر انكم صحابي وبس, انتو عيلتي يلا
اكرم(بابتسامة وهو يربت على كتفه): بغض النظر عن يلا اللي في الاخر دي بس حبيبي يا درش
خرجت لما من غرفتها حين استمعت لصوت مصطفى
لما(بابتسامة): صباح الخير
مصطفى(بهيام): اهو دلوقتي بس الشمس طلعت
اكرم: عم الحبيب فرامل اذا تكرمت
مصطفى(بغيظ): دا انت فصيل يا جدع
لما: انا جهزت يلا
مصطفى: يلا حصلنا انت بقا يا اكرم
اكرم(وهو يرفع حاجبه): نعم ياخويا!!
مصطفى: فيه ايه لما هتركب معايا
اكرم(بعناد): لأ هتركب معايا انا
مصطفى(بعناد مماثل): انا جوزها
اكرم: وانا اخوها
مصطفى(بنظرات محذرة): اكرم
اكرم(بنظرات محذرة): مصطفى
لما: بس انتوا الاتنين
مصطفى: معلش يا لوما اخوكي دماغه مفوتة شوية
اكرم: سوري يا حبيبتي بس جوزك لسع شويتين
لما: ممكن تهدوا بقا .. احنا ممكن كلنا نركب عربية واحدة
مصطفى: خلاص تبقى عربيتي
اكرم: ومتبقاش عربيتي ليه
لما(بملل): يوووه بقا .. بصوا احنا نركب عربية اكرم
نظر اكرم ببسمة انتصار لمصطفى ليجد لما تكمل
لما: علشان بعد المناقشة هو مطلوب منه حاجة مهمة جداً
اكرم: حاجة ايه؟
لما: حضرتك مطلوب منك انك تاخد ميمي وتبعدها عن البيت حوالي ساعة كدا عقبال ما انا وحنين ومراد ومصطفى نجهز البيت عند مراد
مصطفى: نجهزه في ايه؟
لما: حنين عاملة حافلة مفاجأة ل ميمي .. حجزت تورتة كبيرة وهتوصل على ميعاد وصولنا .. احنا بقا هنعلق زينة وبلالين علشان لما تدخل نفاجأها
اكرم(بابتسامة): والله البت حنين دي بت جدعة
مصطفى: جداً .. ماشي الكلام يلا بينا
تحرك الجميع للمغادرة وتوجهوا للجامعة وبالتحديد للقاعة التي تحدد مناقشة الرسالة بها
/////////////////
يصل الجميع لمكان القاعة .. مراد – حنين – مرام – اكرم – لما – مصطفى – عزيز – محسن .. تبدأ مرام في التوتر من جديد وتهدئها حنين مرة تلو الأخرى وهي في الواقع تحتاج من تطمئنها؛ فهي لم تنم طوال الليل من شدة ترقبها لهذا اليوم .. تدعي بقلبها قبل لسانها ان يكتب النجاح لمن اعتبرتها أختاً لها
عزيز: احنا مستنين ايه ما ندخل جوا يلا
حنين: لسة ناقص فرد يا زوز
محسن: مين؟
حنين(ببسمة خبيثة): بص وراك كدا
ألتفت محسن ليفتح عينيه بذهول وإعجاب حين وجد لارا تقترب منهم بابتسامة جميلة تحتل وجهها الذي اختفت مساحيق التجميل من عليه ليظهر جمالها الطبيعي كما تغير شكلها بالكامل .. ارتدت لارا تيير بيج رقيق وساحر وزينت طلتها بدبوس صغير في الجزء العلوي من التيير .. ينظر الجميع ناحيتها بابتسامة وإعجاب وعلى رأسهم ذلك العاشق الذي تواثبت دقات قلبه من طلتها الساحرة
لارا(بلهفة): اوعوا تقولوا اتأخرت
حنين(مدعية الجدية): دا انتي اتأخرتي جداً دا الرسالة اتناقشت خلاص ومستنين النتيجة
لارا(بذهول): ايه؟!!
مرام(بضحك): بتهزر يا بنتي .. فاضل 10 دقايق
ينظر محسن ل لارا بذهول ولا يتكلم فقد كان شارداً بها وبطلتها الآخذة للأنفاس .. تلاحظ حنين حالته لتكتم ضحكتها وهي تتكلم
حنين(بمزاح): محسن .. الاستاذ الدكتور محسن .. يا محسن هل تسمعني حول
انفجر الجميع ضاحكين ليبدأوا الدخول للقاعة وعينا محسن مازالت مثبتة على لارا التي تلاحظ نظراته ويرقص قلبها فرحاً بها .. يجلس الجميع في اماكنهم وتعتلي مرام المنصة لتجلس امام اللجنة التي ستناقشها في الرسالة .. تبدأ انفاس مرام في التسارع مرة اخرى بتوتر لتنظر ناحية الكراسي وتراهم .. ترا من هم سند بحق .. ليسوا فقط اصدقاء بل عائلة .. ترى كل منهم ينظر لها بدعم وابتسامة مطمئنة .. ترى اكرم يجلس بهدوء ويغمض عينيه بابتسامة ليطمئنها .. ترى مراد ينظر نحوها بفخر بها وكأنه والدها وليس اخيها .. ترى عزيز ينظر لها بابتسامة بشوشة تحتل وجهه ليرفع يديه مشيراً لها انها ستبلي بلاء حسناً .. ترى حنين ولما اللاتي ينظرن لها بابتسامة وهم متشابكي الأيدي وكلٍ منهن تنظر لها بلهفة ام وفخر يلمع بنظراتهن .. ترى مصطفى ينظر لها بابتسامة بسيطة وهدوء منبعه الثقة .. تأخذ نفساً عميقاً وقد هدأت ضربات قلبها وانتظمت بعدما رأت الدعم والفخر والثقة يلمعون بأعين اقرب الناس لها لتلف وجهها للجنة وتستعد للمناقشة
/////////////////
بآخر القاعة وبكرسي متواري عن الانظار تقف شابة ببطن منفوخة قليلاً ولم تكن سوى مي .. تنظر ببسمة يشوبها الحزن ناحية مرام فكم تمنت ان تكون من ضمن الداعمين لها ولكن هي من اضاعت صداقة حقيقية بغباءها وأفعالها .. تلقي نظرة اخيرة على مرام الجالسة على المنصة قبل ان تتحرك مغادرة القاعة من الباب الخلفي بدموع لا تعلم أهي دموع فرح لمن كانت يوماً صديقتها ام دموع حزن على ما وصلت إليه علاقتهما
//////////////////
تجلس سها بشرفتها وهي تنظر للسماء بدموع تلمع بعينيها .. لا ينفك عقلها يعذبها بذكريات الماضي .. لا تمر ليلة دون ان تتذكر الكثير من الاحداث التي تضغط بقوة على جروح الماضي التي لم تندمل ومازالت تنزف .. تتذكر اولى محاولات هروبها من ذلك الجحيم وكيف باءت بالفشل على يد ذلك الشيطان اللعين
*فلاش باك*
تنكمش سها على نفسها بتلك الغرفة العفنة التي قيدها بها ذلك الشيطان .. مرت ساعات طويلة ولم تعد ايميلي .. أكانت تكذب عليها؟!, ألن تساعدها؟!, أأمسك بها حسين؟!, ألن تستطيع الخروج من ذلك السجن الذي حبسها به هذا الحقير؟! .. تغمض عينيها بتعب وقد عاد ألم رأسها الذي لازمها لأيام .. تغفو لا تعرف لكم ساعة لتنتبه علي يد تربت بخفة على جسدها .. تفتح عينيها لتراها امامها .. عادت بالفعل!! ستخرج من هنا!!! .. تمسك ايميلي بالمفتاح بيدها بفرحة لتبدأ فك قيود سها التي ما ان تحررت يديها حتى اخذت تدعكهم بوجع .. تقوم ايميلي بمساعدة سها على الوقوف وتسند جسدها الذي اصبح هزيلاً للغاية ليتحركوا ببطء لخارج الغرفة .. تمشي سها معها بخطوات بسيطة ومتعثرة كطفل يستند على امه في أول محاولاته للمشي بينما تحيط ايميلي جسد سها بيدها وتتحرك معها بخطوات خفيفة غير راغبة ان تضغط عليها .. بعد معاناة وصلوا للساحة الداخلية للفيلا .. يتحركوا بحذر في وسط الظلام الذي يحيط بهم من كل جانب لتقع قلوبهم حين وجدوا ضوء قوي يُشعل خلفهم .. لفوا وجوههن ليجدوا ذلك الشيطان يجلس بكل غرور وشر واضعاً قدماً فوق الاخرى وينظر لهن بابتسامة خبيثة
حسين(ببسمة خبيثة): ايه يا سوسو .. كنتي ناوية تمشي من غير ما تسلمي عليا, اخص عليكي
سها(بتعب): ...
ايميلي(برعب): ...
حسين(وهو يتحرك ناحيتهم): انا مش قولتلك انك مش هتخرجي من هنا وانك هتكوني مراتي بمزاجك او غصب عنك
سها(بتعب وانفاس متقطعة): مش .. هيحصل
ايميلي(بتوتر): حسين ..
حسين(بحدة لإيميلي): انتي تخرسي .. حسابك معايا بعدين ..(ثم اكمل وهو ينظر لسها ويجذبها من شعرها).. اما انتي بقا فأنا هوريكي لو زعلت هعمل ايه
ايميلي(وهي تحاول حماية سها): لا حسين سيبها
دفع حسين ايميلي بيده دفعة قوية وقعت على اثرها على الارض لتمسك بطنها بألم وخوف على طفلها .. اما حسين ف استغل فرصة ضعف سها ليحاول التهجم عليها .. تعتري قوة غريبة جسد سها لتدفعه عنها وهي تستخدم اظافرها لجرحه بوجهه وعنقه عله يبتعد عنها ولكن لا يزيده ذلك إلا اصراراً في الحصول عليها .. تزحف ايميلي بجسدها المنهك وهي تصرخ في حسين ان يترك سها بينما تضعف قوة سها ببطء لتختفي وتبتلعها دوامة سوداء واخر ما تراه هو ايميلي تصرخ بحدة وعنف في حسين الذي يدفعها بقوة غير مبالياً بها او بطفله الذي يسكن احشائها
*عودة*
تغمض سها عينيها بألم وهي تتذكر تلك الليلة التي لم تكن تعلم انها ستغير حياتها .. تأخذ نفساً عميقاً في محاولة بائسة لإطفاء نار صدرها التي تشتعل كلما تذكرت أي موقف او ذكرى جمعتها مع من كانت لها الاخت والصديقة والسند وفي النهاية دفعت حياتها مقابل حمايتهم
///////////////////
تمر اكثر من ساعة يقوم فيها كل فرد من اللجنة بسؤال مرام في رسالتها وترد هي بهدوء وثقة يزيدوا ابتسامات من يجلسوا امامها بفرح وفخر بها .. تنتهي اللجنة من اسئلتها ليسكن الترقب العيون وهم ينظروا لهم وينتظروا نطقهم بالقرار .. يتنحنح رئيس اللجنة ليقرب المايك منه ويتكلم بهدوء
رئيس اللجنة: بعد مناقشة الباحثة علناً في موضوع الرسالة .. قررت اللجنة بإجماع الآراء قبول الرسالة والتوصية بمنح الباحثة/ مرام احمد محمد الحديدي درجة الماجستير بكلية التجارة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف
عند تلك الجملة امتلئت القاعة بالتصفيق الحار من جميع الجالسين وعلى رأسهم عائلتها الكبيرة .. يقفوا في الصفوف الأمامية وهم يصفقوا بحرارة كبيرة لها ويطلق الشباب الصافرات التشجيعية بينما تبكي البنات بفرح وفخر .. تلمع دموع الفرح بعين مرام وهي ترى هذا المشهد امامها .. كم كانت غبية حين ظنت ان يمكنها التغلب على حزنها بمفردها؛ فهؤلاء هم الداعمون الحقيقيون لها .. ترى نظرة الفخر والفرح تسكن اعينهم جميعاً .. أهذا من ظنت انه سيشفق عليها أم هذا من ظنت انه سيتخلى عنها بعد معرفته بمرضها .. لا والله ما هذا ولا ذاك هم من يقفوان امامها وينظرون لها بحب وفرح وفخر واضح بأعينهم .. تنزل مرام من على المنصة لترتمي بأحضانهم بدموع فرح .. يقوم اكرم بجذب يدها والاسراع بها لسيارته ليقدم لها بوكيه من ورد التيوليب المفضل لها ويقبل يدها بحب .. تتحرك حنين وباقي افراد العائلة الكبيرة ناحية المنزل ليُكملوا الخطة على اكمل وجه .. تتفاجئ مرام بما فعلوا لتبتسم بفرحة وهي ترى التورتة الكبيرة المكتوب عليها بخط جميل (عقبال الدكتوراه) .. تحتضن مرام البنات بحب ويقضوا اليوم في الاحتفال بين موسيقى واغاني ومزاح بقيادة حنين ومحسن .. ينتهي اليوم على هذه العائلة الجميلة وسط الضحكات الفرحة والحب والرابطة القوية التي نشأت بينهم
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
تغيرت لارا للأفضل فهل سيُجدي هذا التغيير مع عاشقها كما لم يستطع محسن ان يحب غير لارا فهل آن الأوان لقلبه ان يهنئ بحب لطالما انتظره
باءت اولى محاولات سها للهرب من جحيم هذا الشيطان بالفشل فهل حاولت مرة اخرى
انتهت مرام من رسالتها وحصلت على درجة الماجيستير فلم يبقى سوى الزفاف المنتظر فكيف سيمر
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Rastgeleأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...