بغرفة لما ومصطفى بالفندق:-
تنام لما بهدوء على صدر مصطفى وتضع رأسها براحة على موضع قلبه .. تحس بشئ يداعب وجهها الجميل لتفتح عينيها وتراه هو وليس غيره .. عاشقها وحبيبها وزوجها الذي يسكن حب العالم اجمع عيناه ونظراته لها .. تنظر له برقة وبابتسامة جميلة لتجده يهمس
مصطفى(بابتسامة ساحرة): صباحية مباركة يا لومتي
لما(بخجل): ...
مصطفى(بحب وهيام): فيه حد بيبقى شكله حلو اوي كدا لما يصحى
لما(بخجل شديد وهي تخبئ وجهها بصدره): بس بقا يا مصطفى
مصطفى: بس ايه! دا انا مش هبطل اتكلم واقول كل اللي في قلبي
لما(بابتسامة): يا سلام! وقبل كدا كان ايه حايشك؟
مصطفى(بهدوء): ماكانش حاجة حيشاني غير اني كنت خايف ل اكون بضغط عليكي .. انما دلوقتي انتي معايا وجنبي بإرادتك .. مراتي وحبيبتي وبنتي وأمي ودنيتي كلها
لما(بحب): ربنا ما يحرمني منك
مصطفى(بحب وهو ينظر لعينيها): ولا يحرمني منك يا احلى لوما
ينظروا بعمق في اعين بعضهم بحب وعشق سكن قلوبهم لسنوات وسيستمر لأكثر .. يجذب مصطفى لما لقبلة رقيقة قطعها الطرق على باب غرفتهم
لما: ايه دا؟ مين جاي بدري كدا؟
مصطفى(بمزاح): تفتكري اخوكي الرزل جاي يغلس زي عادته
لما(بضحك): طب قوم شوف مين
مصطفى(بمشاكسة): تدفعي كام؟
لما(بدهشة): انت عايز فلوس مني يا مصطفى!
مصطفى(بمكر وهو يقترب منها): تؤ انا عايز..
قاطع كلامه طرق مجدداً على الباب ولكن تلك المرة اعلى
لما: قوم يا مصطفى شوف فيه ايه
تحرك مصطفى باتجاة الباب ليفتح الباب ويرى امامه نور
مصطفى(بدهشة): نور!!!
نور(بجمود ونبرة تحمل الكثير): ألبس هدومك يا مصطفى وتعالى معايا
مصطفى(بتوجس وقد لاحظ نبرته): فيه ايه؟
نور: مراد
//////////////////
تجلس سها في غرفتها بقلق يعتري صدرها .. يحس قلبها بانقباضة قوية لا تعلم سببها .. يُفتح الباب بعنف ويدخل حسين منه وعلى وجهه ابتسامة صفراء
سها(بحدة): ايه دا انت ازاي تدخل كدا .. انت اتجننت!!!!
حسين(ببرود): مش دي اوضة مراتي برضو ولا انا غلطان
سها(وهي تدفعه في صدره): اطلع برة .. اطلع برة
حسين(وهو يمسك يدها): اوعي ايدك كدا وافهمي انا جايلك ليه
سها(وهي تعاود دفعه في صدره): مش عايزة افهم حاجة اطلع برة بقا .. غووور
حسين(ببرود): اغور! .. اخص عليكي وانا اللي عاملك مفاجأة وجاي افرحك واقولهالك
سها: مش عايزة منك مفاجآت, عايزاك تسيبني انا وولادي في حالنا بقا ابعد عني
حسين(وهو يمسك يديها وينظر لها بنظرة خبيثة): طب مش عايزة تشوفي بنتك
سها(بصدمة وتوجس): بنتي؟!! حنين؟!!! انت عملت فيها ايه؟
حسين(ببسمة خبيثة): تعالي ورايا
تحرك حسين وخلفه سها التي ازدادت انقباضة قلبها وتسارعت دقاته بعنف .. يقف حسين امام باب الغرفة المجاورة لسها وتعتلي وجهه ابتسامة خبيثة .. يلف وجهه ل سها التي احتدت انفاسها وتنظر له بنظرات زائغة وتوجس .. يفتح الباب ببطئ ليظهر جسد حنين الممدد على السرير لتجحظ عينيها بصدمة ويكاد قلبها يغادر صدرها من فرط دقاته .. نفس ملامح ابنتها، نفس شكلها، نفس احساسها بها، ولكن الفرق انها كبرت قليلا وصارت شابة جميلة وليست مجرد طفلة .. تهرع سها ناحيتها وتلمس وجهها بيدها وتهز جسدها بعنف محاولة معرفة خطبها .. لا تجد اجابة لتنظر ناحية حسين بعينين مشتعلتين ونظرات حادة لتنقض عليه وتمسكه من رقبته وهي تضغط عليها بعنف
سها(بغضب): عملت ايه في بنتي يا حيوااان، عملت فيها ايييييه
حسين(باختناق وهو يحاول تخليص نفسه منها): اوعي يا مجنونة هتموتيني
سها(وهي تزيد من ضغطها على رقبته): بنتي مبتردش ولا بتفوق ليه عملت فيها ايه يابن الكلب
حسين(وهو يدفع يدها): معملتش حاجة دا من تأثير المخدر .. اوعي بقا
سها(وهي تمسكه من تلابيبه): انا قولتلك لو قربت منها هطلع روحك في ايدي
حسين(هو يدفعها و يتحسس عنقه): وانا قولتلك البنت بقت خطر ولازم نخلص منها وانتي قولتي قتل لأ .. هو دا الحل اللي عندي
سها(برفض وحدة): مستحيل .. اسمع بنتي ترجع تاني لأبوها انت سامع
حسين(بشر): لا اسمعي انتي بقا .. بنتك وجبتهالك زي ما وعدتك زمان فاكرة .. مش عشان سواد عنيكي بس عشان اريح دماغي ف لو عايزاها ترجع لأبوها هترجع .. بس راسها في صندوق وهي في صندوق .. قولتي ايه؟
سها(بصدمة وخوف): ...
حسين(بتهكم وهو ينصرف): انا قولت كدا برضو .. بنتك عندك وكلها كام ساعة وتصحى من تأثير المخدر واظن هيكون عندكم كلام كتير تحكوه
وقفت سها بصدمة وهي لا تعرف ماذا تفعل وكيف تتصرف .. نظرت ناحية ابنتها وأمتلئت عيناها بالدموع وهي تقترب منها متأملة ملامحها .. صارت شابة آيه في الجمال .. ملامحها جميلة ورقيقة .. مسدت على وجهها بحنان والدموع تنهمر على وجهها .. هي احتملت هذا العذاب والجحيم في سبيل كون اطفالها بعيداً عن أي خطر فما حالها الآن وهي ترى الخطر يحدق بفلذة كبدها .. نظرت لها قليلاً لتقوم بمسح دموعها وهي تنصرف عائدة لغرفتها بعد ان اغلقت الباب عليها بالمفتاح خوفاً من ان يقوم حسين بما يؤذي صغيرتها .. تدخل غرفتها بملامح جادة وهي عاقدة العزم على حماية اطفالها ولو كلفها الامر حياتها
///////////////////
يصل مصطفى مع نور لمشفى معين وهو يكاد لا يتنفس من فرط القلق .. لا يصدق ما اخبره به نور .. مراد ضُرب بالنار وحالته خطر .. حنين خُطفت .. كل ذلك بالساعات الاخيرة .. دخل مصطفى ونور المشفى واتجهوا ناحية غرفة العمليات .. يروا عزيز واقف امام غرفة العمليات برعب يُرسم ملامحه على وجهه .. تمر الساعات عليهم بتوتر وخوف ورعب يسكن القلوب والعيون .. يخرج الطبيب من داخل غرفة العمليات بملامح جامدة ولا تبين شئ .. ينظر لهم الطبيب بصمت لثواني كفيلة بجعل قلوبهم تتوقف عن نبضها .. يرتسم العبوس على وجه الطبيب ليقع قلب مصطفى من الخوف على رفيق دربه
الطبيب(بعملية وحزن): البقاء لله .. شدوا حيلكم
مصطفى(بصدمة وانفعال): انت بتقول ايه؟!!!! انت اتجننت؟!!!!
امسك عزيز قلبه بألم ليقع ارضاً ويندفع نور ومصطفى ناحيته برعب عليه وهم يصرخوا بعلو صوتهم في طلب المساعدة
////////////////
تبدأ حنين بفتح عينيها بهدوء وهي تمسك رأسها بألم .. تنظر حولها لثوانٍ قبل ان تفتح عينيها بذعر حين تذكرت ما حدث .. تتذكر اخر مشهد رأته ومراد يسقط امامها والطلقة مخترقة صدره في موضع القلب .. تنفعل وتبدأ في الصراخ والبكاء بانهيار وهي تضرب وتكسر كل ما بالغرفة بعد ان حاولت فتح الباب لتجده موصداً عليها
حنين(بصراخ هستيري): مرااااااااد لااااااااااا خرجوناااااااي يا مرااااااااد لا يا مراد لاااااااااا إلحقونااااااااي يا مراااااااااااااااد
يعلو صوت صراخها اكثر ويزيد انفعالها لتمسك بمزهرية وتحدفها على المرآة التي بغرفتها لتتفتت قطع الزجاج وتُنثر الشظايا على الارض .. لا تهدأ ثورتها لتمسك بمزهرية اخرى وتكاد ترميها لتتصنم مكانها حين رأت من تفتح الباب وتدخل بلهفة لتقف امامها .. تفتح عيناها بصدمة وهي تنظر لها .. كيف ذلك!! نفس الشكل، نفس الملامح التي تحفظها عن ظهر قلب إلا من بعض خطوط التجاعيد التي ترسم نفسها بأناقة على وجهها، نفس الشعر الأسود الذي لطالما عبثت به إلا أنه الآن يزينه بعض الخصلات البيضاء التي لا تُرى إلا اذا دققت النظر .. تنسحب انفاسها من صدرها وتشعر بالدوار .. تهز رأسها بعدم تصديق ورفض ليزداد دوارها وتتشوش الرؤية قبل ان تغلق عينيها باستسلام وهي تسقط فاقدة للوعي بين يدي من اسرعت ناحيتها لتلحق جسدها قبل سقوطه أرضاً .. تهوي بها على الارض وهي تحتويها بين ذراعيها مُشَكِلة بجسدها درعاً واقياً عن ذلك الزجاج المنثور على الارض والذي ينغرس في ركبتيها وقدمها بقسوة ولكنها لا تبالي به فكل ما يشغل عقلها وقلبها الآن هو روحها التي تجسدت في من ترتمي بين ذراعيها غائبة عن الوعي بعد ان صُدمت بوجودها .. كانت تقف امامها وترى في عينيها صدمتها، ترى عدم التصديق، ترى الرفض .. كم ودت لو اخذتها بين احضانها وهي واعية ليس وهي فاقدة الوعي بتلك الطريقة .. تصرخ سها بالخدم ليساعدوها على وضعها بالسرير وطلب الطبيب لتطمئن عليها .. تجلس بجانبها وهي تضع رأسها بحضنها وتلف يديها حول كتفها بخوف وحنان .. تعلم انه بمجرد ان تستيقظ ستبعدها عنها وربما لن تتقبل وجودها مرة اخرى ولكن لا تلومها فمعها ألف حق
//////////////////
تنام مرام بهدوء بين احضان اكرم ويلف هو ذراعيه حولها بحب وتملك .. يستيقظ وينظر ناحيتها بابتسامة وهو يطبع قبلة عميقة على رأسها ويسحب يديه من حولها .. يرتدي بدلته ويتجه للخارج .. يتحرك مع عمار في اتجاه الطريق ليقوم بالاتصال بمراد حتى لا يقلق عليه هو ومرام؛ فهو لم يخبر احد بخطته لجلب مرام للبدو مرة اخرى .. ما ان ألتقط هاتفه اشارة حتى وجد اكثر من عشرون اتصال من مصطفى ونور .. تسرب القلق لقلبه وهم بالاتصال بمصطفى الذي اجابه بعد وقت قليل وبصوت يملؤة الضعف
اكرم: ألو .. ايوة يا مصطفى .. انت مكلمني عشرين مرة ليه؟ حصل حاجة؟
مصطفى(بنبرة حزينة): انت فين؟
اكرم(بتوجس): مال صوتك يا مصطفى؟ لما جرالها حاجة؟
مصطفى(وهو يحاول السيطرة على حزنه): انت فين يا اكرم؟
اكرم(بقلق): انا في البدو مع مرام .. قولي اختي جرالها حاجة؟
مصطفى: تعالى على مستشفى ***
اكرم(بخوف شديد): مستشفى؟!! مستشفى ليه؟!! قولي لما حصلها حاجة؟!!!!
مصطفى(بنبرة مكسورة): لا مش لما .. مراد
اكرم(برعب): ماله مراد؟!!
مصطفى: تعالى على المستشفى بسرعة .. وماتقولش حاجة لمرام
لم يقل مصطفى لأكرم ما حدث لمراد ولكن كانت نبرة صوته كافية لتجعل اكرم توقع حدوث الأسوأ -ولكن ليس لدرجة ما سيعرفه بعد دقائق- .. اسرع بالعودة للخيمة وايقظ مرام التي كانت تنظر له بعدم فهم .. تتحرك معه بصمت بعدما لاحظت صمته وجموده المريب ليركبوا السيارة ويتجهوا ناحية المشفى وسط صمت اكرم وقلقه وعدم فهم مرام وتوجسها
////////////////
تجلس سها ممسكة بيدها بخوف يحتل ملامحها حين اطال الطبيب في الكشف عليها وكانت ملامحه لا تُقرأ .. ينتهي الطبيب من الكشف لينظر ناحية سها ويتكلم بعملية
الطبيب: كيف تتركونها بتلك الحالة من الواضح انه قد اصابها انهيار عصبي حاد
سها(وهي تنظر لها بصمت ولا تعرف ماذا تقول): ...
الطبيب(وهو يقوم بكتب دواء): يجب الاهتمام بها وبحالتها النفسية والصحية أيضاً ليس من أجلها فقط بل من أجل الجنين أيضاً
سها(بعدم استيعاب): جنين؟!
الطبيب: نعم، ألا تعلموا أنها حامل .. هي تقريباً بنهاية الشهر الثاني
سها(بهمس): حامل؟!
الطبيب(وهو يعطي سها الروشتة): يجب رعايتها رعاية كاملة والاهتمام بتغذيتها جيداً وعدم التسبب بأي صدمة أخرى لأنه قد يُشكل خطراً كبيراً عليها وعلى الجنين
قال الطبيب ذلك وهو ينصرف بعد ان أدى عمله .. هزت سها رأسها بشرود .. ينسى عقلها الخطر المحدق بابنتها لتفكر باشياء اخرى .. ابنتها حامل!! إذا فقد تزوجت .. مَن هو؟, أيحبها؟, أتحبه؟, كيف تقابلوا؟، من ألبسها فستان زفافها؟, هل كانت هناك إمرأة بجانب والدها في الزفاف لتقوم بدور أمها بدلاً عن تلك التي تركتها .. تلمع الدموع بعينيها وهي تنظر لها .. تلعن عقلها الذي جعلها تفوت كل تلك الاحداث بسبب تسرعها، فلو انها لم تستمع لكلام ذلك الشيطان ووساوسه لما حدث كل ذلك .. لربما كانت تجلس الآن مع عزيز وابنتها تزف لها خبر كونهم سيصيروا أجداداً .. كانت ستكون قادرة على أخذها باحضانها وهي تبكي دموع الفرح لأبنتها التي كبرت وصارت أماً .. تغرق الدموع وجهها وهي تغلق عينيها بألم وندم .. تحس بحركة رأسها لتنظر بلهفة لها .. تفتح حنين عينيها ببطئ ولكن سرعان ما تنتفض وتبتعد عنها بنهاية الغرفة .. تتسارع انفاسها وهي تنظر ناحيتها بذعر .. تقف سها ببطئ محاولة تحمل آلام ساقيها بسبب الجروح التي سببتها قطع الزجاج .. تقترب منها وهي تنظر لها بضعف ورجاء ودموع تلمع بعيون كلتاهما
سها(برجاء): متخافيش يا حبيبتي
حنين(وهي تهز رأسها برفض): …
سها(وهي تحاول تهدأتها): اهدي يا قلبي متخافيش
حنين(بصدمة): از.. ازاي .. ازاي .. ازااااي لا لا لا مس.. مستحيل
سها(برجاء): هفهمك كل حاجه بس اهدي علشان خاطري
حنين(بصدمة وهي تهز رأسها): لا انتي موتي .. هو .. قالي انك موتي .. ازاي
سها(بندم ودموع تلمع بعينيها): سامحيني .. انا اسفة.. انا.. انا غلطت غلطة عمري لما هربت, كنت فاكرة هروبي هو الصح .. انا...
حنين(بصدمة): هروبك!!! يعني انتي بعدتي بمزاجك .. يعني عيشتيني الكدبة دي بمزاااجك .. يعني .. يعني انتي يتمتيني بمزاجك!!!!
سها(برجاء ودموع): سامحيني يا حبيبتي .. سامحيني ..انا...
حنين(بحدة وعدم تصديق): اسامحك!!! اسامحك على ايه؟!!!! اسامحك ازاي .. ازاااااي
سها(برجاء وهي تقترب منها): صدقيني هقولك كل حاجة بس اهدي
حنين(بانفعال وهي تصرخ): مش عايزة اعرف حاجة .. مش عايزة اعرف حاااجة, اطلعي برااااااا
سها(بدموع): حنين..
حنين(بانفعال وبدموع): متقوليش اسمي .. متنطقيهوش .. انتي ازاي عملتي كدا ازااااي .. ازاي قدرتي تبعدي .. مصعبتش عليكي .. مقولتيش حرام ايتمها وامها عايشة .. مقولتيش حرام اسيب بنتي اللي لسة عيلة وأهرب .. مفكرتيش فيا هيحصلي ايه
سها(بدموع تغرق وجهها): والله غصب عني .. والله غصب عني
حنين(بغضب وهي تهز رأسها): مفيش حاجة اسمها غصب عنك .. انتي هربتي بمزاجك .. يعني .. يعني .. يعني بعدتي بمزاجك .. لا .. انتي مش امي .. استحالة تكوني امي .. مفيش ام بتهرب وتسيب ولادها
سها(بضعف ورجاء): يا بنتي..
حنين(بانفعال وهستيريا): متقولييييش بنتاااااي .. انا مش بنتك .. انا امي ماتت .. انتي واحدة انا معرفهاش .. انتي واحدة شبها جاية تكرهيني فيها .. اطلعي برااااااااااا .. براااااااا
تنزل الدموع بغزارة على وجه كلٍ منهن .. تتحرك سها باتجاة الباب لتنظر نظرة اخيرة لتلك التي تبكي بانهيار غير مصدقة ما حدث .. امها ليست ميتة .. على قيد الحياة .. هربت منها ومن والدها .. اختارت ان تبعد عنهم بإرادتها .. اختارت ان تكسر قلبها وتيتمها .. اختارت ان تسبب لها وجعاً لن يزول وجرحاً لن يندمل .. تغلق سها الباب خلفها لتُطلق حنين العنان لدموعها وتسمح لنفسها بالانهيار اكثر واكثر وهي تسقط أرضاً بضعف وألم .. تضم قدميها لصدرها وتدفس رأسها بينهم لتخبئ وجهها الذي تلون كله باللون الاحمر .. تحتد انفاسها اكثر وتزداد دقات قلبها وهي تغلق عينيها لتنام مكانها على الأرض بعد بكاء طويل
////////////////
وصل اكرم ومرام للمشفى .. تتحرك مرام معه بخوف اعترى قلبها .. ما ان دخلوا حتى وجدوا نور يقف بعبوس يرتسم على ملامحه .. اندفع اكرم ناحية نور ليتكلم بلهفة
اكرم(بلهفة): نور .. مراد ماله؟ حصله ايه؟
مرام(بخضة وخوف): مراد! .. مراد جراله حاجة؟ هو فين؟
نور(بملامح حزينة ونبرة مكسورة): اكرم ... مراد..
اكرم(برعب ودقات قلب متواثبة): ما تنطق يا نور, مراد جراله ايه؟
نور: مراد .. مات
وكأن صاعقة اصابتهم .. يفتح اكرم عيناه بصدمة بينما مرام تنظر امامها بشرود وبعيون تتلألأ الدموع بها
اكرم(بانفعال): انت بتقول اييييه؟!!!! مراد كويس انت فاهم!!!
نور(وهو يمسكه من كتفيه): شد حيلك يا أكرم
لم تستطع مرام التحمل اكثر من ذلك واستسلمت للسواد الذي احاط بها .. يترنح جسدها ليُسرع اكرم بإمساكه وهو يصرخ
اكرم(بصراخ ولهفة): مراااام .. دكتووووووور بسرعة
/////////////////
يجلس حسين في مكتبه بفرحة جنونية وهو يتكلم على الهاتف
حسين(بفرحة): انت متأكد انه مات؟
...: متأكد يا باشا انا عيني على عيلته وهما دلوقتي بيخلصوا اجراءات الدفن
حسين: خلي عينك عليهم وتبلغني اللي بيحصل اول بأول
...: تمام يا باشا
//////////////////
تمر ساعات وينتهي اكرم ومصطفى ونور من دفن الجثمان وسط الدموع التي تغرق وجوه هؤلاء الرجال الأشداء على فراق من كان بينهم وبينه ألف رابطة .. من كان رفيق دربهم وأخيهم .. تتصنم قدم اكرم ومصطفى أمام المدفن وكأنها ترفض مغادرته .. يشد نور على كتفيهما ويجذبهم برفق للتحرك ليُلقي كل منهم نظرة اخيرة على المدفن قبل التحرك للمشفى مرة اخرى .. فقد حُجزت بها مرام بعد ان انهارت بعد سماع الخبر ليضطر اكرم ان يحقنها بمهدئ حتى ترتاح وبقيت لما معها .. يتحركوا بضعف شديد وشرود وكأنهم أجساد بلا روح
/////////////////
تزداد فرحة حسين حين علم بما أصاب عزيز من ازمة قلبية ادت لحجزه بالعناية المركزة .. كل شئ يسير كما خطط له .. تخلص من مراد وتبعه عزيز والآن حنين في يده فلا تقدر سها ان تمسه بضرر .. يرفع كأسه وهو يشرب الخمر الذي ادمنه وترتسم ابتسامة جميلة على شفتيه وهو يشاهد على التاب ما حدث .. فلقد قام من ارسلهم للقضاء على مراد بتصوير كل شئ لحظة بلحظة .. تتسع ابتسامته وهو يرى الرصاصة تخترق صدر مراد والدماء تلون قميصه وسط صرخات حنين .. يغلق التاب ببسمة شر ويكمل شرب كأسه بفرحة بانتصاره على اسطورة صاعقة المخابرات
/////////////////
يصلوا للمشفى وهم يجرون اقدامهم وكأنها ترفض التحرك معهم .. يدخل اكرم الغرفة ليجد لما تجلس بجانب مرام بدموع تغرق وجهها .. ما ان رأت لما اكرم حتى اندفعت لعنده ببكاء حارق
لما(بدموع تغرق وجهها): مراد يا اكرم .. مراد سابنا .. سابنا هو كمان
اكرم(وهو يحاول التماسك): ...
لما(بنبرة مبحوحة من فرط التأثر): دا هو كان ابويا بعد بابا .. انا اتيتمت تاني يا اكرم
اكرم(بدموع تلمع بعيناه): ...
لما(بانهيار): اخونا مات يا اكرم .. ماااات .. مااات .. ماااات
اكرم(وهو يجذبها لاحضانه): بس يا حبيبتي بس ..
يحكم اكرم لف يديه حول جسد اخته وهو يبكي كالطفل الصغير .. كانت لما تقول ما يحاول هو كتمه بقلبه .. فقدوا الصديق والرفيق والأخ والسند .. فقدوا عمود العائلة .. فقدوا من كان الأمن والأمان لهم
/////////////////
تجلس سها بغرفتها ببكاء يدمي قلبها .. لطالما كانت تحلم بلقائها بمن ابتعدت عنها بغبائها .. حلمت ايام وليالي بهذا اللقاء ولكن هُدمت كل احلامها حين حدث ذلك اللقاء .. تتذكر نظرة اللوم والعتاب التي سكنت عينيها .. تتذكر صوتها المبحوح والألم الذي سكن نبرتها وكان كحد السكين يدمي قلبها .. تتردد بأذنها صدي جملتها
**
حنين: انا امي ماتت .. انتي واحدة انا معرفهاش
**
يا الله ما هذا العذاب الذي يعتصر قلبها .. تعطيها ألف حق لكلامها ولكن يتألم قلبها من جملتها .. ياليتها ماتت بالفعل قبل ان تسمع تلك الجملة منها .. ياليت عمرها انتهى قبل ان تتسبب في تدمير صورتها بعين ابنتها .. ياليتها لم تعش لليوم الذي تسبب فيه بهذا الوجع والألم لمن تحملها بقلبها
//////////////
يتحرك مصطفى باتجاة غرفة مرام بعد ان ذهب للعناية للأطمئنان على عزيز وليته لم يذهب .. انشغل قلبه اكثر عليه بعد ان اخبره الاطباء بكون حالته حرجة جداً وقد لا ينجو .. بمجرد ان دخل حتى اندفعت لما لأحضانه ببكاء بينما يجلس اكرم بجانب مرام والدموع تتجمع بعينيه .. يخبر اكرم لما بالتحرك مع مصطفى للمنزل .. كادت بالاعتراض ولكن رضخت في النهاية امام اصرار اكرم ومصطفى .. تتحرك لما مع زوجها وتترك اكرم بالمشفى مع زوجته التي انهارت من هذا الخبر الذي زلزل دنياهم وقلب حياتهم رأساً على عقب
/////////////
تمر الساعات وتفتح حنين عينيها بضعف وألم من نومها على الارض .. تتحرك بجسدها ببطء وهي تجر قدميها ناحية السرير لتنام عليه وهي تنكمش ب جسدها وتحتضنه بكلتا يديها .. تنزل الدموع بصمت من عينيها المنتفخة وهي تهمس باسمه
حنين(بضعف): مراد
//////////////
يجلس اكرم بجانب مرام وهو ينظر لها بحزن وكأن القدر يستكثر الفرحه عليهم .. تترقرق عيناه بالدموع وهو يتذكر ذكرياته مع مراد
**
مراد (وهو صغير): خد يا اكرم انت العصير ده انا مش عايز
//
مراد(وهو صغير بفرحة طفولية): برافو عليك يا اكرم
//
مراد(بفرحة): 99% يا اكرم, هتدخل طب يا مجنون
//
مراد: مبروك التخرج يا دكترة
//
مراد: انت اخويا يا اكرم
//
مراد: عايز ايه يا زفت؟!!
//
مراد: خلي بالك من مرام يا اكرم
**
يفوق اكرم من شروده على الدموع التي تغرق وجهه .. تزداد شهقاته وهو يبكي كطفل صغير فقد والده .. لأول مره يحس باليُتم فوجود مراد بجانبه عوضه حنان الاب والاخ والان اصبح يتيم بحق
اكرم(بوجع): غيابك كسرني يا مراد .. غيابك كسرني يا اخويا
////////////////
بمنزل مصطفى ولما:-
يختلي مصطفى بنفسه في غرفه الاطفال منذ ان عاد هو ولما للمنزل؛ فليس من عادته ان يظهر ضعفه امام اي احد .. يستند برأسه على الجدار وهو يجلس ويضم ركبتيه لصدره كطفل صغير خائف .. تنزل الدموع بصمت على وجهه وتكوي قلبه كوياً .. يتذكر كل لحظة قضاها مع من كان اكثر من اخ بالنسبة له
**
مراد: حمد لله على سلامتك يا درش
//
مراد: عارف لو زعلت لما انا اللي هقفلك مش العبيط التاني
//
مراد: حبيبي يا درش
//
مراد(بمشاكسة): طب كنت نور اللمبة الحمرا
//
مراد: طول عمرك قدها يا درش
//
مراد: خد بالك من نفسك يا صاحبي
**
يفوق مصطفى من شروده على يد لما التي تربت بحنان علي كتفه وبدموع تحتل وجهها مماثله لما تجري على وجه .. يرتمي في حضنها وهو يبكي بقهر وحزن
مصطفى(بوجع ودموع): آااااااه يا لما .. هيوحشني اوي .. اوي
يغمض كلاهما عينيه بألم ودموع على فراق اعز واقرب الناس لقلوبهم .. فراق الاخ والصديق والسند والامان .. فراق يدمي القلب والعين ويقتات من الروح
/////////////////
يعود نور لمنزله بعد منتصف الليل .. يفتح الباب ويدخله ليجد الظلام يعم المكان
...: أخيراً شرفت
نور(بخضة): بسم الله الرحمن الرحيم خضتني حرام عليك
...(بتهكم): سلامتك م الخضة ياخويا .. تعالى قولي اللي حصل بالظبط
نور(بابتسامة): اوامرك يا صاعقة
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
زيف مراد موته فلماذا فعل ذلك وماذا يخطط لهذا الشيطان الذي تجرأ على مس من ملكت قلب الصاعقة
انهارت مرام بعد خبر وفاة مراد وانقلبت احوال ابطالنا فماذا سيحدث لهم
لقاء حنين وسها كان ملئ بالدموع والقهر والوجع فهل ستغفر حنين لها بعد ان تعرف الحقيقة كاملة
حنين حامل ماذا سيكون رد فعلها على الخبر والأهم من سيستغل هذا الخبر لمصلحته
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
![](https://img.wattpad.com/cover/240850259-288-k643228.jpg)
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Ngẫu nhiênأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...