الفصل الثاني والخمسون⁦❤️⁩💥⁦❤️⁩

5.4K 168 2
                                    

في صباح اليوم التالي وفي ساعة مبكرة جداً تستيقظ حنين لتجد نفسها بغرفتها .. كيف ذلك؟! آخر ما تتذكره هو جلوسها على الكرسي المقابل لمكتب مراد حتى غفت عليه .. ارتسمت ابتسامة على وجهها وقد توقعت ان مرادها هو الذي حملها لغرفتها .. تتحرك للبحث عنه بالمنزل لتخبرها دادة فاطمة انه خرج منذ اكثر من ساعة .. ترجع حنين لغرفتها وعلامات العبوس مرسومة على وجهها .. تفكر في طريقة لمصالحته وجعل قلبه يغفر لها ما اقترفته بحقه .. ترتسم ابتسامة على وجهها وقد خطرت على بالها فكرة ستكون مفاجأة لمرادها الحبيب
////////////////////
استيقظت هدى وهي تشعر بثقل على قلبها .. لأول ليلة منذ ايام تنام دون ان تتكلم معه مساءً .. تمسك هاتفها لتجد اكثر من 10 مكالمات منه غير الرسائل الكثيرة على الواتساب .. تنظر بحزن للهاتف وهي تقنع نفسها ان ما تفعله هو الصواب .. وقفت بهدوء لتغير ملابسها وتتصل بحنين لتخبرها بسفرها للمنصورة لجدتها .. بالطبع لاقت الكثير من اللوم والتوبيخ من حنين لأنها ستتركه ولكن كانت نبرة صوتها تؤكد ان الامر وراءه الكثير .. حكت هدى ما حدث لحنين لتهدأ ثورة حنين قليلاً وقد احست بالحزن لها .. تعلم ان نور معجب بصديقتها ولكن في نفس الوقت تعلم ان هدى لن تصدق اي كلمة مادامت غاضبة .. رأت انه بالفعل من الافضل لهدى ان تسافر قليلاً حتى تهدأ ولكنها أوصتها بالاتصال بها ما ان تصل ووعدتها هدى بذلك
/////////////////////
يتحرك مراد بسيارته بعد ان قطع شوطاً كبيراً في مهمته .. فقد جمع باقي الاوراق التي تدين تلك المنظمة وتفضح الكثير من الشركات المتورطة معهم .. شركات اغذية فاسدة وادوية منتهية الصلاحية وغيرها الكثيرون الذين يتفننوا في قتل الابرياء .. جمع اوراق تدميرهم جميعاً عسى ان تهدأ ناره قليلاً ويحس انه انتقم من تلك المنظمة التي ابعدته عن كل عزيز وحبيب .. يصل مراد للمنزل ويضع اوراقه بالمكتب .. يدق قلبه بقوة متسائلاً عن حال من تسكنه ولأول ليلة منذ ان تربعت على عرشه تبتعد عن احضانه .. لم ينم طوال الليل فقط لأنها ليست بين ذراعيه .. يتحرك ناحية الغرفة وهو يظن انها مازالت نائمة .. يفتح مراد باب الغرفة ليجد حنين تقف بالداخل مرتدية فستان فيروزي يصل لركبتيها وتجمع شعرها البني الناعم على كتفها الايمن وتبتسم ابتسامة صغيرة بشفتيها الورديتين .. سُحر مراد بهيأتها ولكن سرعان وما افاق لنفسه ليرسم قناع البرود على وجهه ويتجه للداخل في اتجاة غرفة الملابس بدون ان يعيرها اي انتباه .. لم تيأس حنين وعزمت على تنفيذ خطتها التي فكرت بها لمصالحته .. اسرعت بتشغيل اغنية معينة اختارتها وتحركت خلفه لغرفة الملابس .. لفتت الاغنية انتباه مراد ولكنه اكمل اخذ ملابسه وكاد بالخروج ليجد حنين تقف امامه بإبتسامة وهي تغني مع الاغنية:
معلش النوبة دي . عشان خاطري . معلشي
وسامحني النوبة دي . عشان خاطري . سامحني
أنا لولا بحبك يا حبيبي . مزعلش ولا آخد على خاطري
معلش النوبة دي . وسامحني النوبة دي
توبة توبة توبة
كانت تغني وهي تنظر له بعينيها بنظرة اذابت قلبه .. يرى فعلاً أسفها ولكنه أراد ان يتمنع قليلاً فتحرك من أمامها للحمام واغلق الباب خلفه لتقوم هي بالابتسام على عناده وتستند على باب الحمام بظهرها وتكمل الغناء وهي تعلم بإنه يستمع لها:
وحياة الشوق اللي غلبني . ما أقدر على زعلك ويايا
لو يحصل تاني ابقى اضربني . لا هقولك بس ولا كفاية
صدقني اللي حصل مني . والنبي دا كان غصب عني
كانت تغني وهي تبتسم وتستند بجسدها على الباب ليفتح هو الباب فكادت ان تقع لتجد يداه القويتين تحيط بها لتتسع ابتسامتها وهي تمسك بياقته وتنظر بعمق في عيناه مكملة الغناء:
دانا لولا بحبك يا حبيبي . مزعلش ولا آخد على خاطري
معلش النوبة دي . وسامحني النوبة دي
توبة توبة توبة
كاد بمسامحتها ولكن همس له عقله بمكر في الاستمرار قليلاً في العناد فتحرك من أمامها للتسريحة ليضع متعلقاته .. كاد ان يمسك بالمشط لتُسرع هي بإمساكه وتلفه لوجهها وتقوم بتمشيط شعره بخفة .. تضع المشط من يدها وتقوم بلف يديها حول عنقه وهي تبتسم له بحب يسكن قلبها وتكمل غناءها:
من إمتى بخاصمك من إمتى . دا اليوم في خصامك بسنين
لو ما ادلعش عليك إنت . اومال هـ ادلع على مين
كانت تبتسم  .. ثم امسكت بخديه وهي تجبره على الابتسام وتكمل:
اتبسم بقى وحياتك . وحشتني اوي ابتساماتك
اتبسم بقى وحياتك . وحشتني اوي ابتساماتك
يبتسم مراد بعد ان انهارت حصون مقاومته امام ما تفعله تلك المجنونة التي اسرت قلبه واصبحت ملكة متوجة على عرشه .. تدفن حنين وجهها بصدره وهي تحيط وسطه بيدها وهو يبادلها العناق بحب وتملك لتُكمل بسعادة غامرة وهي تتوسط صدره:
دنا لولا بحبك يا حبيبي . مزعلش ولا آخد على خاطري
معلش النوبة دي . وسامحني النوبة دي
توبة توبة توبة
انتهت الاغنية لترفع حنين وجهها وتطبع قبلة رقيقة على خده وتنظر له
حنين(بنظرة طفولية): انا اسفة
اغمض مراد عينيه وجذبها لصدره مرة اخرى وابتسامة تُرسم على شفتيه مماثلة لبسمتها التي اتسعت ما ان سامحها على ما فعلته
/////////////////////
يكاد نور يجن من القلق على هدى .. لم ترد على اي من مكالماته ولا رسائله منذ الامس .. وزاد قلقه عليها عندما لم تأتي للعمل اليوم .. أمازالت غاضبة منه فقط أم شئ اصابها؟! أهي مريضة؟! كاد جنونه ان يجعله يذهب لمنزلها ولكن عليه ان يتأنى قليلاً ليُفكر بتركيز
/////////////////////
حنين(وهي مازالت باحضان مرادها): ها بقا مش هتصالحني
مراد(وهو يرفع حاجب وينظر لها): اصالحك؟!!
حنين(وهي تنظر له بعبوس طفولي): ايوة طبعاً .. مش حضرتك مخلتنيش انام امبارح
مراد(بدهشة): انا؟!!
حنين(بلوم): ايوا انت .. هنام ازاي وحضرتك مانمتش هنا امبارح وخدت ريحتك معاك وخلتني ماعرفش انام طول الليل
مراد: ما انتي لبستي التيشيرت بتاعي
حنين(وهي تهز رأسها): لا مش نفس الحاجة .. وبعدين انت عارف اني مبعرفش انام غير لما ببقى في حضنك واشم ريحتك
مراد(بضحك): ماشي يا ستي .. متزعليش, انا اسف علشان زعلت انك زعلتيني وربنا عالظالم والمفتري
حنين(بجدية طفولية وهي تنظر له): بعد كدا مهما كنت زعلان مني متبعدتش عني انت فاهم؟!
مراد(بابتسامة): حاضر .. (ثم ابتسم بمكر) .. تعالي بقا اصالحك
حنين(وقد فهمته): لا لا لا خلاص انا اتصالحت
مراد (هو يحملها): اقسم بالله ما ينفع لازم اتأكد بنفسي انك مش زعلانة
حنين(بضحك): يا عم انا اهو بقولك مش زعلاااااانة
مراد(بغمزة): برضو اتأكد كويس ..
واخذ مراد حنين لدنياهم يعوضها ويعوض نفسه بُعد ليلة مرت على كليهما ك سنة .. فهو أيضاً لم يستطع النوم بدونها فكيف ينام بعيداً عن حضنها الذي يشعره بالراحة وبعيداً عن رائحتها التي ادمنها فلا يحس بدخول الهواء صدره إلا حين يستنشق عبيرها
/////////////////////
بمنزل عزيز:-
تقوم سها بتجهيز حسن وجميلة فبعد قليل موعدهم مع محسن الذي سيرى نتيجة العلاج الطبيعي والأدوية على كليهما .. ينظر حسن لسها بنظرات طفولية ونبرة مهتزة
حسن(ببراءة): ماما .. هو انا هقدر امشي تاني؟
سها(وهي تربت على وجهه بحنان): إن شاء الله يا حبيبي .. هتقوم وتمشي وتجري كمان
حسن(بابتسامة بريئة): انا نفسي امشي علشان اخرج مع بابا وامشي جنبه
سها: هو .. انت بتحب بابا يا حسن؟
حسن: جداً يا ماما
سها(بتوجس): طب .. هو انت زعلان مني علشان .. يعني ماقولتلكش ان عزيز هو باباك الحقيقي؟
حسن(وهو يهز رأسه): لا يا ماما .. بابا عرفني ان عمو حسين كان هياخد جميلة لو انتي قولتيلي وانتي سكتي علشان متبعديش جميلة عني
ابتسمت سها براحة وقد اسعدها كلام حسن فرغم كل ما فعلته لم يُرد عزيز ان يشوه صورتها في أعين اطفالها .. تتحرك سها بهدوء لترتدي هي الأخرى ملابسها وهي تدعي بقلب ام صادق ان يشفي الله ابناءها ولا ترى بهم اي ضرر
////////////////////
تنام حنين بهدوء على صدر مراد ويحيطها هو بحب وتملك
حنين: مراد
مراد: ها
حنين(بنبرة يشوبها الندم): لسة زعلان مني؟
مراد(وهو يطبع قبلة خفيفة على رأسها): تؤ خلاص .. بس بعد كدا متسمعيش كلام الوساوس اللي في دماغك دي
حنين(وهي تزيد من احتضانه بحب وتنظر في عينيه): طول ما انت جنبي ولا وساوس الدنيا تقدر تلعب في دماغي
خطف مراد شفتي حنين لقبلة عميقة قطعها دق على الباب
مراد: مين؟
دادة فاطمة(بهدوء): انا يا مراد يابني .. صاحبك نور تحت وعايزك انت وحنين ضروري
مراد(بدهشة): نور! .. طب يا دادة نازلين ..(ثم سحب يده ببطئ من حول حنين ووقف ليرتدي ملابسه).. جاي بدري كدا ليه دا؟!
حنين(وهي تقف بهدوء): تلاقيه علشان هدى
مراد(وهو يعقد حاجباه): هدى؟! ليه هو حصل حاجة؟
هزت حنين رأسها لتحكي باختصار ما حدث وكيف جرح نور هدى سواء بقصد او بدون .. يتحركوا سوياً في اتجاة باب الغرفة لينزلوا لذلك الذي يفصل بينه وبين الجنون شعرة
//////////////////////
يجلس مصطفى بمكتبه ليدق الباب بخفة ويدخل المهندس إيهاب الذي تغير كثيراً .. اصبح يثق بنفسه ولكن بلا غرور وتغيرت الكثير من طباعه السيئة ولإحدى بنات حواء يد في ذلك  .. يتقدم للداخل بهدوء لينظر له مصطفى
مصطفى: خير يا ايهاب؟ فيه حاجة؟
ايهاب: ايوة .. ممكن اخد من وقت حضرتك 10 دقايق بس؟
مصطفى: ايوة طبعاً اتفضل
جلس ايهاب امامه بارتباك يظهر جلياً على وجهه ليتكلم مصطفى بهدوء
مصطفى(وهو ينظر له بتركيز): خير يا إيهاب؟
ايهاب(بتوتر): هو .. انا بس .. يعني محرج شوية
مصطفى(وهو يرفع حاجباه): محرج؟!!
ايهاب(بارتباك): ايوة .. هو .. يا فندم .. انا..
مصطفى: يابني اتكلم فيه ايه؟
ايهاب: بصراحة يا فندم انا طالب القرب من حضرتك
مصطفى(بدهشة): القرب مني انا؟!
ايهاب(بتأكيد): ايوة يا فندم
مصطفى: في مين بالظبط؟
ايهاب(بابتسامة): علياء
مصطفى(بتعجب): علياء؟!!
ايهاب(بابتسامة هائمة): ايوة يا فندم .. بصراحة بنت أدب وأخلاق وتربية و.. جمال
مصطفى(بحدة خفيفة وغيرة اخوية): نعم؟!!
ايهاب(بتدارك للأمر وهو يُكمل بهدوء): يعني انا بصراحة معجب بيها ولما فاتحتها في الموضوع قالتلي ان حضرتك في مقام اخوها الكبير وعلشان كدا انا جيت لحضرتك
ابتسم مصطفى وهو يرى ارتباكه الذي يدل على انه بالفعل يحبها وازدادت سعادته بتفويض علياء له فهو لطالما اعتبرها اخته الصغيرة .. وقف مصطفى بهدوء وتحرك ليجلس امام ايهاب الذي يرسم التوتر والارتباك ملامحهم على وجهه
مصطفى(بجدية): بص يا ايهاب .. علياء دي اختي الصغيرة .. والدتها ليها فضل كبير عليا وانا بعتبرها في مقام والدتي .. انا هجهز اختي احسن جهاز
ايهاب: بس انا قادر اني اتكفل بكل حاجة يا مستر مصطفى ومش عايز غير علياء
مصطفى(بلهجة لا تقبل النقاش): وانا زي ما قولتلك اخوها مش حد غريب .. واظن ان من واجب الاخ انه يجهز اخته ويجيبلها كل اللي هي عايزاه .. ويحميها
قالها وهو ينظر لإيهاب بجدية وصرامة ليُكمل وهو ينظر له
مصطفى(بتحذير): يعني طول ما انت كويس معاها انت اخويا وحبيبي .. لكن يوم ما تفكر انك تيجي على اختي هتشوف حد تاني غير مستر مصطفى اللي تعرفه
ايهاب(بابتسامة على اهتمام مصطفى الاخوي): مفهوم يا فندم وانا اوعدك احافظ عليها واشيلها في عيني
ابتسم مصطفى ابتسامة بسيطة حين استشف صدق ايهاب في حبه ليضغط على زر استدعاء علياء .. تدخل علياء بهدوء لتقف امامهم وهي تتحاشى النظر ناحية ايهاب من فرط خجلها .. يراقب مصطفى نظراتهم لثواني قبل ان ينطق بثبات
مصطفى(وهو ينظر لها): علياء .. انتي بتعتبريني اخوكي مش كدا؟
علياء(بهدوء يشوبه الخجل): طبعاً يا فندم
مصطفى(بابتسامة): طب فيه عريس جه لأخوكي وعايز يطلب ايديك .. ايه رأيك؟
علياء(بخجل شديد): ...
مصطفى(بابتسامة على خجلها): لأ مينفعش انا عايز اسمع رأيك .. موافقة؟
علياء(بوجه مشتعل من شدة الخجل): اللي حضرتك تشوفه
مصطفى(وهو يقف ويعود لكرسيه): خلاص يا ايهاب يبقى ميعدنا النهاردة الساعة 8 في بيت علياء علشان لازم الكلام يكون قدام والدتها .. وطبعاً اهلك يكونوا معاك
ايهاب(وهو يقف بفرحة): اكيد طبعاً
مصطفى(بهدوء): يلا اتفضل على شغلك
ايهاب(بابتسامة): عن اذنك
تحرك ايهاب لتتسع ابتسامة مصطفى وهو يرى خجل علياء الذي اعترى وجهها حين مر ايهاب من جانبها
مصطفى(وهو ينظر لها): انتي واقفة مستنية ايه؟
علياء(بانتباه): انا اسفة هرجع الشغل حالاً
مصطفى(بجدية): شغل ايه! يلا على البيت ..(ثم اكمل بابتسامة).. جهزي نفسك يا عروسة
علياء(بابتسامة): متشكرة جداً جداً
مصطفى(بمزاح): يلا من هنا بدل ما اغير رأيي
اسرعت علياء من امامه لينظر مصطفى في اثرها بابتسامة وهو يختبر احساس كونه أخ كبير ومسئول عن من هم اصغر منه .. يسرح بخياله وهو يتصور الاعوام مضت وأنجب هو وأميرته بنتاً جميلة وقد تقدم احداً لخطبتها .. يدق قلبه بسعادة لمجرد التخيل ويغلق عينيه بتمني ان تتحقق امنيته
//////////////////////
يجن نور من رفض حنين اخباره بأي شئ يخص هدى وينظر مراد له باستمتاع بحالته
نور(بغيظ): انا عايز افهم انتي مش راضية تريحيني ليه .. مش هي كلمتك الصبح؟
حنين(مدعية البرود): اها
نور(بلهفة): يعني سمعتي صوتها واتكلمتي معاها؟
حنين(بنفس البرود): اها
نور(بنبرة قلقة): يعني هي كويسة؟
حنين(وهي تشيح بوجهها): ...
نور(بصياح وهو يقف): ردي عليا بدل ما انا هتجنن كدا
مراد(بابتسامة على حالته): قوليله بقا يا حنين
حنين(مدعية التبرم وهي تنظر لنور): هووف .. هي كويسة ومش كويسة
نور(باهتمام ولهفة): ازاي يعني؟
حنين(بنظرة ذات مغزى): يعني كويسة مش تعبانة جسمانياً بس نفسياً متدمرة والبركة في حضرتك
نور(بخجل من نفسه): ...
حنين(وهي تنظر لعلامات ندمه التي تظهر على وجهه): ارتحت كدا؟!
نور(برجاء): طب ممكن تكلميها خليها تيجي .. انا محتاج اتكلم معاها
حنين(وهي تربع يديها اما صدرها): للأسف مينفعش
نور(بصدق): يا حنين افهمي انا من امبارح مانمتش علشان هي زعلانة مني .. حاسس اني مخنوق انها خدت فكرة غلط عني .. اه انا حيوان وكنت بعرف بنات وابن 60 في 70 بس اقسم بالله عمري ما تعديت حدودي مع اي واحدة .. كبيري خروجة, سهرة, ضحكة, هزار وبس
مراد(بخبث): طب وانت يهمك في ايه انها تفهم كدا؟
نور: طبعاً يهمني وجداً كمان
حنين(بمكر): ليه؟
نور(باندفاع): علشان بحبها
ابتسم مراد وحنين فأخيراً استطاعوا اخذ اعتراف العابث بوقوعه في شباك العشق
نور(برجاء): علشان خاطري كلميها وخليها تيجي
حنين(بهدوء): صدقني مش هينفع .. هدى لما كلمتني الصبح قالتلي انها مسافرة
نور(بصدمة): مسافرة؟!! مسافرة فين؟
حنين: رايحة لجدتها في المنصورة ..(ثم نظرت لساعة يدها).. وزمنها ركبت الباص كمان
نور(بشرود): يعني ايه؟! يعني خلاص هدى راحت مني؟!!
حنين(بابتسامة ومزاح): بالعكس يا سلطانية .. انت دلوقتي تلحقها واديها حركة من بتوع الافلام والروايات وبعدها اعتراف بالحب هتبقى الامور تحت السيطرة
نور(بلهفة): تفتكروا هلحق؟
مراد(بتهكم): والله عيب بعد تدريبات السواقة المكثفة اللي كنا واخدينها تسأل سؤال زي دا
نور: هي مسافرة تبع شركة ايه؟
حنين(بابتسامة): شركة ** باص ** اللي معاده ** .. اي خدعة يا باشا
مراد(بابتسامة): طير يا بني ادم يلا
نور(بحماس): هطير .. انا طيرت اصلاً .. سلام
قالها نور وهو يجري بسرعة مغادراً منزل مراد ليأخذ سيارته ويسابق الطريق ليصل لمن دق قلبه لأجلها أما مراد وحنين فنظروا في اثره بضحكات تملأ قلوبهم
مراد(بضحك): مجنون
حنين(وهي تقف بجانبه بابتسامة): ربنا يحنن قلب المجنونة التانية وتسمعه
مراد(بغمزة): لا متقلقيش هو هيعرف يتصرف ..(ثم نظر لساعته).. انا هتحرك عندي مشوار مهم ..(ثم نظر لها وأردف بنبرة ذات مغزى).. عايزة تعرفي رايح فين؟
حنين(بهدوء وهي تنظر له): تؤ .. انا واثقة فيك ومش عايزة اعرف اي حاجة انت مش حابب تقولها
مراد(وهو ينظر لها بابتسامة): عارفة لما بتبقي عاقلة وهادية كدا بتبقي حلوة اوي .. اما بقا لما بتجيلك الجنونة وتعاندي..
حنين(وهي ترفع حاجبها بتأهب للانقضاض عليه): ها؟
مراد(بغمزة): بتبقي زي القمر
حنين(بخجل اعترى وجهها من غمزته): ...
مراد(وهو يقرصها من خدها بخفة): خلاثي انا ع اللي بتتكسف زي البنات
حنين(بعبوس طفولي وهي تضع يديها بوسطها): ايه زي دي! وهو انا مش من البنات؟
مراد(بجدية): لأ طبعاً .. (ثم أردف وهو ينظر لها بابتسامة هائمة) .. انتي ست البنات كلهم
حنين(بابتسامة خجولة): طب يلا اتحرك بقا علشان مشوارك وانا كمان هروح لماما
مراد: ليه فيه حاجة؟
حنين: لأ هنروح استشارة حسن وجميلة النهاردة .. ربنا يستر
مراد: ان شاء الله خير يا حبيبتي .. طب ما تيجي اوصلك
حنين(وهي تتعلق بيده): اوك
تحرك مراد وحنين ليقوم مراد بتوصيلها لمنزل عزيز أولاً قبل ان يتوجه لوجهته .. وصلوا امام منزل عزيز بالسيارة ليلف مراد جسده لها وينطق بحنان
مراد(بابتسامة): ابقي طمنيني عليكي
حنين(بابتسامة عاشقة): حاضر
وضع مراد يده على بطنها ليهمس لمن يسكن أحشائها
مراد(بحنان): خدي بالك من ماما يا حبيبتي وابقوا افتكروني كتير
حنين(بابتسامة هائمة وهي تنظر له): الواحد بيفتكر الحاجة اللي ناسيها انما انت مش بتروح من البال اصلاً
مراد(بجدية يشوبها المزاح): بقولك ايه .. هتخليني ألف وارجع بينا تاني عالبيت
ضحكت حنين بخفة لتطبع قبلة رقيقة على خد مراد قبل ان تنزل وتتجه لداخل المنزل .. تحرك مراد لمركز المخابرات ومعه الاوراق التي ستكون القنبلة المدمرة لمنظمة طغى فسادها في البلاد وحان وقد إبادتها
//////////////////////
يسوق نور سيارته بسرعة وهو يريد ان يرى هدى .. هداه .. هي من حين رآها أحس انها ستكون له الهدى .. هي من جعلت القلب يدق وهي من حولته لعاشق لها ولبرائتها بدون ان تفعل أي شئ  .. فهل ستقبل بوجوده في حياتها؟!
////////////////////
تجلس هدى بداخل الباص المتجه للمنصورة بحزن وشرود يرتسموا على وجهها .. تستند برأسها على زجاج الشباك المجاور لمقعدها بعقل يسرح في ذلك الذي شغل تفكيرها ولم تستطع التوقف عن التفكير به .. تتذكر حين كانت بغرفتها منذ يومين واحتل تفكيرها وهي تستمع للراديو
*فلاش باك*
تجلس هدى بغرفتها وهي تستمع للراديو وبالأخص حلقة احد المذيعين في برنامج تتابعه وللصدفة البحتة كانت تتحدث عن الحب .. تستمع لكلام المذيع وهو يتكلم عن كل ما يخص الحب وفي الخلفية موسيقى هادئة لتجعلها بدون ارادة منها تربط الكلام بذلك المجنون الذي شغل تفكيرها
المذيع(بصوت اجش هادئ): الحب علاقة بين اتنين بيكونوا شركاء .. الحب صدق وسعادة وعطاء وتقدير وتسامح واحترام .. الحب هو العدل والحكمة والتواضع والفرح والرجاء .. الحب هو تعزية القلوب .. الحب هو الابتسامة اللي بتترسم على وشك بعفوية اول ما تشوفه او تفتكره .. الحب هو انك تحس عينيك مش قادرة تبعد عنه وغصب عنك بتتابعه في كل مكان .. الحب هو خليط من المشاعر التي تعتريك حين ترى شخص معين فتحس بالفرح والخوف .. بالشوق واللهفة والرغبة في الهروب من امامه .. هو تلك القشعريرة التي تسري بجسدك حين يلمس يدك .. هو السعادة التي يدق بها قلبك حين تتذكر موقف جمعكم
كانت هدى تستمع لكل كلمة يقولها ذلك المذيع بصوته الأجش ذو البحة الساحرة وعقلها يُذكرها بمواقف جمعتها بذلك النور الذي انار حياتها .. تتذكر ابتسامته ومشاكسته لها .. تتذكر مزاحه وخوفه عليها .. تتذكر ملامحه .. عيناه, شعره, وجهه, تفاحة ادم التي تتحرك اثناء كلامه .. تعتدل فجأة هدى في جلستها وهي تهتف لنفسها بحنق
هدى(لنفسها): ايه اللي انتي بتفكري فيه دا انتي انحرفتي ولا ايه .. وفيها ايه لما افكر في المز دا .. لمي نفسك يا بت انتي, قال مز قال .. والنبي مز وهلفه في ساندويتش وأكله .. بقولك احترمي نفسك, وبعدين دا مجرد صديق .. يا بت مش عليا الكلام دا, انتي دايبة فيه دوب وشوية شوية لما تشوفيه عينيكي هتطلع قلوب .. انا!! لأ طبعاً
المذيع(مُكملاً كلامه بهدوء): انكار الحب حالة يمر بها الكثير من مستمعينا .. تهرب من الاعتراف وتضع علاقتكم تحت مسميات كثيرة .. صداقة .. زمالة .. اخوة .. ولكن في النهاية تعرف من داخلك انه الحب
هدى(بصدمة وهي تنظر للراديو): الله! هو سامعني ولا ايه؟!!
المذيع(مُكملاً كلامه): قيل فيما سبق انك بينما ترفض الحب ستجد نفسك فجأة غارقاً بتفاصيل احدهم .. فجأة وبدون اي مقدمات تجد نفسك لا تفكر إلا به
هدى(وهي تعتدل بجلستها بتذمر): لا بقا دا ناقص يقول اسمي
المذيع: هسيبكم مع اغنية ونرجع تاني نكمل حلقتنا عن الحب
هدى: ايوة احسن اسكت شوية ونسمع اغاني
يعلو صوت الموسيقى المصاحبة للاغنية وتندمج هدى معها لتفتح عينيها بصدمة
حبيبي تعالى بناديلك
تطمني .. تريحني
ماتسبش ايدي من ايدك
ما تبعدش عني ولا ثانية
احضني نسيني الدنيا
واوعدني طول ما انت معايا
ماتسبش ايدي من ايدك
يا نور عيني .. ضمينــــــــي حسيــــــــــــــــــني
يا نور عيني .. ضمينــــــــي حسيــــــــــــــــــني
هدى(وهي تغلق الراديو): هي وصلت لنور عيني .. لا بقا كدا كتير .. طب والله ل انا طافياك وهنام .. بلا نور عيني بلا بتاع
*عودة*
تبتسم هدى بحزن على تلك الذكرى .. تغمض عينيها بألم يسكن قلبها الذي احب عابث هدفه -من وجهة نظرها- اللعب به فهل سيستطيع تغيير وجهة نظرها وكسب قلبها
///////////////////
يجلس مراد امام اللواء مجدي وقد احضر كل الاوراق الخاصة بالقضية .. يتطلع اللواء مجدي للوراق بدهشة
اللواء مجدي(وهوينظر للورق باهتمام): الكلام اللي في الورق دا خطير جداً يا مراد .. انا لما نور حكالي اللي حصل ماصدقتش
مراد(بهدوء): وانا دلوقتي جايب لحضرتك الورق اللي يثبت كلامي انا ونور ويخلينا نمسك كل واحد سعى انه يدمر البلد
اللواء مجدي(وهو ينظر له): انا هبتدي الاجراءات فوراً وماتخافش هحرص ان الحكاية تكون سرية ومحدش هيعرف غير اشخاص انا هختارهم بعناية
مراد: ودا تاني سبب انا جيت لحضرتك علشانه .. علشان انا واثق ان حضرتك هتعرف تختار الفريق اللي ينفذ المهمة كما يجب
اللواء مجدي: وايه اول سبب؟
مراد(وهو ينظر له): اني كنت عايز اشاركك ولو جزء من راحتي وانا في ايدي دليل إدانة اللي حرموني من والدي وحرموك من صاحبك
ارتسمت ابتسامة حزينة على وجه مجدي وهو ينظر لمراد ليتكلم بفخر
اللواء مجدي(بفخر): عارف يا مراد, انا كل ما ببصلك بشوف والدك فيك .. نفس الثقة بالنفس والحضور والشموخ .. صدق اللي قال اللي خلف ماماتش
مراد(بابتسامة حزينة): ...
اللواء مجدي(بحماس): انا هبتدي فوراً اعمل مكالماتي علشان ابلغ القيادات بخطة التفجير اللي المفروض المنظمة مخططالها .. كدا احنا مش بس هنحبط المحاولة دي لأ وكمان هنمسكهم متلبسين في نفس وقت القبض على باقي المشاركين في التنظيم دا
مراد(وهو يقف): تمام يا فندم وانا هكون على اتصال بحضرتك
قالها مراد وهو يقف ليتحرك للإنصراف فينادي عليه مجدي
اللواء مجدي: مراد
مراد(وهو ينظر له): ايوة يا فندم
اللواء مجدي(وهو ينظر له): هو ايه اللي حصل للي اسمه حسين؟
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
ماذا حدث لحسين وما السر وراء اختفاءه
هل سيستطيع نور اللحاق بـ هدى وهل ستقبل ان تستمع له وتصدق قلبه العاشق
هل ستتحسن حالة حسن وجميلة
جاءت الفرصة لمصطفى ليؤدي دور الاخ ويرد ولو جزء من فضل والدة علياء وسيقوم بها على اكمل وجه
استطاعت حنين ان تجعل قلب الصاعقة يسامحها فأي مفاجأة سعيدة يخبئها القدر لهم
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا

أنت عشقي 🖤🔥حيث تعيش القصص. اكتشف الآن