اللواء مجدي: مراد
مراد(وهو ينظر له): ايوة يا فندم
اللواء مجدي(وهو ينظر له): هو ايه اللي حصل للي اسمه حسين؟
مراد(بدون تردد): مات
اللواء مجدي(وهو يضيق نظراته): متأكد؟
مراد(بهدوء): ايوة يا فندم والجثة اتفحمت كمان هتلاقي مع الورق تقرير المعمل الجنائي اللي بيثبت كدا
اللواء مجدي(بعد صمت قليل): ... ماشي يا مراد
مراد: عن اذنك يا فندم
تحرك مراد مغادراً لينظر مجدي في اثره بابتسامة
مجدي(بابتسامة ذات مغزى): وبرضو مش بتعرف تكدب زي ابوك يا مراد
/////////////////////
تنتبة هدى على صوت الكلاكسات العالية لسيارة تتبع الباص .. يسب السائق من يركب السيارة لجنونه لتجحظ عيون الراكبين جميعاً حين وجدوا تلك السيارة تقطع الطريق عليهم .. تزداد صدمة هدى حين رأت السيارة وعرفتها فهي كانت تجلس بالمقاعد الأولى ولذلك تمكنت من رؤية ذلك المجنون وهو يقطع الطريق وينزل بلهفة ناحية الباص .. يدق قلب هدى بعنف وقد فتح السائق الباب
السائق: مينفعش كدا يا استاذ
نور(بنبرة هادئة وواثقة): الرائد نور العصامي امن دولة
صمت السائق وجميع الركاب إلا من بعض الهمهمات حول سبب وجوده .. يقترب نور من مقعد هدى لينظر لها وهو يرفع حاجبه فأشاحت هي بوجهها رافضة حتى النظر إليه
نور(وهو ينظر لها): هنفضل كدا كتير
هدى: ...
نور: يلا يا هدى
هدى: ...
نور(وهو يمسكة حقيبة يدها): يلا يا هدى معايا
هدى(وهي تتمسك بحقيبتها وتنظر له بغيظ): يلا فين؟!! انت زودتها اوي
احد الركاب: مينفعش كدا يا باشا
رجل عجوز: ميصحش كدا يابني
نور: خطيبتي وانا حر معاها ..(ثم اكمل وهو ينظر لها بابتسامة).. هي بس زعلانة مني شوية وانا ماقدرش على زعلها
هدى(بغيظ): خطيبة مين؟!!
الرجل العجوز: يا بنتي استهدي بالله الامور متتحلش كدا
سيدة: يا بنتي شكله بيحبك متفرجوش عليكوا الناس
نور(بابتسامة خبيثة): قولولها
هدى(وهي تجز على اسنانها وتشيح بوجهها مرة اخرى): ...
نور: عن اذنك ثواني يا انسة
قالها نور لمن تجلس بجانب هدى ليجلس هو مكانها ويقترب من هدى بهمس وحدها تسمعه
نور: بصي بقا انا فيه كلمتين مش هتتحركي غير لما تسمعيهم وعندي استعداد اقعد في الحال دا لبكرة
هدى(دون ان تنظر له): وانا مش عايزة اسمع حاجة
نور(وهو يربع يديه امام صدره ويصفر باستفزاز): براحتك
هدى(بغيظ وهي تنظر له): يا مستفز
نور(بجدية): هما كلمتين وبعديها هوصلك مطرح ما تحبي
هدى(بتردد): ...
نور: يلا بقا الناس بتتفرج علينا
هدى: ماشي لما نشوف اخرتها
تحركت هدى مع نور الذي اسرع بإمساك حقيبة ملابسها ووضعها بسيارته ليضمن عدم تهورها بالابتعاد عنه ثم ابتعد قليلاً بالسيارة ليسمح للباص بالمرور.. تقف هدى وهي تربع يديها امام صدرها بعصبية وتنظر له
هدى: اتفضل اتكلم
نور(وهو يقف بجانب سيارته): في الشارع كدا قدام العربيات الرايحة والجاية .. اركبي وهنتكلم
هدى: اوووف
ركبت هدى وركب نور لتنظر له مدعية الغضب والغيظ ومن داخلها يتراقص قلبها فرحاً بما يفعله ذلك المجنون لأجلها
هدى: اتفضل اتكلم
نور(وهو ينظر لها): ليه كنتي عايزة تهربي؟
هدى(بانفعال): انا ماعملتش حاجة غلط تخليني اهرب انا سافرت بمزاجي .. انا حرة
نور: طب وانا؟
هدى(بجمود): انت ايه؟
نور(بنبرة طفولية): كنتي هتسيبيني لوحدي؟! .. هتسيبي صديقك الصدوق لوحده وسط غابة مليئة بالذئاب البشرية
هدى(وهي تحاول ان لا تضحك): ...
نور(وهو ينظر لها): كنتي هتبعدي عني؟
هدى(بانفعال ودقات قلب متواثبة من نظارته): انت عايز ايه مني .. انا مش زي البنات اللي انت تعرفهم دول ولا عمري هكون زيهم .. ابعد عني بقا
نور: ماقدرش
هدى: ليه؟
نور: علشان بحبك
دق قلب هدي بشدة بعد كلمته وكأن زلزالاً بقوة 10 ريختر قد اصابه .. تحاول تهدئة انفاسها التي تواثبت كما لو كانت بسباق 100 متر حواجز
هدى(وهي تحاول تنظيم انفاسها): ...
نور: ساكتة ليه؟
هدى: عايزني اقول ايه؟
نور: تردي عليا .. انا قولتلك بحبك
هدى(وهي تكاد تنزل من السيارة): تمام .. وانا مش بحبك عن اذنك
نور(وهو يمسك ذراعها): رايحة فين؟
هدى(بحدة): نزل ايدك
نور(بإصرار): لما تعترفي انك بتحبيني
هدى: مش بحبك
نور: كدابة
هدى: لأ مش كدابة
نور: لأ كدابة وبتحبيني
هدى: مبحبكش
نور: بتحبيني
هدى: مبحبكش
نور: بتحبيني
هدى: مبحبكش
نور(بخبث): مبتحبنيش؟
هدى(باندفاع): بحبك
ترك نور ذرعها وهو يبتسم اما هي فقد ألجمتها الصدمة .. قالتها!! .. قالها قلبها .. اعترفت انها وقعت بحبه .. قالتها بكل قوة .. احمر وجهها خجلاً واخذت تفرك بأصابعها بتوتر وهي تتجنب النظر له
نور: كفاية
هدى(وهي تنظر له): ها ؟!
نور: هيدوبوا منك
هدى(بعدم فهم): ايه دول؟
نور(بابتسامة): صوابعك .. خدي بالك انا هعدهم في الخطوبة ولو لاقيت واحد ناقص انتي حرة
هدى(بدهشة): خطوبة؟!
نور(بابتسامة ساحرة): ايوة بتعرفي تعملي قهوة ولا ايه نظامك؟
هدى(وهي تنظر له بحيرة وتردد): ...
امسك نور كفيها بهدوء وهو ينظر في عينيها بحب حين لاحظ نظرات التردد والحيرة يلمعوا بها
نور(بحب وحنان): انا بحبك يا هدى من اول ما عيني وقعت عليكي قلبي دق .. قلبي اللي عمر ما واحدة قدرت تحركه انتي حركتيه .. خلتيه يقول اسمك .. خليتيني اتصرف زي المراهقين واقعد اراقب في صمت واستنى تحت البلكونة علشان اشوفك واتطمن عليكي .. خليتيني بتلكك علشان اكلمك واسمع صوتك .. بقيت بحس اني بنجذبلك غصب عني .. حبيت هدوئك وعصبيتك .. حبيت اخلاقك وانك بتحترمي دينك واهلك وبتراعي ربنا في كل تصرفاتك .. حبيتك وشوفتك ملاك ربنا بعتهولي علشان يشدني من دنيتي اللي كنت غرقان فيها
رُسم العبوس قليلاً على وجه هدى عندما ذكر انغماسه بدنياه التي رأت لمحة منها ليُكمل بهدوء وهو ينظر لها
نور(بصدق): انا مش هنكر اني كنت بعرف بنات بس اقسم بالله, وحياتك عندي عمري ما تعديت حدودي مع اي واحدة منهم .. كل الحكاية خروجة, سهرة, ضحك وهزار وبس .. انا مش ببرر ولا بقول اني مكونتش غلط .. بس صدقيني عمر دا ..(وهو يشير لقلبه).. ما دق لحد غير ليكي انتي وبس
صمت وصمتت هدى .. تشعر بالفرحة بداخلها من كلامه وفي نفس الوقت يشوبها خوف من القادم .. يتنحنح نور ليتكلم بهدوء
نور: انا كدا خلصت كلامي .. تحبي اوصلك فين؟
سحبت هدى يدها من يده وصمتت قليلاً وهي تفكر ويترقب نور ردها بقلب يعتريه القلق .. فقرارها هذا إما سيكتب الحياة لقلبه او سيحكم عليه بالإعدام على منصة الحب .. تكلمت هدى بهدوء دون النظر له
هدى(بابتسامة وهي تنظر من نافذتها): رجعني القاهرة عند بابا وماما
رقص قلب نور فرحاً وكأن نبضاته ما هي إلا دقات طبول الفرح الذي يعتري صدره .. يبتسم نور بسعادة لا يستطع إخفاءها ليُدير محرك سيارته ويتحرك بها وبجانبه من سكنت قلبه ومنحته للتو فرمان العفو عن قلبه من عذاب الفراق .. يضغط على بلاي ليست هاتفه ليصدح بالسيارة صوت اغنية يوجه نور كل كلمة بها لمن تجلس بجانبه بخجل يحتل وجهها الرقيق المُزين بالحجاب .. يزداد خجل هدى وهي تستمع لكلمات الاغنية:
برغم ان الكلام ع الحب من نظرة كلام متعاد
وان الصدفة احيانا بتبقى بألف .. ألف ميعاد
ورغم ان الكلام اصلاً .. بينقص حاجه كل ما زاد
ورغم اني جدع وتقيل وعمري ما اقولها بالساهل
انا نفسي اقولهالك في اول مرة نتقابل
ف لو كان المكان يسمح
وست الكل لو تأذن
انا عايــــز اقول انــــي ..
بــــحــــبــــك ..... من زمـــاااااان جداً
قال نور اخر جملة ليبلغ الخجل ذروته لدى هدى .. طريقة نطقه لكلمة "بحبك" اصابت جسدها بالقشعريرة وجعلت ضربات قلبها تتواثب بين ضلوعها وكأنها ترقص فرحاً .. يكمل نورالطريق وهو يسترق النظرات لمن تجلس بجانبه بوجه تحول للون الاحمر من شدة الخجل لتزداد ابتسامة نور الهائمة بها
/////////////////////
يصل مراد للمنزل ويصعد للغرفة ليجد حنين تجلس على السرير وهي مرتدية سالوبيت جينز وقد عقصت شعرها على هيئة كعكة إلا من بعض الخصلات المتمردة على وجهها الطفولي الجميل .. يضحك مراد بصوته كله على منظرها فقد كانت تربع رجليها فوق السرير وتمسك ببرطمان من الشيكولاتة النوتيلا بيد وباليد الاخرى تمسك بالملعقة المملوءة بالشيكولاتة وتضعها داخل فمها بتلذذ
حنين(بعبوس طفولي): بتضحك على ايه؟
مراد(وهو يكتم ضحكاته): ولا حاجة .. انتي ايه اللي عاملاه في نفسك دا؟
حنين(وهي تضع ملعقة شيكولاته اخرى بفمها): مالي ما انا زي الفل اهو
ضحك مراد مرة اخرى لتمط حنين شفتيها بتذمر
حنين(بتذمر): كدا يا موري بتضحك عليا!!
مراد(بابتسامة وهو ينظر لها): انا بضحك على شكلك اللي شبه الاطفال .. فيه حد يبهدل نفسه كدا بالشيكولاته
قالها وهو يجلس بجانبها وينظر لفمها المُلطخ بالشيكولاته بطريقة مغرية وجذابة
حنين(وهي تمُص شفتيها بتلذذ): ما الشيكولاته حلوة اوي
مراد(مدعياً البراءة): بجد؟! طب ما تدوقيني
رفعت حنين ملعقة مليئة بالشيكولاته امامه ليهمس بمكر
مراد(بخبث): لا الشيكولاته ماتداقش كدا
حنين(ببراءة وعدم فهم): اومال ازاي؟
مراد(وهو يقترب منها): كدا
قالها وهو يقترب من شفتيها ليختطفهم بقبلة عميقة ويبتعد بعد فترة وهو يمص شفتيه التي اصبحت مُلطخة هي الاخرى بالشيكولاته
مراد(بابتسامة على خجلها): عرفتي ازاي؟
حنين(بوجه تلون باللون الاحمر): ...
مراد(بغمزة): انتي الحمل محليكي ولا ايه؟
حنين(وقد اشتعلت وجنتاها من الخجل): بس بقا
مراد(بمكر): وهو انا عملت حاجة لسة
حنين(وهي تنظر له): يا موري بجد اسمعني انا عاملالك مفاجأة
مراد: مفاجأة؟!! مفاجأة ايه؟!
حنين(وهي تعطيه إحدى ملابسه): إلبس دول وانا اقولك
مراد(وهو ينظر للملابس التي اخترتهم): اشمعنى؟!
حنين: يلا بقا
مراد: حاضر
تحرك مراد ليُغير ملابسه ويرتدى ما اختارتهم حنين له وداخله فضول لمفاجأة مجنونته .. أما حنين فأكملت أكل الشيكولاته بتلذذ وهي تتخيل رد فعل مرادها على مفاجأتها الكبيرة
///////////////////
يصل نور بسيارته امام منزل هدى التي كانت تجلس بصمت وخجل يحتلوا وجهها طوال الطريق .. وقف نور بسيارته لتنزل هدى مسرعة وهي تتجنب النظر له من شدة خجلها ليُنادي عليها
نور(منادياً): هدى
هدى(وهي تنظر له): ...
نور: مش ناسية حاجة؟
نظرت هدى له باستغراب لتجده يفتح الباب الخلفي لسيارته ويخرج حقيبة ملابسها لتشهق بدهشة .. كيف نستها؟! .. تسرع ناحيته لتأخذ الحقيبة
هدى(بضحك تداري به توترها): انا ازاي نسيتها بس؟!!
نور(بغمزة): الظاهر ان وجودي الرايق مسبب حرايق
قالها بغمزة زادت من ارتباك هدى وتوترها لتتفاجئ به يحمل الحقيبة ويتقدم من العمارة
هدى: انت رايح فين؟!
نور: هوصلك
هدى: ما انت وصلتني اهو
نور: لا هوصلك لحد باب الشقة
هدى(وهي تضع يديها بوسطها): ليه هتوه عالسلم ولا هتخطف
نور(بجدية): نزلي ايديكي دي و أقفي زي العسكري
انتبهت هدى لنبرة الغيرة في صوته وابتسمت رغماً عنها لتقف باعتدال فيبتسم ذلك العابث التائب وهو يراها تنفذ كلامه دون عناد
نور(بهدوء وابتسامة): يلا
تحركت هدى وهي لا تعرف سبب طاعتها الغريبة .. يصعدوا السلم لتقف هدى امام الباب وهي تنظر له
هدى: وصلتني اهو .. يلا اتفضل بقا
نور(مدعياً العبوس): كدا برضو .. طب فين كرم الضيافة .. بؤ ماية .. حتة بسبوسة .. كوباية شربات
قالها بغمزة اخرى لونت وجنتا هدى باللون الاحمر لتشهق بخضة حين وجدته يرن الجرس
هدى(وهي تدفعه): انت بتعمل ايه؟!!! امشي
نور(بجدية مضحكة): اسكتي يا بت انتي
هدى(بتوتر): يا نور الله يخليك امشي
نور(وهو يلاعب حاجبيه باستفزاز): تؤ
كادت هدى بالتكلم مرة اخرى ليقف الكلام بحلقها حين فتحت ناهد الباب
ناهد(بدهشة): هدى؟!! انتي ماسفرتيش؟! ..(ثم لاحظت وجود نور).. مين حضرتك؟
هدى(وهي تبتلع ريقها بتوتر): دا ...
نور(متدخلاً بهدوء): ازي حضرتك يا طنط .. انا نور العصامي وكنت عايز اقعد مع عمي دقيقتين من فضلك
هدى(بصدمة وهي تنظر له): ها؟!!
ناهد(بابتسامة وقد فهمت ما يجري): اتفضل يا ابني
دخل نور وهدى التي مازالت تنظر له ببلاهة وفم مفتوح بصدمة لينظر لها نور بابتسامة على ملامحها المصدومة
نور(بابتسامة مستفزة): قهوة مظبوط لو سمحتي
هدى(بصدمة): نعمممم؟!!
نور(وهو يكتم ضحكاته على تعبيراتها): ايه مبتعرفيش تعمليها ولا ايه؟
ناهد(بابتسامة): لأ طبعاً بتعرف .. يلا يا دودو اعملي القهوة عقبال ما انادي ابوكي
هدى(وهي تنظر بصدمة لهما): ...
نور(باستفزاز اكثر): يلا يا دودو
ابتعلت هدى ريقها بتوتر وارتباك لتتحرك بغيظ يشوبه الخجل ناحية المطبخ
ناهد(بابتسامة): اتفضل استريح يابني هنا عقبال ما انادي ابو هدى
نور(بابتسامة هادئة): ماشي يا طنط
جلس نور وبعد قليل اجتمع بوالد هدى في نقاش طويل جعل ضربات قلب هدى ترتبك وهي تفكر فيما يقوله نور لوالدها .. بعد فترة فُتح الباب لتخرج هدى من المطبخ وهي تحمل صينية موضوع بها فنجان قهوة بردت من تركها لفترة؛ فقد كانت هدى تخجل ان تدخل للصالون رغم فضولها .. ترى نور يصافح والدها بود شديد
نور(بابتسامة هادئة): ماشي يا عمي انا في انتظار اتصال حضرتك
هدى(بهمس ودهشة): عمي؟!!
عاصم(بابتسامة بشوشة): ماشي يا نور يا ابني .. ربنا يقدم اللي فيه الخير
هدى(بهمس ودهشة): ابني؟!! يقدم اللي فيه الخير؟!!!
يلاحظ نور هدى الواقفة امام المطبخ فاغرة فمها بدهشة .. تنتبه هدى لكونهم ينظروا لها لتفرد يدها بالصينية وملامحها مازالت على صدمتها .. يكتم نور ضحكته ويتكلم باستفزاز
نور(باستفزاز): كل دا علشان فنجان قهوة .. شكلي لبست ولا ايه يا عمي
ضحك عاصم (والد هدى) وهو يربت بود على كتف نور الذي بدأ بالتحرك ناحية الباب لتنطق هدى وكأنها افاقت للتو
هدى: القهوة!!
نور(بابتسامة ذات مغزى): نبقى نشربها شربات ان شاء الله .. سلام يا .. عمي
عاصم(بضحكة خفيفة): سلام يابني
ذهب نور تاركاً هدى بصدمتها وشرودها مرة اخرى .. يقترب عاصم منها وهو ينظر لها نظرة لم تعرف ماهيتها لتتفاجئ حين وجدته يطبع قبلة خفيفة على رأسها ويتحرك لغرفته تاركها هو الاخر بدوامة من الافكار والصدمة التي تُلجم افكارها
//////////////////
يخرج مراد من الحمام وقد ارتدى بنطلون جينز من نفس لون سالوبيت حنين وتيشيرت اخضر عشبي يُزيد طلته الآسره .. ما ان رأته حنين حتى صفرت بإعجاب
حنين(بغمزة): ايه القمر اللي انا متجوزاه دا بس
مراد(وهو يبتسم ابتسامة فتاكة): ...
حنين(وهي تتحرك ناحيته): تعرف يا موري .. انا وانت غالباً كسرنا القاعدة اللي بتقول ان المخدة ماتشيلش اتنين حلوين .. ماهي بتشيلنا عادي اهو
ضحك مراد بصوته كله على جملتها وجنانها الذي يعشقه لتقف حنين امامه بابتسامة
حنين(بابتسامة عاشقة): ياختي كميل امه عثلة, اضحك واسرق قلوب العذاري اللي زيي كمان وكمان
مراد(وهو يحيط خصرها بيديه): ايه المفاجأة بقا؟
حنين(وهي تمسك يده): تعالى معايا
جذبت حنين يد مراد وتحركت به بخفة وهو مازال يبتسم عليها وعلى جنانها لتختفي ابتسامته ببطئ من على وجهه وقد وقفت حنين امام غرفة احمد وامال (والدا مراد) .. نظر مراد لها قليلاً لتترك يده وتحتضن وجهه بين كفيها
حنين(بهدوء): موري .. انا وانت اتخطينا حاجات كتير سوا .. بس فاضل حاجة واحدة
قالتها وهي تنظر للباب المغلق .. اطال مراد النظر له وكأنه يصراع اخر الوحوش التي تسكن قلبه وعقله عازماً ان يقضي عليه ليهنأ بالعيش بلا خوف مع من سكنت قلبه .. ترفع حنين يدها له بمفتاح الغرفة الذي اخذته من مرام .. يُطيل مراد النظر في عينيها وكأنه يستمد منها القوة لما هو مُقدم على فعله .. يُمسك بالمفتاح لتُمسك حنين بيده مرة اخرى وكأنها تمِده بالقوة والدعم .. يفتح مراد الباب ويتقدم خطوتين ليدخل الغرفة .. وقف على اعتابها وهو يتأملها بنظرات مطولة لتضغط حنين على يديه برفق .. ينظر مراد لها بعيون طفولية وكأن وحش الخوف ينتصر عليه لتضع حنين كفها على خده وتداعب وجهه بإبهامها بحنان .. تدخل حنين لداخل الغرفة وتجذب يد مراد برفق ويتقدم هو بهدوء معها .. تمسك حنين بيديه بين كفيها لتتكلم وهي تنظر له
حنين(بهدوء وهي تنظر له): موري حبيبي .. عمي وطنط هيفضلوا طول العمر في قلوبنا وهنفضل فاكرينهم بس مينفعش نفضل هربانين .. مينفعش نفضل قافلين الأوضة على ذكرياتهم وكإننا خايفين من وحش وبنحبسه
مراد(وهو ينظر لها): ...
حنين(بابتسامة وهي تنظر لصورة احمد وآمال المُعلقة على الحائط): صورة عمي وطنط هتتشال من هنا وهتتحط في الصالون تحت علشان كل ما نشوفها نقرالهم الفاتحة .. موافق؟
مراد(وهو يهز رأسه): ...
حنين(بهدوء): والاوضة مش هتتقفل تاني .. ايه رأيك نعملها للأولاد .. بيتهيألي عمي وطنط هيبقوا مبسوطين لو احفادهم بيناموا في اوضتهم
مراد(وهو ينظر للغرفة): ...
صمت مراد وهو ينظر للغرفة بشرود ثم فجأة انتبه لكلمة حنين .. أولاد؟! .. أحفاد؟!! .. نظر لحنين بعيون تلمع بسؤال قرأته هي جيداً
حنين(بابتسامة ساحرة وفرحة تلمع بعينيها): ايوة .. انا حامل في توأم
قالتها وهي تخرج من جيب السالوبيت الخاص بها إحدى صور السونار الذي قامت بعمله اليوم بالمشفى .. ينظر مراد لصورة السونار بدقات قلب متواثبة وكأن قلبه سيُغادر ضلوعه من شدة الفرح .. يمسك مراد بالسونار بيد مرتعشة وأعين تتلألأ بها دموع الفرحة لينزل على ركبتيه وهو يوزع نظراته بين بطن حنين وبين صورة السونار
مراد(وهو ينظر لها بنظرة طفولية): هنا .. هنا فيه .. اتنين؟!!
حنين(وهي تربت على وجهه بحنان): ايوة يا حبيبي .. فيه اتنين
مراد(وهو ينظر لبطنها بحنان ودموع تلمع بعينيه): انا بابا يا حبايبي .. انا بابا
حنين(وهي تمسد على رأسه بحنان وتلمع الدموع بعينيها): ...
مراد(وهو يربت على بطنها بحنان): انا بحبكم اوي ..(ثم نظر لحنين بفرحة ودموع).. وبحب امكم اوي
حنين(بعشق ودموع فرح): وامهم بتموت فيك
قالتها وهي تنزل على ركبتيها مثله لتحتضنه ويُشدد هو من احتضانها بسعادة تغمره .. ربما لو كان هناك مقياس للسعادة لوجدوا انه الآن يفوق كل مؤشراته .. هو ليس هنا الآن بل هائم في دنياه .. فوق سابع سماء .. مُحلق بخفة كالطير وخفيف كالريشة .. تغمض حنين عينيها وهي تبتسم بدقات قلب متواثبة بسبب فرحتها التي تضاعفت حين رأت فرحة من سكن قلبها
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
سيرزق الصاعقة والمجنونة بتوأم فهل سيتحقق حلم مراد
هل فعلاً مات حسين ام كان مراد يكذب لسبب ما
اعترف نور بحبه لهدى ودق قلبها مجيباً قلبه فماذا يخبئ لهم القدر
ما سر مقابلة نور مع والد هدى وهل سيزيد عشاق ابطالنا اثنين
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Randomأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...
