يجلس مصطفى بجانب مراد الذي يسرع بسيارته وعيناه مثبتة على الطريق .. يضغط بقوة على المقود حتى ابيضت اطراف اصابعه .. تتسارع انفاسه وتتواثب دقات قلبه وينهش القلق عقله وفؤاده على من تسكنه وليس حاله بأفضل ممن يجلس بجواره، فمصطفي كل ما يدور بعقله فكرة فقدانها بعد ان عادت إليه مرة اخرى .. لا يتحمل تلك الفكرة ولا يتقبلها .. تحتد انفاسهم ويسكن اللون الاحمر اعينهم من شدة الغضب وهم يتطلعوا للطريق بترقب لبلوغ الموقع المنشود
//////////////
حنين(بتعب وقد بدأت تفوق): آآآه دماغي .. ايه دا؟! .. لما .. مرام
كانت حنين تنادي عليهم وهي تحاول التحرك ولكن يعوقها الحبل الذي يربط يديها وقدميها مثلها مثل مرام ولما
لما(بتعب شديد): آآآآه .. انا فين؟! .. انا دايخة اوي
مرام(بألم شديد في رأسها): امممم .. مش قادرة .. ايه المكان دا؟!
اخذت كل منهم ثوانٍ ليتذكروا ما حدث لتقع قلوبهم من الخوف
حنين(بخوف يسكن صدرها): مين الناس دول واحنا فين؟!!!!
لما(برعب): مش عارفة .. انا خايفة
مرام(بتعب من تأثير الضربة برأسها): انا دايخة اوي
اخذت البنات تتطلع حولهن برعب في محاولة بائسة لفهم ما يحدث او اين هم .. قطعت البنات كلامهن حين فُتح الباب بقوة ليدخل منه الرجل -الذي ضرب مرام- بجسده الضخم لتنكمش البنات بجانب بعضهن
الرجل(وهو ينظر ل لما): يلا يا قطة الظاهر انهم هيبتدوا بيكي
حنين(بحدة): يبتدوا بمين انت اتجننت؟!! لو قربت منها هموتك
الرجل(ببسمة خبيثة): لمي لسانك يا قطة علشان متزعلنيش .. متخافيش دورك جي هأ
لما(بخوف): انتوا عايزين ايه مننا؟!!
مرام(برعب): انتوا جبتونا هنا ليه؟!!
الرجل(بملل): بقولكم ايه انتو هتاكلوا دماغي, يلا يا قطة الناس مستنينك
قالها وهو يجبر لما على الوقوف ويجرها معه لخارج الغرفة وسط محاولات حنين ومرام في مساعدتها ولكن بغض النظر عن قيودهم فماذا تفعل قوة اجسادهم مقابل ذلك الرجل الضخم بقوة جسده
مرام(بصراخ): لمااااااا
لما(بصراخ ودموع): لااااااا الحقونااااااي
حنين(بحدة وصراخ): سيبهااا يا حيوااااان .. يا لمااااا
خرج الرجل ب لما تاركاً مرام بدموع تغرق وجهها وحنين وهي تسبه وتلعنه بكل الالفاظ والشتائم
///////////////
يقود اكرم سيارته متتبعاً مراد ومشهد اخر لقاء بينهم يُعاد امامه مرة تلو الاخرى .. لا يريد التخيل ماذا يفعل بها هذا الحقير الذي كاد ان يفتك به بالمرة السابقة لولا وجودها وخوفه عليها .. يتذكر نظرة عينيها له ودموعها التي نزلت بصمت على خديها ولكنها كانت تكوي قلبه هو .. يتخيل اقتراب حسام منها ليضغط بكل قوته على البنزين مسابقاً الزمن والطريق في الوصول لها
////////////
تبكي مرام بانهيار بينما تتماسك حنين وهي لا تعلم كيف نزلت عليها تلك القوة والثبات لتنظر حولها وتتكلم بجدية
حنين(وهي تتطلع حولها): احنا لازم نخرج من هنا
مرام(بدموع): ...
حنين(بقوة لا تعرف كيف اعترتها): بطلي عياط وفكري معايا
مرام(ببكاء): خ.. خدوا ل.. لما
حنين(بتركيز): اهدي علشان نعرف نفكر هنخرج ازاي ونلحقها
مرام(وهي تحاول التوقف عن البكاء): ط.. طب هنعمل ايه؟
حنين(بتفكير): بقولك, انا هلف وانتي حاولي تفكي ايدي بسنانك
مرام(وهي تهز رأسها بلهفة): ماشي .. ماشي
///////////
يُجبر هذا الحقير لما على الجلوس على الكرسي وهو يزيد في ربط الحبال حولها مقيدها بالكرسي .. يعلو صراخها ليملئ المكان من حولها ولكن بلا جدوى .. يتحرك الرجل ليخبرهم بوجودها بتلك الغرفة جاهزة لما يشاؤون فعله بها
////////////
مايا(ببسمة خبيثة): وين راح تروح ما بدك تشوف هال show
حسام(ببسمة خبيثة ونبرة اخبث وهو يتحرك): لا انا عندي شو تاني .. يلا have fun
////////////
استطاعت مرام فك حنين التي اسرعت بفك قدميها ويد مرام وعينيها تبحث بالغرفة عن اي شئ يساعدهم للخروج لتسمع صوت يقترب من باب الغرفة مرة اخرى
مرام(برعب): يا نهار اسود دا شكله جاي تاني
حنين(بتوعد وغضب): خليه يجي
قالت حنين ذلك وهي تقوم وتسرع باتجاه لوح خشب وتمسكه وهي تختبئ خلف الباب لتفاجئه حين يدخل .. يُفتح الباب لتنصدم مرام حين رأت امامها حسام يقف وهو ينظر لها نفس النظرات المتفحصة وبسمة خبث تعتلي ثغره
مرام(بصدمة): انت؟!!!!
حسام(ببسمة خبيثة): مفاجأة مش كدا
مرام(برعب من نظراته): انت عايز ايه؟!! وجايبنا هنا ليه؟!! ووديت لما فين ؟؟!!
حسام(بنبرة خبيثة يشوبها التهكم): لما بتخلص حساب قديم .. اما بقا عايز ايه وجايبكم هنا ليه ف.. دي انا هسيبها لاحساسك
قالها وهو ينظر لها نظرات شهوانية ويقترب منها ببسمة خبيثة ليجد اللوح ينزل على ظهره بقوة
حسام(بألم): آآآه يا بنت ال..
حنين(وهي تضربه): خد .. خد .. خد
امسك حسام بيد حنين ودفعها ناحية الجدار لتصتدم رأسها بقوة ويحبسها هو بين جسده والجدار
مرام(بلهفة وهي ترى قوة الضربة): حنييييين
حسام(بفحيح خبيث): ليه كدا بس يا حلوة محدش قالك ان كدا غلط
حنين(بحدة وهي تحاول ان تدفعه عنها): ابعد يا حيوان
حسام(ببسمة خبيثة): حيوان!! تؤ تؤ تؤ انا كدا زعلت بس واضح انك قطة شرسة وبتخربش .. (ثم اقترب من اذنها بفحيح) .. وانا بصراحة بحب اوي القطط اللي بتخربش
فكت مرام قدمها بسرعة حين رأت رأس حنين تصتدم بالجدار ولا تستطيع تخليص نفسها من حسام .. جرت مرام ناحيته وهي تحاول ضربه بقبضتيها الصغيرتين ليقوم هو بدفع رأس حنين ناحية الجدار بقوة لتصتدم بجبينها وتقع من قوة الضربة .. ألتفت حسام لمرام وكتف يدها ليهمس في اذنها بنبرة قذرة
حسام(بفحيح خبيث وهو يجذبها): مستعجلة ليه يا قمر .. تعالي
مرام(بصراخ): لاااا اوعى سيبناااااي
جذب حسام مرام ليُلقيها عل الارض ويحاول الاعتداء عليها
حنين(بضعف وهي تفقد الوعي): سيبها..
حسام(ببسمة خبيثة وهو يقيد يدا مرام بيده): متقلقيش يا قطة هخلص معاها وافضالك .. دا احنا سهرتنا صباحي سوا
مرام(بصراخ وانهيار): حنييييييين
حنين(وقد فقدت وعيها): ...
مرام(بصراح وهي تحاول دفعه عنها): لاااااااا .. ابعد عنيييييي .. يا مراااااااد .. الحقوناااااااي
حسام(بضحك خبيث): صرخي من هنا للصبح الليلة ليلتك يا حلوة
مرام(بصراح حاد يشق الصدور وصوت محتقن): لاااااااااا .. اكراااااااااااااام
/////////////
اقتربوا للمكان ليقوم مراد بسحب سلاحه واخذ سلاحه الإضافي الذي دائماَ ما يضعه بسيارته .. كاد بإعطاءه لمصطفى ليتفاجئ حين وجد بيده سلاح
مصطفى(بنظرة ذات مغزي): كنت عارف ان هيجي وقت واحتاجه
/////////////
تستمر لما بالصراخ وهي تتطلع حولها .. تحاول التحرك من على الكرسي ولكن قيد ذلك الرجل حركتها بشده فما كان منها سوا ان تُزيد من صراخها مستنجدة بأي احد ينقذها لتقطع صراخها حين رأت من تقف امامها وترسم ابتسامة خبيثة على شفتيها
مايا(ببسمة خبث): هاللو حياتي
لما(بصدمة): انتي؟!!!
مايا(وهي تقترب منها): ايه انا .. انا ياللي حشرة متلك ضربتها .. انا ما بنسى بنوب حياتي وباليوم اللي رفعتي ايدك علي اقسمت اني راح ردلك هاد القلم
لما(وهي تنظر في عينيها بقوة): ...
مايا(وهي تنظر لها باحتقار): بس تعرفي انا مستعدة سامحك بس بشرط .. تبوسي الكندرة (الجزمة) تبعي .. شو رأيك؟
نظرت لها لما نظرة استحقار لتتفاجئ مايا حين قامت لما بالبصق عليها .. نظرت مايا لها بصدمة من فعلتها
لما(بقوة وعزة نفس): مش لما الشاذلي اللي توطي راسها لوحدة زيك
مايا(وهي تمسك شعر لما بقوة): لك يا حقيرة انا راح اقتلك .. راح موتك هون
لما(بألم): اوعي يا مجنونة آآآآآآآه الحقونااااااي
مايا(بنبرة مختلة): ما حدا راح يلحقك مني .. انا راح موتك هون وما حدا راح يدرى فيكي
اخذت مايا تُزيد من شدها لشعر لما وصفعها بحدة وكل ما تستطيع لما فعله هو سبها والاستنجاد بأي احد ينقذها ليقطع سيل ما تفعله مايا صوت الرصاص الذي صدح بالمكان
////////////
وصلوا ناحية المخزن لينزل مراد ومصطفى وهم يشهرون مسدساتهم ويطلقوا العنان للطلقات النارية لتصيب من سولت لهم انفسهم بالاقتراب من بنات ملكوا قلوب السباع فقرروا افتراس من يقترب منهم .. تسكن نظرة الصاعقة عين مراد وهو يرفع يديه بكلا المسدسين مصيباً عدد من الرجال باصابات بليغة وحيوية ليصبح نجاة اي منهم امر مستحيل اما مصطفى فكان يضرب وعيناه تبحث عن مدخل المكان .. اما بالنسبة لأكرم فكان يدور بسيارته قاصداً الاصتدام بكل من يقابل فهو لا يعرف كيف يتعامل مع الاسلحة ولكن لن يوقفه ذلك عن المشاركة في الانتقام ممن لعبوا بعداد عمرهم حين فكروا بمس هؤلاء البنات بسوء لتصيبهم لعنة عشاقهم .. اسرع اكرم بسيارته مصتدماً بباب ذلك المكان ليدخل ساحته بالسيارة ويتبعه مصطفى ومراد بعدما قضوا على جميع من بالخارج .. يسمعوا صوت صراخ متفرق ليذهب كل منهم باتجاه في بحث عن من امتلكن قلوبهم فسلموا مفاتيحها لهن
////////////////
يحاول مراد تتبع صوت الصراخ وهو يستخدم حواسه وخبرته كظابط مخابرات .. يعلو صوت صراخ لما ليجري مراد ناحيته وهو يرفع مسدسه ولكن تتخشب قدماه بمكانه حين رأى مايا تقف امامه وهي توجه مسدسها على رأس لما
لما(بدموع): إلحقني يا مراد
مراد(وهو يطمئنها): ماتخافيش يا لما .. اهدي
مايا(بشر ونبرة مختلة): اذا قربت خطوة راح فرغ الخزنة براسا (برأسها) .. ارمي المسدس تبعك
مراد(بهدوء وحكمة): اللي بتعمليه دا مش هيفيدك .. سيبيها وانا مستعد اساعدك .. هقول ان حسام هددك علشان تكوني معاه والمكان اصلا باسمه يعني انتي ملكيش دعوة
مايا(بنبرة مختلة ونظرات يملؤها الحقد والشر):بس حسام ما هددني .. انا ياللي طلبت منه يجيبها لهون مشان اخد حقي
لما(بغيظ): كتك كسر حوقك .. آآآآه
شدت مايا شعر لما اكثر
مايا(بغيرة وغيظ): انا ما بعرف شو عاجبه فيكي مشان يرفضني اناااا مشانك انتي .. بس هلا انتي راح تموتي .. (ثم نظرت لمراد الذي كان يتحرك ببطئ وبخطوات بسيطة) .. وانت كمان راح تموت وما حدا راح يعرف بالقصة .. (ثم نظرت ل لما مرة اخرى بنبرة مختلة ونظرات زائغة) .. متل ما خليت حسام يجيبك لهون مشان سوي فيكي ياللي بدي ياه واخلص منك فيني قِله يخفي جثتك وما حدا بيلاقيها
لما(وهي تنظر لها بصدمة وخوف): انتي مجنونة!!!!
مايا(بنبرة عالية وختلة): انا مايا اللي ما حدا بيقول لإلها لا
قالتها ثم اخذت تضحك بجنون ليقطع سيل ضحكتها رصاصة الصاعقة التي اخترقت قدمها لتصرخ من الألم فتصيب الأخرى ذراعها لتصرخ بشدة وهي تقع ارضاً وتتلوى كما الحية لتصيب الثالثة صدرها لتُنهي عذاب استحقته .. يُسرع مراد بفك لما -بعد ان تخلص من تلك الحية الخبيثة الملونة- ويخرج بها بحثاً عن الباقي وهي تُمسك بجاكيته محتمية به, فلطالما كانت تعتبر مراد اخيها وليس ابن خالتها ولطالما كان هو امانهم جميعاً
/////////////
يسمع اكرم صوت استغاثة مرام ليُسرع ناحيته وانفاسه تحتد بصدره .. يأتي صوتها من خلف الباب المتهالك ليركله بقدمه بقوة ليرى امامه مشهد جعل الجحيم يسكن عيناه وتثور براكين غضبه .. يراها تُعافر في مقاومة هذا الحقير الذي قطع قميصها محاولاً سلبها اعز ما تمتلك أي فتاة .. يندفع ناحيته ويجذبه بعيداً عنها وسط سيل من صرخاتها الهيستيرية وهي تغمض عينيها بشدة والدموع تغرق وجهها
/////////////
يتحرك مصطفى في المكان بحثاً عن ملكة فؤاده .. يُصعب كون المخزن بمكان نائي ومنعزل إيجادهم حيث يتردد صوت الصراخ بالمكان كله فيصبح تحديد الاتجاة الصحيح عملية صعبة .. يندفع مصطفى لغرفة يتضح بها صوت لما ليجدها فارغة .. كاد بالخروج ليجد ذلك الرجل الضخم يسد طريقه .. رفع مصطفى مسدسه ناحيته وضغط على الزناد ليجد ان رصاصاته قد نفدت بعدما استخدمها جميعها بالخارج .. اندفع الرجل نحو مصطفى لتبدأ بينهم معركة طاحنة ويشتد الضرب بينهم .. كان مصطفى رغم فرق الجسد بينهم متقدماً عليه فكان يصد معظم ضرباته ويوجه له الركلات والضربات الموجعة لجسده الضخم .. وقع الرجل ارضاً وهو يمثل الانهاك والتعب .. ما ان اقترب مصطفى منه حتى تفاجأ بحفنة من التراب ملقاه على عيناه لتعيق بصره ويستغل ذلك الحقير فرصته بعدما ألقي بحفة اخرى من التراب على مصطفى ليبدأ في توجيه الضربات له .. هنا ضربة في وجهه وهنا في معدته وهنا في مفصل ركبته ليجبره على الوقوع ارضاً
//////////////
تصرخ مرام بانهيار وكلما زادت صرخات مرام زاد اكرم في لكماته لذلك الحقير الذي تجرأ على لمسها .. تكاد يد أكرم لا تُرى من فرط حركته بلكمات موجهة لوجه حسام الذي بات مشوهاً وتُغطيه الدماء فلا ملامح تُرى .. يوقف اكرم سيل اللكمات ليبدأ بركله بقدمه أكثر من مرة في انحاء متفرقة من جسده .. يجذبه بقوة ويسدد ركلة بركبته في معدته واخرى في منطقة اخرى مسبباً ألم شديد لذلك الذي يكاد يلفظ أنفاسه الاخيرة .. تقع عيناه على مرام التي تضم نفسها وهي تبكي بهستيريا وتحتضن نفسها محاولة ستر ما كُشف بجسدها لتقوم ثورته مرة اخرى ويسدد سيل اخر من اللكمات لحسام الذي فقد وعيه من شدة الألم وفرط الضربات
////////////
كاد ذلك الحقير بتوجيه ضربة اخرى لمصطفى ليصدح صوت رصاصة في المكان تخترق قدمه السمينة بحدة فيقع أرضاً بألم .. يصدح صوت رصاصة اخرى مخترقة كتفه لينبطح أرضاً من فرط الألم الذي يغذو جسده .. يحاول مصطفى فتح عيناه بصعوبة ليجد الرؤية مشوشة قليلاً ولكنها كفيلة بإظهار مراد الذي يوجه مسدسه ناحية هذا الحقير الذي تجرأ وتعدى على كل عزيز للصاعقة لذلك وجب إذاقته غضب الصاعقة .. كاد مراد ان يفتك به ليجد مصطفى يحاول الوقوف بعد كم الضربات ليُسرع له ويساعده على الوقوف .. يسنده ويتحرك به للخارج نحو المكان الذي ترك فيه لما .. ما ان رأت لما مصطفى حتى جرت لعنده ورمت بنفسها بين احضانه مستمدة الامان والراحة منه .. اخبرهم مراد بالتحرك للسيارة حتى يجد اكرم وباقي البنات
/////////////
يدخل مراد تلك الغرفة بعدما ساعد مصطفى ليجد امامه منظر يُلجم اي شخص هنا حنين ملقاه ارضاً بجرح في رأسها وهنا اكرم يفتك بحسام الذي اصبح كالخرقة البالية وهنا مرام تبكي وتحاول ستر جسدها .. تحرك بعفوية ناحية اخته ليساعدها بالوقوف ف علت صرخاتها مرة اخرى حين لمسها
مراد(وهو يطمئنها): اهدي يا حبيبتي انا مراد متخافيش
ما ان استمعت لصوته حتى دفست نفسها بين احضانه وكأنها تريد ان تختبئ بداخله وتستر جسدها به .. لاحظ هو ما تفعل ليُسرع بخلع جاكيته وإلباسها إياه وهو يطمئنها بحضنه ويوزع نظراته بينها وبين حنين المُلقاه ارضاً ولا يعرف ما اصابها ليصرخ بأكرم
مراد(بحدة): خلاص يا اكرم خلاص انت خلصت عليه سيبه
لا تسمع اذن اكرم اي شئ فكل ما يدور بعقله كيف حاول هذا الحقير الاعتداء على من تربعت على عرش قلبه .. كيف جعلها تصرخ .. كيف آلمها
مراد(بانفعال): بقولك خلاص يا اكرم خلاص
مرام(بهمس شديد وضعف): اكرم
/////////////
تحرك مصطفى ب لما ناحية السيارة وهو يحاوط كتفها بيده .. يرتجف جسدها برعب من هول ما كان يحدث لتجده يحكم محاوطة كتفها كأنه قرأ ما يدور بخلدها فأخذ يطمن قلبها بوجوده .. مشى معها حتى وصل للسيارة ليُجلسها بالداخل ويجلس على ركبتيه امامها يطمئنها ويهدئها ويمسح دموعها التي تنزل على وجنتيها ولكنها تجري على فؤاده تكويه .. تنظر له بضعف وخوف ليطمئنها بنظراته وهو يحاول تهدأه ضربات قلبه الذي كاد بالخروج عن ضلوعه ومن فرط نبضاته
/////////////
تصنم اكرم على وضعه ويده مُعلقة لينظر ناحيتها ويراها وهي تختبئ بحضن اخيها .. وقف واقترب ببطئ منها ليجذبها برفق لأحضانه هو .. ما ان تولى اكرم امر مرام حتى اسرع مراد ناحية حنين ليجد جرح بجبينها فيزداد سواد عيناه وينظر بحدة ناحية حسام المُلقى ارضاً بدماء تغرق جميع انحاء جسده .. وقف وحمل حنين على ذراعيه لينظر ناحية حسام نظرة اخيرة .. نظرة الصاعقة .. انتقم اكرم منه لما فعله بزوجته واخته ولكن لم يرى بعد انتقام الصاعقة .. تحرك اكرم بمرام خلف مراد للخارج .. وضع مراد حنين بالسيارة ممدداً جسدها على الكنبة واجلس اكرم مرام بالمقعد الامامي وهو يحاول ان يُطمئنها ويجعلها تكف عن اهدار حبات اللؤلؤ تلك التي تنزل من مقلتيها .. نظر مراد لحنين الغافلة على الكنبة قبل ان يُشير لأكرم بالتحرك بهم للمشفى ويعود هو للبحث عن لما ومصطفى
/////////////
نجح مصطفى في تهدئة لما ورجعت الراحة تسكن صدره بعدما عادت بجانبه واطمئن لكونها بأمان .. رسم ابتسامة بسيطة على وجهه وهو يقف على قدميه لتجيبه هي بابتسامة صافية سرعان ما تعكرت .. جحظت عيناها برعب وهي ترى من يقف خلفه وانسحب الهواء من حولها .. قرأ مصطفى تعابير وجهها ليفهم ما يحدث .. بمجرد ان لف وجهه لمن خلفه وجد مطواة تُغرس ببطنه ليفتح عينيه بألم وهو يرى ذلك الرجل الضخم يقف امامه وهو لا يكاد يصلب طوله بعد ان اصابه مراد بطلقتين احدهما بذراعه والاخرى بقدمه فأفقدوه قوته ولكن لم يقضوا عليه ليتبعهم عازماً على انهاء ما بدأه واخذ بثأره من مصطفى بعدما اشبعه ضرباً .. نظر في عينيه ببسمة شر ترتسم على فمه وهو يجاهد لأخذ انفاسه .. يسحب المطواه فينتفض جسد مصطفى من الألم .. كاد ذلك البغيض بإعادة طعن مصطفى بالمطواة مرة اخرى لتخترق رصاصة الصاعقة جبهته منهية حياته البائسة المليئة بالشر والفساد .. لف مصطفى جسده وهو يقع ببطئ لتكون هي آخر ما تراه عيناه .. تفوق من صدمتها حين رأته يقع امامها ودماءه تصبغ قميصه الازرق باللون الاحمر .. تجري ناحيته وهي ترى باقي جسده يقع على الارض لتضع رأسه على قدميها وهي تصرخ باسمه بانهيار
لما(بصراخ ودموع): مـــصـــطـــفــــى .. لا يا مصطفى .. لا مش هتسيبني .. قوم يا مـــصـــطـــفــــى
مراد(بعد ان وصل عنده جرياً): مصطفى .. مصطفى رد عليا .. مصطفى
يتحسس نبضه ليُسرع بحمله للسيارة وتجلس لما بالخلف معه وهي تضع رأسه على قدمها وتحتضنها بكلتا يديها والدموع تغرق وجهها .. يقود مراد سيارته بسرعة في طريقه للمشفى وقلبه لا يعرف على من ينشغل اكثر .. على اخته التي انهارت من هول ما حدث لها ام على ابنة خالته التي يعتبرها كأخته الصغرى ويراها تبكي بهستيريا وهي تتحدث مع مصطفى بالخلف وتخبره ان يتماسك وكأنه يسمعها .. ام على صديقه الذي يعده أخ له وقد رآه يسقط امامه غارقاً في دمه .. ام على حبيبته ومن سكنت قلبه وهو لا يعرف ما اصابها وما حالتها .. يطول الطريق وكأنه يتعمد زيادة التوتر لهم مانحاَ الظنون الفرصة لكي تلعب بعقلهم
////////////
وصل مراد للمشفى ليدخل وهو يحمل مصطفى ولما تجري لتواكب خطواته بخطواتها المتعثرة بسبب الدموع التي تغطي عينيها وفستانها الذي تلون بدم مَن سكن قلبها ودق بإسمه .. يُسرع محسن ولارا مع باقي الممرضين ليقوموا بوضع مصطفى على الترولي ويجروا به ناحية غرفة العمليات .. كاد مراد ولما باللحاق بهم ليجدوا اكرم امامهم .. تجري لما وتدفس نفسها داخل احضان اخيها وهي تبكي بانهيار وتهتف باسم مصطفى .. يخبر اكرم مراد بمكان حنين ومرام ليتجه ناحيتهم ويذهب اكرم ب لما ناحية غرفة العمليات لمتابعة حالة مصطفى
//////////////
يقف محسن ولارا داخل غرفة العمليات بتوتر يرتسم على وجوههم بعدما وجدوا ان مصطفى خسر الكثير من الدماء ليحاولوا ايقاف النزيف وعلاج الجرح الغائر ببطنه
///////////////
يقف اكرم بالخارج ويحاوط اخته بيده ويحاول تهدئتها ولا يعرف من سيهدئه هو فقلبه ممزق على اخته التي تنتفض بجانبه من فرط البكاء ومرام التي انهارت واضطر لحقنها بمهدأ حتى تعطي فرصة لاعصابها ان تهدأ بعد ما عاشته وصديقه الذي يُصارع في الداخل وهو غير قادر على مساعدته بعدما ادى ضربه لهذا الحقير بقبضة يده إلي جرحها مما يمنعه من مزاولة مهنة الجراحة لفترة حتى لا يُعرض من هم تحت يده للخطر .. يحكم محاوطة اخته جاذبها لاحضانه وهو يغلق عيناه بتعب وألم
//////////////
يدخل مراد الغرفة لتقوم حنين من جانب سرير مرام وتندفع ناحيته مُلقية نفسها بأحضانه ليحاوطها هو بذراعيه القويتين بخوف ورعب سكن عيناه وقلبه في الساعات الاخيرة لتنجلي تلك الغيمة حين رآها امامه سالمة إلا من إصابة برأسها نتيجة اصطدامها بالجدار مما ادى لفقدانها وعيها .. يقبل جبينها قبلة طويلة على ذلك الجرح مستنشقاً عبير رأسها عله يهدأ انفاسه المتلاحقة ودقات قلبه .. يفتح عيناه وهو يبتعد قليلاً لينظر ناحية مرام لتقوم حنين بطمأنته عليها ويقوم هو باخبارها بما حدث ل لما ومصطفى لتهرع معه ناحية غرفة العمليات
///////////////
تقترب حنين من غرفة العمليات بخطوات مسرعة لتُسرع اكثر وهي ترى حالة لما المنهارة التي ما ان رأت حنين حتى ارتمت في احضانها لتحاوطها الاخرى وتربت على ظهرها بحنان محاولة بث الامان والطمأنينة بها .. يقف مراد بجانب اكرم لاصقاً كتفه بكتف الآخر فلا تعرف مَن يستند على مَن وكأن كلٍ منهم يتكئ على الآخر .. تقوم ثورة بداخل كلٍ منهم من شدة القلق على رفيق دربهم وصديقهم وأخيهم
///////////////
يطول الوقت ليسكن الرعب قلوبهم حتى لمحوا محسن ولارا يخرجون من الغرفة ليتجمعوا حولهم بأعين مترقبة وحواس متأهبة لما سيُقال .. تُرسم ابتسامة بسيطة على وجه كلٍ من محسن ولارا وتنزل دموع الفرح على وجوههم جميعاً بغزارة حين اطمأنوا عليه .. فلحسن حظه اصابت المطواة فراغ بطنه ولم تؤذي اي اعضاء او تكون اصابتها حرجة ولكن فقدان دمائه هو ما ادى لفقدانه الوعي بسرعة .. يزفر اكرم ومراد براحة وهم يحتضنوا بعضهم مثلهم كمثل حنين ولما اللتان تغرق الدموع وجههم وتغرق عبارات شكر الله ألسنتهم
///////////////
يرفع مراد هاتفه على اذنه وهو يتحدث بنبرة شبة هامسة وبعلامات جدية تُرسم على وجهه ليتأكد من ان ما خطط له تم كما يريد بالكلمة والحرف .. يغلق هاتفه ونظرة الصاعقة تسكن عيناه ونظراته الحادة تزينها ليتحرك عائداً لهم مرة اخرى
//////////////
بعد ان اطمئنوا على مصطفى وتم نقله لغرفة عادية تحركوا جميعاً ل غرفته عدا اكرم الذي كان يقف امام غرفة مرام يُقدم قدم ويُؤخِر الاخرى
حنين: هتفضل تفكر كتير .. ما تدخل يابني ادم تطمن على مراتك
اكرم(بتردد): ...
حنين: كفاية يا اكرم
اكرم(بعدم فهم): كفاية ايه؟
حنين: كفاية اللي بتعمله في مرام وفيك دا .. كفايا بُعد .. كفاية تعذبها وتعذب نفسك معاها
اكرم(بوجع): وهي ليه مقالتش كفاية لما بعدت عني 5 سنين وسابتني في عذاب اكتر من دا بمراحل .. ليه مقالتش كفايا بُعد .. ليه ضيعت من عمري وعمرها سنين
حنين: وانت بتعمل ايه دلوقتي .. انت بتعمل نفس اللي كانت بتعمله وأسوأ كمان
اكرم(بدهشة): انا؟!!
حنين: ايوة انت .. بتضيع في وقت ممكن تكونوا فيه مع بعض .. بتضيع ايام من عمرك وعمرها في البُعد والفراق .. لا وبتعمله بعد ما عرفت سبب البُعاد زي ما تكون بتأكدلها ان السبب دا هيبعدك عنها
اكرم(بدفاع): لا طبعاً انا السبب دا ولا بيهمني لا دلوقتي ولا زمان
حنين: اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب
اكرم: يا حنين افهمي .. انا مجروح منها ومن اللي عملته ومن السر اللي خبته عني
حنين(بهدوء): وهي كمان مجروحة اضعاف .. مجروحة من اللي حصلها زمان .. مجروحة من انها بعدت عنك وهي روحها فيك .. مجروحة من انها شايفة انها عمرها ما هتكون ام .. مجروحة من انها حاسة ان كل الناس بتبصلها بشفقة بعد ما عرفوا اللي حصل .. مجروحة من رد فعلك بعد ما عرفت السبب
اكرم: ...
حنين: جرحك وجرحها عمره ما هيطيب بالبُعد .. قرب منها, طمنها, حسسها بالأمان, اثبتلها ان الموضوع بتاع الخلفة مش فارق معاك .. نسيها وخليها تنسيك الللي عشتوه وانتوا بُعاد عن بعض .. ممكن أسألك سؤال؟
هز اكرم رأسه
حنين: لو لا قدر الله مرام كان حصلها حاجة النهاردة انت كنت هتسامح نفسك؟! .. لو كنت خسرتها النهاردة كنت هتقدر تعيش مع ذنب انك مسامحتهاش على غلطة كانت في الاساس علشانك .. علشان تسعدك وتخليك مش ناقصك حاجة ضحت بسعادتها هي
اكرم(بتفكير): ...
حنين: ادخل لمراتك وخليك جنبها .. (ثم اكملت بابتسامة خبيثة) .. وابقى بعد كدا ماتمثلش انك هترتبط بحد غيرها علشان المرة الجاية انا اللي هقفلك, امين؟
اكرم(بضحكة خفيفة): امين
تحرك اكرم في اتجاة غرفة مرام ودخل واغلق الباب خلفه لتقف حنين تنظر بابتسامة للباب الذي يقبع خلفه اثنان هما عنوان العناد رغم قلوبهم المرتبطة ببعض برباط إلهي .. اتسعت ابتسامتها لتتكلم دون ان تُدير ظهرها
حنين: هتفضل واقف باصصلي كدا كتير
تحرك مراد مقترباً منها وهو يتعجب كيف علمت انه خلفها فهو لم يُصدر اي صوت يدل على وجوده
مراد(بدهشة): عرفتي منين اني وراكي دا انا معملتش اي صوت؟!!!
حنين(بابتسامة): يمكن مسمعتكش بس دا (وهي تُشير لقلبها) حس بيك
مراد(بغمزة): اموت انا في الحساس .. (ثم اقترب اكثر ليتفحص جبهتها) .. بتوجعك؟
حنين(بابتسامة مطمئنة): تؤ متقلقش انا تمام
مراد(بمكر): طب بقولك ايه .. ما تيجي نروح علشان اغيرلك ع الجرح
حنين(بضحك وقد فهمته): لا يا سيدي متشكرين
مراد(وهو يقترب منها): يا بت اسمعي الكلام انا غرضي مصلحتك
حنين(بضحك): يا عم انا ادرى بمصلحتي وبعدين هنسيبهم ازاي ونمشي
مراد(بتصميم): مصطفى وجرحه بسيط الحمد لله ولما قاعدة جنبه, ومرام وجوزها جنبها واظن بعد كلامك هيكون فيه كلام كتير بينهم, يبقى نخلع احنا بقا
حنين(بضحك): والله العظيم انت مجنون
مراد(بمكر): كدا طيب .. (قام مراد بحمل حنين فوق كتفيه) .. جنان بجنان بقا
حنين(بصدمة وخجل): ايه اللي بتعمله دا!! نزلني يا مراد احنا في المستشفى مينفعش كدا
مراد(بإصرار): مش هيحصل احنا لازم نروح علشان اطمن عليكي
حنين: ياعم انا كويسة والله .. طب نزلني وانا همشي
مراد(بعناد ومزاح): لا يا حبيبتي اخاف تدوخي ولا تقعي
اكمل مراد الطريق إلى سيارته حاملاً حنين فوق كتفه مسبباً الضحك والابتسامات على وجوه جميع من رأوهم ومن ضمنهم محسن ولارا
////////////
لارا(بضحك): دول مجانين
محسن: مفيش احلى من الجنان .. (ثم نظر لها) .. بقولك ما تيجي نتجنن احنا كمان
لارا: ازاي؟
محسن(بابتسامة): فضيلي نفسك اخر الاسبوع وانا اقولك
لارا(بابتسامة): اوكيه
محسن(بمزاح): اوكيهين تلاتة
كااااااااااات كفايا كدا النهاردة
********************************************
استطاع سباع العائلة انقاذ ساكنات قلوبهن فهل انتهت حقاً معاناتهم
لا يخجل مراد من اظهار حبه لحنين ولكن وراء اختفاء الشيطان اللعين سر كبير فماذا سيحدث لاسطورة حبهم
استطاعت حنين افاقة اكرم وتنبيهه لما يفعل ليقرر هو انهاء البعد والاستماع لصوت قلبه
ماذا يخطط محسن ل لارا وهل ستنتهي مفاجأته النهاية المرجوة
هذا ما ستكشفه فصول روايتنا
أنت تقرأ
أنت عشقي 🖤🔥
Randomأنت عشقي 🖤🔥 بقلم حورية الإبداع/ حنين عماد 💜✨ هو هادئ وبارد كالثلج .. لم يكن كذلك ولكنه تألم في ماضيه، فَقَدَ احب الناس إليه فقرر اعتزال الحب، اغلق على قلبه ورمى المفتاح عازماً على اللا يُدخِل المزيد من الأشخاص في حياته حتى لا يُفجع مرة أخرى .. لم...
